بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ من المهمّ جدّاً أن يتمّ التفكير في اصطناع منابر خاصة للأطفال، والذي يحدونا إلى التفكير في ذلك :1 ـ إنّ حضور الأطفال من سنّ السادسة إلى الثالثة عشر في المجالس والمواكب الحسينيّة كبير جدّاً، إمّا بمعية آبائهم أو أصدقائهم .
2 ـ إنّهم يستطيعون استيعاب مقدار غير قليل ممّا يُلقى فوق المنابر، مع أنّ المنابر التي يجلسون إليها لم تُخصّص لهم، ولا يُتكلّم فيها عادة على مستوى عقولهم وإدراكاتهم.
3 ـ إنّ إمكانية التأثير في شخصياتهم، ثقافةً وسلوكاً، هي في تلك الفترة من العمر أفضل من سائر الفترات كما يقول أمير المؤمنين (عليه السّلام): ( إنّما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما أُلقي فيها من شيء إلاّ قبلته). ويقول الإمام الصادق (عليه السّلام) لمؤمن الطاق: (عليك بالأحداث؛ فإنّهم أسرع إلى كلّ خير ).
وتعطينا كربلاء صورة واضحة عن شخصية الأحداث عندما تتأثّر بالثقافة الصحيحة، فهذا القاسم بن الحسن (غلام لم يبلغ الحلم) وقد قاتل بين يدي عمّه (عليه السّلام) ذلك القتال العظيم ونال الشهادة، وذاك أخوه عبد الله بن الحسن وهو غلام، انفلت إلى عمّه الحسين (عليه السّلام) وهو صريع على الأرض ليصدّ عنه ضربات الأعداء، حتّى قطعوا يده ثمّ قتلوه بسهم، وذاك (غلام قد قُتل أبوه)قبله، ويريد الحسين (عليه السّلام) أن يردّه إلى أُمّه فيرفض إلاّ القتال، قائلاً: (إنّ أُمّي هي التي ألبستني لامة حربي)، وهكذا.
وممّا يؤسف له عدم التوجّه إلى التخاطب المناسب مع الأطفال؛ سواء على مستوى الكتابة لهم إلاّ في القليل من الحالات، أو على مستوى الخطابة، أو حتّى مواكب العزاء. فينبغي التفكير جدّياً في أمر الخطابة للأطفال، بحيث يعدّ الخطيب ـ ويحبذ أن يكون في سنّ مقارب لهم ـ خطابته بنحو يستطيعون من خلاله الإلمام بقــــضـــية كـــربلاء، خصــــوصاً وإنّهــــا قصّة ذات حوادث كثيرة تستهوي الأطفال الـــذين يحبّون القصص أكـــــثـــر مــــن إقبــالهـم عــلى الأفـــــــــــــكــــــــار . ومـــــن خـــــلال قـــصّـــة كربـلاء يمكن تضمين الكثــــير من المعــــــانــــــــي الأخلاقية والدينية في أحداثها بحـــــيث يتأثّر الأحــداث بها .