تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و ال محمد و عجل فرجهم.
((عيد الغدير))
لتلبس الارض حلتها الخضراء و تتزين السماء بنجومها اللامعة الوضاءة و ليعلوا صوت خرير الماء ابتهاجاً و تعلو زقزقة العصافير و زغاريد الطيور جميعاً مع هديل الحمام ، و نحن سكان الارض لنرتدي احلى زينتنا و نتعطر بأغلاها و احلاها .. انه عيد الغدير.
فلكل أمة من الامم و دين من الاديان احتفالات و اعياد و نحن المسلمون اعيادانا معروفة هي عيد الفطر و الاضحى و يوم الجمعة و اكبر هذه الاعياد و اهمها على الاطلاق هو عيد الغدير الذي فيه اتمام النعمة و اكمال الدين و الولاية (و يسمى في السماء العهد المعهود و في الارض الميثاق الموثوق 1) و قد روي حديث الغدير اكثر من 120 صحابي منهم ابا ذر الغفاري الذي قال في رسول الله ص : ما أظلت الخضراء و لا اقلت الغبراء من ذي لهجة اصدق من أبي ذر ، و قد كتم بعضهم ذلك و اصابهم ما اصاباهم من برص و عمى و ظل اهل البيت و شيعتهم يحتفلون به منذ عهد ال بويه في بغداد و حاول خصومهم مجاراتهم في ذلك و لكن بتبديل وقته و ذلك كان مغالطة كبيرة.
و عند وصول النبي الى غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق اهل المدينة و العراق و مصر في (18 ذي الحجة) نزل الوحي على الرسول قائلاً (يا ايها الرسول بلغ من انزل اليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين) ، و بين تلك الحشود الغفيرة و اليوم الشديد الحرارة عمل النبي من اقثاب الابل مرتقاً ليصعد عليه و صعد لكي يراه الجميع في وسط الجموع و جعل من الثقاة على اخر الجحفة حتى لا يفلت او ينهزم من ينهزم و اخذ بيد علي و رفعها حتى بان ابطيهما، و قال: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عادِ من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و ادر الحق معه حيث دار ألا فليبلغ الشاهد الغائب).
و لم يتفرق الجمع حتى نزل امين الوحي بالاية الكريمة (اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام ديناً) ، فقال رسول الله ص ( الله اكبر على اكمال الدين و اتمام النعمة و رضى الرب برسالتي و الولاية لعلي من بعدي)
ثم طفق المسلمون يهنئون علياً بأمرة المؤمنين و ممن هنئه من الصحابة ( الشيخين ابو بكر و عمر كل يقول : بخ بخ لك يا ابن ابي طالب اصبحت و امسيت مولاي و مولاي كل مؤمن و مؤمنة)
و قد كان الرسول متخوف من تحويل بعضهم الشريعة الاسلامية الى شيء خاضع للاهواء و الرغبات غير ما انزل الله عليه و كان مصداق تخوفه هي حادثة الحارث بن النعمان الفهري الذي جاء مستفسراً بل مستنكراً على النبي موقفه تجاه اخيه و ابن عمه بالولاية ، و قد قال عز و جل ( و لقد قال الذين اوتوا العلم و الايمان لقد لبثتم في كتاب الله الى يوم البعث) فهي في علي عليه السلام و ولده خاصة الى يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمد ص، فعن عبد العزيز عن الامام الرضا : (ان الله تبارك و تعالى لم يقبض نبيه حتى اكمل له الدين و انزل عليه القران فيه تفصيل كل شيء بين فيه الحلال و الحرام و الحدود و الاحكام و جميع ما يحتاج اليه الناس كملاً فقال عزل وجل (ما فرطنا في الكتاب من شيء)و انزل في حجة الوداع و هي اخر عمره (اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام دينا)).
و عن الكافي عن ابي الحسن قال (ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الانبياء و لم يبعث رسولاً الا بنبوة محمد و وصيه علي) ، و عن بصائر الدرجات عن رسول الله عن رسول الله ( ما تكاملت النبوة لنبي فيّ الا ظله حتى عرضت عليه ولايتي و ولاية اهل بيتي و مثلوا له بطاعتهم و ولايتهم).
