بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا اليوم / الخميس /( 10 جمادي الأولى ) سنة ( 36 هـ ) كانت وقعة الجمل بين جيش أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وجيش البصرة تقودهم عائشة ومعها طلحة والزبير وقيل في الخامس عشر منه ، . . .
ما أجمع رواة الآثار ونقله السير والأخبار أنه لما قتل عثمان بن عفان خرج البغاة إلى الآفاق ، فلما وصل بعضهم إلى مكة سمعت بذلك عائشة فاستبشرت بقتله وقالت : قتله أعماله ، إنه أحرق كتاب الله وأمات سنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقتله الله ، ومن بايع الناس ؟ فقال لها الناعي : لم أبرح المدينة حتّى أخذ طلحة نعاجاً لعثمان وعمل مفاتيح لأبواب بيت المال ، ولا شك أن الناس قد بايعوه ، فقالت : إيه ذا الأصبع لله أبوك ، أما إنهم وجدوك لها محسناً وبها كافياً .
ثم قالت شدوا رحلي فقد قضيت عمرتي لأتوجه إلى منزلي ، فلما شدت رحالها واستوت على مركبها سارت حتّى بلغت ( سرفاً ) فلقيهما إبراهيم بن عبيد بن أم كلاب ، فقالت : ما الخبر ؟ فقال : قتل عثمان ، قالت : قتل نعثل ؟ ثم قالت : اخبرني عن قصته وكيف كان أمره ؟ فقال لها : أحاط الناس بالدار وبه ، . . . فلما قتل عثمان مال الناس إلى علي بن أبي طالب ولم يعدلوا به طلحة ولا غيره . . . وكان في الجماعة طلحة والزبير . . . فبايعا وأنا أرى أيديهما على يد عليّ يصفقانهما ببيعته . . . فقالت : إنا لله ، أكره والله الرجل ، وغصب عليّ بن أبي طالب أمرهم وقتل خليفة الله مظلوماً ، ردوا بغالي ، ردوا بغالي ، فرجعت إلى مكة وجاءها يعلي بن منبه ـ عامل عثمان على اليمن ـ ، فقال لها : قد قتل خليفتك الذي كنت تحرضين على قتله ، فقالت : أبرأ إلى الله ممن قتله ، قال : الآن ! ؟ ثم قال لها :
أظهري الربراءة ثانياً من قاتله ، فخرجت إلى المسجد ، فجعلت تتبرأ من قتل عثمان .
أما طلحة والزبير فإنهما صارا إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فطلب منه طلحة ولاية العراق ، وطلب منه الزبير ولاية الشام ، فأمسك عليّ ( عليه السلام ) من إجابتهما في شيئ من ذلك ، فاصرفا وهم ساخطان . . . ثم صار إليه وقالا : يا أمير المؤمنين قد عرفت حال هذه الأزمنة وما نحن من الشدة وقد جئناك لتدفع إلينا شيئاً نصلح به أحوالنا ونقضي حقوقنا علينا ، فقال ( عليهم السلام ) : قد عرفتما مالي ( بينبع ) فإن شئتهما كتب لكما منه ما تسير ، فقلا : لا حاجة لنا في مالك . . . أعطنا من بيت المال شئئاً لنا في كفاية ، فقال :
سبحان الله ، وأي يد لي في بيت المال وذلك للمسلمين وأنا خازنهم وأمين لهم . . .
فتركاه يومين آخرين وقد جائهما الخبر بأظهار عائشة بمكة ما أظهرته . . . وأن عمال عثمان قد هربوا من الأمصار إلى مكة بما أحتجبوه من أموال المسلمين . . . فصار إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فلما دخلا عليه قالا : يا أمير المؤمنين قد أستأذناك للخروج العمرة لأّنا بعيدان العهد بها ، ائذن لنا فيها ، فقال : والله ما تريدان العمرة ، فقال ( عليهم السلام ) : احلفا بالله العظيم أنكما لا تفسدا عليّ أمر المسلمين ولا تنكثان لي بيعة ولا تعسيان في فتنة ، فبذلا بألسنتهما بالأيمان المؤكدة فيما استحلفهما عليه من ذلك . . .
وكتب طلحة والزبير إلى عائشة وهي بمكة كتاباً أن خذلي الناس عن بيعة عليّ وأظهري الطلب بدم عثمان ، فلما قرأت الكتاب كاشفت وأظهرت الطلب بدم عثمان .
فلما انتهت عائشة وطلحة والزبير إلى عائشة وطلحة والزبير إلى حفر أبي موسى قريباً من البصرة أرسل عثمان بن حنيف وهو يومئذ عامل عليّ ( عليه السلام ) على البصرة إلى القوم ابا الأسود الدؤلي يعلم له علمهم ، فجاء حتى دخل على عائشة فسألها عن مسيرها ، فقالت : أطلب بدم عثمان ، قال : إنه ليس في البصرة من قتله عثمان أحد ، قالت صدقت ، ولكنهم مع عليّ بن أبي طالب بالمدينة ، وجئت أستنهض أهل البصرة لقتاله . . .
