( أدرك تراتك أيهــا الموتور ) السيد الحلّي
أدرك تراتـك أيـهـا المـوتـور ... فلـكـم بـكـل يد دم مـهـدورُ
عذبـت دماؤكـم لشـارب علهـا ... وصفـت فـلا رنـق ولا تكديـرُ
ولسانها بـك يابـن أحمـد هاتـف ... أفهكـذا تغضـي وأنـت غـيـورُ
مـا صـارم الا وفـي شفـراتـه ... نـحـر لآل محـمـد منـحـورُ
انـت الولـي لمـن بظلـم قتلـوا ... وعلى العـدا سلطانـك المنصـورُ
لو انـك استأصلـت كـل قبيلـة ... قتـلا فـلا سـرف ولا تبـذيـرُ
خذهـم فسنـة جدكـم مابينـهـم ... منسـيـة وكتابـكـم مـهـجـورُ
إن تحتقـر قـدر العـدى فلربمـا ... قد قارف الذنـب الجليـل حقيـرُ
أو أنهـم صغـروا بجنبـك همـة ... فالقـوم جرمهـم عليـك كبـيـرُ
غصبوا الخلافة من أبيك وأعلنـوا ... أن النـبـوة سحـرهـا مـأثـورُ
والبضعة الزهراء أمك قد قضـت ... قرحى الفـؤاد وضلعهـا مكسـورُ
وأبوا على الحسن الزكي بأن يرى ... مثـواه حيـث محـمـد مقـبـورُ
واسأل بيـوم الطـف سيفـك إنـه ... قـد كلـم الأبطـال فهـو خبيـرُ
يوم أبـوك السبـط شمـر غيـرة ... للديـن لمـا أن عـفـاه دثــورُ
وقـد استغاثـت فيـه ملـة جـده ... لمـا تداعـى بيتـهـا المعـمـورُ
وبغيـر أمـر الله قـام محكّـمـا ... بالمسلميـن يزيـد وهـو أمـيـرُ
نفسـي الفـداء لثائـر فـي حقـه ... كاليث ذي الوثبـات حيـن يثـورُ
أضحى يقيم الديـن وهـو مهـدم ... ويجّبـر الأسـلام وهـو كسـيـرُ
ويذكـر الأعـداء بطشـة ربهـم ... لـو كـان ثمـة ينفـع التذكـيـرُ
وعلى قلوبهم قـد انطبـع الشقـى ... لا الوعـظ يبلغهـا ولا التحـذيـرُ
فنضا ابن أحمـد صارمـا ماسلـه ... إلا وسلـن مـن الدمـاء بـحـورُ
فكـأن عزرائيـل خـط فـرنـده ... وبـه أحاديـث الحمـام سطـورُ
دارت حماليـق الكمـاة لخـوفـه ... فيدور شخص الموت حيث يـدورُ
واستيقن القـوم البـوار كـأن أسـ ... رافيل جاء وفـي يديـه الصـورُ
فهوى عليهم مثل صاعقـة السمـا ... فالروس تسقـط والنفـوس تطيـرُ
لـم تثـن عاملـه المسـدد جنـة ... كالموت لم يحجـزه يومـا سـورُ
شاكي السلاح لدى أبن حيدرا أعزل ... واللابس الدرع الـدلاص حسيـرُ
غيـران ينفـض لبدتـيـه كـأنـه ... أسـد بآجـام الرمـاح هـصـورُ
ولصوته زجر الرعود تطير بـال ... ألبـاب دمـدمـة لــه وهـديـرُ
قد طاح قلب الجيش خيفـة بأسـه ... وانهاض منـه جناحـه المكسـورُ
بأبي أبـي الضيـم صـال ومالـه ... إلا المثقـف والحـسـام نصـيـرُ
وبقلبـه الهـم الـذي لـو بعضـه ... بثبيـر لـم يثبـت عليـه ثبـيـرُ
حزنا على الدين الحنيـف وغربـة ... وظمـا وفقـد أحـبـة وهجـيـرُ
حتى إذا نفـذ القضـاء وقـدر الـ ... محتـوم فيـه وحتـم المـقـدورُ
زجت لـه الأقـدار سهـم منيـة ... فهوى لقـى فانـدك ذاك الطـورُ
وتعطـل الفلـك المـدار كأنـمـا ... هـو قطبـه وكـان عليـه يـدورُ
