بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
((سبحان ربي الأعلى وبحمده)) و ((سبحان ربي العظيم وبحمده))
كلمات نرددها يومياً في صلواتنا المفروضة والمستحبة فما الذي تعنيه ؟
سنركز على شيئين وهو التسبيح والتحميد
فالتسبيح معناه كما جاء في التهذيب ((سَبَّحْتُ الله تسبيحاً وسُبْحاناً بمعنى واحد فالمصدر تسبيح والاسم سُبْحان يقوم مقام المصدر)) ، وجاء في كتاب العين ((سُبْحانَ اللهِ: تنزيه لله عن كل ما لا ينبغي أن يُوصَف به)) .
فنستنتج من ذلك بأن التسبيح هو تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص وعن كل مالايليق به تعالى .
والتحميد هو وصف الله تبارك وتعالى بالصفات الثبوتية ، وأن يقر الانسان بأن النعم كلها منه والكمالات كلها له فهو عليم وقدير وبصير وحيّ ..
لقد دلّت الآيات الكريمة على إنّ كل شئ يسبح لله ((تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ))الاسراء 44 ،
فكل الموجودات من جمادات ونباتات وحيوانات بل كل ذرة ونواة تسبح لله ..
ومنهم من عبّر عن هذا التسبيح بأنه تكويني (اي لسان حالها تسبح لله) ، ومنهم من قال بأن لها نوع من الشعور والتعقل على قدرها ، ولكننا
لانفقه هذا التسبيح (( وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)) .
لذا يجب أن يكون التسبيح من البشر بأكمل صوره ، لأنه أعقل الموجودات ((وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)) .
والتسبيح يجب أن يكون بما يليق بجلال الله ، وذلك بأن يستحضر الانسان معنى التسبيح لاأن يكون مجرد لفظ يتلفظ به
ويتأتى ذلك من خلال تعظيم الله في صفاته وتنزيهه عما لايليق به والتفكر في ذلك ، فيجعل ذلك نجواه في ليله ونهاره وليس في صلاته فحسب .
ويستطيع الانسان أن يكون ذاكراً ومسبحاً لله على طول وقته ، فأول اليوم ينوي أن يكون عمله وسعيه قربةً لله تعالى ، فتكون كل حركاته وسكناته
ونفسه مسبحةً لله ، على أن يرى الله في عمله وتصرفاته حتى لاتخرجه عن دائرة التسبيح ، وإن غفل إسغفر الله . وبالاضافة الى ذلك فقد
يستطيع أن يجعل لسانه لهجاً بالذكر والتسبيح والتمجيد لله ، وبذلك نكون قد أدينا حق التسبيح ((فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ)) .
(إنشغال أهل الجنة بالتسبيح)
((دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)) ، من هنا نعرف أهمية وعظمة التسبيح لأن هذا التسبيح
هو لأهل الجنة ، مع العلم بأنهم دخلوا الجنة فلماذا يسبحون ويحمدون ؟
وذلك لأن الله تبارك وتعالى قد أنالهم كل مايتمنونه لذا إشتغلوا بتعظيم الله وتنزيهه ، ولأنهم ذهلوا مما رأوا من العظمة الالهية
فانشغلوا بالتسبيح ، وهذا التسبيح يستحق أن يحمدوا الله عليه لذا حمدوه .
بعد هذا حريّ بنا أن نلتجئ إلى الله سبحانه وتعالى لنسبحه ونقدسه ونعظمه على ماأنعم علينا من نعمه ظاهرها وباطنها .
لاأقل أن نستحضر ذلك في ركوعنا وسجودنا
تعليق