حَذّرَتْ المَرجَعيَّةُ الدِينيّةُ العُليَا فِي النَجَفِ الأشرَفِ ,اليَومَ , الجُمْعَةَ , الواحدِ والعشرين مِنْ رَبيعٍ الآخِر ,1438 هِجري,
المُوافقَ ,لِ, العشرين مِنْ كانونِ الثاني ,2017م ,وعلى لِسَانِ , وَكيلِها الشَرعي , السَيّد أحمَد الصَافي , خَطيبِ ,
وإمَامِ الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :
مِن ظَاهِرةِ التَفَكِّكِ الأسَري التي تَتَفاقمُ في المُجتمعِ وَدَعَتْ الأسرَ إلى تربيةِ أولادِهم تَربيةً حَسنةً ,
وأرشَدَتْهم إلى ضَرورةِ التَماسكِ والتفَاهمِ , وتَعليمِ القِيمِ والأخلاقِ والأعرافِ ,والتواصلِ مَع الأرحامِ ,واحترامِ الجَارِ ,
والالتزامِ بالضوابطِ الشَرعيّةِ .
وَذَكّرَتْ بأنَّ وراءَ الذين يُقاتِلونَ ألآن مِن المُجاهِدين الأبطَالِ عَوائلٌ كريمةٌ وأمهاتٌ عفيفاتٌ وطيباتٌ وآباءٌ صالحون ,
بحَيث ,حَثّوا أبنائَهم عَلى الجِهَادِ والمُرابطةِ , وإنْ كانوا بأمسِّ الحَاجَةِ لهم كَمُعيلٍ ,ولكن القيمَ والأعرافَ الحَسنةَ ,
التي تَربوا عليها هي مَن دَفعَتهم إلى الدِفَاعِ عَن الوطنِ والاستشهَادِ في سَبيلِ اللهِ.
وأكّدَ الوكيلُ الشَرعي السَيّدُ أحمَدُ الصَافي (دَامَ عِّزّه ) :عَلى أنَّ مَسَألةَ التَفككِ الأسَري مِن المَواضيعَ المُهمة ,
التي تَحتاجُ إلى تَسليطِ الضَوءِ عليها , فهُناكَ مُشكلةٌ مُتفاقمةٌ , ينبغي أنْ نُبيّنَ خَطرهَا اجتماعيّاً , وأنتم تَعلمون أنَّ الأسرةَ ,
بِمَا هي أسرة حَالةٌ فِطريةٌ , وأنَّ الإنسانَ بطبعِه يُحبُّ أنْ يَستقرَّ , وأنَّ العلاقةَ بين الرجلِ والمُرأةِ هي علاقةُ رَغبَةِ أحدهما بالآخرِ ,
وقد قننتَها القوانينُ السَمَاويةُ وغير السَمَاويةِ ,وحَدّدَتْ القوانينُ السَمَاويةُ هذه المَسائلَ بشَكلٍ خَاصٍ ,
بحيث أعطتْ الشريعةُ المُقدّسةُ لها أهميةً كَبيرةً جِداً ,وجَعَلَتْ هذا المُجتمعَ الصَغيرَ المُعبّرَ عنه بالأسرةِ مُجتمعاً ,
له مِن الأهميةِ الكبيرةِ , بحيث تَدَخَلتْ حتى في بدايةِ التكوينِ , ورغبّتْ الإنسانَ إذا أرادَ أنْ يَتزوجَ بمجموعةٍ مِن الصِفَاتِ ,
ولم تكن اللذةُ منها , بل رَكّزَتْ على البناءِ الصَالِحِ.
وكذلك المرأةُ ووليها وعَالَجَتْ إشكاليةَ عَضْلِ المَرأةِ ومَنعِهَا مِن الزواجِ ,رَغبةً مِن الشارعِ المُقدّسِ لتكوينِ النواةِ الطيّبةِ ,
نواةِ الأسرةِ , وحتى في حَالَةِ المُقَارَبةِ قَد تَدَخّلَ الشَارِعُ , وجَعَلَ هناك أشبهَ ما يَكونُ بالحَصَانةِ للوليدِ الذي سَيولَدُ ,
اهتمامَاً به ,حتى يكونَ طفلاً ويَكبرَ , فاهتمامُ الشريعةِ مُتسلسِلٌ مع تكوينِ الأسرةِ ,حقوقاً وواجباتٍ ,.
