وفوق قطعة الثلج راى جثة خروف ميت، وفجاءة رأى السائح نسراً ضخما يهبط فوق جثة الخروف وبدأ في التهامها، وبينما كان النسر ينهش في فريسته كانت قطعة الثلج تسرع نحو حافة الشلال الرهيب، ومن حين لاخر كان النسر يرفع راسه وينظر امامه فيرى انه مازالت هناك مسافة بينه وبين حافة الشلال فيعود مرة اخرى الى تناول طعامه.
كان ينتظر حتى تقترب قطعة الثلج شيئا فشيئا من الحافة، وعندما وصلت اليها نشر النسر جناحيه الكبيرين واراد ان يطير ولكنه وجد ان مخالبه قد انحشرت بين عظام الخروف والتى بدورها كانت قد انحصرت داخل طبقات الجليد، حاول النسر ان يخلص نفسه، ولكن الثلج قد اطبق تمامه على قدميه!
صرخ النسر بصوت عالى وضرب بجناحيه قطعة الثلج بشدة ولكن التيار كان اسرع منه، وسقطت قطعة الثلج من العلو الشاهق الى القاع الرهيب والنسر ممسك بها وغاص النسر معها تحت المياه، وغاب عن الانظار الى الابد!
العبرة: أننا نرى في هذه القصة الشخص البعيد عن الله، الذي لا يعمل حساب للنهاية، وينغمس في ملذات الحياة ويغرق في الذنوب، لكن فجاة تاتى النهاية، من دون علمه وبدون استئذان يأتيه الموت بغته ويظن بأنه سيعيش طويلاً ويقول في نفسه ما زال العمر أمامي، قصة نحتاجها لنعيش كل يوم.