بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
ونحن نستقبل ايام شهر محرم الحرام ، تهب علينا نسمات حزينة من عمق التاريخ ، وبعبق التاريخ ، تحمل لنا ذكرى سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ، الشهيد الحى فى قلوب الملايين من البشر ، التى تهوى إليه قلوب العاشقين للشهادة فى سبيل الله ، وفى سبيل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية …
الحسين عليه السلام صرخة الحق فى وجه الحاكم الظالم المستبد …
الحسين عليه السلام بدمائه أنقذ الأمة من الإرتداد إلى الجاهلية ، وعبادة الأصنام ،
الحسين عليه السلام علم الأمة كيف ينتصر الدم على السيف فعرفت طريقها لإسترداد حقوقها حتى لو كانت فى فم الطاغوت …
طريق الحسين عليه السلام هو الذى أنار الطريق فى هذا العصر لأن يكون للمستضعفين دولة تواجه الإستكبار الأمريكى والعدو الصهيونى ، وفى نفس الوقت تقدم للعالم حضارة روحية أخلاقية ، تمهيدا للظهور المقدس لصاحب العصر والزمان مهدى أل محمد عليه السلام ، ومعه المسيح عليه السلام ليقدم للعالم الغربى الحق والحقيقة وينقذهم من حضارتهم المادية الإستعمارية الظالمة
من هو الحسين عليه السلام ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
الحسين عليه السلام هو سر خلود عاشوراء وكربلاء ..
عاشوراء الزمان ، وكربلاء المكان ، صنعها الحسين عليه السلام ، ولذا لا نستطيع فهم ومعرفة حقيقة كربلاء إلا بمعرفة حقيقة الإمام الحسين عليه السلام .. الحسين الإمام القائد والمنهج …
ولو كانت الأمة تعرف الحسين عليه السلام على حقيقته ماكانت لتجرؤ على قتله ، أو خذلانه ..!!
ولذلك كان أول خطاب للإمام الحسين عليه السلام فى مواجهة جيش الطاغوت ، كان يدعوا أعداءه لمعرفة من هو ، فقال لهم هذه العبارات:
أمَّا بعدُ، فانسِبُوني وانظُروا مَنْ أنَا،
ثمَّ ارجِعُوا إلى أنفسِكُم فعاتِبُوها، وانظُروا هلْ يحِلُّ لكُم قَتلي وانتهاكُ حُرْمتي؟
أَلَستُ ابْنَ بنتِ نبيِّكُم
وابْنَ وصيِّهِ وابنِ عمِّهِ وأوَّلِ المؤمنينَ باللهِ والمصدِّقِ لرسولِهِ بِما جاءَ بِهِ مِن عندِ رَبِّه؟
أَوَلَيسَ حَمزةُ سيّدُ الشهداءِ عَمَّ أَبي؟!
أَوَليسَ جَعفرٌ الشهيدُ الطيَّارُ ذو الجَناحَينِ عمِّي؟!
أَوَلَم يبلُغْكُم قولُ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه واله لي ولأَخِي
: “هَذانِ سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجنَّةِ؟!
فَإِنْ صَدَّقْتُموني بِما أَقولُ، وَهُوَ الحقُّ، فَوَاللهِ ما تَعمّدْتُ كَذِباً منذُ علِمتُ أنَّ اللهَ يَمقُتُ علَيهِ أَهلَهُ، ويضُرُّ بهِ مَنِ اختلقَهُ. وإنْ كَذَّبْتُموني، فإنَّ فيكُم مَن إنْ سألْتُموهُ عَن ذلكَ أَخبرَكُم، سَلُوا جَابرَ بْنَ عبدِ اللهِ الأَنصاريَّ، وأَبا سعيدٍ الخِدْريَّ، وسَهلَ بْنَ سعدٍ الساعِدِيَّ، وزَيْدَ بْنَ أرقمَ، وأنَسَ بنَ مالكٍ يُخْبرُوكُم أنَّهم سَمِعُوا هذهِ المقالةَ مِنْ رَسولِ الله صلى الله عليه واله لي ولأَخِي. أَمَا في هذا حاجزٌ لكم عن سَفكِ دَمي؟!”.
فى هذه العبارات ،الإمام الحسين عليه السلام ، يدعوا جيش الإعداء لمعرفته ، أليس هو إمام الزمان …. ؟
ألم يقل الرسول صلوات الله عليه وأله :
( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية )
هم لم يعرفوا الإمامة والخلافة الألهية
ولم يعرفوا أيضاَ مقامات الحسين المعنوية
وكانت النتيجة : ذبح الحسين عليه السلام فى كربلاء ..
هل توجد جاهلية أكبر من هذه الجاهلية …؟!!!
وهكذا الأمة منذ وفاة الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله فى حالة قتل وذبح وهرج ومرج ، وجاهلية أشد من الجاهلية الاولى … لأنهم لم يعرفوا إمام زمانهم ..
