في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (92)
قال تعالى(كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ، فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ، فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة البقرة من الاية 180 الى 182 .
نتعرض في هذه الايات الى مطالب عدة
اولا : الحكمة وفلسفة الوصية
الاسلام في اكثر تشريعاته يركز ويؤكد على جانب الشعور بالاخرين والاهتمام بهم كي يخرج حالة الانانية من هذا الانسان العاشق لنفسه وفي كل مسيرة حياته من بدايتها وحتى نهايتها ، ومن هنا نرى القران الكريم يؤكد على الوصية في آخر حياة الانسان وانها حق على المتقين ،فالوصية اعطاء المجال والفضاء الواسع للانسان قبل رحيله من عالم الدنيا بان يتصرف في الثلث من امواله كي تكون صدقة جارية له بعد وفاته ، وكي يستفيد من امواله الكثيرة بعض الناس الذين بحاجة الى الاموال من الفقراء والمحتاجين والذين سوف يتذكرون الاثر الجميل من افعال هذا الانسان فيدعون له بالخير .
ثانيا : فضل الوصية
هناك مجموعة من روايات اهل البيت الكرام تؤكد على فضل الوصية منها
عن رسول الله صلى الله عليه وآله : "ما ينبغي لامرئ مسلم أن يبيت ليلة إلا ووصيَّته تحت رأسه"
وعنه صلى الله عليه وآله : "من مات على وصيَّة مات على سبيل وسنَّة، ومات على تقى وشهادة،ومات مغفوراً له"
وعن الإمام الصادق عليه السلام : "ما من ميت تحضره الوفاة إلا رد الله عليه من سمعه وبصره وعقله للوصيَّة، أخذ الوصيَّة أوترك، وهي الراحة التي يقال لها راحة الموت، فهي حقٌّ على كلِّ مسلم" .
ثالثا : الوصية واجبة ومستحبة
1- الوصية الواجبة ؛قال الامام الخميني رضوان الله عليه (ذا ظهرت للإنسان أمارات الموت يجب عليه إيصال ما عنده من أموال الناس من الودائع والبضائع ونحوها إلى أربابها، وكذا أداء ما عليه خالقيَّاً، كقضاء الصلوات والصيام والكفارات وغيرها، أو خلقياً إلا الديون المؤجلة، ولو لم يتمكن من الإيصال والإتيان بنفسه يجب عليه أن يوصي بإيصال ما عنده من أموال الناس إليهم، والإشهاد عليها خصوصاً إذا خفيت على الورثة، وكذا بأداء ما عليه من الحقوق الماليَّة خلقيَّاً كالديون، والضمانات، والديَّات، وأروش الجنايات، أو خالقيَّاً كالخمس والزكاة والكفارات ونحوها، بل يجب عليه أن يوصي بأن يستأجر عنه ما عليه من الواجبات البدنية مما يصح فيها الإستيناب والاستئجار، كقضاء الصلاة والصوم إن لم يكن له وليٌّ يقضيها عنه" .
2- الوصية المستحبة ؛وهي في الثلث من اموال الانسان تعطى بعد موت الميت لاعمال الخير والبر وهي فرصة ثمينة للانسان كي تبقى صدقة له جارية ولكن بشرط ان يوصي بها الانسان قبل وفاته،فان لم يوصي بها فانها تكون للورثة مع بقية الاموال.......
عن الإمام الباقر عليه السلام قال: " إنَّ الله تبارك وتعالى يقول: يا ابن آدم تطوَّلت عليك بثلاث، سترت عليك ما لو يعلم به أهلك ما واروك، وأوسعت عليك فاستقرضت منك فلم تقدم خيراً، وجعلت لك نظرة عند موتك في ثلثك فلم تقدم خيراً"
وعن الإمام الصادق عليه السلام : "ستة تلحق المؤمن بعد وفاته: ولد يستغفر له، ومصحف يخلفه، وغرس يغرسه، وبئر يحفرها، وصدقة يجريها، وسنَّة يؤخذ بها من بعده"
رابعا : لا يجوز الجور في الوصية من قبل الموصي
قد يجور الموصي فيوصي بما ليس بحق،او يظلم بعض اهل بيته واقاربه ،او يوصي بصرف الاموال في المعصية فهنا يجوز للوصي ان يصلح ما افسده الموصي .؟
عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ، عن أبيه الإمام الباقر عليه السلام قال: "من عدل في وصيِّته كان بمنزلة من تصدَّق بها في حياته، ومن جار في وصيته لقي الله عزَّ وجلَّ يوم القيامة وهو عنه معرض"
وعن الإمام الباقر عليه السلام : "قضى أمير المؤمنين عليه السلام في رجلٍ توفي وأوصى بماله كلِّه أو أكثره، فقال له: الوصيَّة تردُّ إلى المعروف ... فمن ظلم نفسه وأتى في وصيته المنكر والحيف ،فإنها تردُّ إلى المعروف، ويترك لأهل الميراث ميراثهم..."
خامسا : الاثم على الوصي اذا بدل في الوصية
اذا اوصى الموصي باشياء ولكن تبدلت الوصية من قبل الولي او غيره من الاوصياء فليس على الموصي اي ذنب وانما الذنب على الاشخاص الذين يبدلون هذه الوصية من ولي ووصي وشاهد وقد برئت منه ذمة الموصي وثبت أجره عند الله تعالى وسوف يجازي الله هؤلاء باعمالهم ان الله سميع عليم ...........
اللهم بحق الحسين اشف صدر الحسين بظهور المهدي عليه السلام .
