إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ضَرورَةِ توجيه الصَرْفِ المَالِي فِي الإنفاقِ وبصورةٍ مُعتَدِلَةٍ ومُتوازنةٍ :

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ضَرورَةِ توجيه الصَرْفِ المَالِي فِي الإنفاقِ وبصورةٍ مُعتَدِلَةٍ ومُتوازنةٍ :

    أكّدَتْ المَرجَعيَّةُ الدِينيّةُ العُليَا فِي النَجَفِ الأشرَفِ ,اليَومَ , الجُمْعَةَ , الرابعِ عَشَر مِنْ رَبيعٍ الآخِر ,1438 هِجري,

    المُوافقَ ,لِ, الثالثِ عَشَر مِنْ كانونِ الثاني ,2017م ,وعلى لِسَانِ , وَكيلِها الشَرعي , الشَيخ عبد المَهدي الكربَلائي ,

    خَطيبِ , وإمَامِ الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :

    عَلى ضَرورَةِ توجيه الصَرْفِ المَالِي فِي الإنفاقِ وبصورةٍ مُعتَدِلَةٍ ومُتوازنةٍ ,

    فَكمَا أنَّ المُجتمعَ بِحَاجةٍ إلى الإنفاقِ عَلى الجهَادِ في سَبيلِ اللهِ , فكذلك يَحتاجُ إلى الإنفاقِ عَلى المَشاريعِ الخَيريّةِ ,

    مِن مَدَارِسَ للأيتامِ ومَرَاكِزَ طبيّةٍ ومَبَرّاتٍ خَيريّةٍ أخرى ,

    ولا بُدّ مِن التفكيرِ في الإنفاقِ الذي يُلبي حَاجَاتِ المُجتمعِ المُختَلِفَةِ .

    ولا تَستَصغِروا الصَدَقَةَ القَليلةَ حتى ولو كانتْ ألفَ دينارٍ ,أو أقلّ , وهذه إذا تَجمّعَتْ أنتَجَتْ مَالاً عَظيماً

    ,يُسهِمُ في تَكَفّلِ المُجتمعِ بَعضَه بِبَعضٍ.

    وقَد عَرَضَ سَمَاحَةُ الوكيلِ الشَرعي الشَيخ الكَربلائي , إلى أهميّةِ نِظَامِ الإنفَاقِ المَالي بِقسيمَه الواجبِ والمُستَحبِ

    في الشَريعةِ الإسلاميّة الحَكيمةِ , لِمَا تُشَجّعُ عليه الكثيرُ مِن الآياتِ القُرآنيّةِ , وكونه يُعالجُ المَشَاكِلَ المُهمةَ

    في المُجتمعِ الإسلامي ,خاصةً مُشكلةَ الفُقَراءِ والمُعوزّين , ويُؤسسُ للتكاملِ الاجتماعي ,

    ويُعَزّزُ الفَضَائِلَ الأخلاقيّةَ , كالجودِ والكَرمِ والتَعاطفِ والتَراحمِ بين أبناءِ المُجتمعِ الوَاحِدِ ,

    ويُقوي القُدرةَ الدِفاعيّةَ للكيانِ الإسلامي ضِدّ الأعداءِ وأخطَارِهم.


    وإنَّ الإنفاقَ المَالي عَلَى قِسمَين :

    1- الإنفاقُ الوَاجِبُ : وهو مَا يُعَاقَبُ ويُحَاسَبُ الإنسَانُ علَى تَركِه , ومِثَالَه هو الحُقوقُ الشَرعيةُ مِن الزكاةِ والخُمسِ ,

    وكُلُّ مَا يَتعلقُ به الحقُّ الشَرعي الواجبُ , كالإنفاقِ على الوالدين والزوجةِ والأولادِ , والأخِ المُسلِمِ في حَاجته للطعامِ والدواءِ مَثلاً

    ,
    ومَا يُوجِبُ حِفظَ الحَيَاةِ في حَالِ البلاءِ وحِفظَ أعراضِ المُسلمين.

    2-الإنفاقُ المُستَحَبُ : وهو مَا يُثابُ الإنسَانُ عَلى فِعلِه ولا يُعاقبُ عَلى تَركِه ,.

    واليَومُ نُواجه مُشكِلةً في تطبيقِ هذا الإنفاقِ المَالي , وتتَمثّلُ هذه المُشكلةُ بالنفسِ الأمّارةِ بالسوءِ , والشيطانِ ,

    وقد وَاجَهَتْ الشَريعةُ الإسلاميّةُ حَالةَ التَمرّدِ هذه ,تَمرّدَ النفسِ وحُبّ الدنيا والشُحِ , وبأساليبَ مُتعددَةٍ ,كأسلوبِ الترغيبِ ,

    ببيان أنّ الإنفاقَ هو تجَارَةٌ رَابِحَةٌ مَع اللهِ تعَالى ,أو أنّه قَرضٌ ستكون له أرباحٌ مُضَاعَفَةٌ,
    أو أنّه يَدفعُ مِيتَةَ السوءِ ويَدفعُ البلاءَ ,.

    وقد استخدمتْ الآياتُ القرآنيةُ أسلوبَ التهديدِ والوعيدِ للمُمتَنِعِ عن الإنفاقِ المَالي الوَاجِبِ ,.

    وعَالَجَتْ إشَكاليّةَ ورذيلةَ البُخلِ بوصفها مَانعاً مِن الإنفاقِ ,

    والبُخلُ له درجاتٌ مُتفاوتةٌ بين الناسِ , وآثاره خَطيرةٌ في المُستقبلِ الآخروي والمَصير, قَاَلَ تعَالى:

    ((وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) (180)آل عمران.