وللتأكد من ذلك .. راجع معارك الجمل وصفين والنهروان .. لأنهم لم يعرفوا على عليه السلام إمام زمانهم ، فقاتلوه وقتلوه …!!
ثم كربلاء … الفاجعة والمأساة …. لأنهم لم يعرفوا الحسين عليه السلام كخليفة لله فى أرضه ، وكإماماَ معصوماَ ، وكإنسان كامل هو قلب هذا العالم … فقاتلوا الحسين عليه السلام وقتلوه …
ولأهمية معرفة الإمام ، يخاطبهم الحسين عليه السلام قائلا َ :
ألست إبن بنت نبيكم …. ؟
أى ألست إبن فاطمة الزهراء سيدة نساء أهل الجنة ..
وأليست الزهراء عليها السلام بنت خاتم النبيين وسيد المرسلين ….
وألست ابْنَ على عليه السلام وصيِّهِ وابنِ عمِّهِ وأوَّلِ المؤمنينَ باللهِ والمصدِّقِ لرسولِهِ بِما جاءَ بِهِ مِن عندِ رَبِّه؟
إذن فهو عليه السلام يدعوهم لمعرفة نفسه وعائلته المقدسة ؟
والخطاب للأمة كلها التى إنقسمت إلى فريقين :
فريقاَ قاتله وقتله …
وفريقا أخر خذله ….
والفرق قليل بين الفريقين …!!
والكل لم يعرف الحسين عليه السلام حق المعرفة ومقام خلافته الألهية ؟
معرفة أهل البيت عليهم السلام فى القرأن الكريم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
ولمعرفة عائلة الحسين عليه السلام ، نرجع للقرأن الكريم ، وأية التطهير ، وحديث الكساء …
1 ـ أية التطهير :
الحسين عليه السلام هو خامس أصحاب الكساء الخمسة الذي طهرهم الله تطهيراَ ، فى قوله تعالى :
إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ] [الأَحْزَاب33
فعندما نزلت هذه الأية الشريفة جاء الرسول صلوات الله عليه بكساء وأدخل فيه على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، ثم رفع يده إلى السماء قائلاَ :
(أللهم هؤلاء أهل بيتى ، فأذهب عنهم الرجس وطهراَ تطهيرا ) … هكذا روى البخارى ومسلم وأصحاب الصحاح والمسانيد ….
كان هذا الحدث له حقيقة فى عالم الملكوت ، نقرأها فى رواية حديث الكساء الواردة عن مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، والتى تحدثنا عن أعلى مقام ممكن أن يصل إليه مخلوق ، وهو أن يكون حب الله له هو علة الخلق ..
ولنتدبر بعض فقرات الحديث برواية أهل بيت العصمة عليهم السلام :
الرسول يتحدث عن أهل بيته عليهم السلام :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
(فلمّا اكتملوا واجتمعوا جميعاً تحتَ الكساءِ أخذ النبيُّ محمدٍ صلى الله عليه وآله بطَرْفَيْ الكساء وأوْمأَ بيدِهِ اليُمنَى إلى السماءِ وقالَ:
اللّهمَّ إنَّ هؤلاءِ أهلُ بيتي وخاصَّتي وحامَّتي،
لَحْمُهُمْ لحمي
ودَمُهُمْ دَمِي،
يُؤْلِمُني ما يُؤلِمُهُمْ،
يَحرُجُني ما يَحرُجُهُمْ،
أنا حربٌ لمن حاربهم،
وسلمٌ لمن سالمهم،
وعدوٌّ لمن عاداهم،
ومُحَبٌ لمن أحبَّهمْ،
إنهمْ مني وأنا مِنهم،
فاجعلْ صلواتِكَ وبركاتِكَ ورحمتَكَ وغُفرانَكَ ورِضوانَكَ عَلَيَّ وعليهم، وأَذْهِبْ عنهمُ الرِّجسَ وطهّرهُمْ تطهيراً، )
هل هناك مقام للقرب من خاتم النبيين أقرب من هذا المقام ؟ ََ!!
الخلاصة أنهم هو ، وهو هم ، أو بالتعبير النبوى :
(إنهم منى وأنا منهم )
النتيجة :
أن الذين ذبحوا الحسين عليه السلام فى كربلاء هم فى الحقيقة ذبحوا الرسول الأعظم صلوات الله عليه واله ، وذبحوا عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام .
ولذلك قالت العقيلة زينب للإمام الحسين عليه السلام فى ليلة العاشر من محرم عندما قال الحسين عليه السلام بعض الأبيات التى ينعى بها نفسه الشريفة ، فقالت له هذه العبارة :
( ليت الموت أعدمنى الحياة ، اليوم ماتت أمى فاطمة وعلى أبى ، وحسن أخى ، ياخليفة الماضى وثمالة الباقى )
أهل البيت عليهم السلام علة الخلق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
أما كلمة الله فى حديث الكساء ، فهى :
قال اللهُ عزَّ وجلَّ:
يا ملائكتي ويا سُكّانَ سمواتي، إنِّي ما خلقتُ سماءً مبنيةً ولا أرضاً مدحيةً، ولا قمراً منيراً ولا شمساً مُضيئةً ولا فَلَكَاً يدورُ، ولا بحراً يجري ولا فُلْكاً تسري إلا في محبةِ هؤلاءِ الخمسةِ الذينَ هم تحتَ الكساءِ. فقال الأمينُ جبرائيلُ: يا رَبِّ ومن تحتَ الكساءِ؟ فقال اللهُ عزَّ وجلَّ: همْ أهلُ بيتِ النبوةِ ومعدنُ الرسالةِ وهمْ: فاطمةُ وأبوها وبعلُها وبَنُوها.) ( إنتهى )
خلاصة كلمة الله فى أهل البيت عليهم السلام ، أنهم علة الخلق ، أو العلة الغائية للخلق ، أى أنهم روح العالم ، أو قلب عالم الإمكان
2 ـ أية المباهلة :
الحسن والحسين عليهما السلام هما المعنيان بكلمة ( أبناءنا ) فى قوله تعالى :
(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ …
وهى أيضاَ دليل على أنهم حجج الله على الخلائق ، وذلك فى قوله تعالى :
( ومن حاجك فيه ) أى طلب الحجة ، فهؤلاء هم الحجج .
3 ـ أية القربى
الحسين عليه السلام هو من ذوى القربى الذين أمرنا الله بمودتهم فى كتابه الكريم كأجر على الرسالة :
(ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ
وحيث أن الأجر لابد أن يكون مساويا للعمل ، فمودة أهل البيت عليهم السلام مساوية لتبليغ الإسلام كله ، وهذا معنى ما ورد فى أية تبليغ ولاية على عليه السلام :
( وإن لم تفعل فما بلغت رسالته )
أى أن تبليغ ولاية على عليه السلام يعدل تبليغ الرسالة كلها
4 ـ أية ويطعمون الطعام
الحسين عليه السلام هو وأبيه وأمه وأخيه صلوات الله عليهم من نزلت فيهم سورة الإنسان :
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْه اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورً )
5 ـ أية مولد الحسين عليه السلام فى القرأن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
وهى من ضمن مرويات مدرس أهل البيت عليهم السلام :
قوله تعالى :
(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
وفى تفسير الصافى :
(في الكافي عن الصادق عليه السلام قال لما حملت فاطمة عليهما السلام جاء جبرئيل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال إن فاطمة عليهما السلام ستلد غلاما تقتله امتك من بعدك فلما حملت فاطمة بالحسين عليهما السلام كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه ثم قال لم تر في الدنيا ام تلد غلاما تكرهه ولكنها كرهته لما علمت أنه سيقتل قال وفيه نزلت هذه الاية
وفي رواية اخرى ثم هبط جبرئيل فقال يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويبشرك بأنه جاعل في ذريته الامامة والولاية والوصية فقال إني رضيت ثم بشر فاطمة بذلك فرضيت قال فلولا أنه قال اصلح لى في ذريتي لكانت ذريته كلهم أئمة ..
وهذه الرواية الشريفة أحق بالقبول من روايات المخالفين ، لأنها :
أولا : رويت عن طريق الإمام الصادق عليه السلام سادس الإئمة المعصومين ، وأحد أئمة الثقل الثانى شريك القرأن فى حديث الثقلين ، وهو أدرى بالقرأن من غيره
ثانياَ : قوله : ( وأصلح لى فى ذريتى ) … والمعروف أن تسعة من الأئمة المعصومين وعباد الله الصالحين هم من ذرية الحسين عليه السلام ..وهم أل محمد الذين نصلى ونسلم عليهم فى التشهد فى الصلاة بقولنا :
( اللهم صل على محمد وأل محمد )
وبقولنا :
( السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته )
وقولنا :
( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين )
6 ـ أية مقتل و شهادة الحسين عليه السلام فى القرأن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
وهى أيضاَ من مرويات أهل البيت عليهم السلام :
وذلك فى قوله تعالى :
) وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً)
(عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله :
(ومن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً ) قال :
هو الحسين بن على عليه السلام قتل مظلوما ونحن اولياؤه ، والقائم منا اذا قام منا طلب بثار الحسين ، فيقتل حتى يقال قد أسرف في القتل )
أقول :
هذا هو الحسين عليه السلام ومقاماته وعائلته المقدسة وولادته وشهادته وثأره ، كلها من القرأن الكريم
الحسين عليه السلام فى السنة النبوية الشريفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
الروايات التى وردت فى الإمام الحسين عليه السلام أكثر من أن تحصى ، ومؤلف فيها مئات الكتب ، على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر بالأتى :
1 ـ عن الرسول صلوات الله عليه وأله :
(حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا ، حسين سبط من الاسباط .)
