إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

🔷🔹(( عروج الروح )) 🔹🔷

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 🔷🔹(( عروج الروح )) 🔹🔷


    في ظهر ذلك اليوم ... لم يكن كأي يوم .... كلنا نترقب ... القلوب تخفق ... الصمت يسود المكان .... يوماً لا ينتمي لأيام هذا الزمن ... يوماً أمتد من يومِ الطف .... و كأني بالحسين ينادي (( هل من ناصر ينصرنا ؟؟؟ .... هل من ذاب يذب عنا ؟؟ )) ....
    أعلنت فتوة الحق ... ونودي بنا للجهاد ... لم تعد قدماي تحملاني ... الأرواح حلقت في سماء العراق ... لتعلن أن الفرصة تمر مر السحاب وانها أتت لمن سيغتنمها ... لمن يريد أن يرتقي .. عليه صعود سُلم العروج .... عروج الأرواح .....
    أرتفعت ببصري الى السماء ... كأني أنظر للخيام المحترقة قائلاً ... " لن تسبى زينب مرتين .. فحجابك أغلى من دمي " .... سارعت للأتصال بصديقي ( أيــــاد ) أتفقنا على أن نتسابق لتلبية الندداء .... فــ (( السابقون .. السابقون , اولئك المقربون ))
    أياد : أخي أبا حسن ... لابد أن نلتحق بالجهاد ...
    - هيا بنا أخي ... القافلة تنتظر .. علّنــا نسرع باللحاق ..
    - تحت اي رايــة سنكون ؟؟؟
    - لواء على ألأكبر ... وهل يليق بروحك ألا تكون الا معه !! ..


    أنطلقنا للجهاد ... ولازلت أتذكر تلك اللحظات جيداً عندما ارتدينا حلــة الجهاد ... كان يمازحني وكأنه غير مبالياً بالموت ..أوقع عليه ام وقع علينا .. يهمس مبتسماً :
    - أنا أجمل منك يا أبا حسن هههههه
    - وهل الجمال الا أنت ... يا ابارقيه !!!
    لم تكُ ساحات الجهاد كئيبةٍ كما قد يتصورها البعض .... ملئى بالدم !! او كــعاصفة حمراء تلقف ما نقدم لها ... بل كانت ساحات عشقٍ .... تذوقنا فيها حلاوة حُبِ الله ... و حُب الحُسين .. وحُب الوطن ... كانت حدائقُ وردٍ ننثرها لتزهر القلوب ... وينبعث الأمل من جديد ... كلما تسامت روحٌ قطفتها ملائكُ الرحمن ... ولما تسامت روح صديقي ( أيــــاد ) ...... لم تعد ألارض تليق بذلك الوجود المقدس ... لابد من العروج ... عروجاً نحو السماء ... تاركاً لي دموع الشوق ... ذكرياتٍ ... وحنين ..... و وصية يوصيني بها أن أتكفل علاج أبنته المريضة وأن ارعى تلك العائلة التي فقدت الأمان ...


    لم تنته قصة الحب ها هنا ... لان العائلة التي احتضنت ( أياد ) كانت تملك رجلاً عشق الحُسين (ع) ليقدم ولده اليه قائلاً ... (( أن كان هذا يرضيك .... فخذ حتى ترضى )) ... أبا اياد وقبل التحاق ولده الأخير لمشاهد العز والكرامة .... كان على فراش المرض .. يوصي ابنهُ قائلاً :
    - بني لا تعد هذه المرة ..... قاتل دون الطيبين ... وأشفع لأباك عند الحسين !!!
    أيُ أمنيةٍ هذه !! بل أيُ قلبٍ ذاب في عشق مولاه !!! ... نعم ... تحققت أمنية هذا الرجل ... قدم قربانه لله .. وللحسين ...عرجت روح اياد للسماء ... بقى ان ادفن الحبيب بقرب الاحبة ... فالصداقة هناك مختلفة .... فعددها ليس بأيديهم ... وأنما بعدد رصاصات الأعداء .... عاشوا معاً ... ودفنوا معاً ... وأنتصروا معاً ...


    عُدت لأحفظ الوصية .. اوفي دينه ... احقق امنيته ... ازفه على قصيدة (( يا حسين بضمايرنا )) وارعى ابنتيه ...ولكن .... قبل ان ينتهي عزاء اياد ... عدت اليه بأبيه ... حاملا نعشه اليه ... اذ كانت روح ابيه اسرع لوحقا به ... كانه يقول ... " على الدنيا بعدك العفى !!! ... عدت بنعشة وقد توشح كفنه براية القبة الشريفة للعتبة الحسينيه والتي اهديت لابيه تكريماً لشهادة ولده ولما قدمه للوطن ...


    صديقي أياد ... أبتسامتك ذاتها مازالت في أعماق نفسي .. ما زال صوتك يملئ عالمي ... وما زلت على وعدي معك .....
    عهداً سنحفظ الوصية ... سنحفظ دمك الطاهر ... وسأرعى لك وردتيك كما لو اني لهما أبا ... نم قرير العين .. وأشفع لنا ... علّــنا نلقى الحُــسين

  • #2
    المحتوى والعنوان كلاهما مؤثران
    رحم الله المجاهدين وأسكنهم فسيح جنانه

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X