بسم الله الرحمن الرحيم
تشترك أكثر الزيارات في ذكر انتساب الإمام الحسين عليه السلام الى رسول الله صلى الله عليه واله فمثلاً يقول الإمام الصادق عليه السلام في زيارة جده الحسين: السلام عليك يا ابن علي المرتضى، السلام عليك يا بن فاطمة الزهراء، السلام عليك يا ابن خديجة الكبرى.فربما يسأل السائل عن الداعي لتعريف الإمام الحسين عليه السلام وبيان نسبه؟!
والجواب: ليس المقصود بهذه الفقرة بيان النسل فحسب كما قد يظن البعض، إذ هو أمر معروف وبالتالي يكون منن باب تحصيل الحاصل، وكذلك ليس قيمة الإنسان بنسبه وسلالته وإن كان في ذروة الشرف كنسب سيد الشهداء عليه السلام.
وإنما المقصود بيان شجرة الاصطفاء التي اختارهم تعالى واجتباهم من دون العالمين، فقد اختار تعالى هذه العائلة من دون العوائل وهذه القبيلة من دون القبائل وهذه الشجرة من دون الشجر والتي ابتدأت بإبراهيم عليه السلام وانتهت الى نبي الرحمة صلوات الله عليه ومن بعده الأئمة الأطهار عليهم السلام، وقد حكى القرآن الكريم هذا الأصطفاء بقوله تعالى: P إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌO[1]، فأراد الأمام الصادق عليه السلام بهذا المقطع من الزيارة أن يشير الى هذا المعنى وان الحسين قد ولد وانحدر من هذه الشجرة المباركة وهي شجرة ابراهيم وآل ابراهيم فهو ابن محمد وعلي وفاطمة وعبد المطلب الى ان يصل الى ابراهيم الخليل عليهم السلام اجمعين، وقد قام الإمام الحسين عليه السلام بنفسه بهذه المهمة وهي التعريف بالحقيقة السابقة وانه من المصطفين عندما عرف بنسبه الشريف يوم الطف حيث قرأ اية الاصطفاء المتقدمة عند وداع ولده علي الأكبر عليهما السلام، فأراد ان يبين ان ولده الأكبر من المصطفين الأخيار الذين وردت بهم الآية الكريمة.
[1] آل عمران: 33-34.
تعليق