بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
كيف صار المهدي (عجل الله تعالى فرجه) إماماً، وهو لمّا يبلغِ الخمسة أعوام؟
سؤال قد يتردد في أذهان البعض.
وجوابه من الوضوح بمكان، لكنه يحتاج إلى منبهات:
المنبه الأول:
إن لهذا الأمر (جعل الإمام صبياً) نظيراً في باب النبوة،
فإن النبي عيسى (عليه السلام) قد أوتي النبوة وهو ما زال رضيعاً،
(فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا. قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا.
وكذلك أوتي النبي يحيى الحكم صبياً،
(يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا)
فبالجواب الذي يجيب به الطرف الآخر عن هذا الجعل، نجيب نحن عن جعل الإمام صبياً.
المنبه الثاني:
نحن نعتقد –وهذا الاعتقاد دلّ عليه الدليل القطعي المذكور في محله من علم الكلام- أن الإمامة هي شأن الإلهي،
فهي تابعة للجعل الإلهي، حالها حال النبوة،
فكما أن جعل النبي أمر من مختصات الباري جل وعلا، فكذلك جعل الإمام.
وأيضاً نحن نعتقد اعتقاداً جازماً لا تردد ولا شبهة فيه، أن الله تعالى حكيم،
فلا يصدر منه إلا ما هو فعل متقن في زمانه ومكانه المناسبين،
ولا يهمنا بعد هذا أن نفهم الحكمة من فعل معين أو لا نفهمها، ما دمنا نؤمن بأن أفعال الله تعالى لا لغو فيها ولا عبث.
والنتيجة من هذا:
إن الله تعالى عندما يجعل فرداً معيناً إماماً فلا شك أن هذا الفعل موافق للحكمة، وفي محله،
ومعه، سواء كان الإمام شيـخاً كبيراً أو صبياً صغيراً، وسواء كان فقيراً أو غنياً...
فلا يصح أن نسأل الحكيم: لِمَ فعلت هذا الفعل الحكيم.
وهذا الكلام يجري أيضاً في السؤال عن إمامة الإمام الجواد والهادي (صلوات الله عليهما)
إذ قد جعلهما الله أئمة واستلما منصبها وهما في عمر السادسة والثامنة.
المنبه الثالث:
إن هذا السؤال إنما يصدر ممن لا يعرف حقيقة الإمام وعظم علاقته بالسماء،
فإن الإمام وإن كان بشراً مثلنا،
إلا أنه وباعتبار علاقته بالسماء، فإنه يتجاوز الحدود الطبيعية للبشر من حيث الفكر والفهم والعلم والحكمة.
المنبه الرابع:
على أن الواقع المعاش يشهد بروز عباقرة صغار، ومن دول بعيدة عن الإسلام وعن التوحيد أصلاً، ولكن لا معترض، بل يقف الناس أمامهم موقف الانبهار والإكبار والتقدير،
فلمَ الاعتراض على عبد اصطفاه الله تعالى بنفسه!
إنه ليس الا العناد واللجاج .
==================
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
كيف صار المهدي (عجل الله تعالى فرجه) إماماً، وهو لمّا يبلغِ الخمسة أعوام؟
سؤال قد يتردد في أذهان البعض.
وجوابه من الوضوح بمكان، لكنه يحتاج إلى منبهات:
المنبه الأول:
إن لهذا الأمر (جعل الإمام صبياً) نظيراً في باب النبوة،
فإن النبي عيسى (عليه السلام) قد أوتي النبوة وهو ما زال رضيعاً،
(فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا. قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا.
وكذلك أوتي النبي يحيى الحكم صبياً،
(يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا)
فبالجواب الذي يجيب به الطرف الآخر عن هذا الجعل، نجيب نحن عن جعل الإمام صبياً.
المنبه الثاني:
نحن نعتقد –وهذا الاعتقاد دلّ عليه الدليل القطعي المذكور في محله من علم الكلام- أن الإمامة هي شأن الإلهي،
فهي تابعة للجعل الإلهي، حالها حال النبوة،
فكما أن جعل النبي أمر من مختصات الباري جل وعلا، فكذلك جعل الإمام.
وأيضاً نحن نعتقد اعتقاداً جازماً لا تردد ولا شبهة فيه، أن الله تعالى حكيم،
فلا يصدر منه إلا ما هو فعل متقن في زمانه ومكانه المناسبين،
ولا يهمنا بعد هذا أن نفهم الحكمة من فعل معين أو لا نفهمها، ما دمنا نؤمن بأن أفعال الله تعالى لا لغو فيها ولا عبث.
والنتيجة من هذا:
إن الله تعالى عندما يجعل فرداً معيناً إماماً فلا شك أن هذا الفعل موافق للحكمة، وفي محله،
ومعه، سواء كان الإمام شيـخاً كبيراً أو صبياً صغيراً، وسواء كان فقيراً أو غنياً...
فلا يصح أن نسأل الحكيم: لِمَ فعلت هذا الفعل الحكيم.
وهذا الكلام يجري أيضاً في السؤال عن إمامة الإمام الجواد والهادي (صلوات الله عليهما)
إذ قد جعلهما الله أئمة واستلما منصبها وهما في عمر السادسة والثامنة.
المنبه الثالث:
إن هذا السؤال إنما يصدر ممن لا يعرف حقيقة الإمام وعظم علاقته بالسماء،
فإن الإمام وإن كان بشراً مثلنا،
إلا أنه وباعتبار علاقته بالسماء، فإنه يتجاوز الحدود الطبيعية للبشر من حيث الفكر والفهم والعلم والحكمة.
المنبه الرابع:
على أن الواقع المعاش يشهد بروز عباقرة صغار، ومن دول بعيدة عن الإسلام وعن التوحيد أصلاً، ولكن لا معترض، بل يقف الناس أمامهم موقف الانبهار والإكبار والتقدير،
فلمَ الاعتراض على عبد اصطفاه الله تعالى بنفسه!
إنه ليس الا العناد واللجاج .
==================