إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تحوّل العبادة إلى عادة... آفة استوطنت النّفوس

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تحوّل العبادة إلى عادة... آفة استوطنت النّفوس

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك

    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

    شاعت في مجتمعاتنا أقوال وأعمال يمارسها الكثير من النّاس، معتقدين أنها من أمور العبادة، كما شاعت أمور أخرى قصّر في أدائها النّاس، معتبرين أنّها من العادات والتقاليد. ولكن الكارثة الحقيقيّة، هي أن كثيراً من العبادات قد تحوّلت إلى عادات، والأشد كارثيّةً، أنّ العادات والتقاليد الاجتماعيّة قد تحوّلت في أفهام البعض إلى عبادات.

    من هنا، رأينا الخلل يصيب الأعمال كلّها، ورأينا التكاسل يتسلّل إلى الهمم، فتتراجع الأعمال وتفقد أهميّتها وآثارها ونتائجها.

    فكيف نرجو صلاحاً ممن أدّى صلاته كعادة يوميّة، بعد أن فقد الشعور بخشوعها وآدابها ومتطلّباتها؟ وكيف نرجو من الصائم تغييراً محموداً، وهو الذي يمتنع عن الطعام والشراب، فقط لأنّه تعوّد ذلك، وليس لأنّه استشعر معاني الصّيام وعبره...

    الأمر ربما يعتقده البعض هيّناً، ولكنه في حقيقته أمر خطير، فنحن لم نبتعد عن دين الله حقيقةً، إلا حين تحوّلت عبادتنا إلى عادات، بل ونقول إنّ العبادة عند البعض، وللأسف، تحولت إلى تقاليد اجتماعيّة، ربما لم تعد بالنسبة إلى البعض تناسب العصر الحاضر.

    فما الفرق بين العادة والعبادة؟ وما خطورة أن تختلط المفاهيم في عقول المسلمين؟ وكيف نعود بكلّ شيء إلى حقيقته وأصله؟ بل ومن المسؤول عن توعية النّاس وتوجيههم بهذه الأمور؟


    * كيف نفرّق بين العادة والعبادة؟

    - العبادة أمر خالص لله تعالى، يقوم به العبد، رجلاً كان أو امرأة، تقرّباً إلى الله تعالى، فالمرأة تتحجب خوفاً من الله، وليس تقليداً أو عادةً كما تفعل بعض النساء اللواتي يتحجبن خوفاً من أزواجهن أو آبائهن أو السّلطة، فإذا سمحت الفرصة نزعنه، حتّى يظن الناظر أنها ليست المرأة التي كان بالأمس يكلّمها... فمثل هذه المرأة كان لباسها عادةً وليس عبادة. فإن هذه الأفعال ليست تديّناً، وهذه المرأة لبست حجابها شكلاً دون المضمون، ولا نريد أن نقف أمام هذه النقطة عند النّساء، بل نقول أيضاً إنّ هناك كثيراً من الرّجال نراهم في المساجد أو في المتاجر، وقد وضعوا اليافطات باسم الحاجّ فلان أو فلان، وهو عنوان يرمز إلى التدين، فإذا تعاملنا معهم، وجدنا أنّ الإسلام قد فقد، وأنّ الشّكل فقط بقي دون عقيدة ودون مضمون...

    وهنا أذكّر الأخوة والأخوات ما قاله النبيّ(ص): «ربّ أشعثٍ أغبر مدفوع الأبواب، لو أقسم على الله لأبرّه». فهذا الإنسان بمنظره البسيط، هو أقرب إلى الله من أيّ إنسان آخر كان مظهره جميلاً، فلذلك نحن نحتاج إلى الدّين الفعلي عند التاجر، وعند القائد، وعند الرّئيس، وعند العامل، فإذا وجد الدّين عند هؤلاء، كنّا من أرقى المجتمعات في الدّنيا، وإذا ضاع الدّين عند هؤلاء، صرنا أسوأ البلاد.

