هَل يُمْكِنْ لَنَا أنْ نَكونَ مِنْ وَرَثَةِ الإمَامِ الحُسَينِ ,عَليه السَلامُ,:
_______________________________
إنَّ مِنْ الوسَائِلِ التي وَرَدَتْ للتعريفِ بِمَقَامِ المَعصومين وبيانِ مَناقبهم وصفاتهم ومبادئهم
ودورهم في حِفظِ رِسَالةِ الإسلامِ وكيانِ المُجتمعِ
هي الزياراتُ الخاصّةُ بهم , وبمراقدهم الشَريفةِ.
ومِنْ أهمها :
: زيارةُ عاشوراءِ والتي يَحرصُ العُلَمَاءُ على المواظبةِ بالإتيانِ بها ,لِمَا لها مِن فضلٍ عظيمٍ
وما تَحمله مِن مَضامينَ قيّمَةٍ.
: وزيارَةُ وارثٍ المُختَصَة بالإمَامِ الحُسَين , عليه السَلامُ, والتي وصَفته بأنه ( وارث الأنبياء)
( واجتبيته بطيبِ الولادةِ وجعلته سيداً من السادةِ وقائداً من القادةِ وذائداً من الذادةِ وأعطيته مَواريثَ الأنبياءِ)
: مِصبَاحُ المُتَهَجِد, الشَيخُ الطوسي,ج788.
وهنا نَتَسَاءلُ بحُكمِ عقيدتنا بالإمام الحُسينِ , عليه السلام, وما ينبغي بنا مِنْ اتباعه ولو بدرجةٍ من الدرَجَاتِ .
هل يُمكنُ لنا أنْ نكونَ مِنْ ورثةِ الإمامِ الحُسَين , كما كان ,عليه السلام, وارثَ الأنبياءِ؟
وبمعنى أنَّ الإمامَ , قد سَارَ على مَنهجِ الأنبياءِ جميعاً , وجَمعَ تلك الصفاتِ لهم
واختصَ بها بوصفه الوارث .
فهل يُمكنُ لنا أنْ نسيرَ على نهجِ الحُسين بتمامه ولو بنسبةٍ ما ؟
هل يُمكنُ ذلك ؟ نعم ,ونحتاجُ إلى أمرين :
الأمرُ الأوّلُ: التّعَرفُ على مواريث الأنبياءِ التي ورثها الإمامُ الحُسين , عليه السَلامُ,
الأمرُ الثاني: معرفةُ وسائلِ الارتباطِ بهذه المواريثِ .
1-إنّ وسيلة َالارتباطِ بهذه المواريثِ تَكمنُ في إدامةِ الجانبِ المأساوي لمصيبةِ الإمامِ الحُسَين ,
والتي أكد عليها الأئمةُ المعصومون , عليهم السلامُ, وبالحثِ الشديدِ والتشجيعِ على إظهارِ الحُزنِ والجَزَعِ.
وقد اعتبروا ذلك عبادةً في نفسه ولها الثوابُ العظيمُ.
وقد يَسألُ سَائلٌ ما هي فائدةُ إحياءِ الجانبِ المأساوي ؟
ونقولُ :
إنَّ الجانبَ المأساوي يَشدُّ ويُقويّ العواطفَ والأحاسيسَ نحو الإمَامِ الحُسَين ,عليه السَلامُ, .
وهذه الأحاسيسُ والعواطفُ متى ما كانتْ قويةً فسيكون الارتباطُ العقدي والسُلُوكي قوياً بالحُسَين .
إذ أنَّ هذا الجانبَ المأساوي هو الذي أبقى النهضةَ الحُسينيةَ حَارّةً ومُؤثرةً في ضميرِ ووجدانِ الأمةِ ومواقفها.
ولولا ذلك لبردَتْ وضَعفتْ واضمَحلتْ ولم يكن لها تأثيرٌ
وما نشاهده اليومَ من تأثيرها البليغِ هو بفعلِ إحياءِ هذا الجانبِ.
