#حوائج_الناس_إليكم_من_نِعم_الله عليكم
💠 قال الامام علي بن الحسين السجاد ( عليه السلام) : (( إنّ حوائج الناس إليكم من نِعم الله عليكم، فلا تملّوا النعم ))
〽 إن الملاحظ في الروايات المبالغة في التأكيد على قضاء حوائج المؤمنين.. فما هو السر في ذلك؟❓
إن التأكيد على قضاء حوائج المؤمنين في روايات أهل البيت (عليهم السلام )
، لعله يكون في الدرجة الثانية بعد التوحيد
💥 فالدرجة الأولى: العلاقة مع الرب الخالق، وهي علاقة الإيمان والتوحيد..
💥 والدرجة الثانية: العلاقة مع الخلق، وهي علاقة قضاء الحوائج، بالمعنى الأعم..
❄ وهناك بعدان في مسألة قضاء حوائج المؤمنين:
💧البعد الأول: توقير جهة الربوبية: نحن إنما نقضي حاجة المؤمن؛ لإيمانه.. إن البعض يقضي الحوائج، ويؤسس المؤسسات الخيرية والإنسانية، ولكن بدوافع بشرية ذاتية،
💦 مثلا:💦
💠〽 لحبه لبني آدم.. ( فهذا لا يصب في خانة قضاء حوائج المؤمنين، امتثالا لأمر الله تعالى)..
〽 وفي التاريخ هناك جماعة مغرمون بقضاء الحوائج، وهم من الأديان المنحرفة..
❄ وبعض الفسقة لهم نشاطات إنسانية كبيرة، فمع أنه مع رب العالمين من أفسق الفساق، ولكنه يطعم الآلاف وغيره. والحال بأنه {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}..
〽 وإن رب العالمين قد يعجل للبعض من هؤلاء الجائزة في الدنيا، فيعطيه سعة في الرزق، أو عافية..
💠 إن قضاء حوائج المؤمنين، فيه توقير لجهة الربوبية..
〽 وكأن العبد المؤمن يريد أن يقول لربه: يا رب!.. لأن هذا عبدك، فأنا أكرمه..
〽 ولهذا فإن المؤمن إذا كانت له إمكانية أو فرصة محدودة لخدمة المؤمنين، فإنه يقدم الأقرب فالأقرب..
❄ وبتعبير بعضهم يقول: أنظر إلى القلوب، فبمقدار ما لهم عند الله تعالى من نصيب، أحسن إليهم..
💧البعد الثاني: تحقيق الغرض الربوبي: إن رب العالمين يحب عباده أشد الحب، فحب رب العالمين لعباده أكثر وأبعد وأعمق، بما لا يقاس من حب عباده له..
💠〽 لأن هذا الحب للمخلوق المؤمن، صادر من اللامحدود.. بينما حب المؤمن لربه، يكون بحسبه.. ومن هنا يمكن أن نقول بأن حب الله تعالى لحبيبه المصطفى (صلى الله عليه واله)، أشد من حب المصطفى لله تعالى.
〽 إن المؤمن عندما يقع في ضائقة وشدة، فرب العالمين يحب عبده، ويحب أن تفك ضائقته وتفرج شدته ولكن البناء العام هو على عدم خرق عالم الأسباب..
〽 فرب العالمين يريد أن يقضي حوائج خلقه، ولكن لا عبر المعجزات، فالمعجزات حوادث نادرة في التاريخ..
〽 وعندما يأتي مؤمن، وهو يقضي حاجة العبد، كأنه قضى حاجة رب العالمين، وكأنه صار أداة لتنجيز الإرادة الإلهية.
قال رسول الله : (الخلق عيال الله تعالى، فأحبّ الخلق إلى الله مَن نفع عيال الله، أو أدخل على أهل بيتٍ سرورا).