وللأسفِ وبمَرَارةٍ نَقولُ : إنَّ العراقَ هو مِن البلدانِ التي تُحافِظُ عَلى أسرِهَا , وتُشجعُ على الروابطِ الطيبّةِ ,
سواءً مع الجيرانِ أو مع الأقاربِ أو العشيرةِ , ولكن ألآن بَدَأتْ حَالةٌ مِن التفككِ الأسَري تَظهرُ , والكُلُّ مَسؤولٌ .
وأنتم تعرفون إذا مَا الأسرُ تَفكَكتْ مَاذا ستكونُ النتيجةُ ؟
ألآن نَحنُ نُعاني مِن هذه الظاهرةِ التي ضَربَتْ المَنظومةَ المُقدّسَةَ بحيث أصبَحَتْ تنفرطُ الروابطُ في الأسَرِ .
فَتَرَى الأبَ ليس له علاقةٌ بالأسرةِ وكذلك الأمَّ والأخَ ليس له علاقةٌ بأخيه .
وسَيقولُ قَائِلٌ مَا هي الأسبَابُ ؟ وهي كثيرةٌ ولو دَخَلتَ في عُمقِها لطالَ الحَديثُ بها ,
ونَحنُ نُنَبّه إلى بعضِ منها :
1- إنَّ الأبَ باعتباره عَمود الأسرةِ وخاصةً أعني مَن لم يُمارس دوره ,يَخرجُ صَباحاً و لا يعودُ إلاّ لَيلاً يَبحثُ عن رِزقِه ,
وإذا تَأملتَ بهذا الرِزقِ , فبعضه يَكفيه, وقد يَتَذرّعُ بالرزقِ بَحثاً ليَحتَجَ بذلك و لا يَدري أنّه بهذه الطريقةِ سَتُتزَعزعُ أسرته.
وهذا الأبُ الذي لم يمارس دورَه لم يُتعِب نفسُه , ويَجلس مع أولاده على الغداءِ أو العِشاءِ , ليجمعَ عائلَتِه ,
ويُحاول أنْ يَستفهمَ منهم ما يَدورُ في الأسرةِ , أو يُقدَّم لهم مَوعظةً وفَائدَةً .
حتى أنَّ بعضَ الناسِ بدأوا يَحنونَ إلى تَلكَ الأيامِ الخَوالي,والتي كانوا يَجتمعون فيها مع الآباءِ والأجدادِ , في وَقتٍ يَسيرٍ
,فأصبحتْ هذه الحَالةُ تُفتَقَدُ في البَيتِ , وبَدأ الوَلدُ يَكبرُ ,ولا يَحترمُ الكبيرَ ولا الجَارَ ,والأبُ يرَاه و يَقبلها له .
إنَّ الابنَ لا بُدّ أنْ يكونَ مَشروعَاً للأبِ ,فبعض الآباءِ لا يَعرفونَ عن ابنهم بأيّ صفٍ دِراسي ,.
والأمُّ كذلك فهي تُمَثّلُ العَمودَ الثاني في البيتِ , ونعني هنا الأمَّ التي لم تُمارِس دورها , أما الأمهاتُ اللاتي يُمارسن دورهن
فَجزائهن اللهُ خَيرَ الجَزاءِ.
فتجدَ الأمَّ غير مُكتَرِثَةٍ وتُفَكّرَ بفضولِ المَعيشةِ , وتَبحثُ عَن المُلَهيَاتِ , وتَتركَ البيتَ تَركَ الحَبْلِ عَلى غَاربِه.
2- مَا جَاءَتْ به الوسائلُ الحديثةُ , وسوءُ الاستخدامِ أسهمَ بتفككِ ما بَقيَّ , وقطّعَتْ أوصالَ الأسرةِ ,.
فهذا صديقه الانترنت والموبايل , وأصبحَ الوَلدُ مُتوحشاً , لا يَعرفُ المُجتمعَ , ولا يَملكُ أصدقاءَ جيدينَ .
و لا تُوجدُ نَصيحةٌ مِن الأبوين بكيفيّة استخدامِ الوسائلِ الجديدةِ , وكأنّ الأبَ والأمَّ في فِندَقٍ مُؤقّتٍ ,
يباتون ويذهبون كُلٌّ إلى عَمَلِه.
