اصلاح النفس وتربيتها

[Om karar]

إصلاحُ النفسِ وتربيَتُها


إنَّ النفسَ البشريَّةَ تحتاجُ إلى مراقبةٍ دائماً، وتحتاجُ إلى تهذيبٍ وتأديبٍ لكي تصبحَ كريمةَ الأخلاقِ ومنبعَ الخيرِ والصلاحِ، وإلاَّ فإنَّ إهمالَ النفسِ وعدمَ تربيتِها أو تغذيتِها بالأمورِ الفاسدةِ والمضلَّةِ، قد تؤدِّي بصاحبها إلى الهلاكِ، فهي كالفرسِ إنْ أُحسنَ تدريبَها وترويضَها تمكَّنَ صاحبُها من السيطرةِ عليها وقيادتِها، وإن لم يُحسنْ ذلكَ كانَ ذلكَ وبالاً عليهِ فتقودُهُ الفرسُ الجامحَةُ إلى الهاويةِ، وتتخبَّطُ بهِ يميناً وشمالاً حيثُ لا يمكنُهُ السيطرةُ عليها.
من هنا أقسمَ اللهُ عزَّ وجلَّ بهذهِ النفسِ حيثُ قالَ: " وَنَفْس وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا"
واللهُ عزَّ وجلَّ قد ألقى الحُجَّةَ على الإنسانِ، فعن الإمامِ موسى بن جعفرٍ (عليهما السلام): «يا هشامُ، إنَّ للهِ حجتينِ، حجّةٌ ظاهرةٌ وحجّةٌ باطنةٌ، فأمَّا الظاهرةُ فالرسلُ والأنبياءُ والأئمةُ، وأما الباطنةُ فالعقولُ».
فلا يُمكنُ للإنسانِ أمامَ هذهِ الحُججِ وأمامَ وجودهِ أن يتخلَّى عن مسؤوليتهِ في تربيةِ نفسهِ وتزكيتِها وقيادتِها بشكلٍ سليمٍ.
وإلاَّ يكونُ في معرضِ المخاطرِ الكبيرةِ والهلاكِ.


#مكارم_الأخلاق

[التقي]

اللهم صل على محمد وآل محمد


عن امير المؤمنين (عليه السلام) في نهج بلاغته :

(( الأقَاوِيلُ مَحْفُوظَةٌ والسَّرَائِرُ مَبْلُوَّةٌ وكُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ والنَّاسُ مَنْقُوصُونَ مَدْخُولُونَ إِلا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ سَائِلُهُمْ مُتَعَنِّتٌ ومُجِيبُهُمْ مُتَكَلِّفٌ يَكَادُ أَفْضَلُهُمْ رَأْياً يَرُدُّهُ عَنْ فَضْلِ رَأْيِهِ الرِّضَى والسُّخْطُ ويَكَادُ أَصْلَبُهُمْ عُوداً تَنْكَؤُهُ اللَّحْظَةُ وتَسْتَحِيلُهُ الْكَلِمَةُ الْوَاحِدَةُ. ))


اختنا الفاضلة


زاد الله في توفيقكم ووهبكم خير الدنيا ونعيم الاخرة .