بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
في رُبى « قاسِيُونَ » قبرٌ صغيـرُ فيه غُصـنٌ مـن البتـولِ نَضيـرُ
تُربـةٌ هَوَّمَـتْ « رُقيّـةُ » فيهـا حضَنَ الطُّهـرَ رملُهـا والحَفيـرُ
عندَهـا مـن محـمّـدٍ وعـلـيٍّ والحسيـنِ الشهيـدِ شـيءٌ كثيـرُ
والسِّمـاتُ المُطيَّـبـاتُ تُــراثٌ يتجلّـى بـه البشـيـرُ النـذيـرُ
يحمـل العِبـرة الصريحـة أنّ ال حـقَّ يبقـى، ويَذهـبُ التزويـرُ
والضريـحُ الـذي يَضُـمُّ نسيجـاً عَلَـويّـاً بالاحـتـرامِ جَـديــرُ
يَطلُبُ الوِردَ عاطِشُ الـروحِ مِنـهُ وبُيـوتُ النـبـيِّ نَـبـعٌ نَمـيـرُ
* * *
إيهِ بنـتَ الحسيـنِ يومُـكِ يُسْـرٌ وأمـامَ الطُّغـاةِ يــومٌ عسـيـرُ
المَـدى فيـكِ بالخلـودِ طـويـلٌ والمَـدى عنـد شانئيـكِ قصـيـرُ
والرقيمُ الذي على صرحِـكِ الشـا مـخِ فيـه البـيـان والتفسـيـرُ
أن يَحيـقَ الهَـوانُ بالآسـرِ البـا غي، ويَسمو كمـا يشـاءُ الأسيـرُ
أيُدانـيـكِ ظـالــمٌ بِـسَـريـرٍ وقـدِ آنحـطَّ للهـوانِ السَّـريـرُ
مِمّـن اجتـرَ حقـدَ بَـدرٍ وأُحْـدٍ وتَـمـادى سُـعـارُه الشـرّيـرُ
مِـن رَعيـلٍ دمُ الشهـادةِ فيـهـم مِـلْءُ قَرقـارةِ الشـرابِ خَميـرُ
ولأسنـانِ أُمِّهِـم فــي لُـحـومٍ مِمّـنِ آستُشهِـدوا بأُحْـدٍ صَريـرُ
فَذَرِيهـم إلـى الهَـوانِ مصيـراً ولْيَـدُمْ منـكِ للخلـودِ مصـيـرُ
* * *
يـا آبنـةَ المتّقيـنَ، عاقبـةُ الأب رارِ عـمّـا يَنالُـهـم تَـبـريـرُ
أُنظُري خِرْبـةً أقَمـتِ بهـا بـال شـامِ، تُـرْبٌ فِراشُهـا وحصيـرُ
إنّهـا عِبـرةٌ علـى شَفـةِ الـتـا ريخ يشتارهـا السميـع البصيـرُ
أنتِ فيهـا رَمـزٌ وصرخـةُ حـقٍّ عندَ سَمـعِ الطُّغـاةِ منهـا هَديـرُ
صاحَ فيها صوتُ الضميرِ وعَـدْلٌ في الموازينِ لـو أفـاق الضميـرُ
سَيَطـالُ الخـرابُ أروق الـظُّـلْ م، ويجتـاحُ صرحَهـا التدمـيـرُ
وسيَـبـدو للتائهـيـن بــأنّ ال للهَ فـي فعـلِ مـا يشـاءُ قَديـرُ
* * *
أيُّهـا الشَّجنَـةُ الـتـي أذبَلَتْـهـا لوعـةُ الأسـرِ والفَـلا والهجيـرُ
فهي مِن زُحمةِ القُيودِ على الصـد رِ أنـيـنٌ شهيقُـهـا والزفـيـرُ
طفلـةٌ يَكمُـنُ الذُّهـولُ بِعيـنَـي هـا، فيَبـدو بِدمعِـهـا التعبـيـرُ
حَمَلَت قلبَها الكسيـرَ علـى يُـتْ مٍ، وقلـبُ اليتيـمِ قلـبٌ كَسـيـرُ
إنّهـا بُرعـمٌ ومـا آشتـدّ مِنـهـا عُودُها الغَـضُّ والفـۆادُ الغَريـرُ
فـإذا بالزمـانِ يُثـقِـل كَتْفَيـهـا بمـا قَـد يَنُـوءُ مِنـه « ثَبيـرُ »
فَهي جسمٌ يُدافِـع السَّـوطَ بالكـف ف، وعَيـنٌ بِدمعِـهـا تَستجـيـرُ
* * *
يا لَوَجْـدي وقـد مَـرَرتُ عَلَيهـا وعلى القبرِ مِـن أساهـا سُطـورُ
فَبَـدا طَيفُهـا لِعَيـنـيَّ نِـضْـواً مِن سِيـاطٍ حَـدا بِهِـنّ الغُـرورُ
قـد تَعاوَرْنَـهـا ودُرْنَ عليـهـا، وهيَ فـي وَقْعِهـا الأليـمِ تَـدورُ
وبَراها السُّرى.. ففي عُودِها النـا حـلِ وَهْـنٌ مُبَـرِّحٌ وضُـمـورُ
تسـألُ الأُمّهـاتِ: أيـن أبوهـا ؟ كيف أُغضي وهو الشفيقُ الغَيورُ ؟!