2- مَعرفَةُ مادة الارتباط والتي من خلالها يُمكنُ لنا أنْ نكونَ مِنْ ورثةِ الإمَامِ الحُسينِ ولو بقدرٍ ما
,لو عملنا بتطبيق ما ورَدَ في نصوص زيارة وارثِ القيّمةِ وأحيينا موادَها عقيدةً وإقامَةً وسُلُوكَاً.
والمَأمولُ من الزائرين الكرامِ أنْ تكونَ مُمَارستهم في الشعائرِ مُمارسةً واعيةً ومُدركةً لِما هو المَطلوبُ مِنّا.
وخاصةً إقامة الصلاةِ , التي طبّقها الإمامُ الحُسين , عليه السَلام ,وفي أحلكِ ساعاتِ الحربِ يومَ عاشوراءِ .
(أشهدُ أنّك قد أقمتَ الصلاةَ ، واتيتَ الزكاةَ ، وأمرتَ بالمعروفِ ،ونَهيتَ عن المُنكرِ ،
وعَبَدتَ الله مُخلصاً حتى أتاكَ اليقينُ )
وهنا نَستوحي الوراثةَ من الإمامِ الحُسين , عليه السَلامُ, وذلك بفَهم أمرين مهمين هما:
1-الإقرارُ العقدي والإيمانُ بأنّ الإمامَ الحُسَين قد اتصفَ بمواريثَ الأنبياءِ فعلاً وواقعاً.
2- إدراكُ أننا لو اتصفنا بهذه الصفاتِ (المواريث) وطبقناها فسنكون مِن ورثةِ الحُسين , عليه السَلامُ,.
وهنا نحتاجُ إلى تفكيرٍ عميقٍ ودقيقٍ ووعيٍّ لكي نفهمَ عباراتِ الزياراتِ الحُسينيةِ , وكما هو مَحل الشاهدِ
( أقَمتَ الصَلاةَ )
إنّ إقامةَ الصلاةِ هي أوَلُّ ما يقومُ عليه الدينُ فليس الأمرُ مُنحصراً بأداءِ الصلاةِ ,
وفرق بين الأداءِ وإقامةِ الصلاةِ.
قال تعالى: ((رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ))(40)إبراهيم.
وإقامةُ الصلاةِ إنما تكونُ بأدائها على حقيقتها الشرعية وجوهرها المُؤثر
كونها عمودَ الدينِ وقُربانَ كُلِّ تقي للهِ تعالى.
ومن مواردِ إقامةِ الصلاةِ أنْ نُوجِدَ مُقدماتها وشرائطها وأركانها وواجباتها كما في الطهارةِ ( الوضوء)
وإباحةِ مَكانِ المصلي وطهارته وهكذا في بقيةِ فروضها.
وهذا المعنى يُقَدّمُ للناسِ أماناً مِن المُصلي المُقيم لصلاته بأنه
لا يَغصبُ ولا يَتعدى ,وكذلك الحال بالنسبة لأداءِ الصلاةِ في وقتها ففيه مَدعَاةٌ لاحترام ِ الوقتِ
وتنظيمه مع النفسِ ومع الآخرين.
وينبغي بالمُوالي الحُسيني الحقيقي والصادقِ , أنْ يَصِلَ ربه وخالقه بإقامةِ صلاته واستشعار ِرقابةِ اللهِ عليه,
وأنْ لا يُقدّمَ الدينا على صلاته .
وهكذا ينبغي أن نكون حينما نُقيم الشَعائرَ , لا نترك الصلاةَ
ونصنعُ كما صَنعَ إمامنا الحُسين في الحربِ , إذ أقامها على وجهها الحق.
