حوارات إذاعية..
وهج النفوس..
في عالم يعجّ بوسائل الاتصال الحديثة، ومواقع التواصل الاجتماعي التي غزت بيوتنا، وكل مفاصل حياتنا، وأقضّت مضاجعنا.. حتى باتت فيها مشاعرنا وأحاسيسنا رهينة تلك الالكترونات المتناثرة عبر الأثير.. وبتنا لا نعلم صدقها من زيفها.. فنتبادل كلمات الاطراء والثناء المتبادل.. وهو أمر محفوف بالمخاطر بطبيعة الحال.. من جهة أنه قد يؤدي غرضاً نبيلاً مستحسناً، ولكن قد يوقعنا في محاذير عدة..
خلجات وإرهاصات نفسية عانت منها يسرى.. فاتجهت إلى صديقتها كوثر؛ لتروي لها هواجسها، وتأزمات نفسها الكامنة..
فكان هذا الحوار:
يسرى: لا أدري يا صديقتي كوثر.. فأنا أعيش حالة من القلق والاضطراب..!
كوثر: خيراً يا عزيزتي يسرى ماذا جرى..؟
يسرى: لقد تعبت من كثرة الأصدقاء في مواقع التواصل.. وهذه الشبكة المعقدة من العلاقات المتنوعة.. وأجد نفسي فقدت القدرة على التواصل الواقعي من الحوار الهادف؛ لكثرة ساعات جلوسي على شبكات التواصل.
كوثر: وما الضير في ذلك يا عزيزتي يسرى.. فالتواصل والانفتاح مع الآخرين شيء حضاري، ويثري من ثقافتنا، ويطور من أسلوبنا، ويعرفنا على تجارب الآخرين في الحياة لنستفيد منها..
يسرى: جميل ما تقولينه يا عزيزتي كوثر.. فقد اطلعت على أشياء كثيرة كنت أجهلها، وعلمت ما يدور من حولنا من قضايا وأمور وخفايا.. وبت على اطلاع واسع بمستوى نضج الآخرين، وطرائق تفكيرهم..
كوثر: ولكن يجب أن تكوني حذرة يا عزيزتي.. فتلك العوالم مليئة بالسموم الشيطانية القاتلة التي قد تتغلغل إلى نفوسنا على حين غرة.. من غير أن نحس بها إلا بعد فوات الأوان..
يسرى: وهذا الأمر تحديداً هو ما أردت أن أبوح لك به.. فقد أعجبت بصديق لي على الفيس بوك، ونحن نحترم بعضنا بعضا، ونتحاور في مواضيع شتى.. حتى أمسيت دائمة التفكير به، ولا أستطيع فراقه.. وبدأت تسويلات الشيطان تدخل إلى نفسي بخفاء..!
كوثر: جميل منك يا عزيزتي أن فتحت لي قلبك؛ لتبوحي بكل تلك الأحاسيس والمشاعر التي تتسرب إلى نفسك، لتجعلك في دوامة من القلق حول سر مصداقية ما تشعرين به، وما ستؤول إليه مثل هكذا علاقات افتراضية، ليس لها أثر على الواقع.. فأنتِ لا تعرفين شيئاً عن خلفيات تعامله وأخلاقياته مع الآخرين، وعلى أرض الحقيقة.
يسرى: كم أنتِ حكيمة يا كوثر.. تقرئين الأفكار، وتحللين الأمور تحليلاً منطقياً.. ولهذا ألجأ إليكِ دائماً.. (فلا ظهير كالمشاورة..)، كما علمنا سيدنا وملاذنا أمير المؤمنين (عليه السلام)..
كوثر: اصغي إليّ جيداً يا عزيزتي يسرى.. لا تحاولي خلط الأمور، ولا تطلقي لمشاعرك العنان.. خذي فقط ما ينفعك، ويثري من ثقافتك العامة، ويحصّنك فكرياً وعقائدياً بيقظة وعقلانية.. وحاولي السيطرة على نفسك، ومسك زمامها فـ(إن النفسَ إذا أعطيتها سؤلها.. جرّتكَ إلى ما لا تقنعُ به) كما يقول عالمُ النفس الأول، ومولى الموحدين الإمام علي (عليه السلام)..