و عن بصائر الدرجات عن ابي سعيد الخدري قال: ( رأيت رسول الله يقول :يا علي ما بعث الله نبياً الا و قد دعاه الى ولايتك طائعاً او كارهاً)
و روي عن مولانا امير المؤمن ع ( ان الله عرض ولايتي على اهل السماوات و على اهل الارض اقر بها من اقر و انكرها من انكر، و انكرها يونس فحسبه في بطن الحوت حتى اقر بها)
و روي عن البصائر عن الازهري البطيخي عن ابي عبد الله ( ان الله عرض ولاية امير المؤمنين فقبلها الملائكة و اباهُ ملك يُقال له فطرس فكسر الله جناحه فلما وُلد الحسين بعث الله جبرائيل في سبعين الف ملك الى محمد ليهنئم بولادته فمرّ بفطرس فقال له فطرس: يا جبرائيل الى اين تذهب؟ فقال بعثني الله تعالى الى محمد اهنئه بمولود وُلد هذه الليلة، فقال فطرس احملني معك، سَل محمد يدعوني، فقال له جبرائيل اركب جناحي فركب فأتى محمد فدخل عليه و هنأه و قال يا رسول الله ان فطرساً بيني و بينه اخوة و سألني ان اسألك ان تدعو الله ان يرد جناحه، فقال رسول الله لفطرس: اتفعل؟ قال نعم، فعرض عليه رسول الله ولاية امير المؤمنين عليه السلام فقبلها، فقال رسول الله: شأنك بالمهد فتمسح به و تمرغ فيه، قال: فمضى فطرس الى مهد الحسين يدعو له، قال: قال رسول الله : فنظرت الى ريشه و انه ليطلع و يجري فيه الدم و يطول حتى لحق بجناحه الاخر و عرج مع جبرائيل الى السماء و صار الى موضعه).
و بعد كل هذا نقول نحن من الامم التي انعم الله عليها بولاية امير المؤمنين و خير مصداق لذلك.. هذه الحشود المليونية التي تركت الغالي و النفيس من الاهل و الاولاد و الحلائل و الاموال و لبوا نداء المرجعية الرشيدة ، ألا و هم الحشد الشعبي المقدس الذين يشابهون من لبوا نداء رسول الله بالولاية و ها هم يستجيبون للنداء اليوم للدفاع عن العقيدة و البلد و الذين يرسمون اقدس و اروع و اجمل و انقى صورة ولائية لاهل البيت عليهم السلام في تضحياتهم التي لا تُصدق و التي تعجز ارقى الاقلام الكتابية ان تخط بطولاتهم و ان تجسد سيرهم على ركب محمد و علي و اهل بيتهم الاطهار، فسدد الله خطاهم و رحم شهداءهم و جعلنا الله و اياكم و كل الموالين من المتمسكين بولاية امير المؤمنين السائرين على نهجه و مرة اخرى هنيئاً لكم يا موالين بعيد الله الاكبر عيد الغدير.
************************************************** ********
المصادر:سورة المائدة
مفاتيح الجنان
اعلام الهداية ج2 /ص117-ص124
حديقة العارفين ج2 / ص804-ص808
عيون اخبار الرضا باب 20/ص 149-ص151
اللهم صل على محمد و ال محمد و عجل فرجهم.
((عيد الغدير))
لتلبس الارض حلتها الخضراء و تتزين السماء بنجومها اللامعة الوضاءة و ليعلوا صوت خرير الماء ابتهاجاً و تعلو زقزقة العصافير و زغاريد الطيور جميعاً مع هديل الحمام ، و نحن سكان الارض لنرتدي احلى زينتنا و نتعطر بأغلاها و احلاها .. انه عيد الغدير.
فلكل أمة من الامم و دين من الاديان احتفالات و اعياد و نحن المسلمون اعيادانا معروفة هي عيد الفطر و الاضحى و يوم الجمعة و اكبر هذه الاعياد و اهمها على الاطلاق هو عيد الغدير الذي فيه اتمام النعمة و اكمال الدين و الولاية (و يسمى في السماء العهد المعهود و في الارض الميثاق الموثوق 1) و قد روي حديث الغدير اكثر من 120 صحابي منهم ابا ذر الغفاري الذي قال في رسول الله ص : ما أظلت الخضراء و لا اقلت الغبراء من ذي لهجة اصدق من أبي ذر ، و قد كتم بعضهم ذلك و اصابهم ما اصاباهم من برص و عمى و ظل اهل البيت و شيعتهم يحتفلون به منذ عهد ال بويه في بغداد و حاول خصومهم مجاراتهم في ذلك و لكن بتبديل وقته و ذلك كان مغالطة كبيرة.
و عند وصول النبي الى غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق اهل المدينة و العراق و مصر في (18 ذي الحجة) نزل الوحي على الرسول قائلاً (يا ايها الرسول بلغ من انزل اليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين) ، و بين تلك الحشود الغفيرة و اليوم الشديد الحرارة عمل النبي من اقثاب الابل مرتقاً ليصعد عليه و صعد لكي يراه الجميع في وسط الجموع و جعل من الثقاة على اخر الجحفة حتى لا يفلت او ينهزم من ينهزم و اخذ بيد علي و رفعها حتى بان ابطيهما، و قال: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عادِ من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و ادر الحق معه حيث دار ألا فليبلغ الشاهد الغائب).
