بسم الله الرحمن الرحيم
لمّا كان الإنسان كائن اجتماعيّ قامت الشريعة بوضع أسس لعلاقة الإنسان مع أخيه الإنسان وتحديد بعض الضوابط والمعايير التي تحفظ هذه العلاقة وتجعلها قويّة ومتينة ومؤهّلة للبقاء والاستمرار، بل للرهان عليها إزاء التحديّات التي تواجهه حتّى جعلها أمير المؤمنين عليه السلام جوهر الدين بقوله:"الدين المعاملة".
فمن حديث للإمام الباقر عليه السلام: " إنّ لله جنّة لا يدخلها إلّا ثلاثة، رجل حكم على نفسه بالحقّ، ورجل زار أخاه المؤمن في الله، ورجل آثر أخاه المؤمن في الله"[1].
مظاهر المعاملة الحسنة
1- الإلفة والمودّة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " خير المؤمنين من كان مألفه المؤمنين ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف"[2].
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن قلب الظمآن إلى الماء البارد"[3].
2- الإقبال على المؤمن بوجه طلق: ففي الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام: "المؤمن بشره في وجهه وحزنه في قلبه"[4].
فعن الإمام الصادق عليه السلام: "وتبسّم الرجل في وجه أخيه حسنة"[5].
3- إفشاء السلام وآثاره:
أ- السلام حقّ: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إنّ للمسلم على أخيه من حقّ أن يسلّم عليه إذا لقيه"[6].
ب- نشر المحبّة: فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " أفلا أدلّكم على عمل إذا عملتموه تحاببتم؟ قالوا: بلى يا رسول، قال: أفشوا السلام بينكم"[7].
ج- زيادة الحسنات: فعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "سلِّم على من لقيت من أمّتي يزيد الله في حسناتك"[8].
وعن الإمام عليّ عليه السلام: " للسلام سبعون حسنة، تسع وستون للمبتدئ وواحد للرادّ"[9].
د- علامة التواضع: فعن الإمام الصادق عليه السلام:"من التواضع أن تسلِّم على من لقيت"[10].
وورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال:"وإنّ أبخل الناس من بخل بالسلام"[11].
4- المصافحة وآثارها: عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:"إذا تلاقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح، وإذا تفرّقتم فتفرّقوا بالاستغفار"[12].
ففي رواية: "تصافحوا فإنّ المصافحة تذهب بالشحناء"[13].
5- التعارف: فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا آخى أحدكم رجلاً فليسأله عن اسمه واسم أبيه وقبيلته ومنزله، فإنّه من واجب الحقّ وصافي الإخاء، وإلّا فهي مودّة حمقاء[14].
6- حسن الخلق: فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"أحسن خلقك مع أهلك وجيرانك ومن تعاشر وتصاحب من الناس"[15].
7- اختيار القول الحسن: قال تعالى: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)[16]. وبيّن الله السبب فقال: (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُم) [17]ليغري العداوة والبغضاء ويشحن الصدور غيظاً. إنّ الله أمرنا أن نقول للمؤمنين التي هي أحسن بل لكلّ الناس، قال تعالى: (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً)[18].
وقال الإمام الباقر عليه السلام: "قولوا للناس أحسن ما تحبّون أن يقال فيكم"[19].
8- إكرام الصديق: فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "إكرام الصديق إكرام لله"[20].
9- حفظك أخيك في غيبته: عن الإمام الصادق عليه السلام:
"كن له ظهراً فإنّه لك ظهر، إذا غاب عنك فاحفظه في غيبته فإذا شهد فزره وأهله، وأكرمه فإنّه منك وأنت منه"[21].
ومن نماذج إكرام الأخ ما نجده في كربلاء عند العبّاس عليه السلام وأخيه الإمام الحسين عليه السلام حينما آثره على نفسه وفداه به، ولم يشرب الماء والحسين عليه السلام عطشان
يا نفس من بعد الحسين هوني وبعده لا كنت أو تكوني
[1] مشكاة الأنوار، الطبرسيّ، ص364.
[2] الأمالي، الطوسيّ، ص462.
[3] الكافي، الشيخ الكلينيّ، ج2، ص247.
[4] نهج البلاغة، ج4، ص78.
[5] الكافي، ج2، ص188.
[6] مستدرك الوسائل، ج16، ص236.
[7] كنز العمّال، المتّقي الهنديّ، ج15، ص892.
[8] نفس المصدر، ج15، ص909.
[9] جامع أحاديث الشيعة، ج15، ص588.
[10] الحدائق الناضرة، المحقّق البحرانيّ، ج9، ص81.
[11] روضة الواعظين، النيسابوريّ، ص459.
[12] الكافي، ج2، ص181.
[13] كنز العمّال، ج9، ص134.
[14] مستدرك سفينة البحار، ج1، ص69.
[15] مستدرك سفينة البحار، ج3، ص175.
[16] الإسراء 53.
[17] الإسراء 53.
[18] البقرة 83.
[19] الكافي، ج2، ص165.
[20] أدب الضيافة، جعفر البياتيّ، ص64.
[21] الكافي، الشيخ الكلينيّ، ج2، ص170.