فقللي من ساعات جلوسك على تلك المواقع..؛ لأن كلمات الإطراء والإعجاب والمجاملة ربما تكون بريئة وعفوية في بداية الأمر.. ولكنك لا تعلمين ما قد تفعله في ذلك الشاب الذي سيسبح في عالمٍ من الخيال.. مستعيداً ذكريات قيس وليلى..!
لا يا عزيزتي الغالية.. الحبُ الحقيقي الذي ينتهي بالزواج وفق الشرع والدين.. هو الذي يأتي عبر الأبواب، وليس عبر النوافذ، والموبايلات، وشبكات التواصل والاتصال..
فابتعدي عن دوامات النفس وإن عظُمت، وتبيني من مشاعرك الحقيقة، وافترضي أنه بغير ما وصف لك من صفات...
وتحدث معك من كلمات الجذب والحب..!
يسرى: لقد اعتدت على تواجده بقربي، وأشعر أني أصبحت مدمنة على حضوره معي، وبكل تصرف وحركة وسكون ونوم ويقظة..!
كوثر: غاليتي.. كل أمر يحوي الصعوبة في بدايته.. لكن استعيني بالله تعالى.. فأنت فتاة ملتزمة كما عهدتك..
وحاولي إدخال مفردات جديدة لجدولك اليومي لنسيانه.. وادخلي نفسك بعلاقات واقعية.. وبارتباط صادق مع ثلة مؤمنة.. فذلك سيخفف عليك لحظات البعد الصعبة في بادئ الأمر.. وعليك بسلاح الدعاء، واللجوء إلى الله تعالى، وستجديه نعم المعين.
يسرى: حقاً يا صديقتي كوثر.. أنتِ ملاك بعثه اللهُ سبحانه وتعالى إليّ؛ لتعيدي ترتيب أفكاري المبعثرة.. وتضعينني في المكان الصحيح.. الذي يجب أن تكون فيه الفتاة المؤمنة..
كوثر: وفقكِ اللهُ يا عزيزتي لكل خير.. وتذكري دائماً قوله تعالى: (وَمَن يَتقِ اللَّهَ يَجعَل لهُ مَخرَجًا * وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لَا يَحتَسِبُ...).
وهج النفوس..
في عالم يعجّ بوسائل الاتصال الحديثة، ومواقع التواصل الاجتماعي التي غزت بيوتنا، وكل مفاصل حياتنا، وأقضّت مضاجعنا.. حتى باتت فيها مشاعرنا وأحاسيسنا رهينة تلك الالكترونات المتناثرة عبر الأثير.. وبتنا لا نعلم صدقها من زيفها.. فنتبادل كلمات الاطراء والثناء المتبادل.. وهو أمر محفوف بالمخاطر بطبيعة الحال.. من جهة أنه قد يؤدي غرضاً نبيلاً مستحسناً، ولكن قد يوقعنا في محاذير عدة..
خلجات وإرهاصات نفسية عانت منها يسرى.. فاتجهت إلى صديقتها كوثر؛ لتروي لها هواجسها، وتأزمات نفسها الكامنة..
فكان هذا الحوار:
يسرى: لا أدري يا صديقتي كوثر.. فأنا أعيش حالة من القلق والاضطراب..!
كوثر: خيراً يا عزيزتي يسرى ماذا جرى..؟
يسرى: لقد تعبت من كثرة الأصدقاء في مواقع التواصل.. وهذه الشبكة المعقدة من العلاقات المتنوعة.. وأجد نفسي فقدت القدرة على التواصل الواقعي من الحوار الهادف؛ لكثرة ساعات جلوسي على شبكات التواصل.
كوثر: وما الضير في ذلك يا عزيزتي يسرى.. فالتواصل والانفتاح مع الآخرين شيء حضاري، ويثري من ثقافتنا، ويطور من أسلوبنا، ويعرفنا على تجارب الآخرين في الحياة لنستفيد منها..
يسرى: جميل ما تقولينه يا عزيزتي كوثر.. فقد اطلعت على أشياء كثيرة كنت أجهلها، وعلمت ما يدور من حولنا من قضايا وأمور وخفايا.. وبت على اطلاع واسع بمستوى نضج الآخرين، وطرائق تفكيرهم..
