بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
عندما تتدخل العناية الإلهية تنقلب الاحداث، وتتغير الأمور، وتبطل المعادلات، فتولد القوة من رحم الضعف، وينهار القوي أمام الضعيف، وقد يتغيّر وجه التاريخ بأكمله، ويبقى العقل حائراً، ثم لا يلبث حتى يذعن.
عندما تتدخل العناية الإلهية تلد الصخرة ناقة وينتصر نبي الله صالح (عليه السلام)، وتأكل العصا حبالاً فينهزم السحر أمام عزم موسى (عليه السلام). عندما تتدخل العناية الإلهية ينهزم جيش الفيل أمام جيش الطيور فيسلم بيت الله!
ويحكي كتاب الله : (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل…).
عندما تتدخل العناية الإلهية تتحول حفنة التراب في قبضة النبي (صلى الله عليه وآله) إلى عاصفة تغزو عيون وأنوف الأعداء بأكملهم في معركة بدر ويحكي القرآن: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى).
وعندما تتدخل مشيئة الله ينهزم النمرود أمام البعوضة، وتدمر الفئران قرى بأكملها، فيقول بعضهم:
لا تَعْجَبُوا مِنْ صَيْدِ طَيرٍ بَازِياً إنّ الأُسُـــودَ تُصَادُ بِالخِرفَانِ
قَـــدْ غرَّقَتْ أمْلاك حِمْيَرَ فَأرةٌ وبَعُوضَةٌ قَتَلَـــــتْ بَني كنعَانِ
هذا وقد تنعكس الأمور فتكون مشيئة الله في حجب النصر عن أوليائه، وإتحافهم بالشهادة لحكمة قد تستنبطها من دراسة آثار شهادتهم، كما هو الحال بالنسبة لسيّد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) حيث يقول (عليه السلام) لأخيه محمد بن الحنفية: شاء الله أن يراني قتيلاً وأن يراهنّ سبايا، وحيث يخاطب ربّه في ساحة الحرب: اللهم إن كنت حبست عنّا النصر فاجعل ذلك لما هو خير لنا، ويقول أيضاً: هوّن عليَّ ما نزل بي أنه بعين الله.
لقد كان الإمام الحسين (عليه السلام) محطَّ عناية الله منذ لحظة إشراقه في عالم الوجود، ففي كنف سيد الأنبياء نشأ، وفي حجر سيدة النساء توسّد، وعلى عين سيد الأوصياء ترعرع، وهزّت يد سيّد الملائكة مهده، فهو الإمام المعصوم ابن المعصومين وأبو المعصومين، وهو خامس الأطهار الذين أذهب الله عنهم الرجس، وخامس الأقمار الذين لو أقسم الله بهم على جبل أزاله من مكانه في يوم المباهلة، وهو رمز الإيثار في سورة الدهر، وهو وهو…
وبالجملة لقد كان الحسين (عليه السلام) وإرث الأنبياء آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد… ويختزل بوجوده في ساحة كربلاء وجود رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ووجود أمير المؤمنين (عليه السلام)، ووجود السيدة الزهراء (عليها السلام)، ووجود سيّد شباب أهل الجنة، ووجود القرآن والشريعة المطهّرة، بل ويختصر وجود سائر الأنبياء. ومع ذلك فقد كانت مشيئة الله أن يحجب ويحبس عنه النصر في كربلاء، وما بذلك إلا لأن للنصر خطاب وللشهادة خطاب.
الخطاب العقلي والخطاب القلبي:
عندما تتحدث العجزة فإن العقل يستسلم، وعندما تتحدث الشهادة فإن القلب يتقد، وما ذلك إلا لأن المعجزة إنما تحاكي العقول وتبقي القلوب على حياد، أما الشهادة فإنها تحاكي القلوب ثم تتسلل إلى العقول، لينتقل الحديث من قضية الجسد المقطّع إلى الحق المضيع، وهذا ما يكشف عنه القرآن الكريم عند استعراضه لمعجزات موسى (عليه السلام) وما كانت النتيجة عند بني اسرائيل، حيث جاء (عليه السلام) بما يقارب الخمسة معجزة كانت على مرأى ومسمع منهم، ثم انطلق إلى ميقات ربه، وعاد ليجد قومه يسجدون للعجل من دون الله، فمعجزاته كانت تحاكي عقولهم، أما قلوبهم مشربة بحبّ العجل، قال تعالى: (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما أتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم).