قال الحاكم – ومثله الذهبي في تلخيصه – : هذا حديث صحيح
تعليق على الحديث :
أ ـ أن الرسول صلوات الله عليه وأله والحسين حقيقة واحدة ومن نور واحد ، وعلى هذا فقتلة الحسين عليه السلام هم قتلة لجده الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله
ب ـ كما أنها تعنى أن الإسلام محمدى الوجود ، حسيني البقاء ، ولقد أفتدى الإمام الحسين عليه السلام الإسلام بدمه الشريف
ج ـ أن حب الحسين عليه السلام هو الوسيلة للوصول للحب الألهى
د ـ الحسين سبط من الأسباط ، والأسباط هم الأحفاد ، وأسباط بنى إسرائيل إثنى عشر على عدة الأئمة الإثنا عشر من أهل بيت النبوة .
2 ـ روى الترمذي والحاكم والطبراني وأحمد وغيرهم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم
(الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة )
والمعروف أن أهل الجنة كلهم شباب ، أى أن الحسن والحسين سيدا أهل الجنة قاطبة ، ولعل الرسول صلوات الله عليه وأله إستخدم هذا التعبير لعلمه بأن الذين إستباحوا دماء الحسين عليه السلام لن يصعب عليهم إخفاء هذا الحديث ، فجعل فيها لفظ الشباب ليصرفهم عن ذلك ..فلم ينتبهوا إلى أن الحسن والحسين سوف يعيشون حتى يبلغوا سن الكهولة بل أن كثير من الناس كانوا يعتقدون أن الحسن والحسين عليهما السلام ماتا أطفالا
3 ـ (رُوِيَ عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) أنهُ قَالَ :
“إن الحسين مصباح هدى و سفينة نجاة و إمام خير و يُمن و عز و فخر و بحر علم و ذخر”
عيون أخبار الرضا: 1 / 62، و قريب منه كما رواه الشيخ إبراهيم بن محمد الجويني في كتابه: فرائد السمطين
وفى الختام العِبرة ثم العَبرة :
العِبرة والدرس :
لابد من معرفة إمام الزمان حق المعرفة ، وهو أنه الإنسان الكامل ، خليفة الله فى أرضه ، وقلب هذا العالم وروحه ، وهو العلة لخلق هذا العالم .
فكما أن بطل فاجعة كربلاء الإمام الحسين عليه السلام له هذه المقامات المعنوية الكبيرة التى لا مثيل لها ، كذل فإن فاجعة كربلاء ليس لها مثيل فى التاريخ ، فثارها مع الله ، وثارها مع رسول الله ، وثارها مع المهدى عليه السلام ، ولذلك فهى خالدة ، ولها حرارة فى قلوب العاشقين لا تبرد أبدا ، وهى لن تنتهى إلا بظهور المنقذ الألهى العالمى يحمل راية ( يالثارات الحسين ) لينتقم به للمستضعفين فى الأرض من الظالمين وقوى الإستكبار العالمى ، على مدار التاريخ .
ويكفى أن تشاهد هذه الحشود المليونية ، وتتساءل من الذى حرك قلوب هذه الملايين من البشر نحو الحسين عليه السلام ….؟؟!!، وإحياء ذكرى شهادته بعد مئات السنين ، وهم يلبون نداءه ،
وهنا تأتى العَبرة :
عندما نظر الحسين عليه السلام إلى أهله وصحبه مجزرين كالأضاحى ، وهو يسمع عويل الأيامى ، وصراخ الإطفال ،فصاح بأعلى صوته :
هل من ذاب عن حرم رسول الله ؟
هل من موحد يخاف الله فينا ؟
هل من مغيث يرجوا الله فى إغاثتنا ؟
فإرتفعت أصوات النساء بالبكاء ،
ونهض السجاد عليه السلام يتوكأ على عصاه ، ويجر سيفه ، لأنه مريض لا يستطيع الحركة ،
فصاح الحسين عليه السلام بأم كلثوم :
إحبسيه لئلا تخلوا الأرض من نسل أل محمد وأرجعيه إلى فراشه ..
