أكّدَتْ المَرجَعيَّةُ الدِينيّةُ العُليَا فِي النَجَفِ الأشرَفِ ,اليَومَ , الجُمْعَةَ , الثَالثِ والعِشرين مِنْ رَبيعٍ الأوّلِ ,1438 هِجري,
المُوافقَ ,لِ, الثَالثِ والعِشرين مِنْ كانونِ الأوّلِ ,2016م ,وعلى لِسَانِ , وَكيلِها الشَرعي ,
السيّد أحمَد الصَافِي خَطيبِ , وإمَامِ الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :
عَلَى أنَّ هَؤلاءِ الإخوَةَ المُجَاهِدين الأبطَالَ و الأعِزّاءَ والنُجَبَاءَ ,يَتَمَتّعونَ بِالحِسّ الوَطَنِي الحَقيقِي ,
فَهُم أعزتُنَا وشَرَفُنَا وبَقَائُنَا , والتِيجَانُ التَي نَفتَخرُ بِهَا , وهُم إكلِيلٌ يُطوّقُ أرضَ العرَاق.
... نَعرِضُ عَليكم بَعضَ الآيَاتِ القُرآنِيّةِ, والتي إذا تَأمَلنَا فِيهَا فَسَنَجِدُ الطَريقَ والمَنهَجَ فِي كَشْفِ مَا يَدّعِيه البَعضُ سَواءٌ
في جَانِبٍ إيجَابي أو آخَرٍ سَلبِي ,
والإنسَانُ كَثيرَاً مَا يَدّعِي و يَقولُ ويَنسِبُ لِنَفسِه أشيَاءَ كَثيرَةً , وإذا مُحِصَ بِالبَلاءِ , أو إذا أرَادَ أنْ نُصَدّقَ هَذه الأفعالَ
مَع الوَاقِعِ فَسَيَكونَ له وَضْعَاً آخراً.
والتَاريخُ أيضاً يَذْكِرُ لَنَا أنَّ هُنَاكَ حَالاتٍ كَثيرةً ,ولم يكن الذي استفَادَ مِنهَا ,قَد كان له دَورَاً حقيقياً وفاعلاً ,
بقدر ما يَكسِبُ مَوقِفَاً في النتيجةِ دون أنْ يَبذِلَ جُهدَاً .
فَقَضيّةُ الحَربِ , وكيف تَكونُ هُناك جِهَةٌ عَمَلُها أنْ تُثبّطَ , وفي المُقابِلِ تَكون هُناك جِهَةٌ عَلَى بَصيرَةٍ مِن أمرِهَا ,
ولا تَتَأثرُ بهذا التَثبيطِ.
وهو قَد يَكونُ عَلى نَحو كَذبٍ أو افترَاءٍ أو إشَاعَاتٍ مُغرِضَةٍ ,أو بَذلِ مَالٍ مِن أجلِ أنْ يَنتَصِرَ البَاطِلُ , وأمثَالُ ذَلكَ.
وهَذِه الأشيَاءُ لَهَا مَصادِيقُها الوَاسِعَةُ , وفي المُقَابِلِ يَكونُ الذين عَلى بَصيرَةٍ مِن أمرِهِم واعينَ ومُدرِكينَ ومًلتَفِتينَ إلَى وَظيِفَتِهم ,
بِشَكلٍ جَيّدٍ.
وفي سورةِ آلِ عُمرانِ , فِي الآيَاتِ ,175,174,173, قَد عَرَضَ القُرآنُ الكريمُ , لِهَذهِ الحَالاتِ ,مِن الاقتِتَالِ والمَشَاكِلِ ,
فَهُنَاكَ مَن يَطلبُ العَافِيَةَ , وهُناكَ مَن يُشَكّكُ , وهناك مَن يَضَعَ العِصَّي فِي العَجَلَةِ.
وهَذه الحَالاتُ مُستَمِرةٌ , مِنذُ الأمسِ , واليومِ وغَدَاً ,
قَالَ تَعَالَى:
((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)
فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175))), آل عمران.
