السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
------------------------------
القاسم ابن الإمام الحسن المجتبى.. تجسيد للشباب المؤمن..
القاسم ابن الإمام الحسن (ع) و أمه رملة وُلد قبل ثلاث سنوات من شهادة أبيه الإمام الحسن (ع). و بعد ذلك تولى تربيته ورعايته الإمام الحسين (ع) وقد استُشهد مع أخويه عبد الله ابن الحسن وعمر ابن الحسن في كربلاء في يوم عاشوراء.
لما أراد الإمام الحسين (ع) ترك المدينة طلبت منه أم ولد أن يأخذها وأبناءها الثلاثة معه ووافق الإمام الحسين (ع) على ذلك
كان عمر القاسم 13 سنة تقريباً ولكنه رغم ذلك كان قد تعلم فن المبارزة من عمه العباس ابن علي و ابن عمه علي الأكبر ابن الإمام الحسين (ع).
وأما والدته الكريمة الصادقة فإنها شجعت ابنها على القتال مع الإمام الحسين (ع) ورفعت من معنوياته للدفاع عن الإسلام وأهل بيت النبوة عليهم السلام مما زاد في شوق ابنها للتضخية فوق تشوقه الشديد.
لما رأى القاسم أن عمه الإمام الحسين (ع) قتل أصحابه وعدد أهل بيته وسمع نداءه «هل من ناصر ينصرني»جاء الى عمه يطلب منه الرخصة لمبارزة عسكر الكفر فرفض الإمام الحسين (ع) ذلك فدخل القاسم المخيم فألبسته أمه لامة الحرب وأعطته وصية والده الإمام الحسن (ع)يوصيه فيها بمؤازرة عمه الإمام الحسين (ع) في مثل هذا اليوم فرجع الى عمه وأراه الوصية فبكى وسمح له و دعا له وجزّاه خيراً.
فخرج القاسم ودموعُهُ تسيل على خدّيه وهو يقول:
إن تنكـروني فأنا ابن الحسـن…سبط النبي المصطفى والمؤتمن
هذا حسـين كالأسـير المرتهن…بين أُناس لا سقوا صوب المـــزن
وكان وجهه كفِلْقَة القمر فقاتل قتالاً شديداً حتّى قَتَل على صِغَره خمسةً وثلاثين رجلاً. قال حميد: كنتُ في عسكر ابن سعد فكنتُ أنظر إلى هذا الغلام عليه قميصٌ وإزارٌ ونعلان قد انقطع شِسْعُ أحدهما ما أنسى أنّه كانت اليُسرى فقال عمرو بن سعدٍ الأزْديّ: واللهِ لأشدّنَّ عليه! فقلت: سبحانَ الله! وما تُريد بذلك ؟! واللهِ لو ضَرَبَني ما بَسَطتُ إليه يدي يكفيه هؤلاءِ الذين تَراهُم قد احتَوَشُوه. قال: واللهِ لأفعَلَنَّ. فشدّ عليه فما ولّى حتّى ضَرَب رأسه بالسيف ووقع الغلامُ لوجهه ونادى: يا عمّاه.
قال: فجاء الحسين كالصَّقر المُنقَضّ فتخلّل الصفوفَ وشَدّ شدّةَ اللّيثِ الحَرِب فضَرَب عَمْراً قاتِلَه بالسيف فاتّقاه بيده فأطَنَّها من المَرفِق فصاح ثمّ تنحّى عنه وحَملَتْ خيلُ أهل الكوفة ليَستَنقِذوا عَمراً من الحسين فاستَقبلَتْه بصدورها وجَرحَتْه بحوافرها ووطِئَتْه حتّى مات.. فانجَلَتِ الغُبرة فإذا بالحسين قائم على رأس الغلام وهو يفحص برِجْله، فقال الحسين:
يَعزُّ واللهِ على عمّك أن تَدْعُوَه فلا يُجيبك أو يُجيبك فلا يُعينك أو يُعينك فلا يُغني عنك بُعداً لقومٍ قَتَلوك!
ثمّ احتَمَله.. فكأني أنظر إلى رِجْلَي الغلام يَخُطّانِ في الأرض وقد وضع صدرَه على صدره فقلت في نفسي (والكلام ما يزال لحميد بن مسلم): ما يصنع ؟! فجاء حتّى ألقاه بين القتلى مِن أهل بيته ثمّ قال: اَللّهمّ أحْصِهم عَدَدا واقتُلْهم بَدَدا ولا تُغادِرْ منهم أحدا ولا تَغِفرْ لهم أبدا..