وهاهو صدى صوت إستغاثة الحسين عليه السلام بعد اربعة عشر قرناَ ، يتردد فى كل أرجاء الأرض ، فتستجيب الملايين ،، وتخرج ملبية فهذه تقول :
لبيك ياحسين … لبيك ياحسين … لبيك ياحسين
السلام على الحسين
وعلى على بن الحسين
وعلى أولاد الحسين
وعلى أصحاب الحسين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
ونحن نستقبل ايام شهر محرم الحرام ، تهب علينا نسمات حزينة من عمق التاريخ ، وبعبق التاريخ ، تحمل لنا ذكرى سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ، الشهيد الحى فى قلوب الملايين من البشر ، التى تهوى إليه قلوب العاشقين للشهادة فى سبيل الله ، وفى سبيل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية …
الحسين عليه السلام صرخة الحق فى وجه الحاكم الظالم المستبد …
الحسين عليه السلام بدمائه أنقذ الأمة من الإرتداد إلى الجاهلية ، وعبادة الأصنام ،
الحسين عليه السلام علم الأمة كيف ينتصر الدم على السيف فعرفت طريقها لإسترداد حقوقها حتى لو كانت فى فم الطاغوت …
طريق الحسين عليه السلام هو الذى أنار الطريق فى هذا العصر لأن يكون للمستضعفين دولة تواجه الإستكبار الأمريكى والعدو الصهيونى ، وفى نفس الوقت تقدم للعالم حضارة روحية أخلاقية ، تمهيدا للظهور المقدس لصاحب العصر والزمان مهدى أل محمد عليه السلام ، ومعه المسيح عليه السلام ليقدم للعالم الغربى الحق والحقيقة وينقذهم من حضارتهم المادية الإستعمارية الظالمة
من هو الحسين عليه السلام ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
الحسين عليه السلام هو سر خلود عاشوراء وكربلاء ..
عاشوراء الزمان ، وكربلاء المكان ، صنعها الحسين عليه السلام ، ولذا لا نستطيع فهم ومعرفة حقيقة كربلاء إلا بمعرفة حقيقة الإمام الحسين عليه السلام .. الحسين الإمام القائد والمنهج …
ولو كانت الأمة تعرف الحسين عليه السلام على حقيقته ماكانت لتجرؤ على قتله ، أو خذلانه ..!!
ولذلك كان أول خطاب للإمام الحسين عليه السلام فى مواجهة جيش الطاغوت ، كان يدعوا أعداءه لمعرفة من هو ، فقال لهم هذه العبارات:
أمَّا بعدُ، فانسِبُوني وانظُروا مَنْ أنَا،
ثمَّ ارجِعُوا إلى أنفسِكُم فعاتِبُوها، وانظُروا هلْ يحِلُّ لكُم قَتلي وانتهاكُ حُرْمتي؟
أَلَستُ ابْنَ بنتِ نبيِّكُم
وابْنَ وصيِّهِ وابنِ عمِّهِ وأوَّلِ المؤمنينَ باللهِ والمصدِّقِ لرسولِهِ بِما جاءَ بِهِ مِن عندِ رَبِّه؟
أَوَلَيسَ حَمزةُ سيّدُ الشهداءِ عَمَّ أَبي؟!
أَوَليسَ جَعفرٌ الشهيدُ الطيَّارُ ذو الجَناحَينِ عمِّي؟!
أَوَلَم يبلُغْكُم قولُ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه واله لي ولأَخِي
: “هَذانِ سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجنَّةِ؟!
فَإِنْ صَدَّقْتُموني بِما أَقولُ، وَهُوَ الحقُّ، فَوَاللهِ ما تَعمّدْتُ كَذِباً منذُ علِمتُ أنَّ اللهَ يَمقُتُ علَيهِ أَهلَهُ، ويضُرُّ بهِ مَنِ اختلقَهُ. وإنْ كَذَّبْتُموني، فإنَّ فيكُم مَن إنْ سألْتُموهُ عَن ذلكَ أَخبرَكُم، سَلُوا جَابرَ بْنَ عبدِ اللهِ الأَنصاريَّ، وأَبا سعيدٍ الخِدْريَّ، وسَهلَ بْنَ سعدٍ الساعِدِيَّ، وزَيْدَ بْنَ أرقمَ، وأنَسَ بنَ مالكٍ يُخْبرُوكُم أنَّهم سَمِعُوا هذهِ المقالةَ مِنْ رَسولِ الله صلى الله عليه واله لي ولأَخِي. أَمَا في هذا حاجزٌ لكم عن سَفكِ دَمي؟!”.
فى هذه العبارات ،الإمام الحسين عليه السلام ، يدعوا جيش الإعداء لمعرفته ، أليس هو إمام الزمان …. ؟
ألم يقل الرسول صلوات الله عليه وأله :
( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية )
هم لم يعرفوا الإمامة والخلافة الألهية
ولم يعرفوا أيضاَ مقامات الحسين المعنوية
وكانت النتيجة : ذبح الحسين عليه السلام فى كربلاء ..
هل توجد جاهلية أكبر من هذه الجاهلية …؟!!!
وهكذا الأمة منذ وفاة الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله فى حالة قتل وذبح وهرج ومرج ، وجاهلية أشد من الجاهلية الاولى … لأنهم لم يعرفوا إمام زمانهم ..