إنَّ هَذه الآيَاتَ تَتَضَمّنُ صِوَرَاً عَلَى مَرّ التاريخِ ,مِنهَا أنَّ هُنَاك أنَاسَاً جُبناءَ , والجَبَانُ لا يَقولُ أنَا جَبَانٌ , بل يَنسِبُ لنَِفسِه
مَا هو غَير وَاقعٍ ,ويَتمَتّعُ بالرَذيلَةِ , وهي الجُبنُ , والجُبنُ غَير الخَوفِ , إذ أنَّ الخَوفَ ليس رَذيلةً و مَنقَصَةً ,
بل هو غريزةٌ كالجوعِ والعَطشِ, ومَا يُقابلُ الجُبنَ هي الشَجاعةُ والتي هي فَضيلةٌ ,
والقُرآنُ الكَريمُ قد كَشفَ عَن هؤلاءِ الجُبناءِ الذين يُضَعّفونَ هِمّةَ المُجَاهِدِينَ والمُقَاتِلينَ ويَخذلونهم
ويُمارسونَ الأسَاليبَ في سَبيلِ مَنعِهم مِن القِتَالِ.
و يُخَوّفَونَ المُجَاهِدينَ والمُقاتلينَ والمُؤمنينَ بِأنَّ العَدوَّ قد جَمَعَ لَكُم مِن القُوّةِ والتِرسَانةِ والتسليحِ , وجَاءَ بالخُبرَاءِ والمُقاتلين الأشداءِ
,فَاخشوهم وخَافوهم , أو اخرجوا واهربوا مِنهم.
وهَؤلاءِ الجُبناءُ هُم المُنافقون وقد يَكونون أشدّ ضَرَرَاً عَلَى المُؤمنين مِن العَدوِّ.
لأنَّهم يَأتون بِعنوانِ النَصيحَةِ ,والأمرُ ليسَ كَذلِكَ .
وإنّمَا هذا الجَبانُ يَتَصوّرُ النَاسَ كُلّهم جُبنَاءَ ,كَمَا عَبرَ القُرآنُ الكَريمُ عنهم ,
((كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ))(4)المنافقون.
وهم يَحسبون كُلَّ صَيحَةٍ عَليهم , ولكن القُرآنَ الكَريمَ قَد عَكسَ الصُورَةَ المُشرِقَةَ للأبطالِ مِن المُجاهدين والمُقاتلين المُؤمنين ,
فَقَالَ:
((فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ))
فَهؤلاءِ الأبطَالُ المُؤمنون لم يَخفهم هذا التثبيطَ والتخويفَ , بل َزادَهُم إيمانَاً , وهم يَعلمون أنّهم عَلى الحَقّ ,
وقد تَقووا وثَبَتّوا أنفسَهم ,وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ , إنَّ اللهَ مَعنَا وليَجمَعَ هَؤلاءِ مَا جَمعَوا , فلم تَخفهم هذه الدَعَايَاتُ ,
, نَحنُ لم نَأتِ وَحدَنَا , وإنَّ ظَهرَ المُؤمنين غير مَكشوفٍ ,
لأنّ اللهَ مَعَنا , نَتَوَكّلُ عليه وهو وكيلنا , وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .
ونَحنُ عندما قَاتلنا , قاتلنا مِن أجلِ الدينِ والمُقدسَاتِ , والأعرَاضِ ,والوَطنِ , وفي هذه الحَالِ لم نكن لوحدِنَا ,
بل كانَ اللهُ مَعنا , تَبَارَك وتعَالى.
ونَتَذكّرُ الصِورَ ألآن وهذه المُشاهَداتُ الحِسيّةُ , التي نَعيشها اليَومَ مع أبطالنَِا مِن الشَبابِ والشيوخِ والعوائلِ ,
والتي تَدفعُ بأبنائها كُلمَا استشعَرَتْ بالخَطَرِ.
وهؤلاءِ الإخوةُ المُجاهدون الغَيارى , يُصَدّقونَ هذه الآيَاتِ القرآنيةَ عمََليّاً وحِسِيّاً .
ونَحنُ ألآن نَسمَعُ أنَّ الأعداءَ لَهم إمكانياتٌ هَائِلةٌ إعلاميّاً وتَسليحيّاً , ولم نَهتم بهذا , فعِندنا الطاقاتُ الشَبابيةُ القَويةُ ,
ومِن بابِ حَقّ هَؤلاءِ علينا , نُؤكدُ لهم أننا مَعهم بِكُلِّ مَا نَملكُ مَعنوياً ومَاديّاً ,وإعلاميّاً وتَسليحيّاً ,ونَتَحسسُ بِمُعانَاتِهم ,.
