السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
***************************
قال الإمام الحسين سلام الله عليه في رسالته التي بعثها مع مسلم بن عقيل إلى أهالي الكوفة ما نصه:
وقد بعثت لكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي..
من مواقفه المشرفة
ولكي نعرف أكثر عظمة هذا البطل الغيور وشدّة تفانيه وورعه وتحرّجه في الالتزام بتعاليم الإسلام العظيم، ومدى طاعته وإخلاصه في الإقتداء والسير على نهج إمام زمانه مولانا الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه ارتأينا ونحن في ذكرى استشهاده سلام الله عليه أن نسلّط الضوء على موقف من مواقفه المشرفة وهو عدم فتكه بالملعون عبيد الله بن زياد كما في الرواية التالية:
لما دخل مسلم الكوفة سكن في دار سالم بن المسيب فبايعه اثنا عشر ألف رجل فلما دخل ابن زياد انتقل من دار سالم إلى دار هانئ في جوف الليل ودخل في أمانه وكان يبايعه الناس حتى بايعه خمسة وعشرون ألف رجل فعزم على الخروج فقال هانئ: لا تعجل. وكان شريك بن الأعور الهمداني قد جاء من البصرة مع عبيد الله بن زياد فمرض فنزل دار هانئ أياماً، ثم قال لمسلم: إن عبيد الله يعودني وإني مطاوله الحديث فاخرج إليه بسيفك فاقتله وعلامتك أن أقول اسقوني ماء، ونهاه هانئ عن ذلك. فلما دخل عبيد الله على شريك وسأله عن وجعه وطال سؤاله ورأى أن أحداً لا يخرج فخشي أن يفوته فأخذ يقول:
ما الانتظار بسلمى أن تحييها
كأس المنية بالتعجيل اسقوها
فتوهم ابن زياد وخرج.
فلما خرج ابن زياد دخل مسلم والسيف في كفه فقال له شريك: ما منعك من قتله؟ قال: خصلتان أما إحداهما فكراهية هانئ أن يقتل في داره وأما الأخرى فحديث حدثنيه الناس عن النبي صلّى الله عليه وآله: أن الإيمان قيد الفتك فلا يفتك مؤمن.
حقاً ما أعظم هذه الكلمات الثلاث؟! أجل إنها ثلاث كلمات فقط ولكن الدنيا تزول في يوم ما وتبقى هذه الكلمات خالدة.
فكما أن الإنسان المقيد بالسلسلة لا يستطيع التصرف بحرية لأن السلسلة تقيده وتمنعه من الحركة فكذلك هو الإسلام يمنع الإنسان المؤمن من الفتك فإذا فتك فذلك يعني أنه قد تحرر من الإسلام ولم يعد متقيّداً به.
ولقد اتخذ مسلم (رضوان الله عليه) الموقف الأمثل المطلوب منه أي عمل بما تقتضيه السنة منه.
بعد أن نقل العلامة المجلسي (رحمه الله) هذه القصة في البحار قال: لو قتل مسلم في تلك اللحظة ابنَ زياد لاستتب له أمر الكوفة وقوي جانب الحسين سلام الله عليه وربما آل الأمر إلى سقوط يزيد وحكومة بني أمية وهذا يعني تفويت فرصة عسكرية من أعظم الفرص... ولكن ماذا يعمل مسلم والإسلام قيد الفتك؟!.
اللهم صل على محمد وال محمد
***************************
قال الإمام الحسين سلام الله عليه في رسالته التي بعثها مع مسلم بن عقيل إلى أهالي الكوفة ما نصه:
وقد بعثت لكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي..
من مواقفه المشرفة
ولكي نعرف أكثر عظمة هذا البطل الغيور وشدّة تفانيه وورعه وتحرّجه في الالتزام بتعاليم الإسلام العظيم، ومدى طاعته وإخلاصه في الإقتداء والسير على نهج إمام زمانه مولانا الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه ارتأينا ونحن في ذكرى استشهاده سلام الله عليه أن نسلّط الضوء على موقف من مواقفه المشرفة وهو عدم فتكه بالملعون عبيد الله بن زياد كما في الرواية التالية:
لما دخل مسلم الكوفة سكن في دار سالم بن المسيب فبايعه اثنا عشر ألف رجل فلما دخل ابن زياد انتقل من دار سالم إلى دار هانئ في جوف الليل ودخل في أمانه وكان يبايعه الناس حتى بايعه خمسة وعشرون ألف رجل فعزم على الخروج فقال هانئ: لا تعجل. وكان شريك بن الأعور الهمداني قد جاء من البصرة مع عبيد الله بن زياد فمرض فنزل دار هانئ أياماً، ثم قال لمسلم: إن عبيد الله يعودني وإني مطاوله الحديث فاخرج إليه بسيفك فاقتله وعلامتك أن أقول اسقوني ماء، ونهاه هانئ عن ذلك. فلما دخل عبيد الله على شريك وسأله عن وجعه وطال سؤاله ورأى أن أحداً لا يخرج فخشي أن يفوته فأخذ يقول:
ما الانتظار بسلمى أن تحييها
كأس المنية بالتعجيل اسقوها
فتوهم ابن زياد وخرج.
فلما خرج ابن زياد دخل مسلم والسيف في كفه فقال له شريك: ما منعك من قتله؟ قال: خصلتان أما إحداهما فكراهية هانئ أن يقتل في داره وأما الأخرى فحديث حدثنيه الناس عن النبي صلّى الله عليه وآله: أن الإيمان قيد الفتك فلا يفتك مؤمن.
حقاً ما أعظم هذه الكلمات الثلاث؟! أجل إنها ثلاث كلمات فقط ولكن الدنيا تزول في يوم ما وتبقى هذه الكلمات خالدة.
فكما أن الإنسان المقيد بالسلسلة لا يستطيع التصرف بحرية لأن السلسلة تقيده وتمنعه من الحركة فكذلك هو الإسلام يمنع الإنسان المؤمن من الفتك فإذا فتك فذلك يعني أنه قد تحرر من الإسلام ولم يعد متقيّداً به.
ولقد اتخذ مسلم (رضوان الله عليه) الموقف الأمثل المطلوب منه أي عمل بما تقتضيه السنة منه.
بعد أن نقل العلامة المجلسي (رحمه الله) هذه القصة في البحار قال: لو قتل مسلم في تلك اللحظة ابنَ زياد لاستتب له أمر الكوفة وقوي جانب الحسين سلام الله عليه وربما آل الأمر إلى سقوط يزيد وحكومة بني أمية وهذا يعني تفويت فرصة عسكرية من أعظم الفرص... ولكن ماذا يعمل مسلم والإسلام قيد الفتك؟!.