وللتأكد من ذلك .. راجع معارك الجمل وصفين والنهروان .. لأنهم لم يعرفوا على عليه السلام إمام زمانهم ، فقاتلوه وقتلوه …!!
ثم كربلاء … الفاجعة والمأساة …. لأنهم لم يعرفوا الحسين عليه السلام كخليفة لله فى أرضه ، وكإماماَ معصوماَ ، وكإنسان كامل هو قلب هذا العالم … فقاتلوا الحسين عليه السلام وقتلوه …
ولأهمية معرفة الإمام ، يخاطبهم الحسين عليه السلام قائلا َ :
ألست إبن بنت نبيكم …. ؟
أى ألست إبن فاطمة الزهراء سيدة نساء أهل الجنة ..
وأليست الزهراء عليها السلام بنت خاتم النبيين وسيد المرسلين ….
وألست ابْنَ على عليه السلام وصيِّهِ وابنِ عمِّهِ وأوَّلِ المؤمنينَ باللهِ والمصدِّقِ لرسولِهِ بِما جاءَ بِهِ مِن عندِ رَبِّه؟
إذن فهو عليه السلام يدعوهم لمعرفة نفسه وعائلته المقدسة ؟
والخطاب للأمة كلها التى إنقسمت إلى فريقين :
فريقاَ قاتله وقتله …
وفريقا أخر خذله ….
والفرق قليل بين الفريقين …!!
والكل لم يعرف الحسين عليه السلام حق المعرفة ومقام خلافته الألهية ؟
معرفة أهل البيت عليهم السلام فى القرأن الكريم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
ولمعرفة عائلة الحسين عليه السلام ، نرجع للقرأن الكريم ، وأية التطهير ، وحديث الكساء …
1 ـ أية التطهير :
الحسين عليه السلام هو خامس أصحاب الكساء الخمسة الذي طهرهم الله تطهيراَ ، فى قوله تعالى :
إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ] [الأَحْزَاب33
فعندما نزلت هذه الأية الشريفة جاء الرسول صلوات الله عليه بكساء وأدخل فيه على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، ثم رفع يده إلى السماء قائلاَ :
(أللهم هؤلاء أهل بيتى ، فأذهب عنهم الرجس وطهراَ تطهيرا ) … هكذا روى البخارى ومسلم وأصحاب الصحاح والمسانيد ….
كان هذا الحدث له حقيقة فى عالم الملكوت ، نقرأها فى رواية حديث الكساء الواردة عن مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، والتى تحدثنا عن أعلى مقام ممكن أن يصل إليه مخلوق ، وهو أن يكون حب الله له هو علة الخلق ..
ولنتدبر بعض فقرات الحديث برواية أهل بيت العصمة عليهم السلام :
الرسول يتحدث عن أهل بيته عليهم السلام :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
(فلمّا اكتملوا واجتمعوا جميعاً تحتَ الكساءِ أخذ النبيُّ محمدٍ صلى الله عليه وآله بطَرْفَيْ الكساء وأوْمأَ بيدِهِ اليُمنَى إلى السماءِ وقالَ:
اللّهمَّ إنَّ هؤلاءِ أهلُ بيتي وخاصَّتي وحامَّتي،
لَحْمُهُمْ لحمي
ودَمُهُمْ دَمِي،
يُؤْلِمُني ما يُؤلِمُهُمْ،
يَحرُجُني ما يَحرُجُهُمْ،
أنا حربٌ لمن حاربهم،
وسلمٌ لمن سالمهم،
وعدوٌّ لمن عاداهم،
ومُحَبٌ لمن أحبَّهمْ،
إنهمْ مني وأنا مِنهم،
فاجعلْ صلواتِكَ وبركاتِكَ ورحمتَكَ وغُفرانَكَ ورِضوانَكَ عَلَيَّ وعليهم، وأَذْهِبْ عنهمُ الرِّجسَ وطهّرهُمْ تطهيراً، )
هل هناك مقام للقرب من خاتم النبيين أقرب من هذا المقام ؟ ََ!!
الخلاصة أنهم هو ، وهو هم ، أو بالتعبير النبوى :
(إنهم منى وأنا منهم )
النتيجة :
أن الذين ذبحوا الحسين عليه السلام فى كربلاء هم فى الحقيقة ذبحوا الرسول الأعظم صلوات الله عليه واله ، وذبحوا عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام .
