بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)[1].
وقال تعالى: (فَاتَّقُواْ اللهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ)[2].
شدّدت الشريعة على ضرورة تجلّي العبادات وأداء الفرائض في السلوك العمليّ للإنسان معتبرةً أنّ عدم هذا التجلّي دليل فراغ هذه العبادات من أيّ مضمون روحيّ.
قال تعالى: (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)[3].
فضيلة إصلاح ذات البين
1- أفضل الأعمال بعد أداء الواجبات: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما عمل امرؤ عملاً بعد إقامة الفرائض خيراً من إصلاحٍ بين الناس، يقول خيراً، ويتمنّى خيراً[4].
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: إصلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام[5].
2- كمال السعادة: عن الإمام عليّ عليه السلام: من كمال السعادة السعي في صلاح الجمهور[6].
3- الإصلاح صدقة: عن الإمام الصادق عليه السلام: صدقةٌ يحبّها الله, إصلاحٌ بين الناس إذا تفاسدوا, وتقاربٌ بينهم إذا تباعدوا[7].
مساوىء الخصومة
1- السفه والحمق: عن الإمام عليّ عليه السلام: المخاصمة تبدي سفه الرجل ولا تزيد في حقّه[8].
2- الحقد والنفاق: عن الإمام الصادق عليه السلام: إيّاكم والخصومة فإنّها تشغل القلب وتورث النفاق وتكسب الضغائن[9].
3- تفكّك المجتمع: وعليه فإنّه تجب المبادرة إلى حلّ النزاعات لأنّ تركها وتسويفها من شأنه أن يبعّد القلوب ويراكم الأحقاد ويعثّر الإصلاح.
4- إحباط الأعمال: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟, إصلاح ذات البين، فإنّ فساد ذات البين هي الحالقة[10].
مراتب الإصلاح
1- الإصلاح بين الأفراد: أي المبادرة إلى حلّ المشاكل والمشاجرات التي تحصل بين الأفراد، فقد ورد عن مفضّل أنّه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة فافتدها من مالي[11].
2- إصلاح المجتمع: ويتمثّل بضرورة رأب الصدع بين المؤسّسات والجمعيّات التي تشكّل المجتمع المدنيّ, وضرورة تلاحمها وعدم التنازع بينها, لما يشكّل ذلك من تفكّك للمجتمع وإضعاف لقواه الحيّة.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحميّة[12].
3- إصلاح الأمّة: وذلك عندما تتبدّل القيم والمبادئ وتنتشر الرذيلة والفاحشة عند المتصدّين لإدارة الأمّة والممسكين بمقدّراتها، ولعلّ أبرز شاهد على هذا النوع من الإصلاح حركة الإمام الحسين عليه السلام، والتي عبّر عن غاياتها بقوله: إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر[13].
[1] الحجرات ، 10.
[2] الأنفال ، 1.
[3] النساء ، 114.
[4] الأمالي، الشيخ الطوسيّ، ص522.
[5] ثواب الأعمال الشيخ الصدوق، ص148.
[6] عيون الحكم والمواعظ، ص469.
[7] الكافي ، ج2 ، ص209.
[8] عيون الحكم والمواعظ، ص49.
[9] جامع أحاديث الشيعة، السيّد البروجرديّ، ج16، ص262.
[10] ميزان الحكمة، ج2، ص1622.
[11] الكافي، الشيخ الكلينيّ، ج2، ص209.
[12]
[13] عوالم الإمام الحسين عليه السلام، الشيخ عبد الله البحرانيّ، ص179.
قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)[1].
وقال تعالى: (فَاتَّقُواْ اللهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ)[2].
شدّدت الشريعة على ضرورة تجلّي العبادات وأداء الفرائض في السلوك العمليّ للإنسان معتبرةً أنّ عدم هذا التجلّي دليل فراغ هذه العبادات من أيّ مضمون روحيّ.
قال تعالى: (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)[3].
فضيلة إصلاح ذات البين
1- أفضل الأعمال بعد أداء الواجبات: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما عمل امرؤ عملاً بعد إقامة الفرائض خيراً من إصلاحٍ بين الناس، يقول خيراً، ويتمنّى خيراً[4].
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: إصلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام[5].
2- كمال السعادة: عن الإمام عليّ عليه السلام: من كمال السعادة السعي في صلاح الجمهور[6].
3- الإصلاح صدقة: عن الإمام الصادق عليه السلام: صدقةٌ يحبّها الله, إصلاحٌ بين الناس إذا تفاسدوا, وتقاربٌ بينهم إذا تباعدوا[7].
مساوىء الخصومة
1- السفه والحمق: عن الإمام عليّ عليه السلام: المخاصمة تبدي سفه الرجل ولا تزيد في حقّه[8].
2- الحقد والنفاق: عن الإمام الصادق عليه السلام: إيّاكم والخصومة فإنّها تشغل القلب وتورث النفاق وتكسب الضغائن[9].
3- تفكّك المجتمع: وعليه فإنّه تجب المبادرة إلى حلّ النزاعات لأنّ تركها وتسويفها من شأنه أن يبعّد القلوب ويراكم الأحقاد ويعثّر الإصلاح.
4- إحباط الأعمال: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟, إصلاح ذات البين، فإنّ فساد ذات البين هي الحالقة[10].
مراتب الإصلاح
1- الإصلاح بين الأفراد: أي المبادرة إلى حلّ المشاكل والمشاجرات التي تحصل بين الأفراد، فقد ورد عن مفضّل أنّه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة فافتدها من مالي[11].
2- إصلاح المجتمع: ويتمثّل بضرورة رأب الصدع بين المؤسّسات والجمعيّات التي تشكّل المجتمع المدنيّ, وضرورة تلاحمها وعدم التنازع بينها, لما يشكّل ذلك من تفكّك للمجتمع وإضعاف لقواه الحيّة.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحميّة[12].
3- إصلاح الأمّة: وذلك عندما تتبدّل القيم والمبادئ وتنتشر الرذيلة والفاحشة عند المتصدّين لإدارة الأمّة والممسكين بمقدّراتها، ولعلّ أبرز شاهد على هذا النوع من الإصلاح حركة الإمام الحسين عليه السلام، والتي عبّر عن غاياتها بقوله: إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر[13].
[1] الحجرات ، 10.
[2] الأنفال ، 1.
[3] النساء ، 114.
[4] الأمالي، الشيخ الطوسيّ، ص522.
[5] ثواب الأعمال الشيخ الصدوق، ص148.
[6] عيون الحكم والمواعظ، ص469.
[7] الكافي ، ج2 ، ص209.
[8] عيون الحكم والمواعظ، ص49.
[9] جامع أحاديث الشيعة، السيّد البروجرديّ، ج16، ص262.
[10] ميزان الحكمة، ج2، ص1622.
[11] الكافي، الشيخ الكلينيّ، ج2، ص209.
[12]
[13] عوالم الإمام الحسين عليه السلام، الشيخ عبد الله البحرانيّ، ص179.