3- إنَّ التَدَاعياتِ الخطيرةَ في المُجتمعِ , والتي تستهدفُ هذا البناءَ الأسريَّ , هي مسؤوليةُ الجميعِ ,
ونحن ندعو إلى لَملَمَةِ الأسرِ ,.
أيّهُا الأبُ اعطِ مِن وقتكَ الشَيءِ لبيتكَ , علّمهم ما هي القيمُ ,
وما هي الأخلاقُ وماهي الشيمُ , وأفهم أنَّ التطورَ والتكنلوجيا لا تعني عدم الأخلاقِ ,.
وأنَّ الاستعماَل السَيءَ سَينتجُ نتائجَ سَيئةً .
وما نُشَاهِدُه في مَسألةِ الزواجِ والأعراسِ (الزّفّة ) مِن مَظاهرَ نَتأذَى منها , ويَتأذى مِنها الجيرانُ ,
فَهل بهذا أوصانا النبي , صَلى الله عليه وآله وسلم , وهل توارثنا ذلك وهل هذه أخلاقُ البَلدِ ؟
ونَعلمُ أنَّ أخلاقَ البلدَ التَواصي بالجَارِ واحترامُ الآخرين , واحترامُ الشَارعِ , الذي هو سَابلة للجَميعِ.
لماذا اختفتْ القيمُ والشِيمُ والرِجولةُ والكَرامةُ والغِيرَةُ .
والكُلُّ يُعاني من هذا الظرفِ , لأنَّ هذه المسألةَ مَسألةٌ اجتماعيّةٌ عامةٌ , لا تختصُ بفئةٍ دون أخرى.
في أعرافنا الحَسنة الجَارُ مُحترمٌ والعَشائرُ كَريمةٌ ,تعطفُ وتُساعدُ وتحترمُ .
لماذا تَغيبُ هذه الأمورُ وهي مِن البديهياتِ القيَميّةِ ؟
الأسرةُ هي المَنشأُ , والاهتمامُ بالمُعلّم لأنّه المُربي ,
إنَّ التفككَ الأسري يعني انهيارَ المُجتمعِ , ولا يُمكن أنْ يُصلحَ المُجتمع ما لم تُصلح الأسرةُ.
فالأبوانُ مَسؤولان عن تربيةِ الأبناءِ ,.
وفي العراق أسرٌ كريمةٌ وطيبةٌ , ولها مَشروعٌ صَالحٌ مع أبنائها , وقد دفعتهم بقوةٍ للجهادِ في سَبيلِ الوطنِ والمُقدّساتِ والأعرَاضِ ,
... الأمُّ الطيبةُ والعفيفةُ تودّعُ ابنها بالدعاءِ لجبهاتِ القتالِ , وربما تعرفُ أنّه قد لا يَعودُ إليها إلاّ وهو مَحمولٌ عَلى تَابوت .
وكذلك الأبُ الطيبُ , يَدفعُ ابنه للقتالِ وقد يَكون مُعيلاً له ,
أليس هذا جُهدٌ يُثمّنُ مِن قبل تلكِ الأسرِ الكَريمَةِ ,أنها أسرٌ صَالحةٌ تَماسَكتْ ورَبّتْ وعَرفتْ الحُرماتِ والقيمَ وتَربتْ تَربيةً حَسنةً.
وعندما صَدرتْ الفتوى المُقدسةُ بالجهادِ الكفائي , وصَل عَددُ المتُطوعين إلى أكثرِ مِن ثلاثةِ مَلايين ,
ووراء ذلك كلّه أسرٌ حسنةٌ وطيبةٌ وصَالحةٌ .
العراقُ بَلدُ الأخلاقِ والقيمِ والكرامةِ وكُلّ الفضائلِ , فلماذا تكونُ بعض الأسرِ خَارجَ السِربِ ؟
والكُلُّ مَسؤولٌ , وما يَحصلُ مِن تَفكّكٍ في الأسرِ , هو تصدعٌ في المُجتمعِ , لا بُدّ مِن معالجته بالشعورِ بالمسؤوليةِ الاجتماعيةِ
والعرفيةِ والدينية , .
وعلى الأسرِ أنْ تتماسكَ وأنْ تنظمَ أمورها وتنصح أولادها , وتَلتزمَ بالضَوابطِ الشَرعيّةِ.
