نص الشبهة:
يقال للشيعة : أنتم تقولون بأنَّه لا يصح خلو الزمان من قائم لله بالحجَّة وهو الإمام ، فإذا كانت التقية ـ عندكم ـ تسعة أعشار الدين ، وهي له سائغة ، بل مندوبة ، بل منقبة وفضيلة ، إذ إنه أتقى الناس ، فكيف تتمُّ الحجة به على الخلق ؟!
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإننا نجيب بما يلي :
أولاً : لسنا نحن الذين نقول : لا يجوز خلو الزمان (أو الأرض) من قائم لله بالحجة 1 ، بل هذا هو المروي عن رسول الله « صلى الله عليه وآله » . .
وقد ذكرنا أيضاً : أن حديث الثقلين يدلُّ على بقاء الإمام من أهل البيت « عليهم السلام » حياً إلى يوم القيامة ، لأنه « صلى الله عليه وآله » قال عن الثقلين : « لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض » . . فلا يكفي التمسك بالكتاب وحده للأمن من الضلال .
ومن البديهيات أيضاً : أن الأرض لا تخلو من حجة . .
ولا بد من أن تكون الحجة معصومة عن الخطأ ، إذ لو لم تكن معصومة ، فإن الحجة في مورد الخطأ تكون مفقودة ، فتخلو الأرض من الحجة في هذا المورد ، وهذا لا يجوز .
ثانياً : إن التقية التي لا يمكن أن تحصل من الإمام هي التي توجب ضياع معالم الدين ، وعدم تمامية الحجة على الخلق ، ولكن الأمر في تقية الإمام ليس كذلك . . فإن ما يحتاج فيه إلى التقية هو تلك الأحكام التي لو تجاهر الشيعة بها لتعرضوا للخطر من قبل الحكام الذين يرون أن ترويجها يضعف حكمهم وسلطانهم ، أو يظهر جهلهم . . أو نحو ذلك من أسباب ، فيحقنون دماء شيعتهم بتوجيههم نحو العمل بالتقية ، ثم إنهم حين يرتفع الخطر ، يعيدون الأمور إلى نصابها ، ويصحِّحون المسار ، دون أن يتعرضوا هم أو شيعتهم لأي مكروه . .
وهذا إنما يكون في أحكام يسيرة جداً ، فالعمل بالتقية فيها لا بد أن يصاحبه ، أو يعقبه ما يضمن أن لا يحصل أي تضييع للحق ، أو أي اختلال في بيان أحكام الشريعة .
ثالثاً : إنه بعد ثبوت مقام الإمامة لشخص ، من خلال وسائل الإثبات الصحيحة ، ويتولى هو هذا المقام ، فإنه سيكون هو المسؤول عن حفظ الدين ، وعليه هو أن يبتكر وسائل إيصال الحق إلى الناس . .
وقد استخفى النبي « صلى الله عليه وآله » من قريش في دار الأرقم . . وكان في آل فرعون مؤمن يكتم إيمانه . . وفي جميع الأحوال لسنا نحن مسؤولين عن وظائف الأوصياء أو الأنبياء بعد ثبوت نبوتهم أو وصايتهم لنا بالدليل القطعي . . لأننا نحن الذين نأخذ ديننا منهم ، ومنهم نتعلم ، ولسنا نحن الذين نعلمهم ، أو نحدِّد لهم وظائفهم .
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله . . 2 .
المصادر
ـــــــــــــــــــــــــ
وله الحمد ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإننا نجيب بما يلي :
أولاً : لسنا نحن الذين نقول : لا يجوز خلو الزمان (أو الأرض) من قائم لله بالحجة 1 ، بل هذا هو المروي عن رسول الله « صلى الله عليه وآله » . .
وقد ذكرنا أيضاً : أن حديث الثقلين يدلُّ على بقاء الإمام من أهل البيت « عليهم السلام » حياً إلى يوم القيامة ، لأنه « صلى الله عليه وآله » قال عن الثقلين : « لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض » . . فلا يكفي التمسك بالكتاب وحده للأمن من الضلال .
ومن البديهيات أيضاً : أن الأرض لا تخلو من حجة . .
ولا بد من أن تكون الحجة معصومة عن الخطأ ، إذ لو لم تكن معصومة ، فإن الحجة في مورد الخطأ تكون مفقودة ، فتخلو الأرض من الحجة في هذا المورد ، وهذا لا يجوز .
ثانياً : إن التقية التي لا يمكن أن تحصل من الإمام هي التي توجب ضياع معالم الدين ، وعدم تمامية الحجة على الخلق ، ولكن الأمر في تقية الإمام ليس كذلك . . فإن ما يحتاج فيه إلى التقية هو تلك الأحكام التي لو تجاهر الشيعة بها لتعرضوا للخطر من قبل الحكام الذين يرون أن ترويجها يضعف حكمهم وسلطانهم ، أو يظهر جهلهم . . أو نحو ذلك من أسباب ، فيحقنون دماء شيعتهم بتوجيههم نحو العمل بالتقية ، ثم إنهم حين يرتفع الخطر ، يعيدون الأمور إلى نصابها ، ويصحِّحون المسار ، دون أن يتعرضوا هم أو شيعتهم لأي مكروه . .
وهذا إنما يكون في أحكام يسيرة جداً ، فالعمل بالتقية فيها لا بد أن يصاحبه ، أو يعقبه ما يضمن أن لا يحصل أي تضييع للحق ، أو أي اختلال في بيان أحكام الشريعة .
ثالثاً : إنه بعد ثبوت مقام الإمامة لشخص ، من خلال وسائل الإثبات الصحيحة ، ويتولى هو هذا المقام ، فإنه سيكون هو المسؤول عن حفظ الدين ، وعليه هو أن يبتكر وسائل إيصال الحق إلى الناس . .
وقد استخفى النبي « صلى الله عليه وآله » من قريش في دار الأرقم . . وكان في آل فرعون مؤمن يكتم إيمانه . . وفي جميع الأحوال لسنا نحن مسؤولين عن وظائف الأوصياء أو الأنبياء بعد ثبوت نبوتهم أو وصايتهم لنا بالدليل القطعي . . لأننا نحن الذين نأخذ ديننا منهم ، ومنهم نتعلم ، ولسنا نحن الذين نعلمهم ، أو نحدِّد لهم وظائفهم .
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله . . 2 .
المصادر
ـــــــــــــــــــــــــ
1. راجع : سبل الهدى والرشاد ج 10 ص 368 وفيض القدير ج 6 ص 514 والبرهان للزركشي ج 1 ص 379 .
2. ميزان الحق . . (شبهات . . وردود) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، السؤال رقم (111) .
2. ميزان الحق . . (شبهات . . وردود) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، السؤال رقم (111) .