(زياد طارق دخيل)
نادى الإمام الحسين عليه السلام: "هل من ناصر ينصرنا؟".(1)
لم نتمكن يا سيّدي ومولاي أبا عبد الله (عليك منّا السلام) من أن نعاصرك لأجل استنصارك، فقد فاتنا الأوان لذلك الوقت الغابر،
فاليوم سننصر مبادئك، وأهدافك، والقيم التي ثأرت من أجلها، وضحيت في سبيلها، لتقدّم نفسك وأهل بيتك قرباناً في سبيل الله.
فاليوم نسمع أصوات حوافر الخيول تضرب الأرض يمتطيها فرسان شجعان في زمن يشكي من المآسي وتفشّي الظلم والاضطهاد.
فتتعالى الأصوات والصرخات لانعدام السماع من جرّاء الانفجارات وإطلاق الرصاص وفجأة..
الجندي: سيّدي توقف التقدم، لا يمكننا المواصلة فالطريق محفوف بالمفخّخات، ماذا نفعل؟
القائد: أرسلوا لطلب المنقذ.. من الفرسان الشجعان لتمهيد الطريق للقوات عن طريق شعاع نوره.
الجندي (وهو يتصل): أرسلوا لنا الفارس الشجاع محطم الأعداء وفاتح الطريق ومنقذنا من الهلاك.
الفارس الشجاع (زياد طارق دخيل): أنا من سوف يذهب ليمهد الطريق أمام الأبطال والأحرار في اﻟﮕرمة الحرة.
ومنذ فجر اليوم التالي بدأ الفارس الشجاع بتفكيك العبوات حتى فكّك (35) عبوة ناسفة بمنطقة اﻟﮕرمة؛ ليتقدّم الجيش بأمان الله وبركات رسوله.
وإذا بدويّ انفجار هزّ شجون الفارس الشجاع فخرج قلقاً على أصحابه، فرأى السيارة التي تنقله قد أصيبت بهاون، فدارت بباله صور مرعبة
فخاف على جثة الشهيد الموجودة داخل السيارة من أن يمثل بها الدواعش الأشرار، فهم لا يعرفون ديناً.
فركض بسرعة باتجاهه متناسياً خطورة الموقف، فانحنى ليحمل الشهيد، وإذا برصاصة القنّاص تصيبه بكتفه من الأمام وتدخل أحشاءه حزينة
متألمة تصرخ لا أريد قتله، فهوى مستقبلاً الأرض بكفيه وأخذ ينزف.
الجندي: سيّدي لا يمكننا إنقاذه إلّا إذا تخلّصنا من القنّاص، وبعد مضي ساعتين نُقل الفارس الشجاع بالطائرة، وتلفّظ بقول الشهادة مسجلاً
أروع صور الإباء والبطولة والتضحية في سبيل كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، ليستشهد منادياً لبيك يا حسين.
...............................
(1) الإمام الحسين عليه السلام من الميلاد وحتى الاستشهاد: ص247.
م. زينب رضا حمودي
تم نشره في العدد 98