اللهم صل على محمد وال محمد
------------------------------
القاسم ابن الإمام الحسن المجتبى.. تجسيد للشباب المؤمن..
القاسم ابن الإمام الحسن (ع) و أمه رملة وُلد قبل ثلاث سنوات من شهادة أبيه الإمام الحسن (ع). و بعد ذلك تولى تربيته ورعايته الإمام الحسين (ع) وقد استُشهد مع أخويه عبد الله ابن الحسن وعمر ابن الحسن في كربلاء في يوم عاشوراء.
لما أراد الإمام الحسين (ع) ترك المدينة طلبت منه أم ولد أن يأخذها وأبناءها الثلاثة معه ووافق الإمام الحسين (ع) على ذلك
كان عمر القاسم 13 سنة تقريباً ولكنه رغم ذلك كان قد تعلم فن المبارزة من عمه العباس ابن علي و ابن عمه علي الأكبر ابن الإمام الحسين (ع).
وأما والدته الكريمة الصادقة فإنها شجعت ابنها على القتال مع الإمام الحسين (ع) ورفعت من معنوياته للدفاع عن الإسلام وأهل بيت النبوة عليهم السلام مما زاد في شوق ابنها للتضخية فوق تشوقه الشديد.
لما رأى القاسم أن عمه الإمام الحسين (ع) قتل أصحابه وعدد أهل بيته وسمع نداءه «هل من ناصر ينصرني»جاء الى عمه يطلب منه الرخصة لمبارزة عسكر الكفر فرفض الإمام الحسين (ع) ذلك فدخل القاسم المخيم فألبسته أمه لامة الحرب وأعطته وصية والده الإمام الحسن (ع)يوصيه فيها بمؤازرة عمه الإمام الحسين (ع) في مثل هذا اليوم فرجع الى عمه وأراه الوصية فبكى وسمح له و دعا له وجزّاه خيراً.
فخرج القاسم ودموعُهُ تسيل على خدّيه وهو يقول:
إن تنكـروني فأنا ابن الحسـن…سبط النبي المصطفى والمؤتمن
هذا حسـين كالأسـير المرتهن…بين أُناس لا سقوا صوب المـــزن
وكان وجهه كفِلْقَة القمر فقاتل قتالاً شديداً حتّى قَتَل على صِغَره خمسةً وثلاثين رجلاً. قال حميد: كنتُ في عسكر ابن سعد فكنتُ أنظر إلى هذا الغلام عليه قميصٌ وإزارٌ ونعلان قد انقطع شِسْعُ أحدهما ما أنسى أنّه كانت اليُسرى فقال عمرو بن سعدٍ الأزْديّ: واللهِ لأشدّنَّ عليه! فقلت: سبحانَ الله! وما تُريد بذلك ؟! واللهِ لو ضَرَبَني ما بَسَطتُ إليه يدي يكفيه هؤلاءِ الذين تَراهُم قد احتَوَشُوه. قال: واللهِ لأفعَلَنَّ. فشدّ عليه فما ولّى حتّى ضَرَب رأسه بالسيف ووقع الغلامُ لوجهه ونادى: يا عمّاه.
قال: فجاء الحسين كالصَّقر المُنقَضّ فتخلّل الصفوفَ وشَدّ شدّةَ اللّيثِ الحَرِب فضَرَب عَمْراً قاتِلَه بالسيف فاتّقاه بيده فأطَنَّها من المَرفِق فصاح ثمّ تنحّى عنه وحَملَتْ خيلُ أهل الكوفة ليَستَنقِذوا عَمراً من الحسين فاستَقبلَتْه بصدورها وجَرحَتْه بحوافرها ووطِئَتْه حتّى مات.. فانجَلَتِ الغُبرة فإذا بالحسين قائم على رأس الغلام وهو يفحص برِجْله، فقال الحسين:
يَعزُّ واللهِ على عمّك أن تَدْعُوَه فلا يُجيبك أو يُجيبك فلا يُعينك أو يُعينك فلا يُغني عنك بُعداً لقومٍ قَتَلوك!
ثمّ احتَمَله.. فكأني أنظر إلى رِجْلَي الغلام يَخُطّانِ في الأرض وقد وضع صدرَه على صدره فقلت في نفسي (والكلام ما يزال لحميد بن مسلم): ما يصنع ؟! فجاء حتّى ألقاه بين القتلى مِن أهل بيته ثمّ قال: اَللّهمّ أحْصِهم عَدَدا واقتُلْهم بَدَدا ولا تُغادِرْ منهم أحدا ولا تَغِفرْ لهم أبدا..
تعليق