وهويـن ألويـة الشريعـة نكصـا ... وتعـطـل التهلـيـل والتكبـيـرُ
والشمس ناشـرة الذوائـب ثاكـل ... والأرض ترجف والسمـاء تمـورُ
بأبي القتيل وغسلـه علـق الدمـا ... وعليـه مـن أرج الثنـا كـافـورُ
ظمـآن يعتلـج الغليـل بـصـدره ... و تبـل للخطـي منـه صــدورُ
وتحكمت بيض السيـوف بجسمـه ... ويـح السيـوف فحكمهـن يجـورُ
وغدت تدوس الخيل منـه أضالعـا ... سـر النبـي بطيـهـا مسـتـورُ
فـي فتيـة قـد أرخصـو لفدائـه ... أرواح قـدس سومهـن خطـيـرُ
ثاوين قد زهـت الربـى بدمائهـم ... فكأنـهـا نـوارهـا الممـطـورُ
رقدوا وقد سقـوا الثـرى فكأنهـم ... ندمـان شـرب والدمـاء خمـورُ
هم فتية خطبـوا العلـى بسيوفهـم ... ولهـا النفـوس الغاليـات مهـورُ
فرحوا وقد نعيـت نفوسهـم لهـم ... فكأن لهم ناعـي النفـوس بشيـرُ
فستنشقـوا النقـع المثـار كـأنـه ... نـد المجامـر منـه فـاح عبيـرُ
واستيقنوا بالمـوت نيـل مرامهـم ... فالكـل منهـم ضاحـك مسـرورُ
فكأنمـا بيـض الحـدود بواسمـا ... بيض الخدود لها ابتسمن لها ثغـورُ
وكأنمـا سمـر الرمـاح موائـلا ... سمـر المـلاح يزينهـن سفـورُ
كسروا جفون سيوفهـم وتقحمـوا ... بالخيـل حيـث تراكـم الجمهـورُ
من كل شهـم ليـس يحـذر قتلـه ... إن لـم يكـن بنجاتـه المـحـذورُ
عاثـوا بــآل أمـيـة فكأنـهـم ... سرب البغاث يعثـن فيـه صقـورُ
حتـى إذا شـاء المهيمـن قربهـم ... لجواره وجرى القضـا المسطـورُ
ركضوا بأرجلهم إلى شرك الردى ... وسعـوا وكـل سعيـه مشـكـورُ
فزهت بهم تلـك العـراص كأنمـا ... فيهـا ركـدن أهـلـة وبــدورُ
عاريـن طـرزت الدمـاء عليهـم ... حمـر البـرود كأنهـن حـريـرُ
وثواكل يشجـي الغيـور حنينهـا ... لو كان مـا بيـن العـداة غيـورُ
حرم لأحمد قـد هتكـن ستورهـا ... فهتكن مـن حـرم الإلـه ستـورُ
كم حرة لمـا أحـاط بهـا العـدى ... هربت تخف العدو وهـي وقـورُ
والشمس توقـد بالهواجـر نارهـا ... والأرض يغلـي رملهـا ويفـورُ
هتفت غداة الروع باسـم كفيليهـا ... وكفيلهـا بثـرى الطفـوف عفيـرُ
كانت بحيث سجافهـا يبنـى علـى ... نهـر المجـرة مـا لهـن عبـورُ
يحمين بالبيض البواتر والقنـاة الـ ... سمر الشواجر والحمـاة حضـورُ
ما لاحظت عيـن الهـلال خيالهـا ... والشهب تخطـف دونهـا وتغـورُ
حتى النسيـم إذا تخطـى نحوهـا ... ألقاه فـي ظـل الرمـاح عثـورُ
فبـدا بيـوم الغاضريـة وجههـا ... كالشمس يسترهـا السنـا والنـورُ
فيعود عنهـا الوهـم وهـو مقيـد ... ويرد عنها الطرف وهـو حسيـرُ
فغدت تود لـو أنهـا نعيـت ولـم ... ينظـر إليهـا شامـت وكـفـورُ
وسرت بهن إلـى يزيـد نجائـب ... بالبيـد تنتجـد تــارة وتـغـورُ
حنت طلاح العيـس مسعـدة لهـا ... وبكى الغبيط بهـا ونـاح الكـورُ
