إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف انتصر الإمام الحسين عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف انتصر الإمام الحسين عليه السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)[1].
    النصر لا يعني بالضرورة الغلبة العسكريّة في ميدان القتال، بل المراد بالنصر هو غلبة المبادئ والقيم التي تمثّلها الرسالة.

    حتميّة النصر في القرآن
    قال تعالى: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)[2].
    قال تعالى: (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)[3].
    وهذا النصر إنّما يكون في الدنيا والآخرة. قال تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)[4].

    الشهادة انتصار الفرد
    والقرآن الكريم يعتبر الشهادة إحدى الحسنيين وتوأم النصر ليؤكّد أنّ المؤمنين منتصرون على كلّ حال. قال تعالى: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ)[5]. وليؤكّد أنّ الكافرين مهزومون على كلّ حال، إمّا بأيدي المؤمنين في الدنيا وإمّا بعذاب الله في الآخرة.
    قال تعالى: (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ)[6].
    قول الإمام عليّ عليه السلام لحظة ضربه بالسيف تلك الضربة التي استشهد بها: "فزّت وربّ الكعبة".

    تجلّي النصر في كربلاء
    1- انكشاف المحنة: قال الإمام الحسين عليه السلام لمّا نظر إلى جموع الأعداء: "....كم من همّ يضعف فيه الفؤاد، وتقلّ فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدوّ......ففرّجته وكشفته"8. معتبراً أنّ ما جرى في كربلاء فرج وانكشاف للغمّة عن الأمّة.
    إن كان دين محمّد لم يستقم إلّا بقتلي فيا سيوف خذيني
    2- استمراريّة النهج: رغم كلّ محاولات إقصاء هذا النهج عن الواقع السياسيّ للأمّة فقد استمر هذا النهج، وما ننعم به اليوم إنّما هو من بركات استمراريّة النهج الحسينيّ.
    3- الانتصار بالفتح: قال الحسين عليه السلام: ألا ومن لحق بي فقد استشهد ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح[7].
    وهذا يعني أنّ شهادة الحسين عليه السلام وأهل بيته والأصحاب كانت سبيلاً إلى الفتح وانتصار الأمّة، ومن الخطأ عدم التمييز بين حسابات الفرد وحسابات الأمّة، إذ لا سبيل لانتصار الأمّة إلّا بشهادة الأفراد.
    ولهذا اختار الإمام الحسين عليه السلام الشهادة على الغلبة في أرض المعركة، لأنّه رأى أنّ الشهادة هي التي تحقّق له النصر بمعنى تحقيق الأهداف، أي غلبة المبادئ والقيم التي أراد الإمام عليه السلام تحقيقها بخروجه على يزيد..فكان يرى نصره في لقاء الله تعالى.. فعن أبي جعفر عليه السلام قال: "أنزل الله تعالى النصر على الحسين عليه السلام حتى كان ما بين السماء والأرض ثمّ خيّر: النصر، أو لقاء الله، فاختار لقاء الله تعالى"[8].



    [1] محمّد، 7.

    [2] الروم، 47.

    [3] المجادلة 21.

    [4] غافر: 51.

    [5] التوبة،52

    [6].التوبة: 111.

    [7] مختصر بصائر الدرجات، الحسن بن سليمان الحليّ، ص6.

    [8] أصول الكافي، الكلينيّ، ج 1 ص 260.



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X