, أيضاً ومِنْ جُملةِ مواريث وموادِ الارتباطِ بالإمام الحُسين سُلوكاً ووراثةً لمنهجه القويم ,هو أداءُ الزكاةِ
والحقوقِ الماليةِ , مما يَعلقُ بذمتنا شَرعاً (وآتيتَ الزكاةَ) , ونراجعُ أنفسنا في ذلك ,
إذ أنّ بالإنفاقِ المالي الواجبِ , تتوفرُ العدالةُ والتكافلُ الاجتماعي ويتحققُ النموُ الاقتصادي في المُجتمعِ الإسلامي .
... إنَّ الأمرَ بالمعروفِ والنهي عن المٌنكرِ , هو ركنٌ رئيسٌ وأساسٌ
في النهضةِ الحُسينيةِ الشَريفةِ (وأمرتَ بالمَعروفِ ،ونَهيتَ عن المُنكرِ ،)
وقد خَرجَ الإمامُ الحُسين بذلك مُعلناً عنه في بيانٍ قيّمٍ :
(وإنّمَا خَرجتُ لطلبِ الإصلاحِ في أمة جدي ( صلى الله عليه وآله ) أريدُ أنْ آمرَ بالمعروفِ وأنهى عن المُنكرِ ،
وأسيرَ بسيرة ِجدي وأبي علي بن أبي طالب ، )
: بِحَارُ الأنوارِ: المجلسي,ج44,ص330.
وقد آثَرَ , عليه السَلامُ , بنفسه وبعياله وأهل بيته وهو أعظمُ مُصاباً , , تطبيقا وعَملا بواجبِ الأمر بالمَعروفِ
والنهي عن المُنكرِ ,ومن أجلِ طلبِ الإصلاحِ أوَلاً , والأمر بالمَعروف والنهي عن المُنكر ثانيا.
وعن الإمام الباقرِ, عليه الَسلامُ : (إنّ الأمرَ بالمعروفِ والنهي عن المُنكرِ فريضةٌ عظيمةٌ ,
بها تُقامُ الفرائض ...... وتأمنُ المذاهب وتَحلُ المَكاسب وتُردُ المَظالم وتَعمر الأرض وتنتصف من الأعداءِ
ويُستقيم الأمرُ )
: روضة المتقين , المَجلسي ,ج11,ص42.
وإنّ شهادتنا للإمامِ الحُسَين , عليه السَلامُ, ب (وأطعتَ اللهَ ورسولَه )
تتَطلبُ منا المواظبةَ على طاعةِ اللهِ ورسوله , بامتثالِ الواجباتِ واجتنابِ المُحرّماتِ في العباداتِ والمُعاملاتِ
وفي مجالاتِ النفسِ و الاجتماعِ والاقتصاد.
ويجدرُ بنا أيضا أنْ نُبلّغَ الأحكامَ الشرعيةَ ونُبينها للناسِ , في أُسرِنَا وبيوتنا وفي السوقِ والجَامعةِ .
... إنَّ من أهمّ ما ينبغي بنا اغتنامه هو ميراثُ الجِهَادِ في سبيلِ اللهِ تعالى
والذي هو مِنْ نِعَمِ اللهِ علينا ,وهو فرصةٌ يَجبُ أنْ لا تفوتنا سواءً أكانَ الجهادُ بالمالِ أو بالنفسِ ,
ودفاعاً عن الإسلامِ وأهله وحِفظاً للمُقدّسَاتِ والأعراضِ.
__________________________________________________ _______
: نَصُّ الخِطبَةِ الأولَى , والتي ألقَاهَاَ الشَيخُ عَبدُ المَهْدي الكربَلائي, خَطيبِ , وإمَامِ الجُمعَةِ في الحَرَمِ الحُسَيني الشَريفِ:
____________________________________________
تَدْوينُ وتَوثيقُ – مُرتَضَى عَلي الحِليّ – بِتَصَرف.
____________________________________________
الجُمعَةُ - الخَامِسُ مِنْ مُحرّمِ الحَرَامِ - 1438, هجري .