    فَهؤلاءِ البُخَلاءُ لديهم تَصوراتٌ خَاطئةٌ وانقلابٌ في المَفاهيمِ ,تَجعلهم يَمسِكونَ عن الإنفاقِ الواجبِ وحتى المُستحبِ ,

    باعتقادٍ مِنهم أنَّ المَالَ مَالُهم, ويَحتاجون إليه في قَابلِ الأيامِ لأنفسِهم ولأولادِهم ولأرصدتِهم , و يَدّخرونَ المَالَ لذلك.

    وقَد حَذّرَ اللهُ تعالى مِن رذيلةِ البُخلِ وآثارها الوخيمةِ يَومَ القيامةِ , بوصفه شَرّاً لهم ,

    فَضلاً عنّ الرواياتِ , والتي قد حَذّرَتْ مِن عَاقبةِ البُخلِ , وقد وصَفَتْ التطويقَ للبخيل بطوقِ الحَيّاتِ العظيمةِ ,

    وتَبقى مَعه إلى مَا يعَلم اللهُ, أو قد يتحولُ الطَوقُ إلى طَوقٍ مِن نَارٍ .

    فَالمَالُ حَقيقةً هو مَالُ اللهِ تعالى , قد آتاه إيّاك أيها البَخيلُ ,وهو مِن الأصلِ مَالُ اللهِ سُبحانه, ومِن ثمَّ سيورثه غيرُكَ ,

    وعليكَ حِسَابُه وعِقابُه .

    قال تعالى: ((هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ))(38)مُحمّد.

    فَمَن يَبخل فسيعود بالسوءِ على نفسِه .

    إنَّ الغايةَ مِن الإنفاقِ ليسَتْ إشباعَ حَاجاتِ المُجتمعِ ,والفقراءِ وحَسب , بل هناك مَا هو أبعدُ مِن ذلك

    وهو الأمورُ المعنويةُ والقيميةُ , مِن ضرورةِ الاستشعارِ والتَحسّسِ بآلامِ الفقراءِ والمَحرومين , وتقويةِ الشعورِ عندهم

    بأنّه هناك مَن يَترحمُ عليهم ويَعطفُ ,ويَتعاونُ ,

    وحتى هذا الإنفاق الذي يُبذَلُ يَنبغي بصَاحِبه أنْ يدركَ أنّهلا يَعلمُ ,قد قُبِلَ منه أو لم يُقبَل ,

    وهل انطبقتْ عليه شروطُ الإنفاقِ أم لم تَنطبِق ؟

    ومِن جُملَةِ شروطِ الإنفاقِ الماَلي الواجبِ والمُستَحبِ :

    1- طَلَبُ رِضَا اللهِ تعالى ,لا طلبُ الجّاهِ والسُمعَةِ .

    2- أنْ يكونَ الإنفاقُ مِن المَالِ الطيّبِ والجيّدِ , لا الخبيثِ والرَديء , قَالَ تعالى:

    ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ))(267)البقرة.

    3- أنْ يكونَ الإنفاقُ بإحسَانٍ ومِن قَلبٍ رحيمٍ , وأنْ لا يُتبّعَ بالمَنّ والأذَى , حِفظاً لكرامةِ الفقيرِ , وصيانةً لمَاءِ وجهِه .

    قال تعالى:

    ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)) (264)البقرة.

    ولِسَانُ حَالِ الفقيرِ هو أنّ كرامتي ومَاءَ وجهي أثمنُ مِن أيّ ثروةٍ أو مَالٍ يَتبعه مَنٌّ وأذَى.

    فينبغي المُحافظةُ على كرامةِ الفقيرِ ومَاءِ وجهِة في حَالِ الإنفاقِ , وحتى بعده ,

    وإذا مَا وَقعَ نِزَاعٌ بينه وبينه الفقيرِ ,
    فلا ينبغي أنْ يُسمعه كَلماتٍ جَارحَةً ,كقوله بأنّكَ لحوحٌ أو اذهب فتكسّب ,أو يُعيِّرَه بعد حِينٍ.

    ومِن مَوانِع الإنفاقِ هو الشَيطانُ الذي يتحدثُ مع الإنسانِ في داخلِ نفسه ,كأنْ يَقول له أنتَ تَحتاج المَالَ لنفسك ولرصيدِك

    ولأولادِك ,فَيَمسك عن الإنفاقِ وأعني بالشيطانِ
    , هنا هو شيطانَ الإنسِ ,فقد يأتي النِداءُ مِن داخلِ البيتِ بعدم الإنفاقِ تزهيداً له

    ,أو تثبيطاً ,قال تعالى:

    ((الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)) (268)البقرة.

    و(عن الإمامِ الصَادقِ , عليه السلام , : أنّ في الإنفاقِ شيئين مِن اللهِ , وشيئين مِن الشيطانِ ،فاللذان مِن اللهِ ,

    هُما غفرانُ الذنوبِ والسِعةِ في المَالِ، واللذان مِن الشيطانِ, هما الفَقرُ والأمرَ بالفحشاءِ )

    : تفسيرُ مَجمع البيانِ, الشيخُ الطبرسي,ج2,ص193.


    ______________________________________

    تَدْوينُ – مُرتَضَى عَلي الحِليّ –
    _______________________________________


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم...

    احسنتم اخي الكريم وبورك فيكم

    تعليق


    • #3
      وأحسن اللهُ إليكم أختي الكريمة وباركَ فيكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X