غيـرَ أنّ الغيـابَ طـال عليـهـا والعَشِـيُّ امتَـدّتْ بهـا والبُكُـورُ
وألَـحّـتْ تـرديـدَه ذاتَ يــومٍ فهو فـي عُمـق قلبهـا محفـورُ
فأتَوهـا بالـرأسِ أذبَـلَ خَــدَّي ه هجيـرٌ.. ونَـحـرُه منـحـورُ!
فَهَوتْ فوقَـه وأغفَـتْ.. كمـا أغ فـى علـى دِفْءِ أُمِّـهِ عُصفـورُ
حَضَنَت رأسَه وأسْلَمـتِ الـرُّوحَ.. وجَفّـت كمـا تَجِـفُّ الـزُّهـورُ
* * *
أيُّهـا الزائـرون فـي وُدِّ ذوي ال قُربى.. سَعَيتُم، فسَعيُكُـم مشكـورُ
ما هو القبر، بـل شعائـرُ قُـدسٍ في محاريبهـا يطـوف الشُّعـورُ
يُكتَب السعيُ في المسيـرِ إليهـا، فهـي آثـارُ فضلِـهـا مـأثـورُ
إلْثِمـوا تُربَهـا الطَّهـورَ احتسابـاً إنّ تُرْبـاً ضَـمَّ الطَّهـورَ طَهـورُ
وانظروا كيف يَزدَهي القبـرُ فيهـا والتراتيـلُ والـشَّـذى والـنـورُ
فَلَكَـم أوحَشَـتْ قبـورٌ بأهِـلـي هـا.. وشَعّـتْ بِساكِنيهـا قُبـورُ!
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
في رُبى « قاسِيُونَ » قبرٌ صغيـرُ فيه غُصـنٌ مـن البتـولِ نَضيـرُ
تُربـةٌ هَوَّمَـتْ « رُقيّـةُ » فيهـا حضَنَ الطُّهـرَ رملُهـا والحَفيـرُ
عندَهـا مـن محـمّـدٍ وعـلـيٍّ والحسيـنِ الشهيـدِ شـيءٌ كثيـرُ
والسِّمـاتُ المُطيَّـبـاتُ تُــراثٌ يتجلّـى بـه البشـيـرُ النـذيـرُ
يحمـل العِبـرة الصريحـة أنّ ال حـقَّ يبقـى، ويَذهـبُ التزويـرُ
والضريـحُ الـذي يَضُـمُّ نسيجـاً عَلَـويّـاً بالاحـتـرامِ جَـديــرُ
يَطلُبُ الوِردَ عاطِشُ الـروحِ مِنـهُ وبُيـوتُ النـبـيِّ نَـبـعٌ نَمـيـرُ
* * *
إيهِ بنـتَ الحسيـنِ يومُـكِ يُسْـرٌ وأمـامَ الطُّغـاةِ يــومٌ عسـيـرُ
المَـدى فيـكِ بالخلـودِ طـويـلٌ والمَـدى عنـد شانئيـكِ قصـيـرُ
والرقيمُ الذي على صرحِـكِ الشـا مـخِ فيـه البـيـان والتفسـيـرُ
أن يَحيـقَ الهَـوانُ بالآسـرِ البـا غي، ويَسمو كمـا يشـاءُ الأسيـرُ
أيُدانـيـكِ ظـالــمٌ بِـسَـريـرٍ وقـدِ آنحـطَّ للهـوانِ السَّـريـرُ
مِمّـن اجتـرَ حقـدَ بَـدرٍ وأُحْـدٍ وتَـمـادى سُـعـارُه الشـرّيـرُ
مِـن رَعيـلٍ دمُ الشهـادةِ فيـهـم مِـلْءُ قَرقـارةِ الشـرابِ خَميـرُ
ولأسنـانِ أُمِّهِـم فــي لُـحـومٍ مِمّـنِ آستُشهِـدوا بأُحْـدٍ صَريـرُ
فَذَرِيهـم إلـى الهَـوانِ مصيـراً ولْيَـدُمْ منـكِ للخلـودِ مصـيـرُ
* * *
يـا آبنـةَ المتّقيـنَ، عاقبـةُ الأب رارِ عـمّـا يَنالُـهـم تَـبـريـرُ
أُنظُري خِرْبـةً أقَمـتِ بهـا بـال شـامِ، تُـرْبٌ فِراشُهـا وحصيـرُ
