بسم الله الرحمن الرحيم
عندما ضعف الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء عن القتال وقف مكانه وكلّما أتاه رجل من جيش العدوّ وانتهى إليه انصرف عنه وكره أن يلقى الله بدمه حتّى جاءه رجل من كندة يقال له: مالك بن نسر فضربه بالسيف على رأسه وكان عليه برنس فقطع البرنس وامتلأ دماً. فقال له الحسين عليه السلام: "لا أكلت بيمينك ولا شربت وحشرك الله مع الظالمين"[1].وعندما رجع مالك إلى الكوفة أخذ معه برنس الإمام عليه السلام المضمّخ بدمائه ولمّا أراد غسله من الدم رأته زوجته وعرفت الخبر فعاتبت مالك على فعله وقالت له: "أتسلب ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برنسه وتدخل بيتي؟ أخرج عنّي حشى الله قبرك ناراً"[2].وأرسل المختار الثقفيّ أحدهم للقبض على مالك بن نسر فظفر به في القادسيّة فاعتقله وجاء به إلى المختار الذي أمر بقطع يديه ورجليه وتركه ينزف دماً حتّى هلك[3].[1] وقعة الطفّ ص250.
[2] مقتل الحسين عليه السلام ج 2 ص 35.
[3] تاريخ الأمم والملوك ج 3 ص 262.