نعم فعندما تذعن العقول للمعجزات وتبقى القلوب فارغة، تُفقد ضمانات الاستمرار على الحق، وقد يقع التحول عن الحق إلى خلافه في أي لحظة، ومن هنا فقد قرنت شرعية سيد المرسلين بين الخطابين العقلي والفكر العقلي، قال تعالى: (الذي يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون ففي خلق السماوات والأرض…)، بل وركزت أيضاً على الجانب القلبي (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودّة في القربى)، وحذرت من الانقلاب (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم).
ومن هنا فلو كانت مشيئة الله للحسين (عليه السلام) أن ينتصر في كربلاء لانخرط نصره في سلك المعجزات، وصار النصر خطاباً عقلياً فاقداً للضمانات، ولكن كانت مشيئة الله أن يحبس النصر، فلا قبضات تراب تتحول إلى عواصف، ولا طيور ترمي بحجارة من سجّيل، ولا ملائكة عذاب تتدخل لإبادة جيش الباطل، بل شهادة عظيمة تلهب القلوب، وتزرع الضمانات، وتصون الرسالة، وتحول دون الانقلاب، فصار الاسلام. كما يقول إمام الأزهر الشيخ محمد عبده. محمدي الوجود حسيني البقاء، ولولا الحسين لما بقي من الاسلام أثر.
نعم فإن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد أبداً بل تقوى وتستند عند كل ذكر أو ذكرى للإمام الحسين (عليه السلام) فتغدو حارقة تحرق كل المؤامرات التي تحاك ضد الاسلام، كما يعترف بذلك أحد زعماء الماركسية حيث يقول: (نحن نبني طيلة العام، ويأتي هؤلاء. يعني الشيعة، فيهدموا ما بنينا في عشرة أيام. أي أيام عاشوراء.).
إن أيام عاشوراء لهي حقاً ربيع الدين ، فيها تتفتح أزهاره، وتعود إليه حيويته ونضارته، ومن معانيها قد ندرك الحكمة في حبس النصر، ومشيئة الشهادة.
اللهم أحينا حياة محمد وآل محمد وأمتنا على ما مات عليه محمد وآل محمد صلواتك عليهم أجمعين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
عندما تتدخل العناية الإلهية تنقلب الاحداث، وتتغير الأمور، وتبطل المعادلات، فتولد القوة من رحم الضعف، وينهار القوي أمام الضعيف، وقد يتغيّر وجه التاريخ بأكمله، ويبقى العقل حائراً، ثم لا يلبث حتى يذعن.
عندما تتدخل العناية الإلهية تلد الصخرة ناقة وينتصر نبي الله صالح (عليه السلام)، وتأكل العصا حبالاً فينهزم السحر أمام عزم موسى (عليه السلام). عندما تتدخل العناية الإلهية ينهزم جيش الفيل أمام جيش الطيور فيسلم بيت الله!
ويحكي كتاب الله : (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل…).
عندما تتدخل العناية الإلهية تتحول حفنة التراب في قبضة النبي (صلى الله عليه وآله) إلى عاصفة تغزو عيون وأنوف الأعداء بأكملهم في معركة بدر ويحكي القرآن: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى).
وعندما تتدخل مشيئة الله ينهزم النمرود أمام البعوضة، وتدمر الفئران قرى بأكملها، فيقول بعضهم:
لا تَعْجَبُوا مِنْ صَيْدِ طَيرٍ بَازِياً إنّ الأُسُـــودَ تُصَادُ بِالخِرفَانِ
قَـــدْ غرَّقَتْ أمْلاك حِمْيَرَ فَأرةٌ وبَعُوضَةٌ قَتَلَـــــتْ بَني كنعَانِ
هذا وقد تنعكس الأمور فتكون مشيئة الله في حجب النصر عن أوليائه، وإتحافهم بالشهادة لحكمة قد تستنبطها من دراسة آثار شهادتهم، كما هو الحال بالنسبة لسيّد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) حيث يقول (عليه السلام) لأخيه محمد بن الحنفية: شاء الله أن يراني قتيلاً وأن يراهنّ سبايا، وحيث يخاطب ربّه في ساحة الحرب: اللهم إن كنت حبست عنّا النصر فاجعل ذلك لما هو خير لنا، ويقول أيضاً: هوّن عليَّ ما نزل بي أنه بعين الله.
