بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على محمد وآله الطاهين
هل يمكن أن تكون مصاحبة رسول الله صلى الله عليه وآله كافية لإعطاء الحصانة الى كل من صاحبه ..وهل يمكن ان تكون هذه المصاحبة كافية للرجل حتى تحصنه على الاقل من شر نفسه الامارة بالسوء ..وهل تكفي هذه المصاحبة لكي تجعل من صاحبها ملاكا ..وقديسا ...فاليهود الذين صاحبوا موسى عليه السلام في فترة بقائه معهم هل عصمتهم هذه المصاحبة أم أنهم وبمجرد غيابه عنهم أياما عادوا كفارا وعبدوا عجلا ...وهل أن مصاحبة تلامذة المسيح عليه السلام له جعلتهم كلهم ملائكة أم أن البعض منهم إنقلب عليه وأرتد من بعد ما رأى الآيات ...وهل أن مصاحبة الناس للأنبياء جعلت منهم صالحين ..وإذا كان الجواب بالنفي فلماذا هذا الإصرار على أن يكون جميع أصحاب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله كلهم قديسين وملائكة ..لماذا لا نريد أن نقر بأن البعض منهم صاروا ملائكة ...وأن البعض منهم بقوا شياطين ...لماذا لانريد الإعتراف بالحقيقة ...لماذا هذا الإصرار على أن كل من صاحب النبي صار معصوما ومنزها عن الذنوب والمعاصي ...لماذا لا توزن الأمور بميزان العقل بدل ميزان العاطفة ...لماذا لا نزن الامور بميزان الحق والعقل والعدل ...نعم صحبة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله جعلت من البعض ملائكة ..بل فوق الملائكة ...فالبعض منهم صار مع الحق والحق معه يدور حيث دار ...وصار بمنزلة هارون من موسى ...والبعض منهم صارت شهادته بشهادتين ...والبعض منهم صار ما أضلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من ذي لهجة منه ...والبعض الآخر صار منهم أهل البيت ...وغيرهم وغيرهم ....ولكن البعض الآخر منهم بقي (وزغا وإبن وزغ) ....والبعض الآخر منهم صار(لا أشبع الله بطنه ) ..والبعض الآخر منهم صار من المؤلف قلبه بالأموال ...فلماذا هذا الخلط بين الجميع ...لماذا هذا الخلط بين الصالح والطالح ....لماذا هذا الخلط بين من ترك الرسول قائما في صلاته وذهب الى اللعب والى التجارة ....وبين من بقى مع رسول الله خاشعا لله ....لماذا هذا الخلط بين من فر من الزحف كأنه أروى وبين من وقف مدافعا حتى تكسرت بيده السيوف ،وحتى تعجب منه جبريل في السماء....لماذا هذا الخلط بين من (ذهب بها عريضة) وبين من خرج لملاقاة صناديد المشركين وحده ....لماذا هذا الخلط بين من رجع يجبن الناس ويجبنونه وبين كرار غير فرار ..... (قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).....إنها مخالفة للعقل السليم ...إنهاقسمة ضيزى.