السَابعُ مِنْ تشرين الأوّل - 2016 م .
___________________________________________
_______________________________
إنَّ مِنْ الوسَائِلِ التي وَرَدَتْ للتعريفِ بِمَقَامِ المَعصومين وبيانِ مَناقبهم وصفاتهم ومبادئهم
ودورهم في حِفظِ رِسَالةِ الإسلامِ وكيانِ المُجتمعِ
هي الزياراتُ الخاصّةُ بهم , وبمراقدهم الشَريفةِ.
ومِنْ أهمها :
: زيارةُ عاشوراءِ والتي يَحرصُ العُلَمَاءُ على المواظبةِ بالإتيانِ بها ,لِمَا لها مِن فضلٍ عظيمٍ
وما تَحمله مِن مَضامينَ قيّمَةٍ.
: وزيارَةُ وارثٍ المُختَصَة بالإمَامِ الحُسَين , عليه السَلامُ, والتي وصَفته بأنه ( وارث الأنبياء)
( واجتبيته بطيبِ الولادةِ وجعلته سيداً من السادةِ وقائداً من القادةِ وذائداً من الذادةِ وأعطيته مَواريثَ الأنبياءِ)
: مِصبَاحُ المُتَهَجِد, الشَيخُ الطوسي,ج788.
وهنا نَتَسَاءلُ بحُكمِ عقيدتنا بالإمام الحُسينِ , عليه السلام, وما ينبغي بنا مِنْ اتباعه ولو بدرجةٍ من الدرَجَاتِ .
هل يُمكنُ لنا أنْ نكونَ مِنْ ورثةِ الإمامِ الحُسَين , كما كان ,عليه السلام, وارثَ الأنبياءِ؟
وبمعنى أنَّ الإمامَ , قد سَارَ على مَنهجِ الأنبياءِ جميعاً , وجَمعَ تلك الصفاتِ لهم
واختصَ بها بوصفه الوارث .
فهل يُمكنُ لنا أنْ نسيرَ على نهجِ الحُسين بتمامه ولو بنسبةٍ ما ؟
هل يُمكنُ ذلك ؟ نعم ,ونحتاجُ إلى أمرين :
الأمرُ الأوّلُ: التّعَرفُ على مواريث الأنبياءِ التي ورثها الإمامُ الحُسين , عليه السَلامُ,
الأمرُ الثاني: معرفةُ وسائلِ الارتباطِ بهذه المواريثِ .
1-إنّ وسيلة َالارتباطِ بهذه المواريثِ تَكمنُ في إدامةِ الجانبِ المأساوي لمصيبةِ الإمامِ الحُسَين ,
والتي أكد عليها الأئمةُ المعصومون , عليهم السلامُ, وبالحثِ الشديدِ والتشجيعِ على إظهارِ الحُزنِ والجَزَعِ.
وقد اعتبروا ذلك عبادةً في نفسه ولها الثوابُ العظيمُ.
وقد يَسألُ سَائلٌ ما هي فائدةُ إحياءِ الجانبِ المأساوي ؟
ونقولُ :
إنَّ الجانبَ المأساوي يَشدُّ ويُقويّ العواطفَ والأحاسيسَ نحو الإمَامِ الحُسَين ,عليه السَلامُ, .
وهذه الأحاسيسُ والعواطفُ متى ما كانتْ قويةً فسيكون الارتباطُ العقدي والسُلُوكي قوياً بالحُسَين .
إذ أنَّ هذا الجانبَ المأساوي هو الذي أبقى النهضةَ الحُسينيةَ حَارّةً ومُؤثرةً في ضميرِ ووجدانِ الأمةِ ومواقفها.
ولولا ذلك لبردَتْ وضَعفتْ واضمَحلتْ ولم يكن لها تأثيرٌ
وما نشاهده اليومَ من تأثيرها البليغِ هو بفعلِ إحياءِ هذا الجانبِ.