لمّا كان الإنسان كائن اجتماعيّ قامت الشريعة بوضع أسس لعلاقة الإنسان مع أخيه الإنسان وتحديد بعض الضوابط والمعايير التي تحفظ هذه العلاقة وتجعلها قويّة ومتينة ومؤهّلة للبقاء والاستمرار، بل للرهان عليها إزاء التحديّات التي تواجهه حتّى جعلها أمير المؤمنين عليه السلام جوهر الدين بقوله:"الدين المعاملة".
فمن حديث للإمام الباقر عليه السلام: " إنّ لله جنّة لا يدخلها إلّا ثلاثة، رجل حكم على نفسه بالحقّ، ورجل زار أخاه المؤمن في الله، ورجل آثر أخاه المؤمن في الله"[1].
مظاهر المعاملة الحسنة
1- الإلفة والمودّة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " خير المؤمنين من كان مألفه المؤمنين ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف"[2].
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن قلب الظمآن إلى الماء البارد"[3].
2- الإقبال على المؤمن بوجه طلق: ففي الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام: "المؤمن بشره في وجهه وحزنه في قلبه"[4].
فعن الإمام الصادق عليه السلام: "وتبسّم الرجل في وجه أخيه حسنة"[5].
3- إفشاء السلام وآثاره:
أ- السلام حقّ: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إنّ للمسلم على أخيه من حقّ أن يسلّم عليه إذا لقيه"[6].
ب- نشر المحبّة: فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " أفلا أدلّكم على عمل إذا عملتموه تحاببتم؟ قالوا: بلى يا رسول، قال: أفشوا السلام بينكم"[7].
ج- زيادة الحسنات: فعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "سلِّم على من لقيت من أمّتي يزيد الله في حسناتك"[8].
وعن الإمام عليّ عليه السلام: " للسلام سبعون حسنة، تسع وستون للمبتدئ وواحد للرادّ"[9].
د- علامة التواضع: فعن الإمام الصادق عليه السلام:"من التواضع أن تسلِّم على من لقيت"[10].
وورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال:"وإنّ أبخل الناس من بخل بالسلام"[11].
4- المصافحة وآثارها: عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:"إذا تلاقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح، وإذا تفرّقتم فتفرّقوا بالاستغفار"[12].
ففي رواية: "تصافحوا فإنّ المصافحة تذهب بالشحناء"[13].
5- التعارف: فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا آخى أحدكم رجلاً فليسأله عن اسمه واسم أبيه وقبيلته ومنزله، فإنّه من واجب الحقّ وصافي الإخاء، وإلّا فهي مودّة حمقاء[14].
6- حسن الخلق: فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"أحسن خلقك مع أهلك وجيرانك ومن تعاشر وتصاحب من الناس"[15].
7- اختيار القول الحسن: قال تعالى: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)[16]. وبيّن الله السبب فقال: (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُم) [17]ليغري العداوة والبغضاء ويشحن الصدور غيظاً. إنّ الله أمرنا أن نقول للمؤمنين التي هي أحسن بل لكلّ الناس، قال تعالى: (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً)[18].
وقال الإمام الباقر عليه السلام: "قولوا للناس أحسن ما تحبّون أن يقال فيكم"[19].
8- إكرام الصديق: فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "إكرام الصديق إكرام لله"[20].
9- حفظك أخيك في غيبته: عن الإمام الصادق عليه السلام:
"كن له ظهراً فإنّه لك ظهر، إذا غاب عنك فاحفظه في غيبته فإذا شهد فزره وأهله، وأكرمه فإنّه منك وأنت منه"[21].
ومن نماذج إكرام الأخ ما نجده في كربلاء عند العبّاس عليه السلام وأخيه الإمام الحسين عليه السلام حينما آثره على نفسه وفداه به، ولم يشرب الماء والحسين عليه السلام عطشان
يا نفس من بعد الحسين هوني وبعده لا كنت أو تكوني
[1] مشكاة الأنوار، الطبرسيّ، ص364.
[2] الأمالي، الطوسيّ، ص462.
[3] الكافي، الشيخ الكلينيّ، ج2، ص247.
[4] نهج البلاغة، ج4، ص78.
[5] الكافي، ج2، ص188.
[6] مستدرك الوسائل، ج16، ص236.
[7] كنز العمّال، المتّقي الهنديّ، ج15، ص892.
[8] نفس المصدر، ج15، ص909.
[9] جامع أحاديث الشيعة، ج15، ص588.
[10] الحدائق الناضرة، المحقّق البحرانيّ، ج9، ص81.
[11] روضة الواعظين، النيسابوريّ، ص459.
[12] الكافي، ج2، ص181.
[13] كنز العمّال، ج9، ص134.
[14] مستدرك سفينة البحار، ج1، ص69.
[15] مستدرك سفينة البحار، ج3، ص175.
[16] الإسراء 53.
[17] الإسراء 53.
[18] البقرة 83.
[19] الكافي، ج2، ص165.
[20] أدب الضيافة، جعفر البياتيّ، ص64.
[21] الكافي، الشيخ الكلينيّ، ج2، ص170.
تعليق