“مَناهِلُ الوَفَاء”.. ألَقٌ إذاعيٌ بِمِدادٍ عَبّاسي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
صادق مهدي حسن
في مقال سابق نُشِر في صحيفتنا الغراء (صدى الروضتين/العدد (233)/1 - جمادى الأولى- 1435 هـ) وتحت عنوان (إعلامُنا بحاجةٍ إلى إعلام).. تساءلنا هناك: أين القنوات الفضائية الإسلامية عن الترويج والإعلان لإعلامنا المقروء من صحف ومجلات وإصدارات لاسيما تلك الصادرة عن أقسام الشؤون الفكرية والثقافية والإعلام في العتبات المقدسة والتي تهتم بنشر فكر القرآن والتراث العظيم الذي قدمه لنا النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله الطاهرين (عليهم السلام) وما أبدعته وتبدعه عقول علمائنا وكتابنا في شتى المجالات العلمية والفقهية والعقائدية والتاريخية والاجتماعية وغيرها ؟!.. وقدمنا مقترحاً عبّر عن أمنية خالجت قلوبنا طويلاً بإنتاج برامج تعريفية بالإصدارات، كأن تكون برامج لقراءة أهم العناوين فيها ومطالعة لبعض الخطوط العامة لمواضيعها المختلفة والترويج لمواقعها الالكترونية على شبكة الإنترنيت لكي تشكل درعاً مضاداً يساهم بشكل أو آخر لصد تلك العاصفة الهوجاء من الفساد الإعلامي في مختلف جوانبه الفكرية والعقائدية والأخلاقية..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
صادق مهدي حسن
وفي الخامس من ربيع الأول 1437هـ، تحقق جانب من تلك الأمنية، إذ تمخضت الجهود الإبداعية عن ولادة برنامج إذاعي متميز عنوانه (مناهل الوفاء) يُعنى بإصدارات العتبة العباسية المقدسة.. تلك الإصدارات التي يصفها تايتل هذا البرنامج الجميل بأروع الكلمات عندما يستهل إطلالته الأسبوعية المشرقة من على منبر إذاعة الكفيل المباركة:
“إصْداراتٌ حارَ في وَصفِها اللُّب، وَملَكَتْ بِرؤياها العقلَ والقَلْب، فاحَ عبقُ أريجها الولائي عن بُعد، أينعت منها حدائقٌ ذات بهجة، وينابيع ذات ماء عباسي عذب.. أغصانها أقلام وأنهارها مداد، لا يملُّ شاربها ولا يكتفي واردها، تغمره بحُللٍ من الفكر والعلم والعطاء من فيض أقلامها الغراء، كيف لا.. وهي مناهل الوفاء؟!”
ولتسليط بارقة ضوء على البرنامج، توجهنا بأسئلتنا لمقدمته الأخت الإعلامية المبدعة (زهراء حكمت) وهذا جانبٌ مما تفضلت به..
س: كيف بدأ البرنامج ومن صاحب فكرته؟
- لحاجة المجتمع والإذاعة الماسة للدخول للإعلام المقروء وتثمين الجهود الواعية والمبدعة للكتاب والكاتبات ولتحفيز الأقلام للكتابة الهادفة انبثق برنامج (مناهل الوفاء) لسد الفراغ الذي قد يحصل من انشغال كتابنا بمسؤوليات الحشد وإيجاد تفاعل نسوي اكبر مع الساحة المقروءة من الإعلام من هنا بدأ البرنامج.
وقد كنت ولسنوات أحب القراءة جدا ولا ادخل لأي برنامج إلا بعد أن اقرأ شيئاً حول موضوعه.. كما كنت ممن تشرف بالكتابة في مجلة رياض الزهراء وما زال لي صفحة فيها إضافة إلى كتابة ملخص برنامج (منتدى الكفيل) في نشرة الكفيل الأسبوعية.. ولحبي للقراءة والكتابة تبلورت لدي فكرة البرنامج والذي تم اختيار عنوانه بالتعاون مع إدارة إذاعة الكفيل الموقرة.