2- مَعرفَةُ مادة الارتباط والتي من خلالها يُمكنُ لنا أنْ نكونَ مِنْ ورثةِ الإمَامِ الحُسينِ ولو بقدرٍ ما
,لو عملنا بتطبيق ما ورَدَ في نصوص زيارة وارثِ القيّمةِ وأحيينا موادَها عقيدةً وإقامَةً وسُلُوكَاً.
والمَأمولُ من الزائرين الكرامِ أنْ تكونَ مُمَارستهم في الشعائرِ مُمارسةً واعيةً ومُدركةً لِما هو المَطلوبُ مِنّا.
وخاصةً إقامة الصلاةِ , التي طبّقها الإمامُ الحُسين , عليه السَلام ,وفي أحلكِ ساعاتِ الحربِ يومَ عاشوراءِ .
(أشهدُ أنّك قد أقمتَ الصلاةَ ، واتيتَ الزكاةَ ، وأمرتَ بالمعروفِ ،ونَهيتَ عن المُنكرِ ،
وعَبَدتَ الله مُخلصاً حتى أتاكَ اليقينُ )
وهنا نَستوحي الوراثةَ من الإمامِ الحُسين , عليه السَلامُ, وذلك بفَهم أمرين مهمين هما:
1-الإقرارُ العقدي والإيمانُ بأنّ الإمامَ الحُسَين قد اتصفَ بمواريثَ الأنبياءِ فعلاً وواقعاً.
2- إدراكُ أننا لو اتصفنا بهذه الصفاتِ (المواريث) وطبقناها فسنكون مِن ورثةِ الحُسين , عليه السَلامُ,.
وهنا نحتاجُ إلى تفكيرٍ عميقٍ ودقيقٍ ووعيٍّ لكي نفهمَ عباراتِ الزياراتِ الحُسينيةِ , وكما هو مَحل الشاهدِ
( أقَمتَ الصَلاةَ )
إنّ إقامةَ الصلاةِ هي أوَلُّ ما يقومُ عليه الدينُ فليس الأمرُ مُنحصراً بأداءِ الصلاةِ ,
وفرق بين الأداءِ وإقامةِ الصلاةِ.
قال تعالى: ((رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ))(40)إبراهيم.
وإقامةُ الصلاةِ إنما تكونُ بأدائها على حقيقتها الشرعية وجوهرها المُؤثر
كونها عمودَ الدينِ وقُربانَ كُلِّ تقي للهِ تعالى.
ومن مواردِ إقامةِ الصلاةِ أنْ نُوجِدَ مُقدماتها وشرائطها وأركانها وواجباتها كما في الطهارةِ ( الوضوء)
وإباحةِ مَكانِ المصلي وطهارته وهكذا في بقيةِ فروضها.
وهذا المعنى يُقَدّمُ للناسِ أماناً مِن المُصلي المُقيم لصلاته بأنه
لا يَغصبُ ولا يَتعدى ,وكذلك الحال بالنسبة لأداءِ الصلاةِ في وقتها ففيه مَدعَاةٌ لاحترام ِ الوقتِ
وتنظيمه مع النفسِ ومع الآخرين.
وينبغي بالمُوالي الحُسيني الحقيقي والصادقِ , أنْ يَصِلَ ربه وخالقه بإقامةِ صلاته واستشعار ِرقابةِ اللهِ عليه,
وأنْ لا يُقدّمَ الدينا على صلاته .
وهكذا ينبغي أن نكون حينما نُقيم الشَعائرَ , لا نترك الصلاةَ
ونصنعُ كما صَنعَ إمامنا الحُسين في الحربِ , إذ أقامها على وجهها الحق.
