بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام على ابن الرضا، اﻹمام الهمام، باب المراد، ودفين بغداد، مولانا ومولى كلّ العباد، محمد بن عليّ الجواد، يوم وُلِد في أطهر بيت ويوم استُشهِد مسموماً مظلوماً ملقىً ثلاثاً على سطح داره ويوم يُبعث للظلامة حيّاً.
أُلهِمَ الإمامُ الجواد(عليه السلام) من وراء الغيب أنَّ الأجلَ المحتوم سَيُوَافيه رغم أنّه كان في عمرٍ كعمر الزهور، وقد أعلن ذلك لشيعتِهِ في كثيرٍ من المواطن، فَنصَّ على إمامةِ وَلَدِه علي الهادي(عليه السلام)، فنصَّبَهُ عَلَماً ومرجعاً للأمّة من بعده(عليه السلام)،ولم يمُت الإمام(عليه السلام) حَتفَ أنفِهِ وإنّما اغتاله المُعتصمُ العبّاسي عن طريق دَسِّ السُمّ إليه.
حيث اتّصل جعفر بنُ المأمون بأخته الخبيثة أمّ الفضل زوجة الإمام الجواد(عليه السلام) وكانت أمّ الفضل تنقم من زوجة الإمام الثانية وهي أمّ الإمام الهادي(عليه السلام)، وبتكليفٍ من المعتصم الذيأخذ يبثّ إليها
سمومَه وكلماتِه وشَرَحَ لها الخطّة في القضاء على أبي جعفر(عليه السلام) فوافقت، فأعطاها سُمّاً فتّاكاً جعلته في طعام الإمام، فلمّا أكل منه أحسّ بالآلام والأوجاع،وأثَّر السُمّ في الإمام(عليه السلام) تأثيراً شديداً، فقد تغلغل الى جميع أجزاء بدنه الشريف وأخذ يُعاني منه آلاماً مرهقة،حتى تقطَّعت أمعاؤه(عليه السلام) من شِدَّة الألم،
وانتقلَ(عليه السلام) إلى جِوَار رَبِّهِ شهيداً مسموماً مظلوماً في آخر شهر ذي القعدة من سنة (220هـ) وحُمِل الجثمان المقدَّس إلى مقابر قريش، وقد حفَّت به الجماهير الحاشدة، فكان يوماً لم تشهد بغداد مثله فقد تَجمَّعت عشرات الآلاف في مواكب حزينة،
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام على ابن الرضا، اﻹمام الهمام، باب المراد، ودفين بغداد، مولانا ومولى كلّ العباد، محمد بن عليّ الجواد، يوم وُلِد في أطهر بيت ويوم استُشهِد مسموماً مظلوماً ملقىً ثلاثاً على سطح داره ويوم يُبعث للظلامة حيّاً.
أُلهِمَ الإمامُ الجواد(عليه السلام) من وراء الغيب أنَّ الأجلَ المحتوم سَيُوَافيه رغم أنّه كان في عمرٍ كعمر الزهور، وقد أعلن ذلك لشيعتِهِ في كثيرٍ من المواطن، فَنصَّ على إمامةِ وَلَدِه علي الهادي(عليه السلام)، فنصَّبَهُ عَلَماً ومرجعاً للأمّة من بعده(عليه السلام)،ولم يمُت الإمام(عليه السلام) حَتفَ أنفِهِ وإنّما اغتاله المُعتصمُ العبّاسي عن طريق دَسِّ السُمّ إليه.