ولذلك قالت العقيلة زينب للإمام الحسين عليه السلام فى ليلة العاشر من محرم عندما قال الحسين عليه السلام بعض الأبيات التى ينعى بها نفسه الشريفة ، فقالت له هذه العبارة :
( ليت الموت أعدمنى الحياة ، اليوم ماتت أمى فاطمة وعلى أبى ، وحسن أخى ، ياخليفة الماضى وثمالة الباقى )
أهل البيت عليهم السلام علة الخلق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
أما كلمة الله فى حديث الكساء ، فهى :
قال اللهُ عزَّ وجلَّ:
يا ملائكتي ويا سُكّانَ سمواتي، إنِّي ما خلقتُ سماءً مبنيةً ولا أرضاً مدحيةً، ولا قمراً منيراً ولا شمساً مُضيئةً ولا فَلَكَاً يدورُ، ولا بحراً يجري ولا فُلْكاً تسري إلا في محبةِ هؤلاءِ الخمسةِ الذينَ هم تحتَ الكساءِ. فقال الأمينُ جبرائيلُ: يا رَبِّ ومن تحتَ الكساءِ؟ فقال اللهُ عزَّ وجلَّ: همْ أهلُ بيتِ النبوةِ ومعدنُ الرسالةِ وهمْ: فاطمةُ وأبوها وبعلُها وبَنُوها.) ( إنتهى )
خلاصة كلمة الله فى أهل البيت عليهم السلام ، أنهم علة الخلق ، أو العلة الغائية للخلق ، أى أنهم روح العالم ، أو قلب عالم الإمكان
2 ـ أية المباهلة :
الحسن والحسين عليهما السلام هما المعنيان بكلمة ( أبناءنا ) فى قوله تعالى :
(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ …
وهى أيضاَ دليل على أنهم حجج الله على الخلائق ، وذلك فى قوله تعالى :
( ومن حاجك فيه ) أى طلب الحجة ، فهؤلاء هم الحجج .
3 ـ أية القربى
الحسين عليه السلام هو من ذوى القربى الذين أمرنا الله بمودتهم فى كتابه الكريم كأجر على الرسالة :
(ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ
وحيث أن الأجر لابد أن يكون مساويا للعمل ، فمودة أهل البيت عليهم السلام مساوية لتبليغ الإسلام كله ، وهذا معنى ما ورد فى أية تبليغ ولاية على عليه السلام :
( وإن لم تفعل فما بلغت رسالته )
أى أن تبليغ ولاية على عليه السلام يعدل تبليغ الرسالة كلها
4 ـ أية ويطعمون الطعام
الحسين عليه السلام هو وأبيه وأمه وأخيه صلوات الله عليهم من نزلت فيهم سورة الإنسان :
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْه اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورً )
5 ـ أية مولد الحسين عليه السلام فى القرأن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
وهى من ضمن مرويات مدرس أهل البيت عليهم السلام :
قوله تعالى :
(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
وفى تفسير الصافى :
(في الكافي عن الصادق عليه السلام قال لما حملت فاطمة عليهما السلام جاء جبرئيل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال إن فاطمة عليهما السلام ستلد غلاما تقتله امتك من بعدك فلما حملت فاطمة بالحسين عليهما السلام كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه ثم قال لم تر في الدنيا ام تلد غلاما تكرهه ولكنها كرهته لما علمت أنه سيقتل قال وفيه نزلت هذه الاية
وفي رواية اخرى ثم هبط جبرئيل فقال يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويبشرك بأنه جاعل في ذريته الامامة والولاية والوصية فقال إني رضيت ثم بشر فاطمة بذلك فرضيت قال فلولا أنه قال اصلح لى في ذريتي لكانت ذريته كلهم أئمة ..
وهذه الرواية الشريفة أحق بالقبول من روايات المخالفين ، لأنها :
أولا : رويت عن طريق الإمام الصادق عليه السلام سادس الإئمة المعصومين ، وأحد أئمة الثقل الثانى شريك القرأن فى حديث الثقلين ، وهو أدرى بالقرأن من غيره
ثانياَ : قوله : ( وأصلح لى فى ذريتى ) … والمعروف أن تسعة من الأئمة المعصومين وعباد الله الصالحين هم من ذرية الحسين عليه السلام ..وهم أل محمد الذين نصلى ونسلم عليهم فى التشهد فى الصلاة بقولنا :
( اللهم صل على محمد وأل محمد )
وبقولنا :
( السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته )
وقولنا :
( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين )
6 ـ أية مقتل و شهادة الحسين عليه السلام فى القرأن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
وهى أيضاَ من مرويات أهل البيت عليهم السلام :
وذلك فى قوله تعالى :
) وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً)
(عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله :
(ومن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً ) قال :
هو الحسين بن على عليه السلام قتل مظلوما ونحن اولياؤه ، والقائم منا اذا قام منا طلب بثار الحسين ، فيقتل حتى يقال قد أسرف في القتل )
أقول :
هذا هو الحسين عليه السلام ومقاماته وعائلته المقدسة وولادته وشهادته وثأره ، كلها من القرأن الكريم
الحسين عليه السلام فى السنة النبوية الشريفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
الروايات التى وردت فى الإمام الحسين عليه السلام أكثر من أن تحصى ، ومؤلف فيها مئات الكتب ، على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر بالأتى :
1 ـ عن الرسول صلوات الله عليه وأله :
(حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا ، حسين سبط من الاسباط .)