إنّهـا عِبـرةٌ علـى شَفـةِ الـتـا ريخ يشتارهـا السميـع البصيـرُ
أنتِ فيهـا رَمـزٌ وصرخـةُ حـقٍّ عندَ سَمـعِ الطُّغـاةِ منهـا هَديـرُ
صاحَ فيها صوتُ الضميرِ وعَـدْلٌ في الموازينِ لـو أفـاق الضميـرُ
سَيَطـالُ الخـرابُ أروق الـظُّـلْ م، ويجتـاحُ صرحَهـا التدمـيـرُ
وسيَـبـدو للتائهـيـن بــأنّ ال للهَ فـي فعـلِ مـا يشـاءُ قَديـرُ
* * *
أيُّهـا الشَّجنَـةُ الـتـي أذبَلَتْـهـا لوعـةُ الأسـرِ والفَـلا والهجيـرُ
فهي مِن زُحمةِ القُيودِ على الصـد رِ أنـيـنٌ شهيقُـهـا والزفـيـرُ
طفلـةٌ يَكمُـنُ الذُّهـولُ بِعيـنَـي هـا، فيَبـدو بِدمعِـهـا التعبـيـرُ
حَمَلَت قلبَها الكسيـرَ علـى يُـتْ مٍ، وقلـبُ اليتيـمِ قلـبٌ كَسـيـرُ
إنّهـا بُرعـمٌ ومـا آشتـدّ مِنـهـا عُودُها الغَـضُّ والفـۆادُ الغَريـرُ
فـإذا بالزمـانِ يُثـقِـل كَتْفَيـهـا بمـا قَـد يَنُـوءُ مِنـه « ثَبيـرُ »
فَهي جسمٌ يُدافِـع السَّـوطَ بالكـف ف، وعَيـنٌ بِدمعِـهـا تَستجـيـرُ
* * *
يا لَوَجْـدي وقـد مَـرَرتُ عَلَيهـا وعلى القبرِ مِـن أساهـا سُطـورُ
فَبَـدا طَيفُهـا لِعَيـنـيَّ نِـضْـواً مِن سِيـاطٍ حَـدا بِهِـنّ الغُـرورُ
قـد تَعاوَرْنَـهـا ودُرْنَ عليـهـا، وهيَ فـي وَقْعِهـا الأليـمِ تَـدورُ
وبَراها السُّرى.. ففي عُودِها النـا حـلِ وَهْـنٌ مُبَـرِّحٌ وضُـمـورُ
تسـألُ الأُمّهـاتِ: أيـن أبوهـا ؟ كيف أُغضي وهو الشفيقُ الغَيورُ ؟!
غيـرَ أنّ الغيـابَ طـال عليـهـا والعَشِـيُّ امتَـدّتْ بهـا والبُكُـورُ
وألَـحّـتْ تـرديـدَه ذاتَ يــومٍ فهو فـي عُمـق قلبهـا محفـورُ
فأتَوهـا بالـرأسِ أذبَـلَ خَــدَّي ه هجيـرٌ.. ونَـحـرُه منـحـورُ!
فَهَوتْ فوقَـه وأغفَـتْ.. كمـا أغ فـى علـى دِفْءِ أُمِّـهِ عُصفـورُ
حَضَنَت رأسَه وأسْلَمـتِ الـرُّوحَ.. وجَفّـت كمـا تَجِـفُّ الـزُّهـورُ
* * *
أيُّهـا الزائـرون فـي وُدِّ ذوي ال قُربى.. سَعَيتُم، فسَعيُكُـم مشكـورُ
ما هو القبر، بـل شعائـرُ قُـدسٍ في محاريبهـا يطـوف الشُّعـورُ
يُكتَب السعيُ في المسيـرِ إليهـا، فهـي آثـارُ فضلِـهـا مـأثـورُ
إلْثِمـوا تُربَهـا الطَّهـورَ احتسابـاً إنّ تُرْبـاً ضَـمَّ الطَّهـورَ طَهـورُ
وانظروا كيف يَزدَهي القبـرُ فيهـا والتراتيـلُ والـشَّـذى والـنـورُ
فَلَكَـم أوحَشَـتْ قبـورٌ بأهِـلـي هـا.. وشَعّـتْ بِساكِنيهـا قُبـورُ!
الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
تعليق