حيث اتّصل جعفر بنُ المأمون بأخته الخبيثة أمّ الفضل زوجة الإمام الجواد(عليه السلام) وكانت أمّ الفضل تنقم من زوجة الإمام الثانية وهي أمّ الإمام الهادي(عليه السلام)، وبتكليفٍ من المعتصم الذيأخذ يبثّ إليها
سمومَه وكلماتِه وشَرَحَ لها الخطّة في القضاء على أبي جعفر(عليه السلام) فوافقت، فأعطاها سُمّاً فتّاكاً جعلته في طعام الإمام، فلمّا أكل منه أحسّ بالآلام والأوجاع،وأثَّر السُمّ في الإمام(عليه السلام) تأثيراً شديداً، فقد تغلغل الى جميع أجزاء بدنه الشريف وأخذ يُعاني منه آلاماً مرهقة،حتى تقطَّعت أمعاؤه(عليه السلام) من شِدَّة الألم،
وانتقلَ(عليه السلام) إلى جِوَار رَبِّهِ شهيداً مسموماً مظلوماً في آخر شهر ذي القعدة من سنة (220هـ) وحُمِل الجثمان المقدَّس إلى مقابر قريش، وقد حفَّت به الجماهير الحاشدة، فكان يوماً لم تشهد بغداد مثله فقد تَجمَّعت عشرات الآلاف في مواكب حزينة،
وهي تردِّدُ فضل الإمام(عليه السلام) وتندبه وتذكر الخسارة العظمى التي مُنِي بها المسلمون في فقدهم للإمام(عليه السلام)، وحُفِر للجثمان المقدَّس قبرٌ ملاصقٌ لقبر جدِّه الإمام الكاظم(عليه السلام) فَوَاراه فيه ولده الإمام علي الهادي(عليه السلام) بعد أن قام بتغسيله وتكفينه والصلاة عليه، وانطفأت بشهادته(عليه السلام) شعلة مشرقة من الإمامة والقيادة الواعية المفكرة في الإسلام.
ثم ندمت أمّ الفضل على فعلها وأخذت تبكي فقال لها الإمام الهادي(عليه السلام): (والله ليضربنّك فقرٌ لا يُنجي، وبلاءٌ لا ينستر)، فبُليت بعلّةٍ في بدنها فأنفقت كلّ مالِها على مرضها هذا فلم ينفع حتّى نفد مالُها كلُّه، وأمّا جعفر فسقط في بئرٍ عميق حتى أُخرج ميتاً.
وأقدَمَ هذا الطاغية على اقتراف هذه الجريمة النكراء ولم يَرْعَ حُرمة النبي(صلّى الله عليه وآله) في أبنائه(عليهم السلام)وكان دافع اغتيال المعتصم للإمام(عليه السلام) هو حسد المعتصم له على ما ظفر به من الإكبار والتعظيم عند عامَّة المسلمين.
ومن معاجز الإمام الجواد(عليه السلام) هو حضوره من المدينة إلى خراسان بطرفة عين ليحضر مراسم وفاة والده الإمام الرضا(عليه السلام).يقول أبو الصلت الهروي -
وكان خادماً للإمام الرضا-عندما تناول الإمام الرضا السمّ دخلت معه إلى البيت وأمرني أن أغلق الباب فغلقته وعدت إلى وسط الدار، فرأيت غلاماً عليه وفرة ظننته ابن الرضا ولم أكُ قد رأيته من قبل ذلك، فجلس مع الرضا مدةً تناجيا فيها ثمّ ضمّه إلى صدره، بعدها تمدّد الإمام الرضا(عليه السلام) على السرير وغطّاه ابنه محمد بالرداء وقال: (يا أبا الصلت: عظّم الله أجرك في الرضا فقد مضى) فبكيت فقال: (لا تبكِ هاتِ الماء لنقوم في تغسيله) ثمّ أمرني بالخروج فقام بتغسيله لوحده وكفّنه وحنّطه إلى أن قام الإمام بجميع مراسيم الوفاة ثمّ عاد في نفس تلك الليلة إلى المدينة.
وإنّ الشيء الملفت للنظر هو كثرة الأسئلة التي وُجّهت إلى الإمام الجواد(عليه السلام) في فترة حياته القصيرةوكان الإمام(عليه السلام) يُجيب عن المئات من الأسئلة في اليوم الواحد، وكانت هذه الأسئلة تنطلق من حبّ معرفة الإمام وامتحانه، وحاول المخالفون أن يسخروا من إمامنا الجواد لأنّه صبي، فجالسه كبراء علمائهم وناظروه على مختلف الأصعدة فرأوا بحراً لا ينفد وعطاءً علمياً لا ينضب.
ورُوي أنّ الإمام الجواد صعد المنبر في مسجد النبيّ(صلّى الله عليه وآله) بعد رحيل والده فقال: (أنا محمد بن علي الرضا، أنا الجواد، أنا العالم بأنساب الناس في الأصلاب، أنا أعلم بسرائركم وظواهركم وما أنتم صائرون إليه، علمٌ مُنِحْنا به من قبل خَلْق الخلق أجمعين وبعد فناء السماوات والأرضين، ولولا تظاهر أهل الباطل ودولة أهل الضلال ووثوب أهل الشكّ لقلت قولاً تعجّب منه الأولون والآخرون).
تعليق