قال الحاكم – ومثله الذهبي في تلخيصه – : هذا حديث صحيح
تعليق على الحديث :
أ ـ أن الرسول صلوات الله عليه وأله والحسين حقيقة واحدة ومن نور واحد ، وعلى هذا فقتلة الحسين عليه السلام هم قتلة لجده الرسول الأعظم صلوات الله عليه وأله
ب ـ كما أنها تعنى أن الإسلام محمدى الوجود ، حسيني البقاء ، ولقد أفتدى الإمام الحسين عليه السلام الإسلام بدمه الشريف
ج ـ أن حب الحسين عليه السلام هو الوسيلة للوصول للحب الألهى
د ـ الحسين سبط من الأسباط ، والأسباط هم الأحفاد ، وأسباط بنى إسرائيل إثنى عشر على عدة الأئمة الإثنا عشر من أهل بيت النبوة .
2 ـ روى الترمذي والحاكم والطبراني وأحمد وغيرهم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم
(الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة )
والمعروف أن أهل الجنة كلهم شباب ، أى أن الحسن والحسين سيدا أهل الجنة قاطبة ، ولعل الرسول صلوات الله عليه وأله إستخدم هذا التعبير لعلمه بأن الذين إستباحوا دماء الحسين عليه السلام لن يصعب عليهم إخفاء هذا الحديث ، فجعل فيها لفظ الشباب ليصرفهم عن ذلك ..فلم ينتبهوا إلى أن الحسن والحسين سوف يعيشون حتى يبلغوا سن الكهولة بل أن كثير من الناس كانوا يعتقدون أن الحسن والحسين عليهما السلام ماتا أطفالا
3 ـ (رُوِيَ عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) أنهُ قَالَ :
“إن الحسين مصباح هدى و سفينة نجاة و إمام خير و يُمن و عز و فخر و بحر علم و ذخر”
عيون أخبار الرضا: 1 / 62، و قريب منه كما رواه الشيخ إبراهيم بن محمد الجويني في كتابه: فرائد السمطين
وفى الختام العِبرة ثم العَبرة :
العِبرة والدرس :
لابد من معرفة إمام الزمان حق المعرفة ، وهو أنه الإنسان الكامل ، خليفة الله فى أرضه ، وقلب هذا العالم وروحه ، وهو العلة لخلق هذا العالم .
فكما أن بطل فاجعة كربلاء الإمام الحسين عليه السلام له هذه المقامات المعنوية الكبيرة التى لا مثيل لها ، كذل فإن فاجعة كربلاء ليس لها مثيل فى التاريخ ، فثارها مع الله ، وثارها مع رسول الله ، وثارها مع المهدى عليه السلام ، ولذلك فهى خالدة ، ولها حرارة فى قلوب العاشقين لا تبرد أبدا ، وهى لن تنتهى إلا بظهور المنقذ الألهى العالمى يحمل راية ( يالثارات الحسين ) لينتقم به للمستضعفين فى الأرض من الظالمين وقوى الإستكبار العالمى ، على مدار التاريخ .
ويكفى أن تشاهد هذه الحشود المليونية ، وتتساءل من الذى حرك قلوب هذه الملايين من البشر نحو الحسين عليه السلام ….؟؟!!، وإحياء ذكرى شهادته بعد مئات السنين ، وهم يلبون نداءه ،
وهنا تأتى العَبرة :
عندما نظر الحسين عليه السلام إلى أهله وصحبه مجزرين كالأضاحى ، وهو يسمع عويل الأيامى ، وصراخ الإطفال ،فصاح بأعلى صوته :
هل من ذاب عن حرم رسول الله ؟
هل من موحد يخاف الله فينا ؟
هل من مغيث يرجوا الله فى إغاثتنا ؟
فإرتفعت أصوات النساء بالبكاء ،
ونهض السجاد عليه السلام يتوكأ على عصاه ، ويجر سيفه ، لأنه مريض لا يستطيع الحركة ،
فصاح الحسين عليه السلام بأم كلثوم :
إحبسيه لئلا تخلوا الأرض من نسل أل محمد وأرجعيه إلى فراشه ..
وهاهو صدى صوت إستغاثة الحسين عليه السلام بعد اربعة عشر قرناَ ، يتردد فى كل أرجاء الأرض ، فتستجيب الملايين ،، وتخرج ملبية فهذه تقول :
لبيك ياحسين … لبيك ياحسين … لبيك ياحسين
السلام على الحسين
وعلى على بن الحسين
وعلى أولاد الحسين
وعلى أصحاب الحسين