و لم يتفرق الجمع حتى نزل امين الوحي بالاية الكريمة (اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام ديناً) ، فقال رسول الله ص ( الله اكبر على اكمال الدين و اتمام النعمة و رضى الرب برسالتي و الولاية لعلي من بعدي)
ثم طفق المسلمون يهنئون علياً بأمرة المؤمنين و ممن هنئه من الصحابة ( الشيخين ابو بكر و عمر كل يقول : بخ بخ لك يا ابن ابي طالب اصبحت و امسيت مولاي و مولاي كل مؤمن و مؤمنة)
و قد كان الرسول متخوف من تحويل بعضهم الشريعة الاسلامية الى شيء خاضع للاهواء و الرغبات غير ما انزل الله عليه و كان مصداق تخوفه هي حادثة الحارث بن النعمان الفهري الذي جاء مستفسراً بل مستنكراً على النبي موقفه تجاه اخيه و ابن عمه بالولاية ، و قد قال عز و جل ( و لقد قال الذين اوتوا العلم و الايمان لقد لبثتم في كتاب الله الى يوم البعث) فهي في علي عليه السلام و ولده خاصة الى يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمد ص، فعن عبد العزيز عن الامام الرضا : (ان الله تبارك و تعالى لم يقبض نبيه حتى اكمل له الدين و انزل عليه القران فيه تفصيل كل شيء بين فيه الحلال و الحرام و الحدود و الاحكام و جميع ما يحتاج اليه الناس كملاً فقال عزل وجل (ما فرطنا في الكتاب من شيء)و انزل في حجة الوداع و هي اخر عمره (اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام دينا)).
و عن الكافي عن ابي الحسن قال (ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الانبياء و لم يبعث رسولاً الا بنبوة محمد و وصيه علي) ، و عن بصائر الدرجات عن رسول الله عن رسول الله ( ما تكاملت النبوة لنبي فيّ الا ظله حتى عرضت عليه ولايتي و ولاية اهل بيتي و مثلوا له بطاعتهم و ولايتهم).
و عن بصائر الدرجات عن ابي سعيد الخدري قال: ( رأيت رسول الله يقول :يا علي ما بعث الله نبياً الا و قد دعاه الى ولايتك طائعاً او كارهاً)
و روي عن مولانا امير المؤمن ع ( ان الله عرض ولايتي على اهل السماوات و على اهل الارض اقر بها من اقر و انكرها من انكر، و انكرها يونس فحسبه في بطن الحوت حتى اقر بها)
و روي عن البصائر عن الازهري البطيخي عن ابي عبد الله ( ان الله عرض ولاية امير المؤمنين فقبلها الملائكة و اباهُ ملك يُقال له فطرس فكسر الله جناحه فلما وُلد الحسين بعث الله جبرائيل في سبعين الف ملك الى محمد ليهنئم بولادته فمرّ بفطرس فقال له فطرس: يا جبرائيل الى اين تذهب؟ فقال بعثني الله تعالى الى محمد اهنئه بمولود وُلد هذه الليلة، فقال فطرس احملني معك، سَل محمد يدعوني، فقال له جبرائيل اركب جناحي فركب فأتى محمد فدخل عليه و هنأه و قال يا رسول الله ان فطرساً بيني و بينه اخوة و سألني ان اسألك ان تدعو الله ان يرد جناحه، فقال رسول الله لفطرس: اتفعل؟ قال نعم، فعرض عليه رسول الله ولاية امير المؤمنين عليه السلام فقبلها، فقال رسول الله: شأنك بالمهد فتمسح به و تمرغ فيه، قال: فمضى فطرس الى مهد الحسين يدعو له، قال: قال رسول الله : فنظرت الى ريشه و انه ليطلع و يجري فيه الدم و يطول حتى لحق بجناحه الاخر و عرج مع جبرائيل الى السماء و صار الى موضعه).
و بعد كل هذا نقول نحن من الامم التي انعم الله عليها بولاية امير المؤمنين و خير مصداق لذلك.. هذه الحشود المليونية التي تركت الغالي و النفيس من الاهل و الاولاد و الحلائل و الاموال و لبوا نداء المرجعية الرشيدة ، ألا و هم الحشد الشعبي المقدس الذين يشابهون من لبوا نداء رسول الله بالولاية و ها هم يستجيبون للنداء اليوم للدفاع عن العقيدة و البلد و الذين يرسمون اقدس و اروع و اجمل و انقى صورة ولائية لاهل البيت عليهم السلام في تضحياتهم التي لا تُصدق و التي تعجز ارقى الاقلام الكتابية ان تخط بطولاتهم و ان تجسد سيرهم على ركب محمد و علي و اهل بيتهم الاطهار، فسدد الله خطاهم و رحم شهداءهم و جعلنا الله و اياكم و كل الموالين من المتمسكين بولاية امير المؤمنين السائرين على نهجه و مرة اخرى هنيئاً لكم يا موالين بعيد الله الاكبر عيد الغدير.
************************************************** ********
المصادر:سورة المائدة
مفاتيح الجنان
اعلام الهداية ج2 /ص117-ص124
حديقة العارفين ج2 / ص804-ص808
عيون اخبار الرضا باب 20/ص 149-ص151
تعليق