بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ﴾، (سورة الفرقان: 77)
تفكر مع نفسك للحظة؛ ماذا لو حصلت على موعد من زعيم بلدك، وبيده صلاحيات مرتبطة ببعض الأمور المرتبطة بك، فلاريب أنك ستفكر جيداً في كيفية الإستفادة من هذه الفرصة، فأنت تعدها فرصة العمر لك، أما أنك لو حصلت على ضمانة من هذا الزعيم على أن يلبي لك دعوة واحدة فحسب، فلا ريب أن هذه فرصة الفرص.
مسكين هذا الإنسان الذي ينشغل بالأسباب ويترك مسببها، يذهب إلى عبد مملوك لا يقدر على شيء، وينسى الملك الجبار الذي بيده خزائن السماوات والأرض!
أساساً؛ الدعاء مطلوب بحد ذاته، مع قطع النظر عن الاستجابة وعدمها، يكفي أن الله قد أذن لنا في الدعاء: «اللهم أذنت لي في دعائك ومسألتك، فاسمع، يا سميع مدحتي».
المسير الى الله -تبارك وتعالى- ليس مسيراً طويلاً، ولا يحتاج الى أن تنفق المال للوصول إليه، فحتى أن لا تحتاج إلى أن تذهب الى دور العبادة ـ وإن كان هذا الأمر حسناً ـ يكفي أن تتوجه إليه بقلبك.
نقرأ في دعاء أبي حمزة الثمالي، والذي يستحب قراءته في هذه الليالي: «وأن الراحل اليك قريب المسافة».
فمهما طالت المسافة بين العبد وربه لذنوبه، فإن الذي يشد الرحال إلى الله -تعالى- يجد أنه -تعالى- قريب المسافة، وأنه قريب من عباده، ولا بد أن يأتي يوم لقائه: {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ}، (سورة الإنشقاق: 6)، كما تقول الآية الكريمة»: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}، (سورة المنافقون: 8)، أما الحجب، فهي من صنع الإنسان الذي يؤثر الظلمات على النور ويؤثر الضلال على الهدى.
وجاء في الحديث الشريف؛ أن «الدعاء مخ العبادة»، ولذا كان «الدعاء أفضل العبادة»، لأن في الدعاء الخضوع والخشوع والاستكانة.
وفي الدعاء العبودية والتسليم والاعتراف بروبية الرب وحكمته وقدرته وانه سميع عليم عزيز حكيم.
هذه الحقيقة هي التي يجب أن نعترف بها ونغرسها في انفسنا حتى لا يبق معنى للإنكار، فما أحلى أن نعترف بهذه الحقيقة برفع الأيدي، أما من يستكبر عن ذلك يكون مصيره الى جهنم وبئس المصير، يقول ربنا -عز من قائل-: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}، (سورة غافر: 60)، وقد ورد في الحديث في تفسير هذه الآية؛ «عن عبادتي أي عن دعائي».
ثم لماذا لا ندعو؟ مادام الله -تعالى- وعدنا بالإجابة وفتح أبواب الدعاء، فأينا ليست لديه حوائج؟! وأينا لا يخشى النوائب؟! وأينا لا يريد رضوان الله ورضاه؟!
نعم؛ من الشبهات التي وقعت فيها الملل المنحرفة، وبعض المذاهب الفلسفية، هي أن الأمور كلها مقدرة فما فائدة الدعاء؟ وهذه العقيدة المنحرفة هي التي تحدث عنها اليهود حين قالوا: ﴿يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ﴾، فأجابهم الله تعالى قائلا: {غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}، (سورة المائدة: 64).
الرحمن على العرش استوى، وهو فعال لما يشاء، وكل يوم في شأن وله الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين، هذه عقيدة كل مؤمن بربه، فلله ارادة في كل صغيرة وكبيرة، والى جانب هذا، الإرادة التي وهبها - تعالى- للإنسان بأن يتكلم، ويسمع، ويفكر ويتخذ مختلف المواقف، لذا فان لله إرادة في كلامي وإرادة في سمعي.
يقول ربنا سبحانه لداود: «أطلب منّي حتى ملح طعامك، وعلف دابتك، هذا في أدنى الأمور التي يتصورها الإنسان وفي قبالها يقول الحديث الشريف: «إن لله درجات لن تنال الى بمسألته»، فمن لا يطلب من الله شيء، ما قدر الله حق قدره، ولم يفهم الحياة.
من هنا جاءت البشارة لنا من نبينا الأكرم، صلى الله عليه وآله، في خطبته عند آخر جمعة : «ودعاؤكم فيه مستجابا».
يقول أحدهم: كنت أريد الذهاب بسيارتي إلى البقال، وكان قريباً من داري، فقلت: المكان قريب لا يحتاج أن البس حزام الامان وفكرت مع نفسي؛ أن المكان قريب فلماذا أدعو؟ لكني بمجرد أن خرجت من داري واذا بشرطي المرور يوقفني وكتب لي غرامة قدرها 300 دولار!.
