إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بواكير الكتابة الإبداعية.. أضواء وآراء...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بواكير الكتابة الإبداعية.. أضواء وآراء...



    يتطلع الكثير من الشباب للكتابة والتأليف في الصحف والمجلات ومواقع التواصل الاجتماعي..؛ ولأنه في الحقيقة، الجو الإبداعي للكتابة، وذلك الخيال الواسع الذي يمتلكه الكاتب في سعيه للاستنارة بكل ما يحيط من حوله، وأيضاً إنارة المجتمع، وتوجيه سُحب الغيث النقية إلى قلوبهم ومشاعرهم، علهم ينظرون إلى الحياة بمنظار التفاؤل والأمل.. كل تلك الأمور تكاد تكون بعيدة عن الأطر التقليدية الجامدة لكيفية الكتابة.. ولعل أكثرها ما يناسب الوضع الأكاديمي، أو الأخبار والتقارير الصحفية ليس إلا..!
    ويمكن إدراج بعض الأمور التثقيفية في هذا الجانب، وتمثل انعكاساً لتجارب الأدباء، وبدايات غورهم في هذا المضمار الحيوي:

    المشاريع الكتابية:

    تكون المشاريع الكتابية على جانبين:

    الجانب الأول: مواضيع ليست للنشر، فقد لا يمتلك الكاتب أحياناً فكرة معينة، ولا يمتلك رؤية واضحة عما يريد أن يكتب.. ولكنه بطبيعة الحال يشعر بضرورة مواصلة الكتابة، حفاظاً على قدراته وقابلياته الكتابية، فينبري لفتح فولدر أرشيف في حاسبته، أو دفتر أو سجل خاص يكتب فيه مسودات مواضيع من باب مقدمات لمشاريع كتابية مستقبلية، ولعله أثناء تسطير تلك الهمسات الذاتية تقدح في ذهنية فكرة جيدة، فتكون بذرة لموضوع جديد.. وعليه فليس كل ما يكتب في هذا الباب يستحق النشر.. فيكون الكاتب عندها هو الناقد لكتاباته، وهو الذي يقرر مدى صلاحية ما كتبه..

    الجانب الآخر: هي المواضيع الخاصة بالنشر سواء في مواقع التواصل الاجتماعي، أو في الصحف والمجلات.. وهي مواضيع قد تم إعداد العدة اللازمة لها، من الفكرة الرصينة المعتبرة التي تضفي شيئاً للقارئ والمجتمع، وتؤثر تأثيراً إيجابياً فيهم.. أي موضوع يحاول أن يخلق حالة من الحراك الفكري الثقافي عند الجمهور المتلقي.. وهناك قول طريف لأحد الأدباء حيث كتب: "ما أجمل أن نكتب ما نحب أن نقرأه..!" ولا أعتقد أنه يقصد الاستنساخ وتقليد الآخرين، بقدر ما يقصد أن نكتب بمثل الحالة الانبهارية التي نعجب فيها بما يكتبه الآخرون..

    - ينبغي أن يتشجع الكاتب للانتقال من مرحلة الهواية إلى مرحلة الاحتراف الكتابي، واجتياز حاجز الخوف والتردد، فالكاتب يجب أن يتسلح بالثقة العالية بالنفس، وبأنه بإرادته وثقافته المستمدة من ثقافة أهل البيت (عليهم السلام) وفكر هذا البلد القوي النابض بالحياة في كل شيء.. يستطيع أن يكون أداة لخدمة المجتمع..

    - من الخطأ أن يبادر الكاتب بالكتابة مع انعدام الرغبة، بل ينبغي أن يكون هناك شيء يستحق الكتابة عنه، ويضفي للساحة الأدبية والإعلامية نتاجات ثرة نابضة، أو فكرة مكثفة تختزل الكثير مما يراد أن يقال.. وهنا لا بد من المسارعة في تدوين كل ما يجول في خاطرنا لحظة انبثاق الفكرة، فقد تذهب ولا تعود.. فهناك من الأدباء من لا يستسيغون التحضيرات الأولية لكتابة موضوع ما.. أو الشروع بجنس أدبي معين.. فهذا الأمر قد يوائم البحث والدراسة.. أما المواضيع والمقالات والأجناس الأدبية، فهي وليدة فكرة أو لحظة أو ظاهرة أو موقف معين.. تقدح عند الكاتبة البذرة الأولى.. وهنا يجب أن تكون لدى الكاتب أدواته من مفكرة صغيرة يحملها معه، وقلم ليدون به ما يدور في خلده.. أو جهاز اللابتوب أو الموبايل ويشرع بالتدوين.. مع الأخذ بنظر الاعتبار أن العناوين في مرحلة متقدمة من الكتابة تأتي بعد الانتهاء من الموضوع، ومن ثم التأمل في عنوان يلائم الموضوع.

    - مسألة العناوين مهمة جداً، وكما يقال في النقد الأدبي أن العنوان نص بحد ذاته.. حتى أن بعض الأدباء اعتبر سرقة العناوين هي عملية شبيهة بسرقة الموضوع بأكمله..! فينبغي أن يكون العنوان أدبياً جذاباً للمتلقي قدر الإمكان.. فبعض المفردات الأنيقة تكون كافية لخلق جمالية للموضوع.. كما أن العناوين يجب أن تدعو المتلقي إلى تناول النص، ومحاولة كشف خباياه الإبداعية..

    - ينبغي انتقاء مواضيع لها تماس بالآيات القرآنية، وتعاليم السماء، والخوض في فلسفة وكلمات وفكر أئمتنا (عليهم السلام)، وكذلك الاعتناء بالناحية الإنسانية والتأصيل المجتمعي، خاصة تلك التي تتعلق برعاية الوالدين، وحقهما وتعظيم شأنهما.. وحماية عامة الأسرة والمجتمع من الترهل والميوعة والضياع.

    - من الضروري أيضاً أن تكون النصوص غير معقدة، ولا تحمل تأويلات وتشظيات تتعب القارئ أو الناقد على حد سواء.. بل من الجميل أن يكون النص مأنوساً لدى القارئ، وتوقظ لديه الإحساس بطاعة الله سبحانه، وأنه السبب في رعايتنا ونمونا وتدرجنا في مدارج الحياة.. أما بعض الخواطر والتأملات الأدبية والتي تمثل خلجات وهواجس الكاتب النفسية، وبوحه الذاتي.. ففيها تأويلات عدة، وتحتمل أكثر من معنى، ومثل هذه النصوص تُكتب عادة لشريحة معينة من الأدباء، ويتم تداولها بين النقاد.. لذا ينبغي التقليل منها قدر الإمكان، إذا أردنا أن يكون خطابنا توجيهاً مباشراً يشمل عدداً كبيراً من طبقات المجتمع بشتى تنوعاته..

    - مواضيع التنمية البشرية، مواضيع محببة وتحاكي لغة العصر، ففيها الدعوة لتنمية المواهب الإنسانية والقدرات الذاتية لدى الفرد.. فالكاتب يستطيع إيصال الفكرة بأي أسلوب أو جنس أدبي يختاره، خاصة إذا كان عن طريق الحوار أو حكاية قصيرة معبرة.. والموروث الإنساني على مستوى العالم يعج بآلاف العبر والمواعظ التي ترشد الإنسان للسير بالاتجاه الصحيح.

    - يستطيع الكاتب أن يعمل على تنمية الثقة بالنفس وبقدراتها الإيجابية.. وتسليط الضوء على جوانب مضيئة في شخصية الإنسان، وعدم اليأس من بعض العيوب أو حالات الفشل التي قد يقع فيها الفرد.. فهناك الكثير من المواهب التي أودعها الخالق (عز وجل) فينا.. وهي بحاجة فقط لبعض الرعاية والثقة والإرادة الصلبة؛ لتنمو وتبرز في حياة الإنسان.. فمهما بدت سلبيات هنا أو هناك، فحتماً يمتلك كل إنسان من المواهب والقابليات ما يمكنه من صناعة شيء يخدم به مجتمعه..

    - الابتداء باستهلال أدبي جميل، وانتقاء مفردات تشد القارئ بأسلوب وصياغة تراكبية تشيع أجواء الاستئناس بالمقال من الوهلة الأولى.. هذه المقدمات دائماً ما يتم التأكيد عليها خاصة في كتابة الإنشاء الأدبي التعبيري.. حيث تعبر تلك السطور الاستهلالية عن هوية الكاتب، ومدى قوته التعبيرية في المسك بزمام المبادرة، وأخذ القارئ إلى ولوج مدركات المقال وما يرمي إليه..

    - الخاتمة أو الإضافة في نهاية الموضوع أو القصة ضرورية.. خاصة إذا كانت من حكايات الأدب العالمي والموروث الإنساني الذي تتناقله الشعوب.. فأن الكاتب بحاجة إلى إيضاح سبب اختياره لهذه الحكاية، وإقحام ثقافة وأدب الكاتب، وخلاصة ما يريد قوله في نهاية تلك الحكاية؛ ليعرف القارئ بعض الأمور التي قد تكون خفية أو غير مُلتَفت إليها..

    وأيضاً الخاتمة تختلف باختلاف النص الأدبي المتناول.. فقد تكون هناك خواتيم للقصص والروايات.. وهناك معالجات للتقارير والتغطيات الصحفية، وحتى بعض الحوارات الأدبية خاصة الإذاعية، يجب أن تتخللها خاتمة، توضع فيها الحلول والمعالجات؛ لتكون بلسماً لمن ينشد الشفاء..
    وهناك من يرى من الأدباء أن الخاتمة في بعض النصوص تقتل الحالة الإبداعية للنص.. أي أنهم يرون ضرورة ترك مسألة الخاتمة والمعالجات والتصورات النهائية لتفكير القارئ.. وبأنه يجب أن يُعملَ فكره، وينشط ذهنه ليحلل ويستنتج.. وقرأت مرة لأحد الروائيين العرب يقول في إهدائه لروايته، أنه يهديها لقارئ نشيط، وليس لقارئ كسول..!

    - وختاماً.. طريق الكتابة والإعلام والصحافة لا نهاية له، كما الإبداع لا نهاية له.. فالتوفيق والنجاح في موضوع لا يعني النجاح الكلي الدائم، فينبغي المحافظة على الخط الرصين الإبداعي، وعدم التسرع في الكتابة؛ لأن الكتابة هي انعكاس لشخصية الكاتب وهويته وقدراته.. ولا ننسى أن الكاتب هو إنسان يخاطب الآخر بلغة إنسانية جامعة بعيدة عن التعصب والتطرف والنظرة الضيقة التي لا تحقق أهداف ورسالة الكاتب في الحياة..

    - نتمنى لكل الطاقات الشابة الواعدة كل التوفيق في إثراء إصداراتنا ومواقعنا بهذه الرؤى المفعمة بالصدق والإحساس اتجاه كل القضايا التي تمس صميم مجتمعنا الملتزم.. وإحياء مبادئ منظومتنا وتراثنا الفكري الأصيل.. ونتمنى لهم دوام التوفيق في عالم الصحافة والإعلام والتأليف الرصين.. وإلى مزيد من التألق في مشاريع كتابية مستقبلية، تحمل الحرص الجاد على تنوير المجتمع، وإشاعة أجواء الفضيلة والنقاء..

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين






المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X