⚜ابن أبي الحديد المعتزلي
قال في شرح قول أمير المؤمنين عليه السلام : (وبنا يختم لا بكم): إشارة إلى المهدي الذي يظهر في آخر الزمان ، وأكثر المحدثين على أنه من ولد فاطمة عليها السلام وأصحابنا المعتزلة لا ينكرونه ، وقد صرحوا بذكره في كتبهم واعترف به شيوخهم . إلا أنه عندنا لم يخلق بعد وسيخلق . وإلى هذا المذهب يذهب أصحاب الحديث أيضاً).
( المصدر:1/146) .
وقال في شرح قوله عليه السلام لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها . وتلا عقيب ذلك وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) .
قال: والإمامية تزعم أن ذلك وعد منه بالإمام الغائب يملك الأرض في آخر الزمان. وأصحابنا يقولون إنه وعد بإمام يملك الأرض ويستولي على الممالك ولا يلزم من ذلك أنه لا بد أن يكون موجوداً . وتقول الزيدية: إنه لا بد من أن يملك الأرض فاطمي يتلوه جماعة من الفاطميين على مذهب زيد ، وإن لم يكن أحد منهم الآن موجوداً).
( المصدر:1/174) .
وقال في شرح قوله عليه السلام : ( بأبي ابن خيرة الإماء) (أما الإمامية فيزعمون أنه إمامهم الثاني عشر وأنه ابن أمة اسمها نرجس. وأما أصحابنا فيزعمون أنه فاطمي يولد في مستقبل الزمان لأم ولد وليس بموجود الآن، وأنه يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، وينتقم من الظالمين وينكل بهم أشد النكال)
(المصدر :1/152)انتهى .
أقول: ولقد وقع فيها ابن أبي الحديد ومثله كل من يثبت هذا النص لأمير المؤمنين عليه السلام بأن المهدي عليه السلام ابن خيرة الإماء !!
فإذا لم يكن هو ابن الإمام العسكري عليهما السلام وكان سيولد في عصرنا مثلاً ، فأين الإماء ، وكيف يكون ابن أم ولد وابن خيرة الإماء ؟
وقال ابن أبي الحديد في شرح قوله عليه السلام ( في سترة من الناس): هذا الكلام يدل على استتار هذا الإنسان المشار إليه ، وليس ذلك بنافع للإمامية في مذهبهم ، وإن ظنوا أنه تصريح بقولهم . وذلك لأنه من الجائز أن يكون هذا الإمام يخلقه الله تعالى في آخر الزمان ، ويكون مستتراً مدة وله دعاة يدعون إليه ويقررون أمره ، ثم يظهر بعد ذلك الإستتار ويملك الممالك ويقهر الدول ويمهد الأرض)
.( المصدر: 1/ 163) .