«إن الدعاء يردّ ما قُدّر وما لم يُقدر» كما في الحديث الشريف فعلينا أن نتوجه الى الله - تعالى - بالدعاء.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ﴾، (سورة الفرقان: 77)
تفكر مع نفسك للحظة؛ ماذا لو حصلت على موعد من زعيم بلدك، وبيده صلاحيات مرتبطة ببعض الأمور المرتبطة بك، فلاريب أنك ستفكر جيداً في كيفية الإستفادة من هذه الفرصة، فأنت تعدها فرصة العمر لك، أما أنك لو حصلت على ضمانة من هذا الزعيم على أن يلبي لك دعوة واحدة فحسب، فلا ريب أن هذه فرصة الفرص.
مسكين هذا الإنسان الذي ينشغل بالأسباب ويترك مسببها، يذهب إلى عبد مملوك لا يقدر على شيء، وينسى الملك الجبار الذي بيده خزائن السماوات والأرض!
أساساً؛ الدعاء مطلوب بحد ذاته، مع قطع النظر عن الاستجابة وعدمها، يكفي أن الله قد أذن لنا في الدعاء: «اللهم أذنت لي في دعائك ومسألتك، فاسمع، يا سميع مدحتي».
المسير الى الله -تبارك وتعالى- ليس مسيراً طويلاً، ولا يحتاج الى أن تنفق المال للوصول إليه، فحتى أن لا تحتاج إلى أن تذهب الى دور العبادة ـ وإن كان هذا الأمر حسناً ـ يكفي أن تتوجه إليه بقلبك.
نقرأ في دعاء أبي حمزة الثمالي، والذي يستحب قراءته في هذه الليالي: «وأن الراحل اليك قريب المسافة».
فمهما طالت المسافة بين العبد وربه لذنوبه، فإن الذي يشد الرحال إلى الله -تعالى- يجد أنه -تعالى- قريب المسافة، وأنه قريب من عباده، ولا بد أن يأتي يوم لقائه: {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ}، (سورة الإنشقاق: 6)، كما تقول الآية الكريمة»: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}، (سورة المنافقون: 8)، أما الحجب، فهي من صنع الإنسان الذي يؤثر الظلمات على النور ويؤثر الضلال على الهدى.
وجاء في الحديث الشريف؛ أن «الدعاء مخ العبادة»، ولذا كان «الدعاء أفضل العبادة»، لأن في الدعاء الخضوع والخشوع والاستكانة.
وفي الدعاء العبودية والتسليم والاعتراف بروبية الرب وحكمته وقدرته وانه سميع عليم عزيز حكيم.
هذه الحقيقة هي التي يجب أن نعترف بها ونغرسها في انفسنا حتى لا يبق معنى للإنكار، فما أحلى أن نعترف بهذه الحقيقة برفع الأيدي، أما من يستكبر عن ذلك يكون مصيره الى جهنم وبئس المصير، يقول ربنا -عز من قائل-: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}، (سورة غافر: 60)، وقد ورد في الحديث في تفسير هذه الآية؛ «عن عبادتي أي عن دعائي».
ثم لماذا لا ندعو؟ مادام الله -تعالى- وعدنا بالإجابة وفتح أبواب الدعاء، فأينا ليست لديه حوائج؟! وأينا لا يخشى النوائب؟! وأينا لا يريد رضوان الله ورضاه؟!
نعم؛ من الشبهات التي وقعت فيها الملل المنحرفة، وبعض المذاهب الفلسفية، هي أن الأمور كلها مقدرة فما فائدة الدعاء؟ وهذه العقيدة المنحرفة هي التي تحدث عنها اليهود حين قالوا: ﴿يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ﴾، فأجابهم الله تعالى قائلا: {غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}، (سورة المائدة: 64).
الرحمن على العرش استوى، وهو فعال لما يشاء، وكل يوم في شأن وله الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين، هذه عقيدة كل مؤمن بربه، فلله ارادة في كل صغيرة وكبيرة، والى جانب هذا، الإرادة التي وهبها - تعالى- للإنسان بأن يتكلم، ويسمع، ويفكر ويتخذ مختلف المواقف، لذا فان لله إرادة في كلامي وإرادة في سمعي.
يقول ربنا سبحانه لداود: «أطلب منّي حتى ملح طعامك، وعلف دابتك، هذا في أدنى الأمور التي يتصورها الإنسان وفي قبالها يقول الحديث الشريف: «إن لله درجات لن تنال الى بمسألته»، فمن لا يطلب من الله شيء، ما قدر الله حق قدره، ولم يفهم الحياة.
من هنا جاءت البشارة لنا من نبينا الأكرم، صلى الله عليه وآله، في خطبته عند آخر جمعة : «ودعاؤكم فيه مستجابا».
يقول أحدهم: كنت أريد الذهاب بسيارتي إلى البقال، وكان قريباً من داري، فقلت: المكان قريب لا يحتاج أن البس حزام الامان وفكرت مع نفسي؛ أن المكان قريب فلماذا أدعو؟ لكني بمجرد أن خرجت من داري واذا بشرطي المرور يوقفني وكتب لي غرامة قدرها 300 دولار!.
«إن الدعاء يردّ ما قُدّر وما لم يُقدر» كما في الحديث الشريف فعلينا أن نتوجه الى الله - تعالى - بالدعاء.
تعليق