يسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
يعلم من الحديث الشريف السابق بأن برّ الوالدين لاينتهي عند وفاتهما، بل إنّه مستمر ...
وعليه فإن المصاديق التي تطرق اليها الحديث الشريف لاتتوقف عليها فقط، بل يشمل كل ماهو خير يعمله الابن ويهديه اليهما، فانّ ذلك سيصلهما بالتأكيد...
ويكتبه الله عنده من البارّين...
بل يمكن أن يكون عمل الانسان بخيره وشره سينعكس عليهما.. فمن عمل عملاً فيه خير لأحد ما فسيدعو ذلك الشخص له وأقل مافيه (رحم الله والديك)،
فانّ الدعاء مهما تكن صيغته فبالتأكيد سيشمل الوالدين، والعكس بالعكس...
وقد جاءت عدة آيات حاثة على برّ الوالدين منها قوله تعالى
((وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا))،
وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام عندما سئل عن معنى هذه الآية فقال: (("و بالوالدين إحسانا" فقال: الإحسان أن تحسن صحبتهما و لا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجان إليه و إن كانا مستغنيين أ ليس الله يقول: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون"؟ ثم قال أبو عبد الله عليه السلام أما قوله: "إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف" قال: إن أضجراك فلا تقل لهما أف و لا تنهرهما إن ضرباك، و قال "و قل لهما قولا كريما" قال: تقول لهما: غفر الله لكما فذلك منك قول كريم، و قال: "و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة" قال: لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة و رقة و لا ترفع صوتك فوق أصواتهما و لا يديك فوق أيديهما، و لا تتقدم قدامهما)).
وهناك الكثير من الأحاديث الشريفة التي تحث على ذلك:-
عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله ((بر الوالدين
وصلة الرحم يهونان الحساب))
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال ((أدنى العقوق أف، و لو علم الله عز و جل شيئا أهون منه لنهى عنه))
قال الصادق عليه السلام ((بر الوالدين من حسن معرفة العبد بالله ، اذ لا عبادة أسرع بلوغا بصاحبها إلى رضا الله تعالى من حرمة الوالدين المسلمين لوجه الله ، لان حق الوالدين مشتق من حق الله تعالى اذا كانا على منهاج الدين والسنة...))
اترك تعليق: