قصة متشيع نقلتها لكم كما وصلت لي في البريد
أنا كافر عند أهلي لأني تشيعت
بسم الله و الصلاة والسلام على رسول الله و على آله الطاهرين المعصومين و اللعنة على عدائهم أبد الآبدين..
بسم الله و الصلاة والسلام على رسول الله و على آله الطاهرين المعصومين و اللعنة على عدائهم أبد الآبدين..
بماذا أبدأ و من كيف لي أن أعبر و القلب يعتصر حزناً على هذا الامتحان العسير ... سأحاول أن أسرد لكم قصتي باختصار و أوصل لكم صوت مظلوم من شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ..
منذ فتحت عيني على الحياة وكلي شغف و فضول بمعرفة كل ما غاب عني وكأني أريد معرفة كل شيء خصوصاً كل ممنوع ومخالف لرأي الغالبية ... و كأني السمكة التي دائماً تسبح عكس التيار ..
و كنت منذ صغري ( مواليد 1988) مولعاً بالقراءة و اقتناء الكتب .. فكان أغلب مصروفي يذهب عليها .. ربما تستغرب على عكس الذين هم في عمري و عكس ميولهم و اهتماماتهم التي يحبون أن يقضونها في الذهاب إلى المراكز التجارية مع أصدقائهم أو الذهاب إلى السينما أو اقتناء الهواتف المحمولة واللعب .. الخ .. حيث ينفر أغلبهم من شيء أسمه كتاب ويعتبرونه مضيعة للوقت ومضجراً .. وقد كنت على عكسهم فكانت راحتي في خلوتي وصديقي الأقرب هو الكتاب .. و قد لاحظت أن لدي شبه إدمان حقيقة في اقتنائها ولا يزال لدي هذا الإدمان .. فتجدني أشتري عشرات الكتب و المجلدات فيسألوني لماذا تشتري كل هذه الكتب ، فأجيب : أني لا أريد أن يمر علي يوم و لا أقرأ فيه شيئاً جديداً علي ..
و كانت نتيجة هذه الهواية ـ التي تكاد أن تكون شبه هوية ! ـ و محصلتها ثقافة كبيرة جداً أن يستوعبها من هو في سني .. فلم أعش طفولتي مثل غيري و على شاكلة المثل .. كبرت قبل وقتي .. و تمردت على سني و ظروفي و بيئتي التي حقيقتاً لم تشجعني إطلاقاً إن لم تكن محبطة من معنوياتي في أغلب الأحيان ..ومن العلوم التي كنت مولعاً و عاشقاً لها هو العلم والتاريخ و العلوم الدينية و الروحانية بشكل عام ..
وكأي شخص يترعرع في دولة الإمارات الحبيبة .. وخصوصاً مدينة الشارقة .. فقد نشأت في بيئة بمدارسها و مساجدها و إعلامها و رجال دينها بتأثير الوهابية الطاغي على أغلب المؤسسات و التوجه العام.. فنشأت و أنا أقدس شخصيات هذا الفكر من ابن تيمية و ابن القيم وابن عثيمين وعبد الله بن باز .. الخ
وأسمع في خطب الجمعة قال ابن القيم و ابن تيمية و فلان وفلان أكثر مما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .. وعلى هذا وكما تتوقع فقد توجهت ثقافتي في هذا المنحى .. فكنت ممن يعتقدون بمعتقدهم ويسيرون على نهجهم .. لدرجة أني ألفت مقالات و بحوث كثيرة في مثالب الشيعة(والعياذ بالله ) بل و وصلت إلى مرحلة شديدة من التعصب فكنت أكفر أئمتهم دون عامتهم 'أستغفرك ربي وأتوب إليك'
لقد قرأت في المقدمة عن فضولي و حبي للمعرفة .. فهذا ما دفعني إلى قراءة الفكر المقابل للوهابية وهو فكر أهل السنة والجماعة والصوفية.. و بعدما تعمقت أكثر في مذهب أهل السنة بعد إنهاك نفسي في القراءة والحوار والسؤال تبين لي زيف هذا المذهب ( الخارجي ) وبطلانه وضلاله.. و هكذا فقد انتقلت من مذهب الوهابية إلى مذهب أهل السنة على المذهب الأشعري في الأصول والحنفي في الفروع و الطريقة القادرية في التصوف .. وهذه كله بالطبع من دون علم أهل بيتي وعائلتي غير أختي التي انتقلت معي ..