وأشرِكُوهُم فِي أيّ عَمَلٍ تَعمَلوه في الثوابِ لهم , سَواءٌ في الصِحفِ الالكترونية , أو بكلّ مَا هو مُمكنٌ ,
وخاصة في مَسَألَةِ الطبِابَةِ في سَاحَاتِ القِتَالِ , فيَنبغي تأمينُ المُستلزماتِ الطبيةَ ,الواجبَ تَوفرها لإسعافِ الجَرحى , الأعزاء,.
وإنَّ هَؤلاءِ الإخوةَ الأبطالَ هم اسطورَةٌ , ولم نَرى أو نَسمع بقوةٍ وشَجاعَةٍ وبسالةٍ بِمثلِ مَا يَمتلِكَه هَؤلاءِ الأبطال
, وقد نُقِلَ إلينا ذلك ولا مُبالَغَةَ فيه.
فَمِنهم مَن هو بعمرِ السَادسة عَشَر , الشَبابُ الذي لم يَعرف شيئاً مِن هذه الدنيا , يأتي ويَرتقي الدَبابةَ ويَفتحُ غطائها
ليَقتُلَ من فيها.
أليسَ مِن حَقّهم علينا , هؤلاءِ الذين يُقاتلون وهُم قد استوعبوا الفَتوى وحَدّدوا مَصيرهم ونِعمَ المَصيرُ.
أنْ نَدعمهم ونقفَ مَعهم ولكن المُشكِلَةَ في الذي لم يَفهَم بعد , و لَن يَفهَم .
وقَال تَعَالى عَن المُؤمنين الوَاعين وعَلى بَصيرةٍ مِن أمرِهم ,
((فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ))(174)
وهَذا مِن عَظيمِ البَيانِ القُرآني مع أنَّ هَؤلاءِ الأخوةَ المُقاتلين يَتَألمونَ , ولكن إيمانهم باللهِ تَعَالى
هو الذي دَفعهم للثباتِ , وقد وَعدَهم اللهُ بِفضلٍ عَظيمٍ , والتنكيرُ هنا في فَضلٍ عَظيمٍ لِلتَكثيرِ والسِعَةِ .
فَلا تَخافوا هَؤلاءِ المُثَبّطين :
((إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)))
______________________________________
تَدْوينُ – مُرتَضَى عَلي الحِليّ –
_______________________________________
الجُمعَةُ – الثَالثُ والعِشرون مِن رَبيعٍ الأوّلِ - 1438, هجري .
الثَالثُ والعِشرون مِن كانونٍ الأوّلِ - 2016 م .
_______________________________________
المُوافقَ ,لِ, الثَالثِ والعِشرين مِنْ كانونِ الأوّلِ ,2016م ,وعلى لِسَانِ , وَكيلِها الشَرعي ,
السيّد أحمَد الصَافِي خَطيبِ , وإمَامِ الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :
عَلَى أنَّ هَؤلاءِ الإخوَةَ المُجَاهِدين الأبطَالَ و الأعِزّاءَ والنُجَبَاءَ ,يَتَمَتّعونَ بِالحِسّ الوَطَنِي الحَقيقِي ,
فَهُم أعزتُنَا وشَرَفُنَا وبَقَائُنَا , والتِيجَانُ التَي نَفتَخرُ بِهَا , وهُم إكلِيلٌ يُطوّقُ أرضَ العرَاق.
... نَعرِضُ عَليكم بَعضَ الآيَاتِ القُرآنِيّةِ, والتي إذا تَأمَلنَا فِيهَا فَسَنَجِدُ الطَريقَ والمَنهَجَ فِي كَشْفِ مَا يَدّعِيه البَعضُ سَواءٌ
في جَانِبٍ إيجَابي أو آخَرٍ سَلبِي ,
والإنسَانُ كَثيرَاً مَا يَدّعِي و يَقولُ ويَنسِبُ لِنَفسِه أشيَاءَ كَثيرَةً , وإذا مُحِصَ بِالبَلاءِ , أو إذا أرَادَ أنْ نُصَدّقَ هَذه الأفعالَ
مَع الوَاقِعِ فَسَيَكونَ له وَضْعَاً آخراً.
والتَاريخُ أيضاً يَذْكِرُ لَنَا أنَّ هُنَاكَ حَالاتٍ كَثيرةً ,ولم يكن الذي استفَادَ مِنهَا ,قَد كان له دَورَاً حقيقياً وفاعلاً ,
بقدر ما يَكسِبُ مَوقِفَاً في النتيجةِ دون أنْ يَبذِلَ جُهدَاً .
