البُلبُل.. الذي فَقَد صوتَه!
في يومٍ ما.. فُوجئ البُلبُلْ الصغيرُ أنّه قد فَقَد صوتَه.
فَجأةً.. ودونَ أن يَعرِفَ ما الذي حَدَث: هَرَبَ منه صوتُه وضاع!
عادَ البلبلُ الصغيرُ حزيناً، مَهموماً، يائساً.. وأخذ يَبحثُ عن صوتِه الذي ضاع. أخَذ يَبحثُ في البيوت، والمياه، والأعشاش.. لكنّه ما وَجَده.
عادَ مُنكسِراً، مُتَحطِّماً.. لا يَهتمُّ بخُضرَةِ الأشجار، ولا جَمالِ السَّنابِل، ولا بالأزهار. وكان حُزنُه يَشتدُّ إذا سَمِع زَقزَقَةَ العصافير وأغاريدَ الطيور المَرِحة.
فيما مضى.. كان البُلبُلُ الصغيرُ صَديقاً صَميمياً لجدولِ الماءِ الذي يَمُرّ بالحقل. أمّا الآن.. فإنّ البلبلَ لا يُلامِسُ مياهَ الجدول، ولا يَتحدّثُ معه.
وتَمُرّ الفَراشاتُ الجميلة الزاهيةُ الألوان.. فلا يُلاطِفُها كما كانَ يَفعلُ مِن قَبل، ولا يَلعبُ معها.
لقد عادَ البلبلُ الصغيرُ حزيناً، مُتعَباً.. يَبحثُ عن صوتهِ الدافئ، دونَ أن يَعثُر عليهِ في أيِّ مكان.
وعن طريقِ الإشارات.. سألَ الكثيرينَ من أصدقائه، فلم يَهتَدِ أحدٌ منهم إلى شيء. وظلّ هكذا.. حتّى عادَ إلى الحقل، فانطرَحَ في ظِلِّ شجرةِ التُّوتِ الكبيرة.
فَجأةً.. ودونَ أن يَعرِفَ ما الذي حَدَث: هَرَبَ منه صوتُه وضاع!
عادَ البلبلُ الصغيرُ حزيناً، مَهموماً، يائساً.. وأخذ يَبحثُ عن صوتِه الذي ضاع. أخَذ يَبحثُ في البيوت، والمياه، والأعشاش.. لكنّه ما وَجَده.
عادَ مُنكسِراً، مُتَحطِّماً.. لا يَهتمُّ بخُضرَةِ الأشجار، ولا جَمالِ السَّنابِل، ولا بالأزهار. وكان حُزنُه يَشتدُّ إذا سَمِع زَقزَقَةَ العصافير وأغاريدَ الطيور المَرِحة.
فيما مضى.. كان البُلبُلُ الصغيرُ صَديقاً صَميمياً لجدولِ الماءِ الذي يَمُرّ بالحقل. أمّا الآن.. فإنّ البلبلَ لا يُلامِسُ مياهَ الجدول، ولا يَتحدّثُ معه.
وتَمُرّ الفَراشاتُ الجميلة الزاهيةُ الألوان.. فلا يُلاطِفُها كما كانَ يَفعلُ مِن قَبل، ولا يَلعبُ معها.
لقد عادَ البلبلُ الصغيرُ حزيناً، مُتعَباً.. يَبحثُ عن صوتهِ الدافئ، دونَ أن يَعثُر عليهِ في أيِّ مكان.
وعن طريقِ الإشارات.. سألَ الكثيرينَ من أصدقائه، فلم يَهتَدِ أحدٌ منهم إلى شيء. وظلّ هكذا.. حتّى عادَ إلى الحقل، فانطرَحَ في ظِلِّ شجرةِ التُّوتِ الكبيرة.
* * *
أخَذَ البلبلُ الحزينُ يَتذكّرُ أيّامَهُ الماضية، حينَ كانَ صوتُهُ يَنطلِقُ بتَغريدٍ جميل.. حُلو.. تأنَسُ له الطيورُ والمياه، والزَّوارقُ الورَقيةُ السائرةُ على الماء، والأعشابُ الراضيةُ المنبسطة، وتَفرَحُ له الثِّمارُ المُعلّقةُ في الأغصان. أمّا الآن.. فقد ضاعَ منه فَجأةً كلُّ شيء!
رَفَع البلبلُ الصغيرُ رأسَهُ إلى السماءِ الوسيعةِ الزرقاء، وأخَذَ يتَطَلّعُ إلى فَوق، بتضرُّعٍ وحُزن:
ـ يا إلهي.. كيفَ يُمكنُ أن يَحدُثَ هذا بكلِّ هذهِ السُّهولة ؟! ساعِدْني يا إلهي.. فمَن لي غَيرُك يُعيدُ لي صَوتيَ الضائع ؟
حينَ كانَ البلبلُ الصغيرُ يَنظُرُ إلى السماء.. أبصَرَ ـ في نُقطةٍ بَعيدة ـ حَمامةً صَغيرةً تَحمِلُ فوقَ ظهرِها حَمامةً جَريحة.. وقد بَدَت الحمامةُ الصغيرةُ مُتعَبة ومُنهَكة.. وهي تَنوءُ بهذا الحمل. لكنّ الحمامةَ الصغيرةَ كانت مع ذلك شُجاعةً وصابرة.
انتَبَه البلبلُ الحزينُ إلى هذا المنظر، فأخذَ يُتابِعُه.. وقلبُه يَدُقُّ خوفاً على الحمامةِ الصغيرةِ من السُّقوط.. مع أنّها كانت تَطيرُ بشَجاعةٍ وإرادةٍ قويّة.