وهكذا و أنا أدرس و أتعلم و أغوص في أهل السنة و التصوف أكثر فأكثر.. فخف عندي حنقي على الشيعة بعد تغير كثير من المفاهيم التي لدي عنهم وعن معتقداتهم.. فغيرت وجهة نظري في تكفيرهم و رأيت أنهم مسلمون غير أنه عندهم بعض الشبهات التي لم يتبين لهم حقيقتها .. وانعكست لدي الرؤية حيث تيقنت أن بدع الوهابية مخرجة من الملة المحمدية .. وعند أهل السنة في الفقه الحنفي لا تجوز الصلاة خلف صاحب بدعة مكفرة .. فانقطعت عن المسجد حيث إمام المسجد يعتقد بذلك و يرى أن لا نصيب للصوفية من الإسلام.. إلا بعض الأحيان التي أجبر فيها تقية مرضاة لوالدي في الذهاب معه إلى صلاة الجمعة و بعض الصلوات اليومية..
و في يوم من الأيام كنت أقرأ في كتاب الإمام الكوثري (1296هـ ـ 1371هـ ) لتلميذه الشيخ أحمد خيري ، في سيرة حياته و قد كنت من أشد المعجبين بشخصه حيث أنه قد كان شديداً على الوهابية في الرد عليهم و ترساً لأهل السنة ضد مناوئيهم .. وقد استوقفني الكاتب في موضع يقول فيه:
------------ --------- --------- --------- --------- --------- -
(وكنت ـ مع إجلالي التام للأستاذ ـ أخالفه في أشياء ، وكان رضي الله عنه لا يغضب من ذلك ولا تبرأ مني لأنه كان يحب أن يعتقد الإنسان ما يقتنع به ما دام الأمر لا يمس أصول الإسلام المعروفة ، ولا بأس بأن أذكر هنا بعض ما خالفت فيه شيخي الجليل رضي الله عنه و أرضاه :
فأولا مخالفتي للمذهب الحنفي ومنها :
1. اعتقادي نجاة أبي طالب رضي الله عنه ولي في ذلك مؤلف خاص سهل الله تعالى إتمامه.
2. اعتقادي أفضلية سيدنا علي عليه السلام على سيدنا أبي بكر رضي الله عنه...... وقد سبقني بعض الحنفية إلى ذلك . وحسبك قوله : و يجوز إمامة المفضول مع وجود الفاضل إلى آخر ذلك البحث المشهور . )) ص 55 الإمام الكوثري وكيل
المشيخة العثمانية سابقاً
------------ --------- --------- --------- --------- --------- -
فاستوقفني هذه النص كثيراً و أخذت أبحث في هذه الشأن مع علماء و طلبة أهل السنة غير أني لم أجد لديهم الجواب الذي أنشده .. لأن هذه القاعدة ( تجويز إمامة المفضول مع وجود الفاضل) تخالف العقل السليم ، وهم لا يأخذون بالعقل ويكتفون بالنقل الأعمى ..
و في زيارة لي إلى معرض الكتاب بالشارقة ( عام 2005)تذكرت أسم كتاب قد سمعت به في بعض المناظرات بين السنة والشيعة .. وهو كتاب (المراجعات) لصاحبه العلامة الإمام شرف الدين العاملي الموسوي .. فاشتريت الكتاب وأنا مسرور لتذكري الكتاب و اغتنام هذه الفرصة .. و وقع ناظري على كتاب آخر أسمه(عقيدة الإمامية في عدالة الصحابة و التقية) للشيخ الفاضل جعفر السبحاني .. فبدأت بالأول و انهمكت في قراءته بعدما أعجبني أسلوب المحاورين .. و فصل بعد فصل وصفحة بعد صفحة تفتحت لدي مدارك وأشياء لم أكن على علم بها سابقاً على الإطلاق .. وأقول لنفسي أين أنت عن هذا الكتاب .. ولا أبالغ إذا قلت أن الكتاب قد غير كثير من مفاهيمي ونظرتي للتاريخ ... حقيقة كانت صدمة ... كانت صفعة .. كانت استيقاظاً بعد سبات طويل .. قد علمت شيئاً و غابت عنك أشياءُ ..