س: ما هي أهم الثمار المتحققة من البرنامج؟
- أثمر البرنامج عن الكثير والكثير جداً ويمكن إيجاز أهم ثماره على المستوى العام بما يأتي :
1) خلق هذا البرنامج وبفيض الكفيل عليه السلام ثلة مثقفة واعية من الأخوات بدأن الكتابة معنا والدخول لأروقة القلم والورق.
2) التقينا مع من هم خلف الكواليس من كتاب ومحررين وإداريين والاستفادة من خبراتهم الراقية بهذا المجال عن طريق الاتصال بهم في كل حلقة.
3) تشجيع المستمع على القراءة وتذوق الفكر المنشور في هذه الإصدارات والتي تكلف الجهد الكبير للكتاب وبكل مراحلها بدءاً من استلام المواضيع وحتى نشرها.
4) التعاون بين البرنامج والإصدارات حيث تم التنسيق مع نشرتي الكفيل والخميس، مجلة رياض الزهراء، صحيفة صدى الروضتين ومجلة عطاء الشباب.. وتم نشر أكثر من مائة موضوع بأقلام الأخوات (المستمعات الكاتبات) المشاركات في رفد البرنامج بالمشاركات.
هذا بالإضافة إلى كثير من الثمرات على المستوى الشخصي والمهني..
س: كلمة أخيرة أو إضافة عن جوانب أخرى حول البرنامج.
- كنت ومازلت فخورة جدا بهذا البرنامج خاصة وهو بعين المولى صاحب الجود -عليه السلام- وباسمه ومن منهله العذب.. إضافة إلى انه شرفني بالتعرف على كل الإخوة الكرام من خَدَمَته عليه السلام وهو باب لتثمين جهودهم المباركة واغلب من حلّ معنا ضيفا دأب على سماعه ومتابعته وهذا مصدر فخر واعتزاز لنا ولإذاعتنا المباركة..
كما لا أنسى الدور الكبير لمخرجة البرنامج الأخت الرائعة (سرى المسلماني) في جمع ما هو جديد من الفواصل وخاصة الموالية منها والحماسية ولمساتها الممتعة باختيار بعض النصوص المنشورة في موقع (أقلام بمختلف الألوان) واستعراض هوية ضيف البرنامج.. وهي محبّة للبرنامج وتساير حلقاته بكل فخر واعتزاز.
أخيراً أوجه تحية إجلال وتقدير لإدارة إذاعتنا المباركة ولقسم الشؤون الفكرية والثقافية لرفدهم البرنامج بكل المدد من الإصدارات والجوائز التقديرية للأخوات الكريمات..
كما سألنا الكاتبة القديرة ومديرة تحرير مجلة رياض الزهراء الأخت الفاضلة (آمال كاظم الفتلاوي) حول انطباعها عن البرنامج فأفادت مشكورة:
- يعد برنامج مناهل الوفاء من البرامج المهمة والحيوية، إذ تخصص في تسليط الضوء على قراءة مطبوعات العتبة العباسية المقدسة، وكذلك في التحفيز على الكتابة وهذا ما ميزه عن غيره من البرامج، وقد حقق البرنامج طفرة نوعية في استقطاب وتهيئة أعداد من الكاتبات، وكان للتواصل المباشر عبر الاتصالات أو من خلال تقديم النصائح القيمة من قبل المتخصصين في مجال الكتابة الأثر الأكبر في تهيئة هؤلاء الكاتبات اللواتي تميزن بتنوع الأساليب ورصانة الصياغة.. وهذا مما يدعو للفخر.
وأود أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى الأخت مقدمة البرنامج لما تبذله من جهود حثيثة في كل حلقة باذلة كل ذلك في سبيل رضا المولى أبي الفضل -عليه السلام- وهذا من التوفيقات التي نالتها ونالها برنامجها المبارك.
إذا خَلُصَتِ النوايا لله سبحانه وتعالى، فستركع المصاعب مبجِّلةً مساعي المُبدعين.. فبوركت كل الجهود التي تقف وراء هذا البرنامج الرائع والذي نتمنى أن يكون برنامجاً ثابتاً ضمن منهاج الإذاعة، وأن يستعرض جانباً من إصدارات بقية العتبات المقدسة لما تضمُّه من عطاء فكري ثرٍّ.
صدى الروضتين : العدد 296 : يمكن تحميله من الرابط :
تعليق