بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
لما قضى النبي صلى الله عليه وآله نسكه في حجة الوداع ونصرف راجعاً إلى المدينة ومعه المسلمون ، أنتهى إلى الموضع المعروف بغدير خم ، ولم يكن آنذاك موضعاً يصلح للنزول لعدم وجود الماء فيه والمرعى ، فنزل صلى الله عليه وآله ونزل معه المسلمون . وكان سبب نزوله صلى الله عليه وآله في هذا المكان نزول القرآن عليه بتعيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كخليفة في الأمته من بعده ، وقد كان تقدم الوحي اليه في ذالك من غير توقيت له فاخرة لحضور وقت يامن فيه الاختلاف منهم عليه وعلم الله سبحانه انه ان تجاوز غدير خم انفصل عنه الكثير من الناس الى بلادهم واماكنهم وبواديهم فاراد الله تعالى ان يجمعهم لسماع النص امير المؤمنين (عليه السلام ) تاكيدا للحجة عليهم فيه فانزل جلت عظمته عليه يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من رب) يعني في استخلاف علي بن ابي طالب امير المؤمنين (عليه السلام ) والنص بالامامة عليه
( وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فاكد به الفرض عليه بذالك وخوفه من تاخير الامر فيه وضمن له العصمة ومنع الناس منه . وكان يوما قائظا شديد الحر فامر (صلى الله عليه وآله) بدوحات هناك فقم ما تحتها وامر بجمع الرحال في ذالك المكان ووضع بعضها على بعض ثم امر مناديه فنادى في الناس بالصلاة فاجتمعوا من رحالهم اليه وان اكثرهم ليلف رداءه على قدميه من شدة الرمضاء فلما اجتمعوا صعد(صلى الله عليه وآله ) على تلك الرحال حتى صار في ذروتها ودعا امير المؤمنين(عليه السلام ) فرقى حتى صار عن يمينه ثم خطب الناس فقال (صلى الله عليه وآله ) ( اني قد دعيت ويوشك ان اجيب وقد حان مني خفوف من بين اظهركم واني مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا ابدا :كتاب الله وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) ثم نادى باعلى صوته الست اولى بكم منكم من انفسكم ؟) فقالوا: اللهم بلى فقام لهم على النسق وقد اخذ بضبعي امير المؤمنين (عليه السلام ) فرفعها حتى رئي بياض ابطيهما وقال (من كنت فهذا علي مولاه اللهم والي من واله وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ) ثم نزل (صلى الله عليه وآله ) وكان وقت الظهيرة فصلى ركعتين ثم زالت الشمس فاذن مؤذنه لصلاة الفرض فصلى بهم الظهر وجلس(صلى الله عليه وآله ) في خيمته وامر عليا ان يجلس في خيمة له بازائه ثم امر الناس ان يدخلوا عليه فوجا فوجا فيهنئوا بالمقام ويسلموا عليه بامرة المؤمنين ففعل الناس ذالك كلهم ثم امر ازواجة وجميع النساء المؤمنين معه ان يدخلن عليه ويسلمن عليه بامرة المؤمنين ففعلن وكان ممن اطنب في تهنئته بالمقام عمر بن الخطاب فاظهر له المسرة به وقال فيما قال:!! بخ بخ لك يا علي اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة !!) وجاء حسان الى رسول الله (صلى الله عليه وآله ) فقال له :يا رسول ائذن لي ان اقول في هذا المقام ما يرضاه الله ؟فقال (قل يا حسان على اسم الله ) فوقف على نشز من الارض وتطاول المسلمون لسماع كلامه فانشا يقول :
يناديهم يوم الغدير نبيهم****بخمٍ واسمع بالرسول مناديا
وقد جاءه جبريل عن امر ربه *** بانك معصوم فلا تك وانيا
وبلّغهم ماانزل الله ربهم *** اليك ولاتخشى هناك الاعاديا
فقام به اذ ذاك رافع كفه *** بكف علي معلن الصوت عاليا
فقال: فمن مولاكم ونبيكم****فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت نبينا****ولم تلق منا في الولاية عاصيا
فقال له : قم يا علي فإنني****رضيتك من بعدي إماماً وهادياً
فمن كنت مولاه فهذا وليه****فكونوا له اتباع صدق موالياً
هناك دعا اللهم وال وليه****وكن للذي عادا علياً معاديا
فقال له الرسول (صلى الله عليه وآله ) لاتزال مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك ).
