ما حكم قول "لعمري" ؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قول "لعمري " هل هو قسم بالحياة ؟ أي وحياتي ؟
لأني سمعت شرح الآية التي فيها "لعمرك" قيل أن الله يقسم بحياة النبي صلى الله عليه و سلم
وكثيرا ما أسمع و أقرأ الشعر القائل -لا أتذكره كله-
تعصي الاله و أنت تزعم حبه ... إن هذا لعمري في القياس شنيع
.....................................إن المحب لمن أحب مطيع
أو كما قيل
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه اللفظة قالها النبي صلى الله عليه وسلم ، فمن ذلك :
قوله عليه الصلاة والسلام لمن أخذ الأجرة على الرُّقية : كُلْ فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق . رواه أبو داود .
وسأل بشير بن الخصاصية رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة ، وأن لا يُكَلِّم ذلك اليوم أحداً . فقال له : لا تصم يوم الجمعة إلا في أيام كنت تصومها ، أو في شهر ، وأن لا تُكَلِّم أحدا ؛ فلعمري لأن تكلم فتأمر بمعروف أو تنهي عن منكر خير من أن تسكت . رواه الإمام أحمد .
قال الإمام البخاري :
باب قول الرجل لعمر الله . قال ابن عباس (لَعَمْرُكَ) : لَعيشك .
ثم ساق الإمام البخاري طرفا من حديث الإفك ، وفيه : فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستعذر من عبد الله بن أبي ، فقام أسيد بن حضير فقال لسعد بن عبادة : لعمر الله لنقتلنه .
وهذا الذي أورده الإمام البخاري فيه القَسَم بِـ " عمر الله " .
واستدل به على القسم بـ " لعمري " كما بوّب عليه .
قال الحافظ ابن حجر :
قال المالكية والحنفية : تنعقد بها اليمين ؛ لأن بقاء الله من صفة ذاته ، وعن مالك : لا يعجبني الحلف بذلك . وقد اخرج إسحاق بن راهويه في مصنفه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال : كانت يمين عثمان بن أبي العاص : لعمري . وقال الشافعي وإسحاق : لا تكون يمينا إلا بالنية لأنه يُطلَق على العِلم وعلى الحق ، وقد يراد بالعِلم المعلوم ، وبالحق ما أوجبه الله . وعن أحمد كالمذهبين ، والراجح عنه كالشافعي . اهـ .
وقال الراغب : والعُمْر والعَمْر واحد لكن خُصّ القسم بالعَمْر دون العُمْر ، نحو : (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) ، وعَمَّرك الله ، أي سألت الله عمرك ، وخُصّ ههنا لفظ عَمْر لما قُصِد به قَصْد القَسَم . اهـ .
كما وَرَد هذا اللفظ عن الصحابة رضي الله عنهم
قال ابن عباس رضي الله عنهما : وكتبت تسألني متى ينقضي يُتم اليتيم ؟ فلعمري إن الرجل لتنبت لحيته وإنه لضعيف الأخذ لنفسه ، ضعيف العطاء منها ، فإذا أخذ لنفسه من صالح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليُتم . رواه مسلم .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : ولعمري لو أن كلكم صلى في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم . رواه ابن ماجه ، وأصله في صحيح مسلم .
وقالت عائشة رضي الله عنها : فلعمري ما أتمّ الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة . رواه مسلم .
وأخرج ابن سعد في الطبقات عن عائشة قالت : لما حضر أبو بكر قلتُ كلمة من قول حاتم :
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى *** إذا حَشْرجَتْ يوما وضاق بها الصدر
فقال : لا تقولي هكذا يا بنية ، ولكن قولي : ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ) .
قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
أما لعمري فليس بها بأس أيضا فقد جاءت في السنة وجاءت في كلام الصحابة وجاءت في كلام العلماء وليس فيها القَسم ، القسم أن يصوغ الكلام بصيغة القسم وصيغه ثلاثة : الواو ، والباء ، والتاء ، و والله بالله تالله . اهـ .
فالذي يظهر أنه لا يُراد بها القَسَم ، وإنما هي كلمة تجري على ألسنة العرب لا يُراد بها ظاهرها .
وهذا معروف عند العرب ، فإنهم يُطلِقون مثل لفظ " قاتَلك الله " و " ترِبَتْ يداك " ونحو ذلك .
