من وحي القران
جاء رسول الله (صلى الله عليه واله) بالقران الكريم من الله عز وجل دستوراً للحياة , وهو معجزته الخالدة والكتاب السماوي العظيم الذي لم يطرأ عليه التحريف أبداً, لا زيادة ولا نقيصة (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42))
فهذا القران الذي هو اليوم بأيدينا وأيدي المسلمين جميعا وهو القران الذي أنزل على رسول الله (صلى الله عليه واله) من دون زيادة ولا نقصان , وقد جمعه رسول الله (صلى الله عليه واله ) بهذا الشكل في ترتيب آياته وسوره بأمر من الله عز وجل , وذلك في حياته (صلى الله عليه واله ) المباركة , ولم يتركه ليجمع بعدئذ كما يتصوره البعض
أما بعض الروايات التي تقول بأن أمير المؤمنين عليا (عليه السلام) هو الذي جمع القران فالمراد جمع تفسيره وتأويله وعلومه لا اصل القران فانه جمع في حياة (صلى الله عليه واله )وقد تحدى القران جميع البلغاء والفصحاء بالمعارضة , وان يأتوا بمثله ولو في عشر سورة منه أو بعض السورة فقط , ولكنهم عجزوا ولم يستطيعوا معارضته , وكانوا أفصح العرب واليهم تنتهي الفصاحة والبلاغة . والقران الكريم يحتوى على أحكام الدين وأخبار الماضين ومكارم الأخلاق والأمر بالعدل والنهي عن الظلم وفيه تبيان كل شي ما يزال يتلى على كر الدهر ومر الأيام وهو غض طري يحير بيانه العقول ولا تمله الطباع مهما تكررت تلاوته وتقادم عهده . وقد خلف رسول الله (صلى الله عليه واله ) القران أمانة بأيدي المسلمين مضافا إلى العترة الطاهرة (عليهم السلام) حيث قال في حديث الثقلين المتواتر بين الفريقين ((إني تارك فيكم الثقلين , ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي , وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ))
ولكن المسلمين تركوا القران والعترة , فحصل ما حصل بهم من التأخير والويلات ومختلف المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها , كما هو المشاهد اليوم.
عن ألسكوني عن أبي عبد الله عن آبائه (عليهم السلام ) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله ) ((أيها الناس , إنكم في دار هدنه وانتم على ظهر سفر , والسير بكم سريع , وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد, ويقربان كل بعيد , ويأتيان بكم موعودا , فاعدوا الجهاز لبعد المجاز . قال . فقام المقداد بن اسود فقال : يا رسول الله , وما دار الهدنة؟ . قال : دار بلاغ وانقطاع ,فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم في القران، فأنه شافع مشفع، وماحل مصدق، ومن جعله إمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدل على سبيل , وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل, وهو الفصل ليس بالهزل, وله ظهر وبطن, فظاهره حكم وباطنه علم ظاهره أنيق وباطنه عميق له نجوم وعلى نجومه نجوم لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه, فيه مصباح الهدى ومنار الحكمة ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة, فليجل جال بصره, وليبلغ الصفة نظره, يلج من عقد, ويتخلص من نشب، فان التفكر حياة قلب البصر, كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور, فعليكم بحسن التخلص , وقلة التربص ))
وعن عقبة بن عامر , قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله ) : (( لا يعذب الله قلباً وعى القران )) وعن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر (عليه السلام ) عن أبيه (عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) , قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله ) : عدد درج الجنة عدد آيات القران , فإذا دخل صاحب القران الجنة قيل له : أرقا وقرأ لكل آية درجة , فلا تكن فوق حافظ القران درجة )) وعن نعمان بن سعد عن علي (عليه السلام ) إن النبي (صلى الله عليه واله ) قال ( خياركم من تعلم القران وعلمه))
وعن أبي الجاورد , قال : قال أبو جعفر (عليه السلام ) قال رسول الله (صلى الله عليه واله ) : ((أنا أول وافد على العزيز الجبار يوم القيامة وكتابه وأهل بيتي , ثم أمتي , ثم اسألهم ما فعلتم بكتاب الله وبأهل بيتي ))
وعن معاذ , قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله ) يقول (( ما من رجل علم ولده القران إلا توج الله أبويه يوم القيامة تاج الملك , وكسيا حلتين لم يرى الناس مثلهما )) وقال رسول الله (صلى الله عليه واله ) (( من أعطاه الله القران فرأى إن أحداً أعطي شيء أفضل مما أعطي فقد صغر عظيمه وعظم صغير ))
وقال (صلى الله عليه واله ) ( أهل القران هم أهل الله وخاصة )) وعن ألسكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام ) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله )( إن أهل القران في أعلا درجة من الآدميين ما خلا النبيين والمرسلين،فلا تستضعفوا أهل القران حقوقهم،فأن لهم من الله العزيز الجبار لمكاناً عليا )).
تعليق