وعندما وَصَلَت الحمامةُ الصغيرة إلى نُقطةٍ قريبةٍ من شجرة التُّوت.. بَدأت الحمامةُ الجريحةُ تَميلُ عنها بالتدريج، فأخَذَ قلبُ البُلبل يَدُقّ.. ويَدُقّ. لقد امتلأ قلبُهُ بالرِّقَّةِ والخوفِ على هذهِ الحمامةِ الضعيفةِ التي تكادُ تَسقُطُ من الأعالي على الأرض.
ولمّا كادَت الحمامةُ الجريحةُ أن تَهوي.. كانَ البلبلُ الصغيرُ قد رَكّزَ كلَّ ما في داخِله مِن عواطفِ الرحمةِ والمَحبّةِ وهو يُتابِعُ المنظر. لم يَتمالَكِ البلبلُ الصغيرُ نفسَهُ، فإذا هو يَصيحُ بقوّة:
ـ انتَبِهي.. انتَبِهي أيّتها الحمامةُ الصغيرة! الحمامةُ الجريحةُ تكادُ تَسقُطُ عن ظهرِك!
سَمِعَتِ الحمامةُ صِياحَ البلبل.. فانتَبَهت، وأخَذَت تُعَدِّلُ مِن جَناحَيها .. حتّى استعادَتِ الحمامةُ الجريحةُ وضَعَها السابق، فشكرَتْه مِن قلبها.. ومضَت تَطيرُ وهي تُحَيِّيهِ بمِنقارِها.
توقّفَ البلبل، وبَدأ يُفكِّر..
لم يُصدِّقْ في البداية. لم يُصدِّقْ أنّ صوتَهُ قد عادَ إلَيه. لكنّه تأكّدَ مِن ذلك لمّا حاوَلَ مرةً ثانية، فانطلَقَ فَرِحاً يُغرِّدُ فوقَ الشجرة، رافعاً رأسَهُ إلى السماءِ الزَّرقاء. لقد كانَ تَغريدُه هذهِ المرّةَ أُنشودَةَ شُكرٍ لله على هذهِ النِّعمةِ الكبيرة.
رَفَع البلبلُ الصغيرُ رأسَهُ إلى السماءِ الوسيعةِ الزرقاء، وأخَذَ يتَطَلّعُ إلى فَوق، بتضرُّعٍ وحُزن:
ـ يا إلهي.. كيفَ يُمكنُ أن يَحدُثَ هذا بكلِّ هذهِ السُّهولة ؟! ساعِدْني يا إلهي.. فمَن لي غَيرُك يُعيدُ لي صَوتيَ الضائع ؟
حينَ كانَ البلبلُ الصغيرُ يَنظُرُ إلى السماء.. أبصَرَ ـ في نُقطةٍ بَعيدة ـ حَمامةً صَغيرةً تَحمِلُ فوقَ ظهرِها حَمامةً جَريحة.. وقد بَدَت الحمامةُ الصغيرةُ مُتعَبة ومُنهَكة.. وهي تَنوءُ بهذا الحمل. لكنّ الحمامةَ الصغيرةَ كانت مع ذلك شُجاعةً وصابرة.
انتَبَه البلبلُ الحزينُ إلى هذا المنظر، فأخذَ يُتابِعُه.. وقلبُه يَدُقُّ خوفاً على الحمامةِ الصغيرةِ من السُّقوط.. مع أنّها كانت تَطيرُ بشَجاعةٍ وإرادةٍ قويّة.
وعندما وَصَلَت الحمامةُ الصغيرة إلى نُقطةٍ قريبةٍ من شجرة التُّوت.. بَدأت الحمامةُ الجريحةُ تَميلُ عنها بالتدريج، فأخَذَ قلبُ البُلبل يَدُقّ.. ويَدُقّ. لقد امتلأ قلبُهُ بالرِّقَّةِ والخوفِ على هذهِ الحمامةِ الضعيفةِ التي تكادُ تَسقُطُ من الأعالي على الأرض.
ولمّا كادَت الحمامةُ الجريحةُ أن تَهوي.. كانَ البلبلُ الصغيرُ قد رَكّزَ كلَّ ما في داخِله مِن عواطفِ الرحمةِ والمَحبّةِ وهو يُتابِعُ المنظر. لم يَتمالَكِ البلبلُ الصغيرُ نفسَهُ، فإذا هو يَصيحُ بقوّة:
ـ انتَبِهي.. انتَبِهي أيّتها الحمامةُ الصغيرة! الحمامةُ الجريحةُ تكادُ تَسقُطُ عن ظهرِك!
سَمِعَتِ الحمامةُ صِياحَ البلبل.. فانتَبَهت، وأخَذَت تُعَدِّلُ مِن جَناحَيها .. حتّى استعادَتِ الحمامةُ الجريحةُ وضَعَها السابق، فشكرَتْه مِن قلبها.. ومضَت تَطيرُ وهي تُحَيِّيهِ بمِنقارِها.
توقّفَ البلبل، وبَدأ يُفكِّر..
لم يُصدِّقْ في البداية. لم يُصدِّقْ أنّ صوتَهُ قد عادَ إلَيه. لكنّه تأكّدَ مِن ذلك لمّا حاوَلَ مرةً ثانية، فانطلَقَ فَرِحاً يُغرِّدُ فوقَ الشجرة، رافعاً رأسَهُ إلى السماءِ الزَّرقاء. لقد كانَ تَغريدُه هذهِ المرّةَ أُنشودَةَ شُكرٍ لله على هذهِ النِّعمةِ الكبيرة.
تعليق