بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نص السؤال
نسمع الكثير من الخطباء يروون رواية السيد هاشم البحراني في قضية عقد الإمام الحسين [عليه السلام] على ابنة عمه المسماة له مع بعض الأبيات للشاعر المعروف ملا عطية الجمري وعندما قرأت كتابكم القيم « كربلاء فوق الشبهات » أشرتم إشارة عابرة فقط إلى هذا الموضوع . الرجاء إفادتنا أكثر . جزيتم خيراً وحفظكم المولى تعالى .
الجواب:
بالنسبة للسؤال عن قضية عقد الإمام [عليه السلام] على ابنة عمه المسماة له الخ . . نقول : لعل مقصود السائل هو عقد الإمام الحسين [عليه السلام] لابنه على بنت عمه ، أو لإبن أخيه على بنت عمه ، ومهما يكن من أمر فإننا نقول : إن موضوع إجراء عقد زواج في كربلاء لمجرد إحداث العلقة الزوجية ، لتكون نفس الزوجة في الدنيا ، هي زوجة ذلك الشهيد العظيم في الآخرة ، وتكون معه في جنة الخلد ، إن ذلك أمر يرغب فيه أهل الإيمان ، وليس من الأمور المستهجنة ، ولا هو قبيح ، أو مرغوب عنه .
ولو أن امرأة من سائر الناس رغبت إلى ولي من أولياء الله أن يعقد عليها لتنال شفاعته ، ولتكون معه في الجنة ، مع علمها وعلمه بأن الطاغية سوف يقتله بعد ساعة ، لم يكن ذلك بالأمر الغريب والعجيب ، فإنها لن تتردد على أساس هذه الرغبة الصالحة في أن تطلب منه ذلك ، وسوف لا يجد هو حرجاً في إجابة طلبها ، رغبة في الثواب من الله سبحانه . .
ولكن المهم هو أن ترد الرواية التي تثبت لنا ذلك ، أو تجعلنا نحتمل حصول هذا الأمر في كربلاء ، أو في غير كربلاء .
فإن وجدت الرواية في كتاب يحتمل أن يكون قد أخذها من مصدر أمين في نقله . . فلا نجد داعيا إلى الإصرار على ردها والتكذيب بها في مثل هذه الحالة . .
وأما إذا لم توجد رواية من هذا القبيل في المصادر التي يحتمل صحة ما تنقله ، وما تثبته ، فما علينا إذا رددنا هذه الدعوى من سبيل . .
والحمد لله رب العالمين .
مختصر مفيد . . ( أسئلة و أجوبة في الدين والعقيدة ) ، للسيد جعفر مرتضى العاملي ،