مـا مَرَّ ذِكْرُ المُجتبى في مَسمَعِي
إلَّا استثـارَ مِن المحاجِرِ أدمُعي
ريحانةُ الهـادي ووارثُ عِلمِهِ
ووصيُّـه بعد البطينِ الأنـزعِ
غَدَرت بـهِ زُمَرٌ وخـانت عهدَهُ
بـاعوا وَلاءَ إمامِهِم للمُدَّعي
قد كان صامَ إلى الإلهِ تقرُّباً
وأتته جعدةُ بالذُّعافِ المنقَعِ
سُمَّاً سقَتهُ فَمَزَّقت أحشـاءَهُ
وغـدا يجـودُ بكبـدهِ المُتقـطِّعِ
لكنَّــــهُ لـم يَفْرِ شمرٌ نحرَهُ
والخيلُ مـا داسَتْهُ فوقَ الأضلُعِ
لمْ يرفعوا فوق العوالي رأسه
رأساً لجسمٍ بالسيوف مبضَّعِ
إنْ أبصرِتْ بالطشتِ زينبُ كبْدَهُ
فلقد رأت رأسَ الحسينِ لدى الدَّعي
بالسـوطِ ينكتُهُ فأرخت دمعهـا
لـم يجرؤا لو أنَّ عبـاسـاً معي

الشيخ احمد الدر العاملي