أدرك تراتـك أيـهـا المـوتـور ... فلـكـم بـكـل يد دم مـهـدورُ
عذبـت دماؤكـم لشـارب علهـا ... وصفـت فـلا رنـق ولا تكديـرُ
ولسانها بـك يابـن أحمـد هاتـف ... أفهكـذا تغضـي وأنـت غـيـورُ
مـا صـارم الا وفـي شفـراتـه ... نـحـر لآل محـمـد منـحـورُ
انـت الولـي لمـن بظلـم قتلـوا ... وعلى العـدا سلطانـك المنصـورُ
لو انـك استأصلـت كـل قبيلـة ... قتـلا فـلا سـرف ولا تبـذيـرُ
خذهـم فسنـة جدكـم مابينـهـم ... منسـيـة وكتابـكـم مـهـجـورُ
إن تحتقـر قـدر العـدى فلربمـا ... قد قارف الذنـب الجليـل حقيـرُ
أو أنهـم صغـروا بجنبـك همـة ... فالقـوم جرمهـم عليـك كبـيـرُ
غصبوا الخلافة من أبيك وأعلنـوا ... أن النـبـوة سحـرهـا مـأثـورُ
والبضعة الزهراء أمك قد قضـت ... قرحى الفـؤاد وضلعهـا مكسـورُ
وأبوا على الحسن الزكي بأن يرى ... مثـواه حيـث محـمـد مقـبـورُ
واسأل بيـوم الطـف سيفـك إنـه ... قـد كلـم الأبطـال فهـو خبيـرُ
يوم أبـوك السبـط شمـر غيـرة ... للديـن لمـا أن عـفـاه دثــورُ
وقـد استغاثـت فيـه ملـة جـده ... لمـا تداعـى بيتـهـا المعـمـورُ
وبغيـر أمـر الله قـام محكّـمـا ... بالمسلميـن يزيـد وهـو أمـيـرُ
نفسـي الفـداء لثائـر فـي حقـه ... كاليث ذي الوثبـات حيـن يثـورُ
أضحى يقيم الديـن وهـو مهـدم ... ويجّبـر الأسـلام وهـو كسـيـرُ
ويذكـر الأعـداء بطشـة ربهـم ... لـو كـان ثمـة ينفـع التذكـيـرُ
وعلى قلوبهم قـد انطبـع الشقـى ... لا الوعـظ يبلغهـا ولا التحـذيـرُ
فنضا ابن أحمـد صارمـا ماسلـه ... إلا وسلـن مـن الدمـاء بـحـورُ
فكـأن عزرائيـل خـط فـرنـده ... وبـه أحاديـث الحمـام سطـورُ
دارت حماليـق الكمـاة لخـوفـه ... فيدور شخص الموت حيث يـدورُ
واستيقن القـوم البـوار كـأن أسـ ... رافيل جاء وفـي يديـه الصـورُ
فهوى عليهم مثل صاعقـة السمـا ... فالروس تسقـط والنفـوس تطيـرُ
لـم تثـن عاملـه المسـدد جنـة ... كالموت لم يحجـزه يومـا سـورُ
شاكي السلاح لدى أبن حيدرا أعزل ... واللابس الدرع الـدلاص حسيـرُ
غيـران ينفـض لبدتـيـه كـأنـه ... أسـد بآجـام الرمـاح هـصـورُ
ولصوته زجر الرعود تطير بـال ... ألبـاب دمـدمـة لــه وهـديـرُ
قد طاح قلب الجيش خيفـة بأسـه ... وانهاض منـه جناحـه المكسـورُ
بأبي أبـي الضيـم صـال ومالـه ... إلا المثقـف والحـسـام نصـيـرُ
وبقلبـه الهـم الـذي لـو بعضـه ... بثبيـر لـم يثبـت عليـه ثبـيـرُ
حزنا على الدين الحنيـف وغربـة ... وظمـا وفقـد أحـبـة وهجـيـرُ
حتى إذا نفـذ القضـاء وقـدر الـ ... محتـوم فيـه وحتـم المـقـدورُ
زجت لـه الأقـدار سهـم منيـة ... فهوى لقـى فانـدك ذاك الطـورُ
وتعطـل الفلـك المـدار كأنـمـا ... هـو قطبـه وكـان عليـه يـدورُ