وهاجم جيش عائشة أهل البصرة وقتلوا عمال عثمان بن حنيف ( رضوان الله عليه ) وأخذوه أسيراًَ ونتفوا شعر لحيته وانقسم أهل البصرة ثلاث فرق فرقة مع عائشة وفرقة التحقوا بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وفرقة أعتزلوا عن القتال .
وزحف علي ( عليه السلام ) بالناس لقتال القوم وعلى ميمنته الأشتر وسعيد بن قيس ، وعلى مسرته عمار وشريح بن هانئ ، وعلى القلب محمد بن أبي بكر وعدي بن حاتم . . وأعطى رايته محمد بن الحنيفة ، ثم أوقفهم من صلاة الغداة إلى صلاة الظهر يدعوهم ويناشدهم .
ونظرت عائشة إليه وهو يجول بين الصفين ، فقالت : انظروا إليه كأن فعله فعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم بدر أما والله لا ينتظر بك إلا زوال الشمس .
فقال علي ( عليه السلام ) : يا عائشة عما قليل لتصبحنّ نادمين .
فجدّ الناس في القتال ، فناهاهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقال : اللهم أني أعذرت وأنذرت ، فكن لي عليهم من الشاهدين .
ثم أخذ المصحف وطلب من يقرأه عليهم ( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤِْمِينَ اقْتَتَلُوا فأَصْلحُوا بَيْنُهما ) الآية ، فقال مسلم المجاشعي : ها أنا ذا . . . فأخذه ودعاهم إلى كتاب الله ، فقطعت يده اليمنى ، فأخذ بيده اليسرى فقطعت ، فأخذه بأسنانه . . .
فقال (عليه السلام) : الآن طاب الضراب .
ووقع القتال بين الظهر وأنقضى عند المساء ، فكان مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عشرون ألف رجل ، منهم البدريون ثمانون رجلاً ، وممن بايع تحت الشجرة مائتان وخمسون ، ومن الصحابة ألف وخمسمائة رجل .
وكانت عائشة في ثلاثين ألف رجل أو يزيدون ، منهم المكيون ست مائة رجل .
قال قتادة : قتل يوم الجمل عشرون ألفاً .
وقال الكلبي : قتل من أصحاب عليّ ( عليه السلام ) ألف رجلاً وسبعون فارساً . . .
ما أجمع رواة الآثار ونقله السير والأخبار أنه لما قتل عثمان بن عفان خرج البغاة إلى الآفاق ، فلما وصل بعضهم إلى مكة سمعت بذلك عائشة فاستبشرت بقتله وقالت : قتله أعماله ، إنه أحرق كتاب الله وأمات سنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقتله الله ، ومن بايع الناس ؟ فقال لها الناعي : لم أبرح المدينة حتّى أخذ طلحة نعاجاً لعثمان وعمل مفاتيح لأبواب بيت المال ، ولا شك أن الناس قد بايعوه ، فقالت : إيه ذا الأصبع لله أبوك ، أما إنهم وجدوك لها محسناً وبها كافياً .
ثم قالت شدوا رحلي فقد قضيت عمرتي لأتوجه إلى منزلي ، فلما شدت رحالها واستوت على مركبها سارت حتّى بلغت ( سرفاً ) فلقيهما إبراهيم بن عبيد بن أم كلاب ، فقالت : ما الخبر ؟ فقال : قتل عثمان ، قالت : قتل نعثل ؟ ثم قالت : اخبرني عن قصته وكيف كان أمره ؟ فقال لها : أحاط الناس بالدار وبه ، . . . فلما قتل عثمان مال الناس إلى علي بن أبي طالب ولم يعدلوا به طلحة ولا غيره . . . وكان في الجماعة طلحة والزبير . . . فبايعا وأنا أرى أيديهما على يد عليّ يصفقانهما ببيعته . . . فقالت : إنا لله ، أكره والله الرجل ، وغصب عليّ بن أبي طالب أمرهم وقتل خليفة الله مظلوماً ، ردوا بغالي ، ردوا بغالي ، فرجعت إلى مكة وجاءها يعلي بن منبه ـ عامل عثمان على اليمن ـ ، فقال لها : قد قتل خليفتك الذي كنت تحرضين على قتله ، فقالت : أبرأ إلى الله ممن قتله ، قال : الآن ! ؟ ثم قال لها :
أظهري الربراءة ثانياً من قاتله ، فخرجت إلى المسجد ، فجعلت تتبرأ من قتل عثمان .