والله تعالى أعلم .
الشيخ
عبد الرحمن السحيم
وهذا جواب الشيخ حامد بن عبد الله
فضيلة الشيخ ما حكم قول الرجل : لعمري ، وهل هي من القسم بغير الله تعالى ؟!
السؤال:
فضيلة الشيخ ما حكم قول الرجل : لعمري ، وهل هي من القسم بغير الله تعالى ؟!
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فهذه اللفظة ليست من قبيل القسم ، وإن كانت في الظاهر كذلك ، غير أنها جرت على لسان العرب بغير قصد الحلف ، ولهذا استثنيت من تحريم الحلف بغير الله تعالى ، ولهذا وردت عن الصحابة ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما : وكتبت تسألني متى ينقضي يُتم اليتيم ؟ فلعمري إن الرجل لتنبت لحيته وإنه لضعيف الأخذ لنفسه ، ضعيف العطاء منها ، فإذا أخذ لنفسه من صالح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليُتم . رواه مسلم .
وجاء عن ابن مسعود رضي الله عنه : ولعمري لو أن كلكم صلى في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم . رواه ابن ماجه .
وقالت عائشة رضي الله عنها : فلعمري ما أتمّ الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة . رواه مسلم
وأخرج ابن سعد في الطبقات ، عن عائشة قالت : لما حضر أبو بكر قلتُ كلمةً من قول حاتــم :
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى *** إذا حَشْرجَتْ يوما وضاق بها الصدر
فقال : لاتقولي هكذا يا بنية ، ولكن قولي : ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ(
وكنت قد سمعت شيخنا الشيخ حماد الأنصاري ، يقول : إن أحسن الأجوبة عما ورد على ألسنة الصحابة ، أنها مما جرى على السنة العرب ولايراد بها ظاهرها ، كقولهم : ويل أمّك ، تكلتك أمّك ، عقرى حلقى.. ونحـو ذلك.
وقـد وجدت للشيخ العثيمين هذه الفتوى : ( أما لعمري ، فليس بها بأس أيضا ، فقد جاءت في السنة ، وجاءت في كلام الصحابة ...فالذي يظهر أنها لا يُراد بها القَسَم ، وإنما هي كلمة تجري على ألسنة العرب لا يُراد بها ظاهرها ، وهذا معروف عند العرب ، فإنهم يُطلِقون مثل لفظ " قاتَلك الله " و " ترِبَتْ يداك " ونحو ذلك ) .
والله أعلــم
الشيخ حامد العلي حفظه ربى ورعاه
.................................................. .........................................
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قول "لعمري " هل هو قسم بالحياة ؟ أي وحياتي ؟
لأني سمعت شرح الآية التي فيها "لعمرك" قيل أن الله يقسم بحياة النبي صلى الله عليه و سلم
وكثيرا ما أسمع و أقرأ الشعر القائل -لا أتذكره كله-
تعصي الاله و أنت تزعم حبه ... إن هذا لعمري في القياس شنيع
.....................................إن المحب لمن أحب مطيع
أو كما قيل
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه اللفظة قالها النبي صلى الله عليه وسلم ، فمن ذلك :
قوله عليه الصلاة والسلام لمن أخذ الأجرة على الرُّقية : كُلْ فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق . رواه أبو داود .
وسأل بشير بن الخصاصية رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة ، وأن لا يُكَلِّم ذلك اليوم أحداً . فقال له : لا تصم يوم الجمعة إلا في أيام كنت تصومها ، أو في شهر ، وأن لا تُكَلِّم أحدا ؛ فلعمري لأن تكلم فتأمر بمعروف أو تنهي عن منكر خير من أن تسكت . رواه الإمام أحمد .
قال الإمام البخاري :
باب قول الرجل لعمر الله . قال ابن عباس (لَعَمْرُكَ) : لَعيشك .
ثم ساق الإمام البخاري طرفا من حديث الإفك ، وفيه : فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستعذر من عبد الله بن أبي ، فقام أسيد بن حضير فقال لسعد بن عبادة : لعمر الله لنقتلنه .
وهذا الذي أورده الإمام البخاري فيه القَسَم بِـ " عمر الله " .
واستدل به على القسم بـ " لعمري " كما بوّب عليه .