وقبل أن يتفرقوا من المكان نزل جبريل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوله تعالى:
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) (45) المائدة .
فصاح النبي (صلى الله عليه وآله ): (الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي بن أبي طالب بعدي).
وقد أحتجه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : امير المؤمنين (صلى الله عليه وآله) بهذه الواقعة العظيمة امام الناس كافة في زمن خلافته عدة مرات ـ كلما ذكر ذالك المؤرخون ـ منها ما روي عن زيد ارقم قال : نشد علي الناس في المسجد فقال: انشد الله رجلا سمع النبي (صلى الله عليه وآله ) : من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه فقام اثنا عشرا بدريا ستة من جانب الايمن وستة من جانب الايسر فشهدوا من ذالك قال زيد بن الارقم : وكنت انا فيمن سمع فكتمته فذهب الله ببصري وكان يتندم على ما فاته من الشهادة ويستغفر ومن ذالك ايضا ما روي عن طحلة بن عميرة قال :نشد علي (عليه السلام ) الناس في قول النبي (صلى الله عليه وآله ) من كنت مولاه فعلي مولاه) فشهد اثنا عشر من الانصار وانس بن مالك في قوم لم يشهد فقال له امير المؤمنين (عليه السلام ) يا انس قال :لبيك قال :ما يمنعك ان تشهد وقد سمعت ما سمعوا ؟)
قال يا امير المؤمنين :كبرت ونسيت فقال امير المؤمنين ( اللهم ان كان كاذبا فضربك الله ببياضٍ لا تواريه العمامة، فما قام حتى أبيضّ وجهه برصا ) قال طحلة بن عميرة: فاشهد بالله لقد رايتها بيضاء بين عينه.
وأفضل الصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
لما قضى النبي صلى الله عليه وآله نسكه في حجة الوداع ونصرف راجعاً إلى المدينة ومعه المسلمون ، أنتهى إلى الموضع المعروف بغدير خم ، ولم يكن آنذاك موضعاً يصلح للنزول لعدم وجود الماء فيه والمرعى ، فنزل صلى الله عليه وآله ونزل معه المسلمون . وكان سبب نزوله صلى الله عليه وآله في هذا المكان نزول القرآن عليه بتعيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كخليفة في الأمته من بعده ، وقد كان تقدم الوحي اليه في ذالك من غير توقيت له فاخرة لحضور وقت يامن فيه الاختلاف منهم عليه وعلم الله سبحانه انه ان تجاوز غدير خم انفصل عنه الكثير من الناس الى بلادهم واماكنهم وبواديهم فاراد الله تعالى ان يجمعهم لسماع النص امير المؤمنين (عليه السلام ) تاكيدا للحجة عليهم فيه فانزل جلت عظمته عليه يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من رب) يعني في استخلاف علي بن ابي طالب امير المؤمنين (عليه السلام ) والنص بالامامة عليه
( وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فاكد به الفرض عليه بذالك وخوفه من تاخير الامر فيه وضمن له العصمة ومنع الناس منه . وكان يوما قائظا شديد الحر فامر (صلى الله عليه وآله) بدوحات هناك فقم ما تحتها وامر بجمع الرحال في ذالك المكان ووضع بعضها على بعض ثم امر مناديه فنادى في الناس بالصلاة فاجتمعوا من رحالهم اليه وان اكثرهم ليلف رداءه على قدميه من شدة الرمضاء فلما اجتمعوا صعد(صلى الله عليه وآله ) على تلك الرحال حتى صار في ذروتها ودعا امير المؤمنين(عليه السلام ) فرقى حتى صار عن يمينه ثم خطب الناس فقال (صلى الله عليه وآله ) ( اني قد دعيت ويوشك ان اجيب وقد حان مني خفوف من بين اظهركم واني مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا ابدا :كتاب الله وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) ثم