قال تعالى(كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ، فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ، فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة البقرة من الاية 180 الى 182 .
نتعرض في هذه الايات الى مطالب عدة
اولا : الحكمة وفلسفة الوصية
الاسلام في اكثر تشريعاته يركز ويؤكد على جانب الشعور بالاخرين والاهتمام بهم كي يخرج حالة الانانية من هذا الانسان العاشق لنفسه وفي كل مسيرة حياته من بدايتها وحتى نهايتها ، ومن هنا نرى القران الكريم يؤكد على الوصية في آخر حياة الانسان وانها حق على المتقين ،فالوصية اعطاء المجال والفضاء الواسع للانسان قبل رحيله من عالم الدنيا بان يتصرف في الثلث من امواله كي تكون صدقة جارية له بعد وفاته ، وكي يستفيد من امواله الكثيرة بعض الناس الذين بحاجة الى الاموال من الفقراء والمحتاجين والذين سوف يتذكرون الاثر الجميل من افعال هذا الانسان فيدعون له بالخير .
ثانيا : فضل الوصية
هناك مجموعة من روايات اهل البيت الكرام تؤكد على فضل الوصية منها
عن رسول الله صلى الله عليه وآله : "ما ينبغي لامرئ مسلم أن يبيت ليلة إلا ووصيَّته تحت رأسه"
وعنه صلى الله عليه وآله : "من مات على وصيَّة مات على سبيل وسنَّة، ومات على تقى وشهادة،ومات مغفوراً له"
وعن الإمام الصادق عليه السلام : "ما من ميت تحضره الوفاة إلا رد الله عليه من سمعه وبصره وعقله للوصيَّة، أخذ الوصيَّة أوترك، وهي الراحة التي يقال لها راحة الموت، فهي حقٌّ على كلِّ مسلم" .
ثالثا : الوصية واجبة ومستحبة
1- الوصية الواجبة ؛قال الامام الخميني رضوان الله عليه (ذا ظهرت للإنسان أمارات الموت يجب عليه إيصال ما عنده من أموال الناس من الودائع والبضائع ونحوها إلى أربابها، وكذا أداء ما عليه خالقيَّاً، كقضاء الصلوات والصيام والكفارات وغيرها، أو خلقياً إلا الديون المؤجلة، ولو لم يتمكن من الإيصال والإتيان بنفسه يجب عليه أن يوصي بإيصال ما عنده من أموال الناس إليهم، والإشهاد عليها خصوصاً إذا خفيت على الورثة، وكذا بأداء ما عليه من الحقوق الماليَّة خلقيَّاً كالديون، والضمانات، والديَّات، وأروش الجنايات، أو خالقيَّاً كالخمس والزكاة والكفارات ونحوها، بل يجب عليه أن يوصي بأن يستأجر عنه ما عليه من الواجبات البدنية مما يصح فيها الإستيناب والاستئجار، كقضاء الصلاة والصوم إن لم يكن له وليٌّ يقضيها عنه" .
2- الوصية المستحبة ؛وهي في الثلث من اموال الانسان تعطى بعد موت الميت لاعمال الخير والبر وهي فرصة ثمينة للانسان كي تبقى صدقة له جارية ولكن بشرط ان يوصي بها الانسان قبل وفاته،فان لم يوصي بها فانها تكون للورثة مع بقية الاموال.......
عن الإمام الباقر عليه السلام قال: " إنَّ الله تبارك وتعالى يقول: يا ابن آدم تطوَّلت عليك بثلاث، سترت عليك ما لو يعلم به أهلك ما واروك، وأوسعت عليك فاستقرضت منك فلم تقدم خيراً، وجعلت لك نظرة عند موتك في ثلثك فلم تقدم خيراً"
وعن الإمام الصادق عليه السلام : "ستة تلحق المؤمن بعد وفاته: ولد يستغفر له، ومصحف يخلفه، وغرس يغرسه، وبئر يحفرها، وصدقة يجريها، وسنَّة يؤخذ بها من بعده"
رابعا : لا يجوز الجور في الوصية من قبل الموصي
قد يجور الموصي فيوصي بما ليس بحق،او يظلم بعض اهل بيته واقاربه ،او يوصي بصرف الاموال في المعصية فهنا يجوز للوصي ان يصلح ما افسده الموصي .؟
عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ، عن أبيه الإمام الباقر عليه السلام قال: "من عدل في وصيِّته كان بمنزلة من تصدَّق بها في حياته، ومن جار في وصيته لقي الله عزَّ وجلَّ يوم القيامة وهو عنه معرض"
وعن الإمام الباقر عليه السلام : "قضى أمير المؤمنين عليه السلام في رجلٍ توفي وأوصى بماله كلِّه أو أكثره، فقال له: الوصيَّة تردُّ إلى المعروف ... فمن ظلم نفسه وأتى في وصيته المنكر والحيف ،فإنها تردُّ إلى المعروف، ويترك لأهل الميراث ميراثهم..."
خامسا : الاثم على الوصي اذا بدل في الوصية
اذا اوصى الموصي باشياء ولكن تبدلت الوصية من قبل الولي او غيره من الاوصياء فليس على الموصي اي ذنب وانما الذنب على الاشخاص الذين يبدلون هذه الوصية من ولي ووصي وشاهد وقد برئت منه ذمة الموصي وثبت أجره عند الله تعالى وسوف يجازي الله هؤلاء باعمالهم ان الله سميع عليم ...........
اللهم بحق الحسين اشف صدر الحسين بظهور المهدي عليه السلام .