وهويـن ألويـة الشريعـة نكصـا ... وتعـطـل التهلـيـل والتكبـيـرُ
والشمس ناشـرة الذوائـب ثاكـل ... والأرض ترجف والسمـاء تمـورُ
بأبي القتيل وغسلـه علـق الدمـا ... وعليـه مـن أرج الثنـا كـافـورُ
ظمـآن يعتلـج الغليـل بـصـدره ... و تبـل للخطـي منـه صــدورُ
وتحكمت بيض السيـوف بجسمـه ... ويـح السيـوف فحكمهـن يجـورُ
وغدت تدوس الخيل منـه أضالعـا ... سـر النبـي بطيـهـا مسـتـورُ
فـي فتيـة قـد أرخصـو لفدائـه ... أرواح قـدس سومهـن خطـيـرُ
ثاوين قد زهـت الربـى بدمائهـم ... فكأنـهـا نـوارهـا الممـطـورُ
رقدوا وقد سقـوا الثـرى فكأنهـم ... ندمـان شـرب والدمـاء خمـورُ
هم فتية خطبـوا العلـى بسيوفهـم ... ولهـا النفـوس الغاليـات مهـورُ
فرحوا وقد نعيـت نفوسهـم لهـم ... فكأن لهم ناعـي النفـوس بشيـرُ
فستنشقـوا النقـع المثـار كـأنـه ... نـد المجامـر منـه فـاح عبيـرُ
واستيقنوا بالمـوت نيـل مرامهـم ... فالكـل منهـم ضاحـك مسـرورُ
فكأنمـا بيـض الحـدود بواسمـا ... بيض الخدود لها ابتسمن لها ثغـورُ
وكأنمـا سمـر الرمـاح موائـلا ... سمـر المـلاح يزينهـن سفـورُ
كسروا جفون سيوفهـم وتقحمـوا ... بالخيـل حيـث تراكـم الجمهـورُ
من كل شهـم ليـس يحـذر قتلـه ... إن لـم يكـن بنجاتـه المـحـذورُ
عاثـوا بــآل أمـيـة فكأنـهـم ... سرب البغاث يعثـن فيـه صقـورُ
حتـى إذا شـاء المهيمـن قربهـم ... لجواره وجرى القضـا المسطـورُ
ركضوا بأرجلهم إلى شرك الردى ... وسعـوا وكـل سعيـه مشـكـورُ
فزهت بهم تلـك العـراص كأنمـا ... فيهـا ركـدن أهـلـة وبــدورُ
عاريـن طـرزت الدمـاء عليهـم ... حمـر البـرود كأنهـن حـريـرُ
وثواكل يشجـي الغيـور حنينهـا ... لو كان مـا بيـن العـداة غيـورُ
حرم لأحمد قـد هتكـن ستورهـا ... فهتكن مـن حـرم الإلـه ستـورُ
كم حرة لمـا أحـاط بهـا العـدى ... هربت تخف العدو وهـي وقـورُ
والشمس توقـد بالهواجـر نارهـا ... والأرض يغلـي رملهـا ويفـورُ
هتفت غداة الروع باسـم كفيليهـا ... وكفيلهـا بثـرى الطفـوف عفيـرُ
كانت بحيث سجافهـا يبنـى علـى ... نهـر المجـرة مـا لهـن عبـورُ
يحمين بالبيض البواتر والقنـاة الـ ... سمر الشواجر والحمـاة حضـورُ
ما لاحظت عيـن الهـلال خيالهـا ... والشهب تخطـف دونهـا وتغـورُ
حتى النسيـم إذا تخطـى نحوهـا ... ألقاه فـي ظـل الرمـاح عثـورُ
فبـدا بيـوم الغاضريـة وجههـا ... كالشمس يسترهـا السنـا والنـورُ
فيعود عنهـا الوهـم وهـو مقيـد ... ويرد عنها الطرف وهـو حسيـرُ
فغدت تود لـو أنهـا نعيـت ولـم ... ينظـر إليهـا شامـت وكـفـورُ
وسرت بهن إلـى يزيـد نجائـب ... بالبيـد تنتجـد تــارة وتـغـورُ
حنت طلاح العيـس مسعـدة لهـا ... وبكى الغبيط بهـا ونـاح الكـورُ
تعليق