______________________________________
تَدْوينُ – مُرتَضَى عَلي الحِليّ –
_______________________________________
المُوافقَ ,لِ, العشرين مِنْ كانونِ الثاني ,2017م ,وعلى لِسَانِ , وَكيلِها الشَرعي , السَيّد أحمَد الصَافي , خَطيبِ ,
وإمَامِ الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :
مِن ظَاهِرةِ التَفَكِّكِ الأسَري التي تَتَفاقمُ في المُجتمعِ وَدَعَتْ الأسرَ إلى تربيةِ أولادِهم تَربيةً حَسنةً ,
وأرشَدَتْهم إلى ضَرورةِ التَماسكِ والتفَاهمِ , وتَعليمِ القِيمِ والأخلاقِ والأعرافِ ,والتواصلِ مَع الأرحامِ ,واحترامِ الجَارِ ,
والالتزامِ بالضوابطِ الشَرعيّةِ .
وَذَكّرَتْ بأنَّ وراءَ الذين يُقاتِلونَ ألآن مِن المُجاهِدين الأبطَالِ عَوائلٌ كريمةٌ وأمهاتٌ عفيفاتٌ وطيباتٌ وآباءٌ صالحون ,
بحَيث ,حَثّوا أبنائَهم عَلى الجِهَادِ والمُرابطةِ , وإنْ كانوا بأمسِّ الحَاجَةِ لهم كَمُعيلٍ ,ولكن القيمَ والأعرافَ الحَسنةَ ,
التي تَربوا عليها هي مَن دَفعَتهم إلى الدِفَاعِ عَن الوطنِ والاستشهَادِ في سَبيلِ اللهِ.
وأكّدَ الوكيلُ الشَرعي السَيّدُ أحمَدُ الصَافي (دَامَ عِّزّه ) :عَلى أنَّ مَسَألةَ التَفككِ الأسَري مِن المَواضيعَ المُهمة ,
التي تَحتاجُ إلى تَسليطِ الضَوءِ عليها , فهُناكَ مُشكلةٌ مُتفاقمةٌ , ينبغي أنْ نُبيّنَ خَطرهَا اجتماعيّاً , وأنتم تَعلمون أنَّ الأسرةَ ,
بِمَا هي أسرة حَالةٌ فِطريةٌ , وأنَّ الإنسانَ بطبعِه يُحبُّ أنْ يَستقرَّ , وأنَّ العلاقةَ بين الرجلِ والمُرأةِ هي علاقةُ رَغبَةِ أحدهما بالآخرِ ,
وقد قننتَها القوانينُ السَمَاويةُ وغير السَمَاويةِ ,وحَدّدَتْ القوانينُ السَمَاويةُ هذه المَسائلَ بشَكلٍ خَاصٍ ,
بحيث أعطتْ الشريعةُ المُقدّسةُ لها أهميةً كَبيرةً جِداً ,وجَعَلَتْ هذا المُجتمعَ الصَغيرَ المُعبّرَ عنه بالأسرةِ مُجتمعاً ,
له مِن الأهميةِ الكبيرةِ , بحيث تَدَخَلتْ حتى في بدايةِ التكوينِ , ورغبّتْ الإنسانَ إذا أرادَ أنْ يَتزوجَ بمجموعةٍ مِن الصِفَاتِ ,
ولم تكن اللذةُ منها , بل رَكّزَتْ على البناءِ الصَالِحِ.
وكذلك المرأةُ ووليها وعَالَجَتْ إشكاليةَ عَضْلِ المَرأةِ ومَنعِهَا مِن الزواجِ ,رَغبةً مِن الشارعِ المُقدّسِ لتكوينِ النواةِ الطيّبةِ ,
نواةِ الأسرةِ , وحتى في حَالَةِ المُقَارَبةِ قَد تَدَخّلَ الشَارِعُ , وجَعَلَ هناك أشبهَ ما يَكونُ بالحَصَانةِ للوليدِ الذي سَيولَدُ ,
اهتمامَاً به ,حتى يكونَ طفلاً ويَكبرَ , فاهتمامُ الشريعةِ مُتسلسِلٌ مع تكوينِ الأسرةِ ,حقوقاً وواجباتٍ ,.