قال الحافظ ابن حجر :
قال المالكية والحنفية : تنعقد بها اليمين ؛ لأن بقاء الله من صفة ذاته ، وعن مالك : لا يعجبني الحلف بذلك . وقد اخرج إسحاق بن راهويه في مصنفه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال : كانت يمين عثمان بن أبي العاص : لعمري . وقال الشافعي وإسحاق : لا تكون يمينا إلا بالنية لأنه يُطلَق على العِلم وعلى الحق ، وقد يراد بالعِلم المعلوم ، وبالحق ما أوجبه الله . وعن أحمد كالمذهبين ، والراجح عنه كالشافعي . اهـ .
وقال الراغب : والعُمْر والعَمْر واحد لكن خُصّ القسم بالعَمْر دون العُمْر ، نحو : (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) ، وعَمَّرك الله ، أي سألت الله عمرك ، وخُصّ ههنا لفظ عَمْر لما قُصِد به قَصْد القَسَم . اهـ .
كما وَرَد هذا اللفظ عن الصحابة رضي الله عنهم
قال ابن عباس رضي الله عنهما : وكتبت تسألني متى ينقضي يُتم اليتيم ؟ فلعمري إن الرجل لتنبت لحيته وإنه لضعيف الأخذ لنفسه ، ضعيف العطاء منها ، فإذا أخذ لنفسه من صالح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليُتم . رواه مسلم .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : ولعمري لو أن كلكم صلى في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم . رواه ابن ماجه ، وأصله في صحيح مسلم .
وقالت عائشة رضي الله عنها : فلعمري ما أتمّ الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة . رواه مسلم .
وأخرج ابن سعد في الطبقات عن عائشة قالت : لما حضر أبو بكر قلتُ كلمة من قول حاتم :
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى *** إذا حَشْرجَتْ يوما وضاق بها الصدر
فقال : لا تقولي هكذا يا بنية ، ولكن قولي : ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ) .
قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
أما لعمري فليس بها بأس أيضا فقد جاءت في السنة وجاءت في كلام الصحابة وجاءت في كلام العلماء وليس فيها القَسم ، القسم أن يصوغ الكلام بصيغة القسم وصيغه ثلاثة : الواو ، والباء ، والتاء ، و والله بالله تالله . اهـ .
فالذي يظهر أنه لا يُراد بها القَسَم ، وإنما هي كلمة تجري على ألسنة العرب لا يُراد بها ظاهرها .
وهذا معروف عند العرب ، فإنهم يُطلِقون مثل لفظ " قاتَلك الله " و " ترِبَتْ يداك " ونحو ذلك .
والله تعالى أعلم .
الشيخ
عبد الرحمن السحيم
وهذا جواب الشيخ حامد بن عبد الله
فضيلة الشيخ ما حكم قول الرجل : لعمري ، وهل هي من القسم بغير الله تعالى ؟!
السؤال:
فضيلة الشيخ ما حكم قول الرجل : لعمري ، وهل هي من القسم بغير الله تعالى ؟!
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فهذه اللفظة ليست من قبيل القسم ، وإن كانت في الظاهر كذلك ، غير أنها جرت على لسان العرب بغير قصد الحلف ، ولهذا استثنيت من تحريم الحلف بغير الله تعالى ، ولهذا وردت عن الصحابة ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما : وكتبت تسألني متى ينقضي يُتم اليتيم ؟ فلعمري إن الرجل لتنبت لحيته وإنه لضعيف الأخذ لنفسه ، ضعيف العطاء منها ، فإذا أخذ لنفسه من صالح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليُتم . رواه مسلم .
وجاء عن ابن مسعود رضي الله عنه : ولعمري لو أن كلكم صلى في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم . رواه ابن ماجه .
وقالت عائشة رضي الله عنها : فلعمري ما أتمّ الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة . رواه مسلم
وأخرج ابن سعد في الطبقات ، عن عائشة قالت : لما حضر أبو بكر قلتُ كلمةً من قول حاتــم :
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى *** إذا حَشْرجَتْ يوما وضاق بها الصدر
فقال : لاتقولي هكذا يا بنية ، ولكن قولي : ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ(
وكنت قد سمعت شيخنا الشيخ حماد الأنصاري ، يقول : إن أحسن الأجوبة عما ورد على ألسنة الصحابة ، أنها مما جرى على السنة العرب ولايراد بها ظاهرها ، كقولهم : ويل أمّك ، تكلتك أمّك ، عقرى حلقى.. ونحـو ذلك.
