بسم الله الرحمــــــــن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد
وآله الطيبين الطاهرين
قسوةالقلوب في الغيبة الكبرى.
والمراد به
ضعف الدافع الإيماني ،والشعور بالمسؤولية ،والمشارفة
علىالإنحراف ، بل سقوط أغلب أفراد المجتمع المسلم به.
وذلك لأن الفرد يواجهامتحاناً إلهياً صعباً خلال الغيبة
الكبرى من جهات ثلاث ، يكون عليه أن يخرج منهناجحاً
مظفراً .والخروج منه بنجاح يحتاج إلى عمق في الإيمان
والإخلاص والإرادة لايتوفر إلا في القليل من الأفراد
.
الجهة الأولى : موقف الفرد تجاه شهوات نفسهونوزعه
الغريزية التي تتطلب الإشباع بأي شكل وحال. وكما قالوا ،
إن الغرائز لا عقللها فعلى الفرد ان يلاحظ ذلك فيكفكف من
غلواء شهواته ويزعها بعقله وإيمانه عنالحرام إلى
الحلال.
الجهة الثانية :موقف الفرد تجاه الضغط الخارجي الذي
يعيشهوما يتطلبه من تضحيات في سبيل دينه وإيمانه ،
ضد الفقر والمرض والسلاح والحرجالإجتماعي ،ونحو ذلك
من المصاعب التي تصادف الفرد في طريقه الإيماني
الطويل.
فإن كان الفرد شاعراً بالمسؤولية قوي الإرادة استطاع تذليل
هذهالصعوبة والتضحية في سبيل الإيمان ،وأما إذا لم يكن
قوي الإرادة وكان غير شاعربالمسؤولية ،فإنه سوف يعطي
الدنية من نفسه بقليل أو بكثير ، ويتعرض للإنحراف في
كثير من مناطق طريقه الطويل .
الجهة الثالثة : موقف الفرد تجاه الإعتقاد بوجوبإمامه
الغائب وقائده المحتجب .فإنه بعد أن عرفه بالدليل القطعي ،
لا ينبغي أن تثبطهالشكوك ولا ان تزعزعه الأوهام ، ولا أن
يؤثر في زحزحة اعتقاده طول الأمد.
الذيرواه عدد من علماء المسلمين والمحدثين والعظام من
مختلف المذاهب.
والسر فيامتلاء الأرض بالظلم والجور، واضح بعد الذي
قدمناه في الأمر السابق ،من فشل أكثرالبشر في الإمتحان
الإلهي خلال الغيبة الكبرى .وسيطرة المادة وإشباع
الشهوات عليهموضعف الوازع الديني والأخلاقي إلى حد
كبير .جداً في المسلمين
.
أما غير المسلمين فحدث عنهم ولا حرج من حيث إنكارهم
لأصل الدينالإسلامي وأساس التوحيد .ومن حيث موقفهم
المخرب تجاه الإسلام والمسلمين ، ذلكالموقف الذي ذاق
منه المسلمين خلال التاريخ أشد العذاب والتنكيل .
فإّن لم يكنلدى الدين الحق ، قائد عظيم كالإمام المهدي
عليه السلام ، لكونه غائباً غير مواجهللمجتمع بصفته
الحقيقية ، ليجمع شمل الدين ويلم شعثه ويرأب صدعه
ويدفع عدوه ، فإنالغلبة تكون لا محالة للسلاح الأقوى
والعدد الأكبر ،وهو جيش الكفر من ناحية وجيشالشهوات
والإنحراف من ناحية أخرى . فتملأ الأرض جوراً وظلماً
بطبيعة الحال ،وسيأتيفي بحوثنا
المصدر : الموسوعة للسيد الشهيد محمد صادق الصدر(قدس الله سره الشريف)
نسألكم الدعاء
تعليق