في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (91)
قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ، وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) سورة البقرة من الاية 178 الى 179.
نتعرض في هاتين الايتين الى مطالب عدة
اولا : فلسفة القصاص في الاسلام
القوانين الالهية جاءت لحفظ المجتمع الانساني من حياة الغابة ، فلو طبق القصاص بشكل صحيح في المجتمع سوف لا يشرع القاتل بل لا يفكر في القتل ولذلك قال الله الحكيم( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) فالحياة والطمأنينة في تطبيق القصاص، والموت والقتل والفوضى في عدم تطبيق قانون القصاص ، ويجب الالتفات ان القصاص في القتل العمد فقط وليس في قتل الخطأ .
ثانيا : حكم التماثل في القصاص
حكم التماثل في القصاص الذي ورد في القران( الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى) جاء من اجل ان يسد باب الفوضى العارم في المجتمع ،فقبل الاسلام كان اولياء القتيل يقتصون من الابرياء سواء من اخوان او اقارب او عشيرة الجاني والذين ليس عليهم اي ذنب او جناية ،وربما كان اولياء القتيل يقتلون اكثر من شخص بازاء المقتول لهم ،ولا شك بان القتل العشوائي يؤدي الى الفوضى والحروب الطاحنة،وهذا ما وقع فعلا بين القبائل في الجاهلية والتي اورثت الاحقاد والعداوة عقودا طويلة .ومن اجل ذلك وحتى لا تعم الفوضى ويقتل البريء بالجاني شرع الله القصاص وان يقتل القاتل العامد ولا يقتل غيره من اقاربه او اخوته،وقد جاء في نفس المعنى في حكم التماثل قوله تعالى : « النَّفْسَ بِالنَّفْسِ -» . وقوله :« فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ » . وقوله : « وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها » . وقوله : « فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ » .
وقد نرى الجاهلية اليوم تعود في بعض مناطق العراق فيقتل البريء بدل الجاني ويصبح الكثير من الافراد يعيشون القلق والاضطراب نتيجة لهذه الافعال وما ذلك الا لترك القانون الالهي ........
ثالثا : العفو من مبادي الاسلام
مع ان القتل من الجرائم الكبرى وبتعبير القران الكريم (من قتل نفسا فكانما قتل الناس جميعا )ولكن الله جعل مجالا للعفو عن هذه الجريمة الكبرى من قبل اولياء الدم على الجاني والقاتل ليعطوا الى القاتل حياة بعد ان اصبحت هذه الحياة بايديهم ،وهنا يريد الله تعالى ان يرتقي بهذا الانسان من موقع المنتقم من القاتل الى موقع العافي عن القاتل ليهب له الحياة بعد ان اخذ حياة عزيزهم البريء .وللتحول هذه الجريمة الى المصالحة بين الطرفين ولعل يحدث بعد ذلك امرا ،عن الحلبي عن الصادق (ع) قال ـ أي الحلبي ـ: «سألته عن قول اللّه عزَّ وجلّ: ] فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ[ قال: ينبغي للذي له الحقّ أن لا يُعسِرَ أخاه إذا كان قد صالحه على دية، وينبغي للذي عليه الحقّ أن لا يمطل أخاه إذا قدر على ما يعطيه ويؤدي إليه بإحسان»
رابعا : اشكالات حول تشريع القصاص
البعض من ادعياء التفكير يقولون ان الجريمة لا تعالج بجريمة اخرى وهو في قتل القاتل...؟ ،وثانيا ،ان الجاني عندما جنى فهو يعيش حالة مرضية ومواجهة ذلك بقتل المرض لا المريض ،وثالثا،فالاسلام رحيم والقصاص وعقوبة الاعدام لا تنسجم مع روح الاسلام العظيمة في العفو ..............
والجواب على ذلك اقول .................؟
ان هؤلاء ينطلقون من واقع تنظيري خيالي ومثالي وليس من واقع عملي وهو حفظ النظام والمجتمع بكل افراده فهم ينظرون الى الفرد بما هو فرد ولا ينظرون الى المجتمع كقيمة عليا يجب الحفاظ عليه من الانهيار فيما اذا لم تكن هناك عقوبات رادعة .
فاعدام القاتل له بعدان ،البعد الاول ،التنفيس عن اولياء المقتول حتى لا تتطور جريمة القتل الى قتل عشوائي بين اولياء المقتول والقاتل كما في قوله تعالى ( وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّه إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ) والبعد الاخر يمثل راداعا للاخرين عن التفكير او الشروع في جريمة القتل......؟
وكذلك فان من الخطا القول ان الاعدام والقصاص جريمة اخرى ،لان القاتل قتل شخصا بريئا وليس مجرما بخلاف القاتل فهو يعيش الاجرام والقتل لانه اقدم على هذه الجريمة مع سبق الاصرار عليها وبارادته وبفعله ........؟وكذلك من الخطأ القول ان هؤلاء انطلقوا من مرض يجب علاجه ،لان هؤلاء اقدموا على القتل بدوافع كثيرة غير المرض وهو اما الحسد او الانتقام او دوافع دينية او سياسية او غيرها.......
قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ، وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) سورة البقرة من الاية 178 الى 179.
نتعرض في هاتين الايتين الى مطالب عدة
اولا : فلسفة القصاص في الاسلام
القوانين الالهية جاءت لحفظ المجتمع الانساني من حياة الغابة ، فلو طبق القصاص بشكل صحيح في المجتمع سوف لا يشرع القاتل بل لا يفكر في القتل ولذلك قال الله الحكيم( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) فالحياة والطمأنينة في تطبيق القصاص، والموت والقتل والفوضى في عدم تطبيق قانون القصاص ، ويجب الالتفات ان القصاص في القتل العمد فقط وليس في قتل الخطأ .
ثانيا : حكم التماثل في القصاص
حكم التماثل في القصاص الذي ورد في القران( الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى) جاء من اجل ان يسد باب الفوضى العارم في المجتمع ،فقبل الاسلام كان اولياء القتيل يقتصون من الابرياء سواء من اخوان او اقارب او عشيرة الجاني والذين ليس عليهم اي ذنب او جناية ،وربما كان اولياء القتيل يقتلون اكثر من شخص بازاء المقتول لهم ،ولا شك بان القتل العشوائي يؤدي الى الفوضى والحروب الطاحنة،وهذا ما وقع فعلا بين القبائل في الجاهلية والتي اورثت الاحقاد والعداوة عقودا طويلة .ومن اجل ذلك وحتى لا تعم الفوضى ويقتل البريء بالجاني شرع الله القصاص وان يقتل القاتل العامد ولا يقتل غيره من اقاربه او اخوته،وقد جاء في نفس المعنى في حكم التماثل قوله تعالى : « النَّفْسَ بِالنَّفْسِ -» . وقوله :« فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ » . وقوله : « وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها » . وقوله : « فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ » .
وقد نرى الجاهلية اليوم تعود في بعض مناطق العراق فيقتل البريء بدل الجاني ويصبح الكثير من الافراد يعيشون القلق والاضطراب نتيجة لهذه الافعال وما ذلك الا لترك القانون الالهي ........
ثالثا : العفو من مبادي الاسلام
مع ان القتل من الجرائم الكبرى وبتعبير القران الكريم (من قتل نفسا فكانما قتل الناس جميعا )ولكن الله جعل مجالا للعفو عن هذه الجريمة الكبرى من قبل اولياء الدم على الجاني والقاتل ليعطوا الى القاتل حياة بعد ان اصبحت هذه الحياة بايديهم ،وهنا يريد الله تعالى ان يرتقي بهذا الانسان من موقع المنتقم من القاتل الى موقع العافي عن القاتل ليهب له الحياة بعد ان اخذ حياة عزيزهم البريء .وللتحول هذه الجريمة الى المصالحة بين الطرفين ولعل يحدث بعد ذلك امرا ،عن الحلبي عن الصادق (ع) قال ـ أي الحلبي ـ: «سألته عن قول اللّه عزَّ وجلّ: ] فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ[ قال: ينبغي للذي له الحقّ أن لا يُعسِرَ أخاه إذا كان قد صالحه على دية، وينبغي للذي عليه الحقّ أن لا يمطل أخاه إذا قدر على ما يعطيه ويؤدي إليه بإحسان»
رابعا : اشكالات حول تشريع القصاص
البعض من ادعياء التفكير يقولون ان الجريمة لا تعالج بجريمة اخرى وهو في قتل القاتل...؟ ،وثانيا ،ان الجاني عندما جنى فهو يعيش حالة مرضية ومواجهة ذلك بقتل المرض لا المريض ،وثالثا،فالاسلام رحيم والقصاص وعقوبة الاعدام لا تنسجم مع روح الاسلام العظيمة في العفو ..............
والجواب على ذلك اقول .................؟
ان هؤلاء ينطلقون من واقع تنظيري خيالي ومثالي وليس من واقع عملي وهو حفظ النظام والمجتمع بكل افراده فهم ينظرون الى الفرد بما هو فرد ولا ينظرون الى المجتمع كقيمة عليا يجب الحفاظ عليه من الانهيار فيما اذا لم تكن هناك عقوبات رادعة .
فاعدام القاتل له بعدان ،البعد الاول ،التنفيس عن اولياء المقتول حتى لا تتطور جريمة القتل الى قتل عشوائي بين اولياء المقتول والقاتل كما في قوله تعالى ( وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّه إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ) والبعد الاخر يمثل راداعا للاخرين عن التفكير او الشروع في جريمة القتل......؟
وكذلك فان من الخطا القول ان الاعدام والقصاص جريمة اخرى ،لان القاتل قتل شخصا بريئا وليس مجرما بخلاف القاتل فهو يعيش الاجرام والقتل لانه اقدم على هذه الجريمة مع سبق الاصرار عليها وبارادته وبفعله ........؟وكذلك من الخطأ القول ان هؤلاء انطلقوا من مرض يجب علاجه ،لان هؤلاء اقدموا على القتل بدوافع كثيرة غير المرض وهو اما الحسد او الانتقام او دوافع دينية او سياسية او غيرها.......