بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
حفظ لنا التاريخ هذه الحادثة المهمة التي حدثت في أوائل خلافة أبي بكر ...فبعد أن بويع له بالخلافة وجلس على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله جاءه الحسن عليه السلام وخاطبه بعالي صوته (إنزل عن منبر أبي ) وفي رواية أخرى (أنزل عن مجلس أبي ).فأجابه أبوبكر
(صدقت والله إنه منبر أبيك)..وقد ذكرت المصادر السنية والشيعية هذه الحادثة على السواء ...فقد روى ابن أبي الحديد وقال: قال أبو بكر: وأخبرنا أبو زيد عمر بن شبه عن رجاله عن الشعبي قال: قام الحسن بن علي (عليهما السلام) إلى أبي بكر وهو يخطب على المنبر فقاِل له: انزل عن منبر أبي، فقال أبو بكر: صدقت والله إنه لمنبر أبيك لا منبر أبي، فبعث علي (عليه السلام) إلى أبي بكر إنه غلام حدث وإنا لم نأمره فقال أبو بكر: صدقت إنا لم نتهمك.................شرح .النهج6ص42
وروى ابن حجر في الصواعق ص 177 قال: أخرج الدارقطني أن الحسن جاء لأبي بكر رضي الله عنهما وهو على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: انزل عن مجلس أبي " الخ. قال " ووقع للحسين نحو ذلك مع عمر وهو على المنبر فقال له عمر: منبر أبيك والله لا منبر أبي " ووقوع ذلك من الحسنين عليهما السلام ممكن حيث روي مثله عن الحسين عليه السلام مع عمر (أنظر كنز العمال 7 / 105).-
كما أن هذه الحادثة نقلتها الكثير من المصادر السنية التي سيأتي بيانها..ونريد أن نناقش هذه الحادثة فنقول أولا أن أبا بكر يقسم بالله أنه يجلس على منبر علي أبن أبي طالب أفلا يدل هذا على أنه إعتراف صريح من أبي بكر على سلبه للخلافة من أمير المؤمنين ..وإذا كان يقسم بأن المنبر هو منبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فبأي حقيجلس هو عليه دون صاحبه الشرعي ...ولماذا لايعيد الحق الى أهله ..ومن جهة أخرى إذا ثبت أنه سلب هذا الحق من اهله فيثبت أيضا أنه سلب غير هذاالحق (وهو فدك)..فما دام قد سلب المنبر فأي مانع يمنع من سلب غيره...وقد حاول البعض أن يظهر أن الحسن علي السلام كان صبيا بعمر الثامنة لايعلم مايقول ....ولكن الحادثة وقعت بعد إستشهاد رسول الله صلى الله عليه وآله في السنة الحادية عشرللهجرة فيكون عمر الحسن عندها الحادية عشر على أقل تقدير وعلى فرض وقوع الحادثة في السنة الاولى لشهادة الرسول الكريم ....ويوجد مثيل لهذه الحادثة للحسين عليه السلام مع عمر ابن الخطاب وهذا أن دل فيدل على أن الامامين الحسن والحسين عليهما السلام كانا يشعران بمرارة سلب حق الامام علي عليه السلام لاكما يحاول البعض الإدعاء بأن الامام علي عليه السلام قد بايع طائعا لأبي بكر وأنتهى الامر فمن هاتين الحادثتين المنفصلتين والتي تفصل بينهما فترة زمنية طويلة هي فترة خلافة أبي بكر (على أقل تقدير)يظهر أن الامامين كانا يعيشان حالة من الالم وعدم الرضا لسلب الخليفتين لمنبر أبيهما ...وقد وجدت في بعض المصادر أن للحسن حادثة أخرى مع عمر بن الخطاب ..كما أن للحسين عليه السلام حادثة أخرى مع أبي بكر ..ولا أعلم هل هو خطأ من النساخ أم أن الحادثة قد تكررت من كليهما لكليهما.
------------------------------
المصدر التي ذكرت الحادثة
(السقيفة: 66، وشرح النهج: 6 / 42 الخطبة 66، وأنساب الأشراف: 3 / 27، ومقتل الخوارزمي: 1 / 93، وكنز العمال: 5 / 616 ح 14085 و 13 / 654 ح 37662، وكفاية الطالب: 424).
الرياض النضرة 1، 139 شرح ابن أبي الحديد 2: 17، الصواعق ص 108، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 54، الغدير9/140-الشافي في الإمامة31-4
الرسول الاعظم مع خلفائه ص 35 ط بيروت، الاتحاف بحب الاشراف للشبراوي الشافعي ص 7......المراجعات عبد الحسين شرف الدين الموسوي1-272