و بعد قراءة الكتاب الثاني زاد هذا الوعي... فكنت في حالة بين الإنكار و التسليم بالحق... والصراع بين الحق والباطل في داخلي .. فأخذت بزيارة المواقع الوهابية التي تقدح في التشيع , والتشنع فيه كذباً وبهتناً وزوراً .. فلم أستطع أن أحجب الشمس بكفي وإذ الحق يفرض نفسه علي.. لا أستطيع أن أتجاهله أو أتعامى عنه و ( أطنشه ) ... فأخذت في قراءة المواضيع والبحوث وكتب المستبصرين و غيرها في المواقع الشيعية .. فكنت كل يوم من الصباح حتى المساء وأنا منهمك في القراءة و كل يوم أفاجأ بما غاب عني أكثر .. و أقتنع أكثر بأن هذا هو الإسلام الحقيقي ... الإسلام الذي حجبه و زوره الإعلام على مدى العصور الأموية فالعباسية و حتى وقتنا الحاضر ... و تيقنت أنا و أختي بهذه الحقيقة .. وأعلنا لبعضنا تحولنا لمذهب أهل البيت عليهم السلام ...
وفي اليوم التالي ذهبت إلى مسجد الزهراء عليها السلام في الشارقة و التقيت بأحد العلماء الأفاضل و بلقائه قد تم يقيني التام بما أنا معتقد به.. وصليت معهم صلاة المغرب والعشاء .. ووالله الذي لا إله إلا هو أحسست كأني مولود من جديد .. كأني أسلم .. كأني هذه أول صلاة لي .. وقد كادت أن تدمع عيناي .. وأنا أحس بهذه الروحانية العظيمة بهذا المكان ..
وقد تلتها زيارة أخرى أخذت فيها كتب أحتاجها من المكتبة المجاورة للمسجد و أيضا بعض أقراص التربة الحسينية على ساكنها أفضل الصلاة والتسليم .. لي ولأختي .. و بعدما رجعت إلى البيت .. صليت قيام الليل و بعد الانتهاء من أورادي أخذت في قراءة زيارة عاشوراء و قلبي يعتصر حزنا وكمداً و عيناي تذرف دموعاً على مظلوميات أهل البيت عليهم السلام ... وهكذا كانت أحوالي ... حتى جاء يوم و رآني فيه صدفة غير محسوبة أخي أسجد على التربة الحسينية .. فأخبر أهلي بأني قد تشيعت ... فقامت الطامة علي .. خصوصا وهم لاحظوا علي أني أتابع القنوات الشيعية مثل الأنوار والكوثر وغيرها .. فأخذوا في أتهامي بالردة , وسب الشيعة و تكفيرهم وقول أشياء أنزه لسان القارئ من قراءتها .. لا ألومهم حقيقة .. ولكنهم شديدي التعصب ضد الشيعة.. و قد أخذوا مني التربة وتخلصوا منها و حذروني إن هم رأوني عدت لذلك و هددوني بالتبرؤ مني و طردي من البيت ... و أنا منذ ذلك اليوم و أمارس التقية معهم .. وأمارس شعائر ديني في غرفتي وأقفل الباب على نفسي .. خوفاً من أن أحد يراني أصلي أو أشاهد القنوات الشيعية أو أقرأ دعاء وغيره .. ولا أستطيع الذهاب للمسجد حيث أني لا أقود السيارة و لا هم يسجلوني للتعلم ... و الذهاب بالتاكسي يكلفني كثيراً .. غير أني أحاول ولو مره في الشهر أو مرتين .. ولكن ..إلى متى ... اللهم فرج عن آل محمد و شيعتهم وصبرهم وكن في عونهم بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها ... آمين
تعليق