. هذه أمنية جيدة، ولكننا لا نعلم لو كنا في زمان الحسين (ع)، وفي ظل الملابسات التي أحاطت بثورته؛ هل كنا كأصحاب الحسين أم لا؟.
السؤال: لماذا كان هذا التخاذل في المدينة وفي مكة؟..
فقد كان واضحا أن الحسين (ع) خارج في ثورة منذ البداية: من ساعة وداعه قبر جده وأمه
، ومن خلال محاورته لأخيه محمد بن الحنفية، أفصح عما في قلبه: (وأني لم أخرج أشِراً ولا بَطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً..
وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (ص))..
وكذلك في مكة، وفي خروجه من مكة إلى كربلاء..
فلماذا بقي العدد هزيلا جدا؛ قياسا للأمة، وقياسا للقيادة (الحسين)، وقياسا للرسالة (الإسلام) التي يحملها الحسين، وقياسا للظلم (الذي يمارسه يزيد وأعوانه)، وأخيرا يبقى مع الحسين (ع) سبعون رجلا فقط!..
إن قتل مسلم سفير الحسين (ع)؛ يعكس هذا التخاذل الفظيع أيضا!..
فقد بايعه جمع غفير، ثم تخلوا عنه؛ فقُتل وأُلقي برأسه الشريف من دار الإمارة..
ولكن التاريخ لم يخبرنا عن حركة جماهيرية، ولا أصوات معترضة بحجم الكوفة، لماذا؟..
ما السبب: رغم وضوح الرسالة، ووضوح القائد، ووضوح الظلم اليزيدي الأموي؟..