وقـد وجدت للشيخ العثيمين هذه الفتوى : ( أما لعمري ، فليس بها بأس أيضا ، فقد جاءت في السنة ، وجاءت في كلام الصحابة ...فالذي يظهر أنها لا يُراد بها القَسَم ، وإنما هي كلمة تجري على ألسنة العرب لا يُراد بها ظاهرها ، وهذا معروف عند العرب ، فإنهم يُطلِقون مثل لفظ " قاتَلك الله " و " ترِبَتْ يداك " ونحو ذلك ) .
والله أعلــم
الشيخ حامد العلي حفظه ربى ورعاه
.................................................. .........................................
المسأله الثانيه
(280) وسئل فضيلة الشيخ : عن حكم الحلف بغير الله-تعالى - ؟ وهل منه ما روي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، من قوله : (أفلح وأبيه إن صدق) أفتونا مأجورين؟
فأجاب بقوله : الحلف بغير الله -عز وجل - مثل أن يقول : وحياتك ، أو وحياتي، أو والنبي أو والسيد الرئيس، أو والشعب، أو ما أشبه ذلك ، كل هذا محرم بل هو من الشرك ؛ لأن هذا النوع من التعظيم لا يصلح إلا لله - عز وجل- ومن عظم غير الله بما لا يكون إلا لله فهو شرك ، لكن لما كان هذا الحالف لا يعتقد أن عظمة المحلوف به كعظمة الله لم يكن الشرك شركاً أكبر بل كان شركاً أصغر، فمن حلف بغير الله فقد أشرك شركاً أصغر، قال النبي ، صلى الله عليه وسلم : (لا تحلفوا بآبائكم ، من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت) . وقال ، صلى الله عليه وسلم : (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك). فلا تحلف بغير الله أيّاً كان المحلوف به حتى لو كان النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أو جبريل ، أو من دونهما من الرسل من الملائكة ، أو البشر ، أو من دون الرسل فلا تحلف بشيء سوى الله - عز وجل - .
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أفلح وأبيه إن صدق) فهذه الكلمة "وأبيه" اختلف الحفاظ فيها :
فمنهم من أنكرها وقال : لم تصح عن النبي ، صلى الله عليه وسلم وبناء على ذلك فلا إشكال في الموضوع لأن المعارض لا بد أن يكون قائماً وإذا لم يكن المعارض قائماً فهو غير مقاوم ولا يلتفت إليه.
وعلى القول بأنها ثابتة فإن الجواب على ذلك : أن هذا من المشكل ، والنهي عن الحلف بغير الله من المحكم ، فيكون لدينا محكم ومتشابه وطريق الراسخين في العلم في المحكم والمتشابه أن يدعوا المتشابه ويأخذوا بالمحكم قال الله- تعالى - : {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب} .
ووجه كونه متشابهاً أن فيه احتمالات متعددة:
1- 1- قد يكون هذا قبل النهي.
2- 2- قد يكون هذا خاصاً بالرسول ، عليه الصلاة والسلام ، لبعد الشرك في حقه.
3- 3- قد يكون هذا مما يجري على اللسان بغير قصد.
ولما كانت هذه الاحتمالات وغيرها واردة على هذه الكلمة - إن صحت - عن الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، صار الواجب علينا أن نأخذ بالمحكم وهو النهي عن الحلف بغير الله.
ولكن يقول : بعض الناس إن الحلف بغير الله قد جرى على لساني ويصعب علي أن أدعه فما الجواب؟
نقول: إن هذا ليس بحجة بل جاهد نفسك على تركه والخروج منه وحاول بقدر ما تستطيع أن تمحو من لسانك هذه الكلمة لأنها شرك والشرك خطره عظيم ولو كان أصغر حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يقول: "الشرك لا يغفره الله ولو كان أصغر" . وقال ابن مسعود - رضي الله عنه-: "لأن أحلف بالله كاذباً أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقاً". قال شيخ الإسلام : وذلك لأن سيئة الشرك أعظم من سيئة الكبيرة
اصلحني الله واياكم ونفعكم
اصلحني الله واياكم ونفعكم
تعليق