    ورحم الله الإمام شلتوت، عندما زار بلاد الغرب، ورأى الصّدق والأمانة والأخلاق واحترام الإنسان، وقف وقال باستغراب: "مالي أرى الإسلام ولا أرى المسلمين، وعندما عاد إلى بلاد الشّرق، ورأى واقع المسلمين، قال: مالي لا أرى المسلمين ولا أرى الإسلام".

    * من يتحمّل مسؤوليّة التوعية عند النّاس؟

    - لا بدّ من عودة صادقة إلى نهج النبيّ(ص)... فنحن اليوم جميعاً، وعلى كافّة الصّعد، نحتاج إلى العودة إلى الدّين لإحيائه بحياة المسلمين، قبل أن يكفر الآخرون بالإسلام...
    وما خطورة تحوّل العبادة إلا عادة من حيث الأداء؟

    - عندما تتحوّل العبادة إلى عادة، فإنها لا تقبل عند الله تعالى، ولا تكون صحيحة، لأن الإنسان لا يؤدي العبادة إلا قربةً لله تعالى، فإذا لم يكن عنده عقيدة صحيحة، فإنّ ذلك ييسّر للمرأة وللرّجل الخروج عن أوامر الدّين...

    دعوة لجميع المسلمين إلى العودة لله تعالى، وأن لا يقولوا قولاً لا يؤمنون به... فالعبادة يجب أن تكون قلباً وقالباً وروحاً وصورةً، وإنّ التّغيير الصّحيح، هو ما يصيب الإنسان من الدّاخل، وأن يستشعر داخلياً إرادة التّغيير، وان تكون نابعة من العبادة والمعاملة، وليس لمجرد المحافظة على تقاليد معيّنة أو عادات.



    أنّ الخشوع هو المقياس الصّادق لأداء المسلم لكلّ عباداته، ومنعها من التحوّل إلى عادة، ففي الصّلاة مثلاً، فإنّ مقياس تحوّلها إلى عادة، هو مقدار الإحساس بالخشوع واللّذّة فيها، فإن كانت الصّلاة حركات وأقوالاً مجرّدة لا تحرّك في الوجدان ساكناً، سواء بالتأخّر عنها، أو بما فيها من أقوال وأذكار، فهي إذاً عادة.

    .

    العبادة لها غايات وفوائد، فهي تعمل على صوغ الإنسان المؤمن والرّساليّ والمسؤول والملتزم، حيث يعيش جوهر الشريعة في تفاعله الصّادق والحقيقيّ مع روح الإخلاص لله تعالى في كلّ حركاته وسكناته، لا أن يعيش العبادة مجرّد طقوس جامدة وجافّة يفرغها من مضمونها، ويحرّفها عن مسارها، بحيث تتحوّل إلى مجرد عادات بالية لا قيمة لها ولا مضمون، فتفقد بذلك قدرتها على بناء الشخصيّة الإنسانيّة الواعية والمسؤولة، في تحقيق مفهوم العبادة في بناء الواقع، والعمل على تطوّره من النواحي كافة، بما يتوافق مع حدود الله تعالى وتعاليمه.


    ويبقى العمل على تسليط الضّوء على روح العبادة والتنبيه إلى مفاهيمها وغاياتها وأهميتها في حياة الأفراد والجماعات، من الأمور الهامة والضروريّة والمطلوبة من الجميع، للتّأسيس لجيل واع ومسؤول وملتزم، في ظلّ ما يتعرّض له الواقع من ضغوطات متنوّعة.





  • #2
    احسنتي النشر اختي العزيزه
    اللهم يجعل صلاتنا بنية صادقه لوجه الله تعالى
    امين رب العالمين🎉🎉🎉

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم

      الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمدوآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم

      شكراً لكم أختي العزيزة " فداء الكوثر(ام فاطمة على مروركم المبارك و لاحرمنا الله من طيب دعائكم، أسعدني حضوركم .
      نسأل الله لكم اليسر وجنة الفردوس مع محمد وآل محمد عيهم السلام
      وفقكم الله لكل خير ببركة وسداد اهل البيت عليهم السلام ..
      التعديل الأخير تم بواسطة عطر الولايه; الساعة 28-01-2017, 10:05 PM.

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X