لقد كان الإمام الحسين (عليه السلام) محطَّ عناية الله منذ لحظة إشراقه في عالم الوجود، ففي كنف سيد الأنبياء نشأ، وفي حجر سيدة النساء توسّد، وعلى عين سيد الأوصياء ترعرع، وهزّت يد سيّد الملائكة مهده، فهو الإمام المعصوم ابن المعصومين وأبو المعصومين، وهو خامس الأطهار الذين أذهب الله عنهم الرجس، وخامس الأقمار الذين لو أقسم الله بهم على جبل أزاله من مكانه في يوم المباهلة، وهو رمز الإيثار في سورة الدهر، وهو وهو…
وبالجملة لقد كان الحسين (عليه السلام) وإرث الأنبياء آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد… ويختزل بوجوده في ساحة كربلاء وجود رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ووجود أمير المؤمنين (عليه السلام)، ووجود السيدة الزهراء (عليها السلام)، ووجود سيّد شباب أهل الجنة، ووجود القرآن والشريعة المطهّرة، بل ويختصر وجود سائر الأنبياء. ومع ذلك فقد كانت مشيئة الله أن يحجب ويحبس عنه النصر في كربلاء، وما بذلك إلا لأن للنصر خطاب وللشهادة خطاب.
الخطاب العقلي والخطاب القلبي:
عندما تتحدث العجزة فإن العقل يستسلم، وعندما تتحدث الشهادة فإن القلب يتقد، وما ذلك إلا لأن المعجزة إنما تحاكي العقول وتبقي القلوب على حياد، أما الشهادة فإنها تحاكي القلوب ثم تتسلل إلى العقول، لينتقل الحديث من قضية الجسد المقطّع إلى الحق المضيع، وهذا ما يكشف عنه القرآن الكريم عند استعراضه لمعجزات موسى (عليه السلام) وما كانت النتيجة عند بني اسرائيل، حيث جاء (عليه السلام) بما يقارب الخمسة معجزة كانت على مرأى ومسمع منهم، ثم انطلق إلى ميقات ربه، وعاد ليجد قومه يسجدون للعجل من دون الله، فمعجزاته كانت تحاكي عقولهم، أما قلوبهم مشربة بحبّ العجل، قال تعالى: (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما أتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم).
نعم فعندما تذعن العقول للمعجزات وتبقى القلوب فارغة، تُفقد ضمانات الاستمرار على الحق، وقد يقع التحول عن الحق إلى خلافه في أي لحظة، ومن هنا فقد قرنت شرعية سيد المرسلين بين الخطابين العقلي والفكر العقلي، قال تعالى: (الذي يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون ففي خلق السماوات والأرض…)، بل وركزت أيضاً على الجانب القلبي (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودّة في القربى)، وحذرت من الانقلاب (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم).
ومن هنا فلو كانت مشيئة الله للحسين (عليه السلام) أن ينتصر في كربلاء لانخرط نصره في سلك المعجزات، وصار النصر خطاباً عقلياً فاقداً للضمانات، ولكن كانت مشيئة الله أن يحبس النصر، فلا قبضات تراب تتحول إلى عواصف، ولا طيور ترمي بحجارة من سجّيل، ولا ملائكة عذاب تتدخل لإبادة جيش الباطل، بل شهادة عظيمة تلهب القلوب، وتزرع الضمانات، وتصون الرسالة، وتحول دون الانقلاب، فصار الاسلام. كما يقول إمام الأزهر الشيخ محمد عبده. محمدي الوجود حسيني البقاء، ولولا الحسين لما بقي من الاسلام أثر.
نعم فإن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد أبداً بل تقوى وتستند عند كل ذكر أو ذكرى للإمام الحسين (عليه السلام) فتغدو حارقة تحرق كل المؤامرات التي تحاك ضد الاسلام، كما يعترف بذلك أحد زعماء الماركسية حيث يقول: (نحن نبني طيلة العام، ويأتي هؤلاء. يعني الشيعة، فيهدموا ما بنينا في عشرة أيام. أي أيام عاشوراء.).
إن أيام عاشوراء لهي حقاً ربيع الدين ، فيها تتفتح أزهاره، وتعود إليه حيويته ونضارته، ومن معانيها قد ندرك الحكمة في حبس النصر، ومشيئة الشهادة.
اللهم أحينا حياة محمد وآل محمد وأمتنا على ما مات عليه محمد وآل محمد صلواتك عليهم أجمعين
تعليق