بسم الله الرحمن الرحيم
(أشهد الله وأشهدكم أني بكم مؤمن ولكم تابع في ذات نفسي وشرائع ديني وخاتمة عملي ومنقلبي ومثواي.. أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع ونحن لكم خلف وأنصار، أشهد أنكم أنصار الله وسادة الشهداء في الدنيا والآخرة، فإنكم أنصار الله كما قال الله عز وجل: « وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا » وما ضعفتم وما استكنتم حتى لقيتم الله على سبيل الحق ونصرة كلمة الله التامة).قوله عليه السلام: «في ذات نفسي» أي أعزم وأوطن نفسي على أن أكون تابعاً لكم في الأمور المتعلقة بنفسي وفي سائر شرائع ديني وفي خاتمة عملي وفي منقلبي إلى ربي وفي مثواي في قبري وفي الجنة أو في جميع حركاتي وسكناتي. ولما لم يكن بعض هذه الأمور على بعض الوجوه باختياره وما كان باختياره لا يتأتى إلا بتوفيقه تعالى. قال: «فاسأل الله تعالى..» ..إلى آخره ويحتمل أن يكون المراد بالذات الحقيقة وتكون الفقرات متعلقة بقوله: «مؤمن» وتابــــع مــعـــاً عــلى التــــنــازع أو على الـــلــف والنشر؛ أي أو من إيماناً منبعثاً من حقيقة نفسي أي صميم قلبي، ويظهر أثره في أعمالي وفي خاتمة عملي ويكون ثابتاً معي عند الموت وفي القبر، أو إني مؤمن بكم وتابع لما اعتقدتموه وبيّنتموه في حقيقة نفسي وصانعها وأحوالها وفي شرائع ديني وفيما يجب أن يكون عليه خاتمة عملي، وفيما ذكرتموه على أن أكون تابعاً لكم في الأمور المتعلقة بنفسي من أحوال الموت والقبر والجنة.
قوله عليه السلام: فرط قال في النهاية : فيه «أنا فرطكم على الحوض» أي متقدمكم إليه، يقال: فرط يفرط، فهو فارط وفرط إذا تقدم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء، ويهيئ لهم الدلاء والأرشية.
ومنه الدعاء للطفل الميت «اللهم اجعل لنا فرطا» أي أجراً يتقدمنا.
قوله عليه السلام: «وما استكانوا» أي ما خضعوا لعدوهم.
قوله عليه السلام: «ونصرة كلمة الله» أي دين الحق، ويحتمل أن يكون المراد بها الحسين عليه السلام.