وللأسفِ وبمَرَارةٍ نَقولُ : إنَّ العراقَ هو مِن البلدانِ التي تُحافِظُ عَلى أسرِهَا , وتُشجعُ على الروابطِ الطيبّةِ ,
سواءً مع الجيرانِ أو مع الأقاربِ أو العشيرةِ , ولكن ألآن بَدَأتْ حَالةٌ مِن التفككِ الأسَري تَظهرُ , والكُلُّ مَسؤولٌ .
وأنتم تعرفون إذا مَا الأسرُ تَفكَكتْ مَاذا ستكونُ النتيجةُ ؟
ألآن نَحنُ نُعاني مِن هذه الظاهرةِ التي ضَربَتْ المَنظومةَ المُقدّسَةَ بحيث أصبَحَتْ تنفرطُ الروابطُ في الأسَرِ .
فَتَرَى الأبَ ليس له علاقةٌ بالأسرةِ وكذلك الأمَّ والأخَ ليس له علاقةٌ بأخيه .
وسَيقولُ قَائِلٌ مَا هي الأسبَابُ ؟ وهي كثيرةٌ ولو دَخَلتَ في عُمقِها لطالَ الحَديثُ بها ,
ونَحنُ نُنَبّه إلى بعضِ منها :
1- إنَّ الأبَ باعتباره عَمود الأسرةِ وخاصةً أعني مَن لم يُمارس دوره ,يَخرجُ صَباحاً و لا يعودُ إلاّ لَيلاً يَبحثُ عن رِزقِه ,
وإذا تَأملتَ بهذا الرِزقِ , فبعضه يَكفيه, وقد يَتَذرّعُ بالرزقِ بَحثاً ليَحتَجَ بذلك و لا يَدري أنّه بهذه الطريقةِ سَتُتزَعزعُ أسرته.
وهذا الأبُ الذي لم يمارس دورَه لم يُتعِب نفسُه , ويَجلس مع أولاده على الغداءِ أو العِشاءِ , ليجمعَ عائلَتِه ,
ويُحاول أنْ يَستفهمَ منهم ما يَدورُ في الأسرةِ , أو يُقدَّم لهم مَوعظةً وفَائدَةً .
حتى أنَّ بعضَ الناسِ بدأوا يَحنونَ إلى تَلكَ الأيامِ الخَوالي,والتي كانوا يَجتمعون فيها مع الآباءِ والأجدادِ , في وَقتٍ يَسيرٍ
,فأصبحتْ هذه الحَالةُ تُفتَقَدُ في البَيتِ , وبَدأ الوَلدُ يَكبرُ ,ولا يَحترمُ الكبيرَ ولا الجَارَ ,والأبُ يرَاه و يَقبلها له .
إنَّ الابنَ لا بُدّ أنْ يكونَ مَشروعَاً للأبِ ,فبعض الآباءِ لا يَعرفونَ عن ابنهم بأيّ صفٍ دِراسي ,.
والأمُّ كذلك فهي تُمَثّلُ العَمودَ الثاني في البيتِ , ونعني هنا الأمَّ التي لم تُمارِس دورها , أما الأمهاتُ اللاتي يُمارسن دورهن
فَجزائهن اللهُ خَيرَ الجَزاءِ.
فتجدَ الأمَّ غير مُكتَرِثَةٍ وتُفَكّرَ بفضولِ المَعيشةِ , وتَبحثُ عَن المُلَهيَاتِ , وتَتركَ البيتَ تَركَ الحَبْلِ عَلى غَاربِه.
2- مَا جَاءَتْ به الوسائلُ الحديثةُ , وسوءُ الاستخدامِ أسهمَ بتفككِ ما بَقيَّ , وقطّعَتْ أوصالَ الأسرةِ ,.
فهذا صديقه الانترنت والموبايل , وأصبحَ الوَلدُ مُتوحشاً , لا يَعرفُ المُجتمعَ , ولا يَملكُ أصدقاءَ جيدينَ .
و لا تُوجدُ نَصيحةٌ مِن الأبوين بكيفيّة استخدامِ الوسائلِ الجديدةِ , وكأنّ الأبَ والأمَّ في فِندَقٍ مُؤقّتٍ ,
يباتون ويذهبون كُلٌّ إلى عَمَلِه.