, أيضاً ومِنْ جُملةِ مواريث وموادِ الارتباطِ بالإمام الحُسين سُلوكاً ووراثةً لمنهجه القويم ,هو أداءُ الزكاةِ
والحقوقِ الماليةِ , مما يَعلقُ بذمتنا شَرعاً (وآتيتَ الزكاةَ) , ونراجعُ أنفسنا في ذلك ,
إذ أنّ بالإنفاقِ المالي الواجبِ , تتوفرُ العدالةُ والتكافلُ الاجتماعي ويتحققُ النموُ الاقتصادي في المُجتمعِ الإسلامي .
... إنَّ الأمرَ بالمعروفِ والنهي عن المٌنكرِ , هو ركنٌ رئيسٌ وأساسٌ
في النهضةِ الحُسينيةِ الشَريفةِ (وأمرتَ بالمَعروفِ ،ونَهيتَ عن المُنكرِ ،)
وقد خَرجَ الإمامُ الحُسين بذلك مُعلناً عنه في بيانٍ قيّمٍ :
(وإنّمَا خَرجتُ لطلبِ الإصلاحِ في أمة جدي ( صلى الله عليه وآله ) أريدُ أنْ آمرَ بالمعروفِ وأنهى عن المُنكرِ ،
وأسيرَ بسيرة ِجدي وأبي علي بن أبي طالب ، )
: بِحَارُ الأنوارِ: المجلسي,ج44,ص330.
وقد آثَرَ , عليه السَلامُ , بنفسه وبعياله وأهل بيته وهو أعظمُ مُصاباً , , تطبيقا وعَملا بواجبِ الأمر بالمَعروفِ
والنهي عن المُنكرِ ,ومن أجلِ طلبِ الإصلاحِ أوَلاً , والأمر بالمَعروف والنهي عن المُنكر ثانيا.
وعن الإمام الباقرِ, عليه الَسلامُ : (إنّ الأمرَ بالمعروفِ والنهي عن المُنكرِ فريضةٌ عظيمةٌ ,
بها تُقامُ الفرائض ...... وتأمنُ المذاهب وتَحلُ المَكاسب وتُردُ المَظالم وتَعمر الأرض وتنتصف من الأعداءِ
ويُستقيم الأمرُ )
: روضة المتقين , المَجلسي ,ج11,ص42.
وإنّ شهادتنا للإمامِ الحُسَين , عليه السَلامُ, ب (وأطعتَ اللهَ ورسولَه )
تتَطلبُ منا المواظبةَ على طاعةِ اللهِ ورسوله , بامتثالِ الواجباتِ واجتنابِ المُحرّماتِ في العباداتِ والمُعاملاتِ
وفي مجالاتِ النفسِ و الاجتماعِ والاقتصاد.
ويجدرُ بنا أيضا أنْ نُبلّغَ الأحكامَ الشرعيةَ ونُبينها للناسِ , في أُسرِنَا وبيوتنا وفي السوقِ والجَامعةِ .
... إنَّ من أهمّ ما ينبغي بنا اغتنامه هو ميراثُ الجِهَادِ في سبيلِ اللهِ تعالى
والذي هو مِنْ نِعَمِ اللهِ علينا ,وهو فرصةٌ يَجبُ أنْ لا تفوتنا سواءً أكانَ الجهادُ بالمالِ أو بالنفسِ ,
ودفاعاً عن الإسلامِ وأهله وحِفظاً للمُقدّسَاتِ والأعراضِ.
__________________________________________________ _______
: نَصُّ الخِطبَةِ الأولَى , والتي ألقَاهَاَ الشَيخُ عَبدُ المَهْدي الكربَلائي, خَطيبِ , وإمَامِ الجُمعَةِ في الحَرَمِ الحُسَيني الشَريفِ:
____________________________________________
تَدْوينُ وتَوثيقُ – مُرتَضَى عَلي الحِليّ – بِتَصَرف.
____________________________________________
الجُمعَةُ - الخَامِسُ مِنْ مُحرّمِ الحَرَامِ - 1438, هجري .
السَابعُ مِنْ تشرين الأوّل - 2016 م .
___________________________________________