حجابي نجاتي
(( فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ))
للحجاب أهميّة كبيرة في ديننا الإسلاميّ، فمن تلتزم به فهي بذلك تطيع الله ورسوله، وهذا واجب على كلّ مسلمة، كما أنّ الحجاب عفّة للمرأة المسلمة وهذا عنوانها، كما أنّه طهارة للقلوب سواء الذين في قلوبهم مرض، فهو يصونها ويحافظ على جوهرها من التلوث الاخلاقي الذي قد يطول المجتمع.
اليوم نسمع عن رفض بعض الدول مسألة الحجاب ودخول المحجبة إلى الجامعة أو أن تمارس حقها في العمل، قد يكون هذا متوقعا في دول غير اسلامية، ولكن عندما يتم تداوله وطرحه للمناقشة في دول اسلامية، فهذا يدعو للريبة والاستغراب!.
إن الخلاف حول الحجاب لم يبدأ من اليوم، بل عمره يمتد الى سنوات عديدة، وقد أثيرت مسألة الحجاب وتحرر المرأة منذ أوائل القرن الماضي، حتى اقترنت مسألة نزع الحجاب وتحرير المرأة من العنف الإسلامي كما يزعمون.
فهؤلاء يقودون حملات ضد الحجاب والمحجبات، بدعوى أن الحجاب هو: رمز لتخلف المرأة واضطهادها وعبوديتها واحتقارها وامتهانها، وحرمانها من حقها التعليم وممارسة حقها في أداء عملها، وما أن تنقضي فترة من الزمن إلا وتطفو مسألة الحجاب مجدداً على السطح، لتثير الخلاف والجدل مرارا وتكرارا حولها، تارة تثار في بلاد الغرب وأخرى في بلاد المسلمين.
حتى أصبحت تجارة لبعض الموديلات والأزياء التي دخلت علينا وليس لها أية صلة بزي الإسلام والمسلمات، إذ أن الأسواق اليوم مملوءة بأنواع الحجاب والاشربات التركية والهندية بألوان مثيرة جداً، بل حتى في طريقة لف الحجاب، ولبس الاكسسوارات وربطها بالحجاب، ولبس العباءة الإيرانية، علما أن كل هذه الأزياء والموضة لحجاب اليوم، يحتاج إلى ستر وحجاب أخرى، فهو لا يستر شيئا وإنما يظهر ما خفي!!.
ولكن الحجاب في الحقيقة : هو الستر، وهو حجب المرأة المسلمة عن أنظار الرجال الأجانب الذين ليسوا من محارمها.
إن الحديث الشريف يؤكد على المعنى التالي: كلنا مسؤولون (كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته). لذا نتوجّه الى الأخت المسلمة ونقول لها، أختي المسلمة لا تكوني فتنة. لا تكوني نارا يقودها التجار فتشعلين قلوب الشباب. أختاه كوني حذرة لا تضعي نفسك دعاية واعلانا للموضة. ولا يصح لبس العباءة المزخرفة ببعض العبارات والكلمات ما انزل الله بها من سلطان.. انتبهي غاليتي. فهذا ليس من الحجاب بشيء. نحن نلبس الحجاب الشرعي طاعة لله تعالى وتعبدا له سبحانه؟. أم لبسنا الحجاب من أجل الموضة ؟
ليكن الحجاب أنيقا... جميلا... مرتبا... راقيا... بهيا... ان كنتِ من أهل هذا الصنف.. فاعلمي يا غاليه انكِ وقعتِ في حبائل الشيطان وكنت ضعيفة أمام رغباته!!.
لتقفي يا غاليه وقفة صدق مع نفسك.. هل حجابكِ موافق لشريعة رب العالمين...هنا... اقول لكِ هنيئا لك - عزيزتي- و أسأل الله أن يثبت أقدامك على الدين.. فاجعلي من نفسك قدوة لمن حولك من بنات وأخوات وصديقات وجارات.. واحملي نفسك على النصح والتوجيه اللطيف لمن خالفت شريعة ربها في حجابها، قدمي لها كهدية عباءة اسلامية. أو حديثا عن الحجاب وما هو شروطه؟ ويكون لك الأجر والثواب.
أم إن كان حجابكِ قد أصابه خلل وخالف تلك الشروط او بعض منها هنا - والعياذ بالله- عقابك عقاب عسير فنحن أيام ونغادر. سنغادر الدنيا لا محالة طال بنا العمر أم قصر.. وسنوضع في حفرة ضيقة بعد ان تُلبسنا المُغسلة الحجاب الكامل من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين.. ونواجه رب العالمين.. فماذا سنقول عندما نسأل عن حجابنا عن عفتنا ماذا نقول؟
ماذا نقول يا اختاه حافظي على حجابك فأنت درة ثمينة جعلك الإسلام تحت غطائه حتى كي لا يطمع في جمالك أحد، وما تلبسينه اليوم سوف يشهد لك غداً
لنكن معاً يداً بيد من أجل (حجابي نجاتي).
...........................
الكاتبة مروة حسن الجبوري
الاعلام النسوي في العتبة الحسينية المقدسة
تعليق