3- إنَّ التَدَاعياتِ الخطيرةَ في المُجتمعِ , والتي تستهدفُ هذا البناءَ الأسريَّ , هي مسؤوليةُ الجميعِ ,
ونحن ندعو إلى لَملَمَةِ الأسرِ ,.
أيّهُا الأبُ اعطِ مِن وقتكَ الشَيءِ لبيتكَ , علّمهم ما هي القيمُ ,
وما هي الأخلاقُ وماهي الشيمُ , وأفهم أنَّ التطورَ والتكنلوجيا لا تعني عدم الأخلاقِ ,.
وأنَّ الاستعماَل السَيءَ سَينتجُ نتائجَ سَيئةً .
وما نُشَاهِدُه في مَسألةِ الزواجِ والأعراسِ (الزّفّة ) مِن مَظاهرَ نَتأذَى منها , ويَتأذى مِنها الجيرانُ ,
فَهل بهذا أوصانا النبي , صَلى الله عليه وآله وسلم , وهل توارثنا ذلك وهل هذه أخلاقُ البَلدِ ؟
ونَعلمُ أنَّ أخلاقَ البلدَ التَواصي بالجَارِ واحترامُ الآخرين , واحترامُ الشَارعِ , الذي هو سَابلة للجَميعِ.
لماذا اختفتْ القيمُ والشِيمُ والرِجولةُ والكَرامةُ والغِيرَةُ .
والكُلُّ يُعاني من هذا الظرفِ , لأنَّ هذه المسألةَ مَسألةٌ اجتماعيّةٌ عامةٌ , لا تختصُ بفئةٍ دون أخرى.
في أعرافنا الحَسنة الجَارُ مُحترمٌ والعَشائرُ كَريمةٌ ,تعطفُ وتُساعدُ وتحترمُ .
لماذا تَغيبُ هذه الأمورُ وهي مِن البديهياتِ القيَميّةِ ؟
الأسرةُ هي المَنشأُ , والاهتمامُ بالمُعلّم لأنّه المُربي ,
إنَّ التفككَ الأسري يعني انهيارَ المُجتمعِ , ولا يُمكن أنْ يُصلحَ المُجتمع ما لم تُصلح الأسرةُ.
فالأبوانُ مَسؤولان عن تربيةِ الأبناءِ ,.
وفي العراق أسرٌ كريمةٌ وطيبةٌ , ولها مَشروعٌ صَالحٌ مع أبنائها , وقد دفعتهم بقوةٍ للجهادِ في سَبيلِ الوطنِ والمُقدّساتِ والأعرَاضِ ,
... الأمُّ الطيبةُ والعفيفةُ تودّعُ ابنها بالدعاءِ لجبهاتِ القتالِ , وربما تعرفُ أنّه قد لا يَعودُ إليها إلاّ وهو مَحمولٌ عَلى تَابوت .
وكذلك الأبُ الطيبُ , يَدفعُ ابنه للقتالِ وقد يَكون مُعيلاً له ,
أليس هذا جُهدٌ يُثمّنُ مِن قبل تلكِ الأسرِ الكَريمَةِ ,أنها أسرٌ صَالحةٌ تَماسَكتْ ورَبّتْ وعَرفتْ الحُرماتِ والقيمَ وتَربتْ تَربيةً حَسنةً.
وعندما صَدرتْ الفتوى المُقدسةُ بالجهادِ الكفائي , وصَل عَددُ المتُطوعين إلى أكثرِ مِن ثلاثةِ مَلايين ,
ووراء ذلك كلّه أسرٌ حسنةٌ وطيبةٌ وصَالحةٌ .
العراقُ بَلدُ الأخلاقِ والقيمِ والكرامةِ وكُلّ الفضائلِ , فلماذا تكونُ بعض الأسرِ خَارجَ السِربِ ؟
والكُلُّ مَسؤولٌ , وما يَحصلُ مِن تَفكّكٍ في الأسرِ , هو تصدعٌ في المُجتمعِ , لا بُدّ مِن معالجته بالشعورِ بالمسؤوليةِ الاجتماعيةِ
والعرفيةِ والدينية , .
وعلى الأسرِ أنْ تتماسكَ وأنْ تنظمَ أمورها وتنصح أولادها , وتَلتزمَ بالضَوابطِ الشَرعيّةِ.
______________________________________
تَدْوينُ – مُرتَضَى عَلي الحِليّ –
_______________________________________
تعليق