كوثر: ولكن يجب أن تكوني حذرة يا عزيزتي.. فتلك العوالم مليئة بالسموم الشيطانية القاتلة التي قد تتغلغل إلى نفوسنا على حين غرة.. من غير أن نحس بها إلا بعد فوات الأوان..
يسرى: وهذا الأمر تحديداً هو ما أردت أن أبوح لك به.. فقد أعجبت بصديق لي على الفيس بوك، ونحن نحترم بعضنا بعضا، ونتحاور في مواضيع شتى.. حتى أمسيت دائمة التفكير به، ولا أستطيع فراقه.. وبدأت تسويلات الشيطان تدخل إلى نفسي بخفاء..!
كوثر: جميل منك يا عزيزتي أن فتحت لي قلبك؛ لتبوحي بكل تلك الأحاسيس والمشاعر التي تتسرب إلى نفسك، لتجعلك في دوامة من القلق حول سر مصداقية ما تشعرين به، وما ستؤول إليه مثل هكذا علاقات افتراضية، ليس لها أثر على الواقع.. فأنتِ لا تعرفين شيئاً عن خلفيات تعامله وأخلاقياته مع الآخرين، وعلى أرض الحقيقة.
يسرى: كم أنتِ حكيمة يا كوثر.. تقرئين الأفكار، وتحللين الأمور تحليلاً منطقياً.. ولهذا ألجأ إليكِ دائماً.. (فلا ظهير كالمشاورة..)، كما علمنا سيدنا وملاذنا أمير المؤمنين (عليه السلام)..
كوثر: اصغي إليّ جيداً يا عزيزتي يسرى.. لا تحاولي خلط الأمور، ولا تطلقي لمشاعرك العنان.. خذي فقط ما ينفعك، ويثري من ثقافتك العامة، ويحصّنك فكرياً وعقائدياً بيقظة وعقلانية.. وحاولي السيطرة على نفسك، ومسك زمامها فـ(إن النفسَ إذا أعطيتها سؤلها.. جرّتكَ إلى ما لا تقنعُ به) كما يقول عالمُ النفس الأول، ومولى الموحدين الإمام علي (عليه السلام)..
فقللي من ساعات جلوسك على تلك المواقع..؛ لأن كلمات الإطراء والإعجاب والمجاملة ربما تكون بريئة وعفوية في بداية الأمر.. ولكنك لا تعلمين ما قد تفعله في ذلك الشاب الذي سيسبح في عالمٍ من الخيال.. مستعيداً ذكريات قيس وليلى..!
لا يا عزيزتي الغالية.. الحبُ الحقيقي الذي ينتهي بالزواج وفق الشرع والدين.. هو الذي يأتي عبر الأبواب، وليس عبر النوافذ، والموبايلات، وشبكات التواصل والاتصال..
فابتعدي عن دوامات النفس وإن عظُمت، وتبيني من مشاعرك الحقيقة، وافترضي أنه بغير ما وصف لك من صفات...
وتحدث معك من كلمات الجذب والحب..!
يسرى: لقد اعتدت على تواجده بقربي، وأشعر أني أصبحت مدمنة على حضوره معي، وبكل تصرف وحركة وسكون ونوم ويقظة..!
كوثر: غاليتي.. كل أمر يحوي الصعوبة في بدايته.. لكن استعيني بالله تعالى.. فأنت فتاة ملتزمة كما عهدتك..
وحاولي إدخال مفردات جديدة لجدولك اليومي لنسيانه.. وادخلي نفسك بعلاقات واقعية.. وبارتباط صادق مع ثلة مؤمنة.. فذلك سيخفف عليك لحظات البعد الصعبة في بادئ الأمر.. وعليك بسلاح الدعاء، واللجوء إلى الله تعالى، وستجديه نعم المعين.
يسرى: حقاً يا صديقتي كوثر.. أنتِ ملاك بعثه اللهُ سبحانه وتعالى إليّ؛ لتعيدي ترتيب أفكاري المبعثرة.. وتضعينني في المكان الصحيح.. الذي يجب أن تكون فيه الفتاة المؤمنة..
كوثر: وفقكِ اللهُ يا عزيزتي لكل خير.. وتذكري دائماً قوله تعالى: (وَمَن يَتقِ اللَّهَ يَجعَل لهُ مَخرَجًا * وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لَا يَحتَسِبُ...).
تعليق