فَقَضيّةُ الحَربِ , وكيف تَكونُ هُناك جِهَةٌ عَمَلُها أنْ تُثبّطَ , وفي المُقابِلِ تَكون هُناك جِهَةٌ عَلَى بَصيرَةٍ مِن أمرِهَا ,
ولا تَتَأثرُ بهذا التَثبيطِ.
وهو قَد يَكونُ عَلى نَحو كَذبٍ أو افترَاءٍ أو إشَاعَاتٍ مُغرِضَةٍ ,أو بَذلِ مَالٍ مِن أجلِ أنْ يَنتَصِرَ البَاطِلُ , وأمثَالُ ذَلكَ.
وهَذِه الأشيَاءُ لَهَا مَصادِيقُها الوَاسِعَةُ , وفي المُقَابِلِ يَكونُ الذين عَلى بَصيرَةٍ مِن أمرِهِم واعينَ ومُدرِكينَ ومًلتَفِتينَ إلَى وَظيِفَتِهم ,
بِشَكلٍ جَيّدٍ.
وفي سورةِ آلِ عُمرانِ , فِي الآيَاتِ ,175,174,173, قَد عَرَضَ القُرآنُ الكريمُ , لِهَذهِ الحَالاتِ ,مِن الاقتِتَالِ والمَشَاكِلِ ,
فَهُنَاكَ مَن يَطلبُ العَافِيَةَ , وهُناكَ مَن يُشَكّكُ , وهناك مَن يَضَعَ العِصَّي فِي العَجَلَةِ.
وهَذه الحَالاتُ مُستَمِرةٌ , مِنذُ الأمسِ , واليومِ وغَدَاً ,
قَالَ تَعَالَى:
((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)
فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175))), آل عمران.
إنَّ هَذه الآيَاتَ تَتَضَمّنُ صِوَرَاً عَلَى مَرّ التاريخِ ,مِنهَا أنَّ هُنَاك أنَاسَاً جُبناءَ , والجَبَانُ لا يَقولُ أنَا جَبَانٌ , بل يَنسِبُ لنَِفسِه
مَا هو غَير وَاقعٍ ,ويَتمَتّعُ بالرَذيلَةِ , وهي الجُبنُ , والجُبنُ غَير الخَوفِ , إذ أنَّ الخَوفَ ليس رَذيلةً و مَنقَصَةً ,
بل هو غريزةٌ كالجوعِ والعَطشِ, ومَا يُقابلُ الجُبنَ هي الشَجاعةُ والتي هي فَضيلةٌ ,
والقُرآنُ الكَريمُ قد كَشفَ عَن هؤلاءِ الجُبناءِ الذين يُضَعّفونَ هِمّةَ المُجَاهِدِينَ والمُقَاتِلينَ ويَخذلونهم
ويُمارسونَ الأسَاليبَ في سَبيلِ مَنعِهم مِن القِتَالِ.
و يُخَوّفَونَ المُجَاهِدينَ والمُقاتلينَ والمُؤمنينَ بِأنَّ العَدوَّ قد جَمَعَ لَكُم مِن القُوّةِ والتِرسَانةِ والتسليحِ , وجَاءَ بالخُبرَاءِ والمُقاتلين الأشداءِ
,فَاخشوهم وخَافوهم , أو اخرجوا واهربوا مِنهم.
وهَؤلاءِ الجُبناءُ هُم المُنافقون وقد يَكونون أشدّ ضَرَرَاً عَلَى المُؤمنين مِن العَدوِّ.
لأنَّهم يَأتون بِعنوانِ النَصيحَةِ ,والأمرُ ليسَ كَذلِكَ .
وإنّمَا هذا الجَبانُ يَتَصوّرُ النَاسَ كُلّهم جُبنَاءَ ,كَمَا عَبرَ القُرآنُ الكَريمُ عنهم ,
((كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ))(4)المنافقون.
وهم يَحسبون كُلَّ صَيحَةٍ عَليهم , ولكن القُرآنَ الكَريمَ قَد عَكسَ الصُورَةَ المُشرِقَةَ للأبطالِ مِن المُجاهدين والمُقاتلين المُؤمنين ,
فَقَالَ:
((فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ))
فَهؤلاءِ الأبطَالُ المُؤمنون لم يَخفهم هذا التثبيطَ والتخويفَ , بل َزادَهُم إيمانَاً , وهم يَعلمون أنّهم عَلى الحَقّ ,
وقد تَقووا وثَبَتّوا أنفسَهم ,وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ , إنَّ اللهَ مَعنَا وليَجمَعَ هَؤلاءِ مَا جَمعَوا , فلم تَخفهم هذه الدَعَايَاتُ ,
, نَحنُ لم نَأتِ وَحدَنَا , وإنَّ ظَهرَ المُؤمنين غير مَكشوفٍ ,
لأنّ اللهَ مَعَنا , نَتَوَكّلُ عليه وهو وكيلنا , وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .
ونَحنُ عندما قَاتلنا , قاتلنا مِن أجلِ الدينِ والمُقدسَاتِ , والأعرَاضِ ,والوَطنِ , وفي هذه الحَالِ لم نكن لوحدِنَا ,
بل كانَ اللهُ مَعنا , تَبَارَك وتعَالى.
ونَتَذكّرُ الصِورَ ألآن وهذه المُشاهَداتُ الحِسيّةُ , التي نَعيشها اليَومَ مع أبطالنَِا مِن الشَبابِ والشيوخِ والعوائلِ ,
والتي تَدفعُ بأبنائها كُلمَا استشعَرَتْ بالخَطَرِ.
وهؤلاءِ الإخوةُ المُجاهدون الغَيارى , يُصَدّقونَ هذه الآيَاتِ القرآنيةَ عمََليّاً وحِسِيّاً .
ونَحنُ ألآن نَسمَعُ أنَّ الأعداءَ لَهم إمكانياتٌ هَائِلةٌ إعلاميّاً وتَسليحيّاً , ولم نَهتم بهذا , فعِندنا الطاقاتُ الشَبابيةُ القَويةُ ,
ومِن بابِ حَقّ هَؤلاءِ علينا , نُؤكدُ لهم أننا مَعهم بِكُلِّ مَا نَملكُ مَعنوياً ومَاديّاً ,وإعلاميّاً وتَسليحيّاً ,ونَتَحسسُ بِمُعانَاتِهم ,.
وأشرِكُوهُم فِي أيّ عَمَلٍ تَعمَلوه في الثوابِ لهم , سَواءٌ في الصِحفِ الالكترونية , أو بكلّ مَا هو مُمكنٌ ,
وخاصة في مَسَألَةِ الطبِابَةِ في سَاحَاتِ القِتَالِ , فيَنبغي تأمينُ المُستلزماتِ الطبيةَ ,الواجبَ تَوفرها لإسعافِ الجَرحى , الأعزاء,.
وإنَّ هَؤلاءِ الإخوةَ الأبطالَ هم اسطورَةٌ , ولم نَرى أو نَسمع بقوةٍ وشَجاعَةٍ وبسالةٍ بِمثلِ مَا يَمتلِكَه هَؤلاءِ الأبطال
, وقد نُقِلَ إلينا ذلك ولا مُبالَغَةَ فيه.
فَمِنهم مَن هو بعمرِ السَادسة عَشَر , الشَبابُ الذي لم يَعرف شيئاً مِن هذه الدنيا , يأتي ويَرتقي الدَبابةَ ويَفتحُ غطائها
ليَقتُلَ من فيها.
أليسَ مِن حَقّهم علينا , هؤلاءِ الذين يُقاتلون وهُم قد استوعبوا الفَتوى وحَدّدوا مَصيرهم ونِعمَ المَصيرُ.
أنْ نَدعمهم ونقفَ مَعهم ولكن المُشكِلَةَ في الذي لم يَفهَم بعد , و لَن يَفهَم .
وقَال تَعَالى عَن المُؤمنين الوَاعين وعَلى بَصيرةٍ مِن أمرِهم ,
((فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ))(174)
وهَذا مِن عَظيمِ البَيانِ القُرآني مع أنَّ هَؤلاءِ الأخوةَ المُقاتلين يَتَألمونَ , ولكن إيمانهم باللهِ تَعَالى
هو الذي دَفعهم للثباتِ , وقد وَعدَهم اللهُ بِفضلٍ عَظيمٍ , والتنكيرُ هنا في فَضلٍ عَظيمٍ لِلتَكثيرِ والسِعَةِ .
فَلا تَخافوا هَؤلاءِ المُثَبّطين :
((إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)))
______________________________________
تَدْوينُ – مُرتَضَى عَلي الحِليّ –
_______________________________________
الجُمعَةُ – الثَالثُ والعِشرون مِن رَبيعٍ الأوّلِ - 1438, هجري .
الثَالثُ والعِشرون مِن كانونٍ الأوّلِ - 2016 م .
_______________________________________