نادى باعلى صوته الست اولى بكم منكم من انفسكم ؟) فقالوا: اللهم بلى فقام لهم على النسق وقد اخذ بضبعي امير المؤمنين (عليه السلام ) فرفعها حتى رئي بياض ابطيهما وقال (من كنت فهذا علي مولاه اللهم والي من واله وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ) ثم نزل (صلى الله عليه وآله ) وكان وقت الظهيرة فصلى ركعتين ثم زالت الشمس فاذن مؤذنه لصلاة الفرض فصلى بهم الظهر وجلس(صلى الله عليه وآله ) في خيمته وامر عليا ان يجلس في خيمة له بازائه ثم امر الناس ان يدخلوا عليه فوجا فوجا فيهنئوا بالمقام ويسلموا عليه بامرة المؤمنين ففعل الناس ذالك كلهم ثم امر ازواجة وجميع النساء المؤمنين معه ان يدخلن عليه ويسلمن عليه بامرة المؤمنين ففعلن وكان ممن اطنب في تهنئته بالمقام عمر بن الخطاب فاظهر له المسرة به وقال فيما قال:!! بخ بخ لك يا علي اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة !!) وجاء حسان الى رسول الله (صلى الله عليه وآله ) فقال له :يا رسول ائذن لي ان اقول في هذا المقام ما يرضاه الله ؟فقال (قل يا حسان على اسم الله ) فوقف على نشز من الارض وتطاول المسلمون لسماع كلامه فانشا يقول :
يناديهم يوم الغدير نبيهم****بخمٍ واسمع بالرسول مناديا
وقد جاءه جبريل عن امر ربه *** بانك معصوم فلا تك وانيا
وبلّغهم ماانزل الله ربهم *** اليك ولاتخشى هناك الاعاديا
فقام به اذ ذاك رافع كفه *** بكف علي معلن الصوت عاليا
فقال: فمن مولاكم ونبيكم****فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت نبينا****ولم تلق منا في الولاية عاصيا
فقال له : قم يا علي فإنني****رضيتك من بعدي إماماً وهادياً
فمن كنت مولاه فهذا وليه****فكونوا له اتباع صدق موالياً
هناك دعا اللهم وال وليه****وكن للذي عادا علياً معاديا
فقال له الرسول (صلى الله عليه وآله ) لاتزال مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك ).
وقبل أن يتفرقوا من المكان نزل جبريل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوله تعالى:
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) (45) المائدة .
فصاح النبي (صلى الله عليه وآله ): (الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي بن أبي طالب بعدي).
وقد أحتجه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : امير المؤمنين (صلى الله عليه وآله) بهذه الواقعة العظيمة امام الناس كافة في زمن خلافته عدة مرات ـ كلما ذكر ذالك المؤرخون ـ منها ما روي عن زيد ارقم قال : نشد علي الناس في المسجد فقال: انشد الله رجلا سمع النبي (صلى الله عليه وآله ) : من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه فقام اثنا عشرا بدريا ستة من جانب الايمن وستة من جانب الايسر فشهدوا من ذالك قال زيد بن الارقم : وكنت انا فيمن سمع فكتمته فذهب الله ببصري وكان يتندم على ما فاته من الشهادة ويستغفر ومن ذالك ايضا ما روي عن طحلة بن عميرة قال :نشد علي (عليه السلام ) الناس في قول النبي (صلى الله عليه وآله ) من كنت مولاه فعلي مولاه) فشهد اثنا عشر من الانصار وانس بن مالك في قوم لم يشهد فقال له امير المؤمنين (عليه السلام ) يا انس قال :لبيك قال :ما يمنعك ان تشهد وقد سمعت ما سمعوا ؟)
قال يا امير المؤمنين :كبرت ونسيت فقال امير المؤمنين ( اللهم ان كان كاذبا فضربك الله ببياضٍ لا تواريه العمامة، فما قام حتى أبيضّ وجهه برصا ) قال طحلة بن عميرة: فاشهد بالله لقد رايتها بيضاء بين عينه.
تعليق