إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصبر على‏ فقدان الأحبّة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصبر على‏ فقدان الأحبّة



    بسم الله الرحمن الرحيم
    إن هذا القسم من الصبر، اشدُّ من الصبر على‏ الجراح و السيوف و الأسرع في اضعاف العزيمة، و لكنّ الحسين الذي يعدل صبره وثباته صبر الجبال الرواسي، صبر على‏ تلك المصائب المفجعة من مصرع الاولاد و الاخوة و الاحبَّة وهم خير الأهل و خير الصُحب الذين كانوا يتلظون عطشاً امام عيني الحسين عليه السلام، لكنه صبر. صَبَر الحسينُ صبراً لم يشهد عالم الخلقة الإنسانية نظيراً له، صبر عندما رُميَ طفلُه الرضيع في حجره بسهم حقود مسموم، وصبر عندما ضرب ابنُ اخٍ له لم يتجاوز العاشرة من عمره، جاء مدافعاً عن عمه الحسين عليه السلام فضربه لئيم من اللئام بضربة اتقاها الغلام بيده فقطعت يدُه و هو في حجر عمّه الذي كان ملقى‏ على‏ الرمضاء، وحيداً لا ناصر له ولا معيناً، و صبر الحســين علــــــيه الســـــلام
    عــــــــــــــنـــــــدمـــــــــــا رأى‏
    طفلًا له فرَّ من الخيمة
    طلباً لجرعةٍ من الماء يطفئ بها
    لهيب قلبه الذي اضرَّ به العطش
    فــــاذهـــلـــــه عــــــن مـــــــــخــــــاطــــــر
    تلك الساعة، فضربه القوم بعامود
    خيمة لا يتحملها كبار الرجال، فقضى‏ الغلام عطشاناً مظلوماً. و صبر الحسين عليه السلام و أمر ابن اخيه الصغير الذي قطعت يده في المعركة و بقيت معلقة بجلدة عضده، أمره بالصبر كما يأمرُ الفرسانَ بذلك، و قال:
    «يا إبْنَ أخي إصبِرْ على‏ ما نَزَلَ بك، و إحتسب في ذلك الخَير.»
    و صبر الحسين عليه السلام و هو يرى‏ بوادر أسرِ بناته و اخواته و نسائه و هنَّ عقائل النبوة و مخدرات الامامة، و كان وقْع ذلك على‏ قلبه، أكبر من وقع السيوف و الرماح، لكنه صَبَر و أوصاهم بالصبر و الوقار و التحمل و بشَّرهم برحمة اللَّه و لطفه و حمايته لهم، فقال:
    «و رَحمَةُ اللّهِ لا تُفارقُكُم في الدنيا والآخرة.»
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X