أما طلحة والزبير فإنهما صارا إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فطلب منه طلحة ولاية العراق ، وطلب منه الزبير ولاية الشام ، فأمسك عليّ ( عليه السلام ) من إجابتهما في شيئ من ذلك ، فاصرفا وهم ساخطان . . . ثم صار إليه وقالا : يا أمير المؤمنين قد عرفت حال هذه الأزمنة وما نحن من الشدة وقد جئناك لتدفع إلينا شيئاً نصلح به أحوالنا ونقضي حقوقنا علينا ، فقال ( عليهم السلام ) : قد عرفتما مالي ( بينبع ) فإن شئتهما كتب لكما منه ما تسير ، فقلا : لا حاجة لنا في مالك . . . أعطنا من بيت المال شئئاً لنا في كفاية ، فقال :
سبحان الله ، وأي يد لي في بيت المال وذلك للمسلمين وأنا خازنهم وأمين لهم . . .
فتركاه يومين آخرين وقد جائهما الخبر بأظهار عائشة بمكة ما أظهرته . . . وأن عمال عثمان قد هربوا من الأمصار إلى مكة بما أحتجبوه من أموال المسلمين . . . فصار إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فلما دخلا عليه قالا : يا أمير المؤمنين قد أستأذناك للخروج العمرة لأّنا بعيدان العهد بها ، ائذن لنا فيها ، فقال : والله ما تريدان العمرة ، فقال ( عليهم السلام ) : احلفا بالله العظيم أنكما لا تفسدا عليّ أمر المسلمين ولا تنكثان لي بيعة ولا تعسيان في فتنة ، فبذلا بألسنتهما بالأيمان المؤكدة فيما استحلفهما عليه من ذلك . . .
وكتب طلحة والزبير إلى عائشة وهي بمكة كتاباً أن خذلي الناس عن بيعة عليّ وأظهري الطلب بدم عثمان ، فلما قرأت الكتاب كاشفت وأظهرت الطلب بدم عثمان .
فلما انتهت عائشة وطلحة والزبير إلى عائشة وطلحة والزبير إلى حفر أبي موسى قريباً من البصرة أرسل عثمان بن حنيف وهو يومئذ عامل عليّ ( عليه السلام ) على البصرة إلى القوم ابا الأسود الدؤلي يعلم له علمهم ، فجاء حتى دخل على عائشة فسألها عن مسيرها ، فقالت : أطلب بدم عثمان ، قال : إنه ليس في البصرة من قتله عثمان أحد ، قالت صدقت ، ولكنهم مع عليّ بن أبي طالب بالمدينة ، وجئت أستنهض أهل البصرة لقتاله . . .
وهاجم جيش عائشة أهل البصرة وقتلوا عمال عثمان بن حنيف ( رضوان الله عليه ) وأخذوه أسيراًَ ونتفوا شعر لحيته وانقسم أهل البصرة ثلاث فرق فرقة مع عائشة وفرقة التحقوا بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وفرقة أعتزلوا عن القتال .
وزحف علي ( عليه السلام ) بالناس لقتال القوم وعلى ميمنته الأشتر وسعيد بن قيس ، وعلى مسرته عمار وشريح بن هانئ ، وعلى القلب محمد بن أبي بكر وعدي بن حاتم . . وأعطى رايته محمد بن الحنيفة ، ثم أوقفهم من صلاة الغداة إلى صلاة الظهر يدعوهم ويناشدهم .
ونظرت عائشة إليه وهو يجول بين الصفين ، فقالت : انظروا إليه كأن فعله فعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم بدر أما والله لا ينتظر بك إلا زوال الشمس .
فقال علي ( عليه السلام ) : يا عائشة عما قليل لتصبحنّ نادمين .
فجدّ الناس في القتال ، فناهاهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقال : اللهم أني أعذرت وأنذرت ، فكن لي عليهم من الشاهدين .
ثم أخذ المصحف وطلب من يقرأه عليهم ( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤِْمِينَ اقْتَتَلُوا فأَصْلحُوا بَيْنُهما ) الآية ، فقال مسلم المجاشعي : ها أنا ذا . . . فأخذه ودعاهم إلى كتاب الله ، فقطعت يده اليمنى ، فأخذ بيده اليسرى فقطعت ، فأخذه بأسنانه . . .
فقال (عليه السلام) : الآن طاب الضراب .
ووقع القتال بين الظهر وأنقضى عند المساء ، فكان مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عشرون ألف رجل ، منهم البدريون ثمانون رجلاً ، وممن بايع تحت الشجرة مائتان وخمسون ، ومن الصحابة ألف وخمسمائة رجل .
وكانت عائشة في ثلاثين ألف رجل أو يزيدون ، منهم المكيون ست مائة رجل .
قال قتادة : قتل يوم الجمل عشرون ألفاً .
وقال الكلبي : قتل من أصحاب عليّ ( عليه السلام ) ألف رجلاً وسبعون فارساً . . .
تعليق